12-06-2011, 10:28 AM
|
|
عضو نشيط
|
|
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 119
معدل تقييم المستوى: 1015575
|
|
انكسار النفس وانتصارها
شتان بينهما .......... ففى حالة الانكسار يكون الانسان فيها ضعيفا ، لا يقوى على الوقوف
مهزوما ، رافضا الحياة بتلك الشكل ، بل ويفضل الموت عن الحياة متمنيا فيه الراحة التى لم يجدها بالدنيا .
بينما فى حالة الانتصار ، يكون الانسان فيها محب للحياة ......... بل يعشقها ، لاحساسه بالقوة والتقدير .
الحالاتين شتان بينهما رغم انه فى كلا منهما انسان واحد وكأنه شخصين وليس شخص واحد
تلك هى .
الانسان يمر عليه الكثير من الفرح والكثير من الحزن ، يمر عليه الكثير من الانكسار والكثير من الانتصار ، يمر عليه الكثير من النجاح وكذلك الكثير من الفشل .
وفى كل مرة يكون انسان مختلف عن الحالة الاخرى ........ تتعدد شخصيتنا بكل حالة نمر بها
تختلف نظرتنا للامور كل مرة تمر بنا حالة من تلك الحالات .
تارة نصبح محبين للحياة وتارة أخرى نمقتها بكل شدة ........... تارة نعيش فى يسر وتارة اخرى نعيش فى عسر ........ تارة نكون أقوياء ونملىء الدنيا بالاعمال وتارة اخرى نكون ضعفاء نستكين وكأنها سكينة الموت .
طبيعة البشر كذلك ، مع تقلب الحالات تتقلب شخصية الانسان .
الهدف من هذا التقلب معروف ان يثقل الانسان بكل تجارب الحياة الفرح مع الحزن ، السعادة مع اليأس ، القوة مع الضعف ........... فيدرك ويتذكر فى قوته وقت ضعفه والعكس صحيح والحكمة فى ذلك لعدم قبوعه واستكانته فى حال واحد ، لتغير الادوار ....... فالقوى اليوم غدا ليذوق الضعف وكاس يدور على الجميع لابد وان يتجرعه الكل ، فدوام الحال من المحال .
يأتى دور المفلح هنا .......... ( قد أفلح من زكاها ، وقدخاب من دساها ) نعم .
فالمؤمن الذكى هو من يمر بكل الحالات متمسكا بشىء واحد فيه حصنه من الاختلاف والضياع
النفس المطمئنة بوجود الله فى كل الحالات ، هو رب العباد فى كل الاوقات ، فى الازمات والرخاء ، فى كل الحالات لابد وان تنتصر تلك النفس داخلنا حتى نمر ما نحن فيه بسلام ، حتى نمر من تلك الاختبار بسلام ........... فالغنى ابتلاء نعمة ، كما الفقر ابتلاء نقمة ، الاثنين معا اختبار لنا وقد افلح من زكاها فى الحالتين .
لا تعبد الله فى الرخاء فقط ............. لا تتذكر ربك عند الازمات فقط ......... بل كن مطمئنا بوجوده دوما فى كل الحالات .
فهو باق ونحن الى زوال ، هو الاله فى كل وقت وكل زمان وكل مكان ، فهو الثابت ونحن المتغيرون ............ كل شىء حولنا يلف ويدور ويختلف ويتغير ويتلون ويزول
بينما الرحمن سبحان له الدوام ، يغير ولا يتغير ، وتذكر ايها المؤمن الله يمهل ولا يهمل فلابد لك وان تزكيها لتفلح ، فان لم تزكيها تلك الخسران المبين ، فالله الغنى عن العباد والعباد هم الفقراء الى الله .
التمسك بهذه النفس المطمئنة ليست بالشىء السهل ......... بل الذى يتمسك بدينه اليوم وكأنه ممسك جمر من النار بيديه .......... فتلك تتطلب قوة ليست كأى قوة ......... قوة الايمان بالله لا يملكها الا المؤمن القوى ............... ليتى جميعنا نملكها ......... فهى كالمفلح الذى يقوى على اقتنائها وامتلاكها ، فقد أفلح وأعتصم من شرور الدنيا ........... وليتى كل ما يتمناه المرء يدركه ، فالامنية وحدها لا تكفى لامتلاك تلك القوة ............. بل لابد والعمل عليها والاشتغال عليها لتكبر وتزيد
فهى كالثروة التى تنميها لتكبر وتعصمك من الفقر ، هى كذلك بكثرة اعمالك للخير ، ببعدك عن فعل المعاصى بتركك للذنوب ، بتمسكك بالقرآن والسنة ، بعبادتك لله كأنك تراه ، تزيد من رصيدك بتلك القوة .............. فهذا هو الانكسار والانتصار الحقيقى ،
حقا شتان بين الانكساروالانتصار هذا فكأنه الفرق بين الظلمة والنور، بين الجهل والمعرفة ، بين الليل والنهار ، بين الجنة والنار ، بين الضلال والهداية .
|