المقال الترابط الذهني والتصور كعناصر مهمة من عناصر الذاكرة.


أولًا ـ طريقة الترابط:
يقول الخبراء تعتبر طريقة الارتباط الذهنى هى وسيلة من أهم وسائل وعناصر الذاكرة حيث يعتبر الارتباط الذهنى من أهم الأساليب التى تعين على التذكر فالارتباط الذهنى هو تذكر الشي عن طريق ربطه مع شيء آخر تعرفه بالفعل.
لماذا الربط؟
قبل صناعة الأقلام والأوراق كانت الربط الذهني وغيره من أساليب الذاكرة من أهم الوسائل ذات الأهمية في قضية التذكر، كما كان يحتاجه الخطباء فى تذكر خطبهم كاملة، لذلك لا تعتبر أساليب تقوية الذاكرة حيلًا ولكنها طرق مدروسة تساعدك على الانتباه وتسجيل المعلومات واسترجاع المعلومة من الذاكرة وكذلك تلهم قدراتك على استرجاع التفاصيل وتعتمد هذه الأساليب على قدرتك الفطرية على عمل ربط ذهني بين الأشياء وتنظيم المعلومات الهامة.
مثال توضيحي:
قال أحد المشاهير ذات مرة إن هذا الأسلوب ـ أى الترابط الذهني ـ هو أم الذاكرة ولذلك سنتعلم كيف نتطبق أسلوب الربط الخاص بالذاكرة.
مثال: تأمل القائمة التالية:
(سجادة، ورقة، زجاجة، فراش، سمك)، كيف تستخدم الربط الذهني لتتذكر هذه الكلمات بسهولة؟
أول شيء يتعين عليك القيام به هو أن تتخيل صورة ذهنية للبند الأول (سجادة)، وأن تربطه فى ذهنك بالسجادة التى فى المنزل.
أما عن البند الثاني (ورقة)، فيجب أن تربطه بالبند الأول (سجادة) ويستحسن أن يكون الترابط مثيرًا للدعابة قدر الإمكان، فعلى سبيل المثال قد تتخيل سجادة منزلك فى ذهنك وكأنها مصنوعة من الورق، وأنت تتمشي عليها فيتجعد هذا الورق.
أما عن البند الثالث (زجاجة) فاربطه بالورقة لا بالسجادة، وتخيل أنك تكتب على الزجاجة بدلًا من الورقة.
أما عن الفراش فعليك أن تربطه بصورة أكثر إثارة ودعابة؛ فتخيل أن الزجاجة ملقاة على الفراش.
وأما السمك من السهل ربط بينها وبين الفراش حيث تتخيل سمكة كبيرة جدًا تنام على فراشك.
طريقة الأكروستيك:
وهناك طريقة أخرى للترابط الذهني وهى طريقة الأكروستيك، وهي نوع آخر من العلاقات التى تربط الأحرف الأولى من سلسلة من الكلمات، لتألف منها عبارات أو أبيات الشعر.
مثال: إذا أردت أن تتذكر الدول الآتية: (ليبيا، مصر، سوريا، جيبوتي)، فيمكنك أن تشكل عبارة تقول: (لَبَسَتْ منى سوارًا جديدًا)، فاللام في لبست تعبر عن ليبيا، والميم في منى تعبر عن مصر، والسين في سوار تعبر عن سوريا، والجيم في جديد تعبر عن جيبوتي.
الترابط الذهنى وفن حفظ الأسماء:
كثير من الناس لا يستطيع حفظ الأسماء أو ينسى أسماء من يعرفهم، فالترابط الذهني وسيلة تساعد على تذكر الأسماء، ويحل هذه المشكلة التى تسبب لك بعض القلق فى علاقاتك الشخصية مع الآخرين.
فعليك أولًا حتى تسهل عليك عملية الترابط الذهنى فى تذكر الأسماء، أن تقوي رغبتك فى حفظ الأسماء، ثم تكرر اسم الشخص عدة مرات عند مقابلته حتى يسهل عليك تخزين اسمه فى الذاكرة، مع ربط الاسم بالصورة والهيئة التى تعرفت بها على الشخص: هل يلبس نظارة؟ ما هو لون بشرته؟ ما هو الأمر المميز في صوته؟ وتذكر المناسبة التى قابلته فيها؛ فهذا يسهل عليك حفظ الأسماء.
التصور عنصر أساسى ورئيسى فى الذاكرة الحديدة:
إن إنجازات اليوم هى تخيلات وأحلام الأمس، فإذا فكرت فى ذلك قليلًا ونظرت حولك ولاحظت الأشياء المحيطة بك، تجد أن كل ما تتمتع به اليوم ما هو إلا أحلام وتخيلات أشخاص؛ فكل المخترعات بدأت بأحلام وتخيلات.
فالتصور هو القدرة على رؤية صورة فى العقل وكلما زادت قدرتك على رؤية الصورة بوضوح، رؤية شكلها ولونها وهيئتها، كان ذلك بمثابه إشارة إلى ارتفاع كفاءتك فى التصور، إن التصور هو في واقع الأمر مرادف لكلمة تخيل برؤية واضحة وحية.
إن التصور هو قدرة الفرد على الرؤية عن طريق الصورة وليس الكلمة، فإذا فكرت فى كلمة كلب فسوف تتراءى لك فى مخيلتك صورة كلب أي أنك لا ترى كلمة كلب مكتوبة بواسطة حروف.
تمرين لتقوية التصور:
1- أغمض عينيك وحاول أن تتخيل فطيرة من التوت طازجة خرجت لتوها من الفرن، استشعر دفئها وأنت تحملها بين يديك، واستنشق الرائحة الطيبة منها.
2- تأمل الطبقة الخارجية للفطيرة وتأمل منظر التوت عليها.
3- ضع الفطيرة على الطاولة، واحمل سكينًا لتقطعها، استشعر ثقل السكين وأنت تقطع الفطيرة.
4- التقط شريحة وضعها فى طبق وراقب التوت، وهو يتسرب من الجوانب أسفل الطبقة الخارجية للفطيرة.
5- التقط شوكة واغرسها فى الفطيرة وتناول الفطيرة والتوت.
وأخيرًا اعلم أنك إذا كنت مراقبًا جيدًا؛ فإنك تتميز أيضًا بقدرتك على التصور، إن الشخص الذى لا يقضى وقتًا طويلًا في الانتباه لكل ما يحيط به، سوف يجد صعوبة أكبر في التركيز على مثل هذه الأشياء،
فكلما كنت قادرًا على الانتباه لكل ما يحيط بك، زادت قدرتك على التصور فيما بعد، وعليك بالممارسة اليومية لعناصر الذاكرة من ترابط ذهني لما تحفظه وتصوره بكل حواسك؛ فذلك يسهل عليك تحسين ذاكرتك.
أهم المراجع:
1- الذاكرة، كارول تركينجتون.
2- الدليل الكامل للتحكم فى الذاكرة، هاري لورين.
3- سحر الاتصال، محمد أحمد العطار.
4- المفاتيح العشرة للنجاح، إبراهيم الفقى.

.
مفكرة الإسلام ...المصدر
.
تعليق ...
أذكر لمآ كنت أدرس كانت عمليه الحفظ صعبه فصرت أربط بالتعريف او التعليل او الرسمه بشيء ما
والحمدلله أجواب عليه وكلي إقتناع بإنه صحيح 100% ...فأنصحكم بها ..راح ترتفع مستوياتكم في عملكم أو دراستكم أو حتى حياتكم
.
دمتم بذاكرة حديدية