14-12-2007, 11:40 AM
|
|
عضو ماسي
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 1,542
معدل تقييم المستوى: 39727
|
|
عندما يقلق السعوديون ماذا يفعلون ؟!؟!
عندما يقلق السعوديون ماذا يفعلون؟
د. شروق الفواز
لكل شعب طريقته الخاصة به في التعبير عن همومه وصعوبات حياته اليومية وواقع معيشته وظروفها المختلفة الثابتة منها أو تلك المتقلبة.
وللشعب السعودي طريقته المميزة في التعبير عن قلقه والتنفيس عن همومه التي تؤرقه. يبدأها بالإشاعات التي عادة ما تُربط بأوقات محددة فتبدأ خفيفة خجلى يتردد الفرد في تصديقها ثم تتعاظم بقرب حلول موعدها المزعوم حتى تغدو حقيقة تبنى عليها الأحلام وتبدأ منها الخطط والمشاريع، حتى يندر أن تجد من يشكك في صحتها إلى أن يحل يومها الموعود. فتتبخر الإشاعة كقطرة ماء في إناء ساخن، وتبقى مرارتها المكتومة في نفوس جميع من صدقوها ومن غلت قلوبهم حرقة ليس على تصديقهم لها وحسب وانما لانتفاء احتمالية حدوثها، ليلجأوا لحيلة أخرى تخفف مرارتها وتقلب حالها من أمل مرتجى إلى طرفة تُقبل وترتضى. وهكذا تستمر الحال مع كل حالة قلق جديدة تعتريهم.
قد لا تكون هذه الظاهرة محصورة في الشعب السعودي دوناً عن من سواه،لكن العجيب فيها هو نسبة السعوديين الذين يستجيبون لها ويقعون ضحية لاحتمالياتها المتذبذبة.
تبدأ الإشاعة من خوف أو أمل وليد، ثم تطرح في المجالس للنقاش وتدعم بالبراهين والآراء المزعومة فيسهل هضمها وتصديقها لتصاغ بأشكال عدة في البيئات الخصبة لانبات الآمال أو المخاوف وتضخيمها كالمنتديات الانترنتية والساحات. وتلخص نقاطها بكل احتراف في رسائل الجوال فتتنامى وتكبر ويزداد اليقين بها لتنتشر أكثر وأكثر، ويتناقلها الناس مجانا في مجالسهم الخاصة والعامة أو على حسابهم الخاص من خلال ما يدفعونه لشركات الاتصالات في رسائلهم التي تروج بحرفة واقتدار لهمومهم واشاعاتهم بخوفها وحلمها حتى نكتهم الساخرة التي تعكس مؤشر القلق وارتفاعه في المجتمع، تبرع في نشرها وتوزيعها كإسفنجة متمرسة ومستعدة لامتصاص كل هذه الامنيات و الرجاء.
منذ مدة ليست بالقليلة والشعب السعودي يعاني حالة قلق مؤلمة كرد طبيعي لحالة الجنون التي اعترت مختلف السلع ورفعت وضاعفت الأسعار تعامل معها بنفس الطريقة التي اعتادها في التعامل مع همومه السابقة والتي تشبه في حالها الأزمة السابقة التي تركت تأثيرا ووقعا عميقا بعد انهيارات سوق الأسهم والخسائر التي تبعت ذلك. فبدأها بالاشاعات التي تنذر بمزيد من الغلاء وبأخرى تعد بحلول تقاوم هذا الغلاء.
كبّر ما يروق له منها وصدق معظمها المنطقي منها واللا منطقي وعاش على أملها وانتظر فجاءته البشارة بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأسعار الأرز والحليب لتخفيض أسعارهما الملتهبة ومعها زاد الأمل وطاب للسعوديين الانتظار والتوقع والانسياق وراء الإشاعات الملغمة بالأحلام لأنه لا يزال يتوقع المزيد مما يمكن أن يُهدئ قلقه ويعيد له توازنه.
منقول
|