22-06-2011, 03:37 PM
|
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: جده
المشاركات: 1,181
معدل تقييم المستوى: 9540556
|
|
على شارعين
وسام وطني للسكوت !
خلف الحربي
جئت إلى نجران الحبيبة تلبية لدعوة كريمة من الإخوة في منتدى نجران الثقافي، وفي ديار قس بن ساعده التقيت العديد من الإخوة الكرام الذين ستبقى حواراتهم الواعية حاضرة دائما في الذهن وسعدت بمعرفة مجموعة رائعة من الشباب الموهوبين في مجالات أدبية وفنية مختلفة، هذه هي المرة الثانية التي أزور فيها نجران المدينة التي تخاطب الروح والعقل والقلب معا، فشعرت أن أثمن كنز تتمتع به بلادنا هو تنوعها؛ فالتنوع ثراء حقيقي تفخر به الأوطان وتتباهى به الأمم.
أكتب لكم اليوم من أقاصي الجنوب ولم أكن أتخيل في يوم من الأيام أن الجهات يمكن أن تتحول إلى تهمة مثلما جاء في الحديث الفضائي للدكتور طارق الحبيب، أنا في هذه اللحظة (جنوبي) يعشق الشمال ويملؤه الاعتزاز بهذا الوطن الشاسع الذي يمتد من البحر إلى البحر ويباهي بوحدة أهله من حدود الشام إلى حدود اليمن، فلماذا أرهقت البوصلة الدكتور الحبيب وتحولت إلى آلة متوجسة لقياس ولاءات أهل الشمال وأهل الجنوب؟.
وفقا لمسطرة الدكتور طارق يحق لي في هذه اللحظة أن أترنم بأغنية محمد عبده: (أنا من أهل الجنوب) دون ان أشعر بـ (شيزوفرينيا) الولاء!، بل على العكس من ذلك أشعر بأن ولائي وحبي لهذا الوطن يزداد رسوخا وعمقا، وهو الشعور ذاته الذي سوف يتملكني لو كنت في رفحاء أو عرعر أو القريات أو تبوك.. فهل توجد أرض في هذه الدنيا ليس لها شمال أو جنوب؟ هل يبحث هذا الطبيب النفسي عن أرض على شكل دائرة ندور فيها حتى (ندوخ) فنذهب إلى عيادته النفسية فنقول له: (يا دكتور الواحد ما هو عارف راسه من كرياسه.. ممكن تخلينا في السنتر)!.
هذه ليست السقطة الأولى للدكتور طارق الحبيب فخلال فعاليات صيف أرامكو العام الماضي وصف البدو بالمتخلفين (أفا يا ذا العلم!) يومها حدث نقاش ساخن بينه وبين الزميل خالد بن تنباك وشعر الكثيرون باستياء بالغ من أطروحات الحبيب وهو الأمر الذي دفعه للتراجع عن هذه العبارة العنصرية من خلال تصريحات ترقيعية لبعض الصحف الإلكترونية.
الطريف في الأمر أن الدكتور الحبيب يقدم هذه الأطروحات التي تشكل خطرا على الوحدة الوطنية في سياق أحاديث يحاول من خلالها أن يظهر حبه الكبير لهذا الوطن، وهنا يطيب لي أن أعيده إلى مقولة شهيرة ملخصها أن الرجال خمسة أنواع: رجل يخدم وطنه بحياته ورجل يخدم وطنه بماله ورجل يخدم وطنه بعلمه ورجل يخدم وطنه بعمله ورجل يخدم وطنه بسكوته!، لذلك أتمنى أن يقدم الدكتور خدمة جليلة لهذا الوطن المعطاء و(ينقطنا بسكاته)!.
|