04-07-2011, 12:13 PM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 1,212
معدل تقييم المستوى: 78592
|
|
لعل أكبر هم شغل الإنسان عبر الأزمان، هو هم السعي وراء الرزق والعمل على كسب القوت،
لدرجة أنه يقضي معظم يومه سعيا في طلبه، وإن لم نقل معظم عمره، يفنيه في العمل من أجل تأمين رزق الأبدان ورزق القلوب أو الرزق الزائل من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وغيرها من ضروريات الحياة وكمالياتها، والرزق المطلق الذي يبقى حتى لما بعد الموت والمتمثل في العلم والإيمان، ومن أهمية الأرزاق بالنسبة للإنسان فقد قدّرها الله عز وجل خمسين سنة قبل خلق السماوات والأرض وكتب لكل الخلائق أرزاقها، وكتب لها أن لا تتوفى قبل أن توفاها، ولن يستطيع أحد أن ينقص من رزقها مقدار حبة خردل مهما علا جاهه، وعظم سلطانه وزادت قوته، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «احْفَظ الله يَحْفَظْكَ، احفَظ الله تجدْهُ تُجاهَكَ، إِذا سأَلْتَ فَاسألِ الله، وإذا استَعَنْتَ فاستَعِنْ بالله، واعلمْ أَنَّ الأمَّةَ لو اجتمَعَتْ على أَنْ يَنْفَعوكَ بشيءٍ، لم يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بشيء قَدْ كَتَبَه الله لَكَ، ولو اجتَمعُوا على أَنْ يَضرُّوكَ بشيء، لم يَضُرُّوكَ إِلاَّ بشيءٍ قَدْ كَتَبَهُ الله عَليكَ، رُفِعَت الأَقلامُ، وجَفّتِ الصحُف»، فكيف للأنسان بعدما جاءه البيان أن يقصد الإنسان ويتوسل إليه ويخاف أن يقطع عليه رزقه، وتجده يتوسل اليه ويقول: من فظلك، لا تقطع قوت أبنائي، وينسى قول الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "اللّه الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون"، فمثلا إذا مات أحدنا فهل يستطيع الإنسان أن يحييه ثانية ؟ مستحيل، فكذلك الموت لا أحد يميتنا إلا إذا كتب الله لنا ذلك، ولا أحد يرزقنا إذا منعنا الله ولا أحد يحرمنا إذا رزقنا الله والدليل قوله: «هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء»، معناه لا شيء، لا الموت ولا الحياة ولا الرزق بيد البشر ومن نسب هذه الأمور لغير الله فقد أشرك لقوله في آخر الآية «سبحانه وتعالى عما يشركون».
|