16-07-2011, 10:09 PM
|
|
عضو سوبر
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 358
معدل تقييم المستوى: 44940
|
|
أعتقونا في هذا الشهرالكريم
مقال جديد لـ كاتب " حــدث " الـ د. حسن العجمي بعنوان " أعتقونا في هذا الشهرالكريم " جاء بصفة الحديث من الإبن لوالده , ليروي هذا الإبن صاحب المواطنة الحقة والبار بأبيه ووطنه لهذا الأب العظيم مايعانيه ويعانيه إخوته وأخواته , مستقوياً بالله في هذا المقال بالله عز وجل ثم بثقافة الحوار التي دعا لها والدنا خدام الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه
المقال جاء نصه كما يلي :
مع قرب حلول شهر الخير والبركة واستبشار الناس بإطلاق سرا ح سُجنائهم بأوامر ملكية كريمة ، (وهي سُنةٌ حسنةٌ ورِثها الأبناء عن المؤسس ر حمه الله) فإننا نسأل الله عز وجل لهذه العادة أن تتوسع وأن تتطور لتشمل كل المعتقلين سواءً أكانوا داخل أسوار السجن أو خارجه ، فهل تعتقدون معي أن العاطلين عن العمل والمهمشين في الحياة ومن يعيشون تحت خط الفقر ومن عُلِّقت شهاداتهم الأكاديمية وعُطِّلت حياتهم العادية ، ومن حُرِموا مواصلة تعليمهم وأداء دورهم في الحياة بسبب القياس أو الكفايات أوغيره من (الكلام الفاضي) هل تعتقدون أن هؤلاء أحراراٌ أم مُعتقلون في سِجن كبير؟؟؟!!! ، هل تظنون أن من يعيش تحت ر حمة الصهاريج ووطأة انقطاعات الماء المُتكرِّرَة في هذا الصيف الساخن ، هل تظُنَّونهم يتنفسون الحُرية ويعيشون الكفاف؟؟؟ ، هل تظُنون أن حَمَلة الشهادات العُليا من الرجال والنساء الذين أفنوا أعمارهم طلباً للعلم ، يعيشون الحرية ويتنفسون الصُعداء بعد أن تنكر لهم هذا الوطن الذي طالما اشتاقوا إليه؟؟؟!!! ، كثيرٌ مِنهم عض أصابع الندم على عودته إلى بلاده وكم تمنى لو كان عاقلاً واستقرَّ به النوى حيث كان يدرُسُ ويجِدُ نفسه!!! ، هل تعتقدون معي أن المواطن الذي تراكمت عليه مُخالفات المرور (ظُلماً وعُدواناً) وظلت مُعاملاته حبيسة الأدراج فلا يستطيع أن يُضيف أولاده في (كرت العائلة) ولا يستطيع أن يُسافر ولا يستطيع أن يفعل أيَّ شيءٍ سِوى أن يُسدِّدَ هذه المخالفات التي غالباً ما تكون الدولة هي من اضطرت المواطنين إلى ارتكابها مثل مُخالفات تحميل الركاب!!! وساهر!!! هل تعتقدون أن هؤلاء المواطنين أحراراٌ أمْ يعيشون في سجن كبير؟؟؟!!! .
ولستُ هنا لأفتح كُل الجروح وأتحدَّث عمَّن حبستهم الأمراض وتخلت عنهم المُستشفيات المُتخصِّصة!!! ، وليست لهم معرفة بِمن يُصدرون أوامر العلاج في الخارج!!! فهؤلاء لهم قصة مُختلِفة ومأساة تُروى في مُحاضرات مُستقِلة ، وما ذكرتُهم هُنا إلا استِئناساً بحالهم ولأن النظر في مصائب الآخرين يُهوِّن عليك مُصيبتك .
ليس سِراً أنَّ أغلب الشعب السُعودي مسجونٌ تحت وطأة الحرمان وغياب حُرية العيش العادِلة ، فلا فرق أبداً بين من كان يُعاني من حِرمان الشعير لدوابه أو من كان يُعاني حرمان الدخل مِن أجل أولاده أو مُن حُرم الصحة بسبب تقصير الدولة في علاجه أو من لم يجد سقفاً يستُر فيه أهله ، أو من حُرِم الحرية بسبب مُخالفات المرور ، وبين من ضمتهم جُدران السجون ، فكُل اولئك وأنا مِن ضمنهم سُجناءٌ نرجواْ من الله عز وجل أن يفُك أسرنا ويُعتِق رِقابنا ثُم نأمل من خادم الحرمين الشريفين أن يكون عفوه هذا العام عن كل مواطن مسجون مع اعتبار أنَّ كُل أصحاب الحاجات المرفوعة والقضايا المُعلقة والعاطِلون سُجناءٌ لا ذنب لهُم سوى عقليةُ بعض الوزراء وبيروقراطية الوجهاء وشَرهُ السُفهاء ، ولا يجِدُ المواطن مقولةً أنسبُ من أن يقول لهم : ( هرِمنا هرِمنا ) .
اللهم اغفر لولي أمرنا وأمده بالصحة والعافية ، ولا تغفِر مِن بعدهُ لأحدٍ ممَّن أفسد علينا دُنيانا وضيع أعمارنا وشقَّ علينا ، اللهم ربنا فطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يرواْ العذاب الأليم .
http://www.hadth.org/news.php?action=show&id=13122
|