بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أحبتي وفقني الله و إياكم لمايحب و يرضى
الكل منا يعلم بأن حاجتنا لله سبحانه وتعالى دائمة أزلية ولا نستغني عنه سبحانه طرفة عين أو أقل من ذلك ، و هو سبحانه الغني عن كل أحد ،،،وعند معرفتنا لهذه الحقيقة نعلم أنه لا ينفع ولايضر أحد إلا بإذن الله ،،، فلا نلتجأ إلا إليه وحده و لا ندعوه إلا هو وحده سبحانه ،،، و الدعاء لا يستجاب إلا بشروط أهمها بعد الإخلاص هو أن يكون مطعمك حلالا ،،،ومما يدل على ذلك ...عندما طلب سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون مُجاب الدعوة قال له: "أطِب مطعمك تكن مُجاب الدعوة".

وقد قال صلى الله عليه وسلم((إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، لأن الله تعالى أمرالمؤمنين بما أمر به المرسلين فقال( يأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً)[المؤمنون:51]، وقال تعالى(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)[البقرة:172]، ثم ذكرالرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ))[رواه مسلم].

ونحن في هذا الزمان بحاجة للكسب الحلال خصوصا في مثل هذه الظروف التي أصبح الحلال مختلطا بالحرام ،أو أصبح بعض المال مشتبها فلا تعلم هل هو حلال أو حرام ، بل إن بعض الناس لا يبالي هل كسب رزقه من حلال أو حرام و الله المستعان ...
لقد ضرب رسولنا صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم والتابعون لهم بإحسان المثل الأعلى:
· في الصحيحين عن أبي هريرة يرفعه قال: "إني لأنقلب إلى أهلي، فأجد التمرة ساقطة على فراشي أوفي بيتي، فأرفعها لآكلها، ثم أخشى أن تكون من الصدقة فألقِها"، وعندما رأى الحسن وكان طفلاً تناول تمرة من تمرالصدقة، قال له: كخ كخ؛ حتى رماها.
· وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوماً بشيء فأكل منه أبو بكر، فعندما علم أن الغلام نال هذا بكهانة تكهنها في الجاهلية، أدخل يده فقاء كل شيء في بطنه".
· وكذلك قاء عمر بن الخطاب لبناً عندما علم أنه حُلب من إبل الصدقة.
· روى البيهقي بإسناده إلى يوسف بن أسباط قال: "إذا تعبد الشاب يقول إبليس لملئه: انظروا من أين مطعمه؟ فإن كان مطعمه مطعم سوء، قال: دعوه، لا تشتغلوا به، دعوه يجتهد ويتعب، فقد كفاكم نفسه".
· وعن حذيفة المرعشي أنه نظرإلى الناس يتبادرون إلى الصف الأول، فقال: "ينبغي أن يتبادروا لأكل الخبز الحلال".
· وعن الفضيل بن عياض قال: "سُئل سفيان الثوري عن فضل الصف الأول، فقال: انظر كسرتك التي تأكل من أين تأكلها؟ وصلِّ في الصف الأخير"، وفي رواية عنه: "انظر إلى درهمك من أين هو؟ وصلِّ في الصف الأخير".
وقال إبراهيم بن أدهم: (ما أدرك من أدرك إلا من كان يعقل ما يدخل جوفه).
وقال يحيى بن معاذ: (الطاعة خزانة من خزائن الله إلا أن مفتاحها الدعاء، وأسنانه لقم الحلال). وقال ابن المبارك: (رد درهم من شبهة أحب إلي من أن أتصدق. بمائة ألفدرهم ومائة ألف ومائة ألف حتى بلغ ستمائة ألف) وكان يحيى بن معين ينشد: