إلى كل من ضاقت عليه الأرض بما رحبت .. تعال نحسبهاوبعدين قرر !!!!
أرجو أنتقرأوا هذه الكلمات حتى النهاية وأعتذر عن طولها .. لكنها فقط تذكير لنفسي وإياكمعن أشياء بسيطة في حياتنا لا نبالى بها وتمر علينا وكأنها حق مُكتسب ونحن لا ندرىكم هي عظيمة تلك النعم
فكم نجد حولنا من متبرمين .. كم نقابل يومياً أناسساخطين .. كم جلسة كل ما يدور فيها هو اسطوانة من الشكاوى تتناقل بينالجلساء
لكن..
أخي .. أختي .. بالله عليكم لحظة من فضلكم .. هلاتحاورنا لدقائق حوار أرجو أن تعايشه بكل جوارحك وإدراكك لتعى حقائق قد تكون متغافلاعنها
أخى .. بدايةً .. أسألك أسئلة أرجو ألا تستخف بها ولكن فقط حاول أنتصبر حتى نهاية الحوار
- هل من الممكن أن تخبرنى عن تفاصيل ما دار لك فيهذا اليوم من أول اليوم وبالتفصيل إن أمكن؟
أعتقد أنك ستقول : استيقظت مننومى صباحاً ثم ..
عذرا اسمح لى أن أقاطعك هنا وأقول لك .. هل تعلم أناستيقاظك من نومك هذا نعمة كبيرة ومنحة عظيمة لن تدرك قيمتها إلا إذا علمت أن هناك الآلاف أو الملايين قد قُبضت أرواحهم فى هذا اليوم، ولم يمنحهم الله فرصة استقبل اليوم جديد، ولا فرصة التوبة قبل الموت، ولا فرصة عمل طاعة قبل الموت، ولا حتى فرصةالاستعداد للموت
فهلا أدركت قيمة هذه النعمة التى يمنحك الله إياها يومياثم إذا بك لا تعى ولا تدرك أنها فرص بل إنك تضيعها هدرا وعبثا .. وقد لا تدركقيمتها إلا عندما تضيع منك ، وعندئذ لا ينفع الندم ولا الحسرة
تقول أنكاستيقظت من نومك ..
نعم ..
استيقظت مبصرا لما حولك ..
نعم ..
هل تعلم كم من البشر استيقظوا من نومهم فى هذا اليوم وفتحوا أعينهم على ظلام دامس ..
نعم أخى الكريم .. فهناك ملايين قد كف الله أبصارهم ويعيشون محرومين من نعمة النظر إلى أعزاء وأحباب حولهم لا يعرفون أشكالهم
فهلا أدركتتلك النعمة ووعيت قيمتها أم تنتظر حتى تذوق مرارة فقدها على غِرة؟
تقول أنكإستيقظت من نومك ..
نعم ..
أخى ماذا كان أول صوت سمعته عنداستيقاظك ..
قد تقول مُتأففا : استيقظت على صوت ضجيج وضوضاء منالشارع
فهل تعلم أن هناك من يتمنى أن يسمع أى شئ حتى ولو كان الصخب والضجيجالذى تتبرم منه لكنه للأسف محروم من نعمة السمع .. يرى الناس حوله ولا يسمعهم ولايدرى ما يدور حوله إلا بصعوبة
و قد تكون لك إجابة أخرى فتقول: لقد استيقظت فلم أسمع سوى الهدوء الممل والصمت الرهيب
فهل تعلم أن هناك أطفالا ونساءوشيوخا ومرضى يستيقظون على أصوات المدافع وهدير الطائرات وقذف الدبابات؟،
نعم أخى فهناك ملايين من البشر يعيشون فى بلاد ابتليت بالحروب وتعانى منويلاتها
عفوا أخى إن أطلت عليك ولكن هذه لمحات طرأت على فكرى عندما قلت أنكاستيقظت من نومك وأردت أن تمر عليها مرورا عابرا وكأنه حق لك أن تستيقظ مبصرا سامعاآمنا ولا ترى فى ذلك نعمة توجب الشكر والحمد والامتنان للمنعم
فعذرا .. وأرجو أن تستمر
قد تجيب : ,,عادى جدا,, .. قمت من سريرى وذهبت إلى الحمام وبدأت الاستعداد ليومى
من فضلك انتظر .. هل تعلم أن ما تقول عنه أنه ,, ’’عادى جداً’’,, هو بالنسبة لغيرك نوع من ,,المعجزة التى يتمناها,, ، هل تعلم أنهناك من لا يستطيع الحركة إلا بمساعدة من حوله ، ويحتاج لهذه المساعدة فى أبسط وأدق تفاصيل حياته، لقد سمعت من أحد الشيوخ أن أحد الأثرياء قال له ,, أنا على استعداد أن أتنازل عن ثروتى كلها مقابل أن أدخل الحمام لوحدى,,
فهل لازلت -أخى الكريم - تنظر لحركتك تلك على أنها ,, شئ عادى وطبيعى,,
عفوا .. استمر..
قد تقول : ذهبت إلى عملى وهو بالمناسبة عمل بسيط ومتواضع وغير مناسب لإمكانياتى أو مؤهلاتى
أخى هل تعلم كم مليون عاطل يتمنون أى فرصة عمل مهماكانت بسيطة
أو حقيرة ومع ذلك ليجدون؟!
استمر..
ستقول : خرجت من عملى منهكا وأحضرت بعض متطلبات البيت وعدت إلى منزلى لأجد شكاوى الزوجة اليومية وشغبالأطفال الذى لا يُطاق..
بالله عليك احمد الله على نعمة الزوجة والأطفال .. هناك كثيرين يكرهون العودة لبيوتهم لأنهم لا يجدون فيها أنيساً أو جليساً،
وأنتى أختى الكريمة يا من تضجرين من زوجك وتشتكين من تصرفاته وعدم مراعاته لمشاعرك.. بالله عليك إحمدى الله فغيرك كثيرات تتتمنين الزوج حتى ولو كان قاسيا وعلى استعدادلتحمله مهما كانت أوضاعه بعد أن ذقن مرارة الوحدة وأحسسن بنعمة الزوج .. فاحمدى الله يا أختاه ..
ثم أخى .. أختى .. يامن تشتكون من شغب الصغار وتشعرون بالتعب من مشاكلهم .. هل تدرون أن هناك أناسا يتمنون هذا التعب ويطربون بهذا الشغب ولكنهم قدر الله عليهم الحرمان من الأطفال
عفوا .. استمر ..
ستقول : دخلت لغرفتى لأستريح وأنام من التعب
أخى .. لقد دخلت بيتك ثم دخلت غرفتك ثم أويت لفراشك ..
هل تعلم أن هناك ملايين يحسدونك على تلك النعمة فقط .. لأنهم ببساطة مشردين جراء عواصف أو فيضانات أو زلازل ولا بجدون أى جدار يتوارون خلفه يقيهم شدة البرد أو قيظ الشمس
أخى عذرا ولكننى أكتفى بهذا ولن أسألك عن تفاصيل أكثر .. لن أذكرك بلقمة تُشبعك مهما كانت بسيطة وغيرك يتلوى من الجوع .. لن أذكرك بماء تشربه وغيرك يموت من العطش
ولن أُذكرك ...
لن أذكرك بالمعجزات داخلك وأنت لا تدرى ولا تشكر ..
لن أذكرك بقلب بفضل الله ينبض بلاألم وغيرك مريض بقلبه ..
لن أذكرك بهواء يدخل ويخرج من رئتيك بإعجاز خارق وغيرك يتنفس من خلال أجهزة ..
لن أذكرك بكليتين صغيرتين تعملان بفضل الله بلا كلل وغيرك يحتاج لجهاز كالصندوق بعد أن أصيب بالفشل الكلوى
لكن هلا تذاكرنا أنأعظم النعم التى نعيشها هى أننا مسلمين .. أن الله أكرمنا بأن خلقنا فى مجتمع مسلم ولأبوين مسلمين .. فغالبية البشر منهم من لا يعرف له دينا ويعيش حياته كالبهائم،ومنهم من يعتنق دينا ويلتزم به خاشعا خاضعا ولا يدرى أنه يعيش الوهم وان من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يُقبل منه، ومنهم من يعيش ضالا يبحث عن الحقيقة ولا يجد من ينير له الطريق .. فهل أحسست بعظم تلك النعمة؟
هل أدركت يوما أن لغتك العربية - التى يتوارى منها البعض ويلوى لسانه بلغات أخرى - هى بالنسبة لآخرين أمل وأمنيةيتمنون الحديث بها، وهم أناس غربيون شرح الله صدورهم للإسلام ويتمنون لو يعرفونالعربية ليشعرون بلذة قراءة القرآن بلغته
أخى .. كم تمنيت أن تكون مثل فلانالمليونير أو فلان الوسيم أو فلان القوى أو .. أو ..
فهلا تذكرت أن الله قادر أن يجعلك مثل فلان المليونير وفلان البائس الفقير وفلان الدميم وفلان المريض الضعيف ...
فتذكر أخى أن تحمدا لله أنه خلقك أنت
ولا تنس أن هذه هى الحياة .. لا يجب أن تكون جنة .. فإن كملت فى جانب .. نقصت فى آخر .. فلا تجعل ذاتك محور هذا الكون .. ولا تجعل القليل من الآلام تُهدر العظيم من النعم .. ولاتكن ممن قال فيهم ربنا ,,إن الإنسان لكفور مبين,,
فاحمد الله على كل حال وفى كل حال
وارض بما قسم الله تكن أغنى الناس
وبعد كل ذلك ... هل لازل تساخطاً؟؟؟!!!
منقول