تأسس الموقع عام
2006
Site was established in 2006
أضف رد |
|
LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|||
مقال أعجبني عن التعليم في اليابان
شهد نظام التعليم الياباني،إصلاحات واسعة بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية في عام 1945م أتاحت إعادةتوجيه المناهج والمقررات والكتب الدراسية، وبخاصة تلك المقررات التي تؤدي إلى إثارةالنزعات الح***ة والطائفية، مثل مادة التربية الأخلاقية لتكون بشكل أقلمنالنعرة القومية والنزعة العسكرية التي كانت عليها قبلالحرب العالمية الثانية. كما أتاحت الإصلاحات إقامة نظام تعليمي يُعرف بـ « 6 - 3 - 3 - 4 »، أي ست سنوات للمرحلة الابتدائية، وثلاث للمتوسطة وثلاث أخرى للمرحلةالثانوية ثم أربع سنوات للجامعة. وتم ضم المرحلة المتوسطة إلى المرحلة الابتدائيةلتصبح السنوات التسع الأولىمنالتعليم تعليمًاأساسيًا إلزاميًا تصل نسبة الالتحاق به 100% حيث تقع مسؤولية إلحاق التلاميذبالمدارس على عاتق أولياء الأمور، وبرغم أن الثانوية ليست إلزامية ،إلا أن نسبة المتقد مين إليهامن المتوسطتجاوزت 90 % . الكم المعرفي وثقل العبء الدراسي:ومن المعروف أن نظام السنة الدراسية اليابانيةيختلف عن معظم دول العالم حيث تبدأ الدراسة في أول شهر أبريل الميلادي وتنتهي فيالخامس والعشرينمنشهر مارس. ويعتبر عدد الأيامالدراسية وعدد الساعات في السنة أطول عددًا مقارنة بأي دولة أخرى، حيث يبدأ اليومالدراسي عادة للطلابمنالساعة الثامنة صباحًا حتىالساعة الرابعة تقريبًا، أما المعلمون فعملهم حتى الساعة الخامسة ولكنهم يظلون فيعملهم حتى السادسة والسابعة مساء. بالإضافة إلى ذلك تقل عدد العطلات التي تنقسم إلىعطلة الربيع والتي لا تزيد على عشرة أيام، وكذلك نفس المدة لعطلة رأس السنةالميلادية، ثم العطلة الصيفية التي لاتزيد على أربعين يومًا. وعلاوة على ذلك يقومطلاب المدارس بالذهاب إلى المدرسة أثناء العطلة الصيفية لبعض الأيام تبعًا لبرنامجمحدد مسبقًا، بالإضافة إلى تكليفهم بالقيام بواجبات ومشروعات تتطلب منهم جهدًا ليسبالقليل أثناء العطلة. كما يمارسون طوال العطلة نشاطات رياضية مثل السباحة وغيرهابالمدرسة بشكل منتظم حسب برنامج العطلة المحدد مسبقًامنقبل المدرسة. وكنتيجة ربما تكون طبيعية لهذا الجهدالدراسي خلال العام، ويحصل الطالب الياباني على أيام دراسية أكثرمنأقرانه في أمريكا، ويحصل على درجات تفوق أقرانه فيأمريكا وغيرهامنالدول المتقدمة في مجالات المعرفةوالمقررات الدراسية مثل الرياضيات والعلوم. ويقال أن مستوى التلميذ الياباني في سنالثانية عشرة يعادل مستوى الطالب في سن الخامسة عشرة في الدول المتقدمة. وهذا يدلعلى الرقي النوعي للتعليم في اليابان. وتبعًا لإحصائيتين أجرتهما «المؤسسة العالميةمنأجل تقويم التحصيل التعليمي» لاختبار مدىالاستيعاب في مجال العلوم والرياضيات، حصل تلاميذ المدارس الابتدائية اليابانية علىأعلى النقاطمنبين تلاميذ المدارس الأجنبية الأخرى. كما جاءت نتيجة طلاب الثانوية اليابانيينمنأعلىالدرجات أيضًا. ولكن وزارة التعليم اليابانية تسعى منذ حوالي عشر سنوات إلىإقناع الطلاب وأولياء الأمور بتقليل عدد أيام الدراسة للتخفيف عن التلاميذ والطلابوتشجيعهم على الاستمتاع بوقتهم. وقد استمر النقاش حول هذا المشروع سنوات حتى تقررإنجازه بمجلس النواب على مراحل، وذلك بجعل يوم السبت الثاني والرابعمنكل شهر إجازة بدلاًمنالدراسة نصف يوم، وأخيرًا سيبدأمنشهر إبريلمنهذا العام ( 2002 م ) الدراسة خمسة أيام في الأسبوع فقطمنالاثنين إلى الجمعة. وكثيرًا ما يقال أن نظامالتعليم الياباني قبل الحرب العالمية الثانية كان يعتمد على الحفظ عن ظهر قلب، ولكناليوم يقال أيضًا أنه يتسم بالمرونة والذكاء والمبادرة بدرجة كبيرة، وعمومًا هذهالأشياءمنالصعب قياسها، ولكن بشكل عام ربما يغلبطابع الحفظ أيضًا وخصوصًا إذا تصورنا ذلكمنخلالالكم المعرفي الهائل الذي يدرسونه في مختلف المواد، وكذلك نظام الكتابة اليابانيةالذي يتطلب الكثيرمنالجهد في حفظ مقاطع الكتابةالخاصة بهذا النظام. يقول البروفيسور الأمريكي إدوارد بيوشامب «بعد تجربتي فيالتدريس بالجامعات اليابانية لم أعد أندهش كثيرًا عندما أجد أن الطلاب اليابانيينمُلمون بتاريخ الولايات المتحدة بقدر أكبرمنالطلابالأمريكيين». الحماس الشديدمنالطلاب وأولياءالأمور للتعليم وارتفاع المكانة المرموقة للمعلم وحتى يتسنى لنا فهم المزيد عن نظام التربية الياباني وبخاصة هذا الاجتهاد والجدمنقبل الطلاب والآباء والمدرسين، يجب أن ندرك نقطةمهمة وهي أن هذا النظام ربما يعكس الحماس الزائد للشخصية اليابانية تجاه التعلم،ولكن يا ترىمنأين أتى هذا الحماس الشديد لليابانيينتجاه التعليم ؟هذا الحماس الزائد ربما يكون له عوامل كثيرة مثل طبيعة الشخصيةاليابانية الفضولية التي تبحث عن الجديد دائمًا، وكذلك خبرة اليابانيين في استقبالالكثيرمنالثقافات المختلفة وتطويعها لثقافتهم. ولكنالعامل الأهم ينبعمنحضارة شرق آسيا بشكل عاموموقفهامنالتعليم. فقد ركز الصينيون منذ القدم علىأهمية التعليم، حيث كانت قوة الحكام قديمًا تقاس بما يتمتعون بهمنعلم ومعرفة، وكان اختيار كبار موظفي الدولة أيضًا علىأساس ما يتمتعون بهمنمعارف. وهذه الأفكار هي نتاجالكونفوشيوسية للفيلسوف الصينى «كونفوشيوس»، وهي فلسفة أكثر منها ديانة ولكنها تأخذطابع الطقوس الدينية قليلاً. وقد تأثرت بها الصين وكوريا واليابان أيضًا. وتركز هذهالفلسفة على نظام اجتماعي على أساس قواعد أخلاقية يحكمه حكام ذوو علم ومعرفة وخلقكريم، ويكون الولاء لهؤلاء الحكام والآباء ومن في حكمهم هو دعامة هذا النظام. كماتؤكد هذه الفلسفة النظام العقلاني للطبيعة وأهمية العلم والمعرفة والجدفي طلبهماوالعمل الشاق. وهذه المفاهيم هي التي تقف وراء حماس الياباني الشديد تجاه العلموالمبادئ الأخلاقية أيضًا. وقد استغل حكام اليابانمنأسرة «طوكوغاوا» الحاكمة في عصر إيدو (1603 - 1868م) عصر العزلة اليابانية الطوعيةالذي سبق عصر التحديث لليابان، هذه الفلسفة في دعم نظامهم حيث وجدوا ضالتهم للحفاظعلى الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية في البلاد التي شهدت صراعات وخلافات فيالسابق. فالفلسفة الكونفوشيوسية تنادي بالولاء المتناهي للحكام، وكذلك الولاء بينالرئيس والمرؤوس، والسيد والخادم، والأب والابن، والكبير والصغير، وهكذا. كما تدعوإلى طلب العلم والمعرفة والحكمة ولذلك تبنى نظام طوكوغاوا الحاكم في اليابان آنذاكهذه الفلسفة. وبالفعل ظهرت ثمرتها في مجال التعليم، فقد انتشرت العديدمنالمدارس حيث أنشأت حكومة (الباكفو) في كل إقطاعية فيالنصف الثانيمنعصر إيدو مدرسة أو معهدًا تعليميًالتعليموتربية رجال أكفاءمنطبقة المحاربين الساموراي تعليمًا عاليًا. وتعرف هذهالمدارس باسم « هانْقو ـ Hankoo » أي مدارس الإقطاعيات، وقد وصل عدد هذه المدارس 255 مدرسة حتى أوائل عصر ميجي. كما انتشرت مدارس الـ«تيراقويا ـ Terakoya» (مدارس أطفال المعابد مثل الكتاتيب) منبداية هذاالعصر وازدادت في النصف الثاني منه خصوصًامنعام 1830م، وهي مدارس تشبه الكتاتيبلتعليمأبناء عامةالشعب القراءة والكتابة والحساب والقواعد الأخلاقية. وقد بلغ عددها في الفترةمن 1868 إلى 1875م أكثرمنأحد عشر ألف مدرسة (11.331مدرسة) وهي نسبة بالطبع عالية لم تصل إليها غالبية الدولالعربية وحتى الأوروبية آنذاك وتُعتبر إنجازًا لليابانيين في هذه الفترة، وكذلكانتشرت مدارس الـ « غوغاكو ـGogaku» في النصف الثانيمنهذا العصر والتي تنقسم إلى نوعين، نوع منهالتعليمطبقة الساموراي والآخرلتعليمعامة الشعب.وانتشرت أيضًا مدارس أشبه بالمدارسالمتوسطة تعرف بـ«شيجوكو ـ Shijuku » للتعليم المتوسطمنالنصف الثاني لهذا العصر أيضًا، وبذلك ازدادت نسبةالتعليم بين الشعب حيث يقال أنها وصلت إلى 43% للذكور و15% للإناث في وقت قيام حركةميجي، وهي بالطبع تعتبر نسبة كبيرة آنذاك مقارنة بأي دول أخرى عند قيام ثورتها، بلتعتبر نسبة متقدمة أيضًا مقارنة حتى بالدول الغربية، حيث كانت النسبة 15% فقط فيالاتحاد السوفيتي سابقًا وكذلك الصين وقت ثورتهما، كما كانت في الهند 10% فقط عنداستقلالها. كما تعتبر هذه النسبة أيضًا أفضل بكثيرمنبعض الدول النامية في العصر الحالي. وقد كان بالفعل مبدأالتحصيل العلمي الأكثر أهمية لتحقيق الترقي وتغيير المكانة الاجتماعية للشخص في هذاالعصر الذي تميز بوجود التميز الطبقي آنذاك. وبهذا الحماس تجاه التعليم أيضًاتمكنت اليابان في عصر ميْجى الذي بدأ في عام 1868م،منتحقيق التحديث وانتقال اليابانمندولة إقطاعية متخلفة إلى دولة حديثةمنخلال إعلان شعار اللحاق بالغرب وتقفي المعرفة في أي مكانفي العالم. وكانت هناك الحاجة لمختلف الكفاءاتمنمختلف فئات وطبقات الشعب الذي أقبل على التعليم في المدارس لتحسين مكانته فيالمجتمعمنخلال التعلم والارتقاء العلمي. ونشيرهنا أيضًا إلى دور المعلم في العملية التعليمية في اليابان في مختلف المراحل، حيثإن هذا الدور يعكس اهتمام اليابانيين بالتعليم وحماسهم له، ومدى تقديرهم للمعلمين،فالمعلمون يحظون باحترام وتقدير ومكانة اجتماعية مرموقة، ويتضح ذلكمنخلال النظرة الاجتماعية المرموقة لهم، وكذلك المرتباتالمغرية التي توفر لهم حياة مستقرة كريمة ويتساوى في ذلك المعلمون والمعلمات. ويتضحكذلكمنخلال التهافت على شغل هذه الوظيفة المرموقةفي المجتمع. فمعظم هؤلاء المعلمين هممنخريجيالجامعات ولكنهم لايحصلون على هذه الوظيفة إلا بعد اجتياز اختبارات قبول شاقة،تحريرية وشفوية. وبالطبع نسبة التنافس على هذه الوظيفة شديدة أيضًا، وهم بشكل عاميعكسون أيضًا نظرة المجتمع إليهم، ويعكسون أيضًا صورة الالتزام وروح الجماعةوالتفاني في العمل عند اليابانيين. فهم إلى جانب عملهم في المدرسة وقيامهم بتدريباتودراسات لرفع مستوياتهم العلمية، فهم يهتمون بدقائق الأمور الخاصة بتلاميذهم، كمايقومون بزيارات دورية إلى منازل التلاميذ أو الطلاب للاطمئنان على المناخ العاملاستذكار التلاميذمنناحية، ومن ناحية أخرى يؤكدونالتواصل مع الأسرة وأهمية دور الأسرة المتكامل مع المدرسة، وأخيرًا يؤكدون المقولةالعربية أيضًا: قم للمعلم وفّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً الدروس المستفادة: بعد إلقاء هذه النظرة على أهم ملامح نظام التعليم في اليابان نجد أنهذه المميزات التي شكلت هذا النظام التعليمي والذي يعجب به الجميع، تشكل عيبًاأيضًا في بعض النظريات التربوية مثل شدة المركزية والتركيز على المعرفة والحفظ وثقل الأعباء الدراسية وجحيم الاختبارات. وبالرغممنتحقيق المساواة في التعليم والمساواة في تكافؤ فرص التعليم، إلا أن جحيم الاختباراتوالتنافس الشديد والإقبال الشديد على التعلم، أوجد فوارق بين المدارس إلى حد ما،واحتدت المنافسة أيضًا للالتحاق بالمدارس الثانوية المرموقة ومن ثم إلى الجامعاتالكبرى المرموقة التي توفر فرصًا مرموقة للعمل. ولذلك فإن نظام التعليم اليابانييُعتبر مميزًا عن نظم التعليم الأخرى، ويعتبر ناجحًا بالطبع وقد أدى المطلوب منه فياليابان ولكن هذا كان على حساب قيم أو أهداف أخرى لم تتحقق، وهذا ما يعترف بهاليابانيون أنفسهم تجاه نظامهم حيث يشعرون أن روح الجماعة مثلاً كانت على حسابالفردية والإبداع. د. شهاب فارس- أستاذ اللغة اليابانية المساعد (كلية اللغاتوالترجمة - جامعة الملك سعود) التعديل الأخير تم بواسطة ام عبدالله ; 05-01-2008 الساعة 02:20 AM |
|
|||
|
أضف رد |
(( لا تنسى ذكر الله )) |
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|