27-07-2011, 11:49 AM
|
عضو جديد
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 12
معدل تقييم المستوى: 28
|
|
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }النحل90 هذا العدل وتحريم الظلم يكون مع المسلمين وغير المسلمين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المائدة8،
( قال الله تعالى يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) تلك هي بعض نصوص الشريعة في شأن وجوب الحكم بالعدل وبما أنزل الله وتحريم ظلم العباد، وهو خطاب عام للحاكم والمحكوم على السواء ، فالحاكم والسلطان في الإسلام مقيد فيما يجريه بحكم الله ،ولا طاعة له فيما جاوز ذلك . هكذا فهم وعمل السلف الصالح بأحكام الشريعة ، فهم ولاة الأمور الحقيقيون ، والحاكم هو الله تعالى ، وأن الخليفة أو الإمام ليس إلا واحدا من المسلمين سواء بسواء، هم الذين يختارونه ويوسدونه الرئاسة ، ولهم مراقبته ، وعليه مشاورتهم فإن حاد عن الشرع وأهدر مصالحهم عزلوه . وقد فهم ولاة الأمور في الدولة الإسلامية أن أساس الحكم في الإسلام هو العدل الذي قامت به السموات والأرض، فهذا عمرو بن العاص يقول :لا سلطان إلا برجال ، ولا رجال إلا بالمال ، ولا مال إلا بعمارة ، ولا عمارة إلا بالعدل . وهذا عمر بن عبد العزيز يكتب إلى أحد عماله حينما استأذنه في تحصين مدينة قائلا :حصنها بالعدل ، ونق طريقها من الظلم . وهذا سعيد بن سويد يقول في إحدى خطبه بحمص : أيها الناس إن للإسلام حائطا منيعا وبابا وثيقا ، فحائطه الحق وبابه العدل ، ولا يزال الإسلام منيعا ما اشتد السلطان وليس شدة السلطان قتلا بالسيف ولا ضربا بالسوط ، ولكن قضاء بالحق وأخذاً بالعدل من أجل ذلك أحاط الخلفاء الراشدون ورؤساء الدولة الإسلامية القضاء بكل مظاهر الإجلال والتكريم، أما اليوم فإن الناس يعيشون تحت ظل النظام الديمقراطي الذي آل للشيخوخة ناهيك عن الظلم الواقع على الناس وتسلط البشر على البشر ضمن قوانين يضعها البشر بأنفسهم . وأنظمة الحكم القائمة في العالم في هذه الأيام مهما اختلفت أشكالها ؛ ملكية ديكتاتورية ، أو اشتراكية أو ديمقراطية هي أنظمة بشرية وضعية لا تصلح للإنسان ولا تعالج مشاكله ، وها هي الشعوب بدأت أصواتها بالعلو والظهور ترفض الظلم والقهر . لكن يجب أن يكون واضحا ومدركا أن الخلل ليس في شخص الحاكم بل في النظام الذي هو من صنع البشرالذي يعطي البشر صلاحية التشريع من دون الله – تعالى -
|