21-08-2011, 07:18 AM
|
|
عضو مهم جداً
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: قبـــ أُمِّيْ وَ أَبِـيّ ــر
المشاركات: 649
معدل تقييم المستوى: 21474864
|
|
ع ـندمآ أمووت حيًآ [ رحمكمآ الله ياوآلداي ]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
**
أخبروني بأن أمي ميتة يجب أن أراها نظرة أخيرة..فحجزت بأسرع رحلة أسابق الغيوم لرؤية الغاليه
دعوت ربي في سمائه يارب يارب أنزل معجزتك
يارب يارب اكتب لها حياة أخرى
فأنا لم أشبع من أمي بعد؛ كلي أمل بمن يقول للشيء كن فيكون
كلي أمل بمحيي العظام وهي رميم
**
عند وصولي أسرعت ودقات قلبي تسبق خطواتي
دموعي تسبق عثراتي، ضائعا في دهاليز المستشفى
في طريقي بالغرفة التي ترقد بها أمي الحبيبة, نعم أحفظ مكانها.. ولكن لم أعلم لمَ هذه المرة
شعرت ببعد مكانها عني!
أسرعت وأسرعت مع نسمات وخيوط الفجر الأولى لأرى نظر أعياني
لكنهم منعوني فليس بوقت زيارة!
**
أي أحمق هذا يباعد بيني وبين من أرضعتني
أي أحمق هذا يعلن سلطته علي بعدم رؤية من ربتني؟
أقسمت أن أدخل، وألقي نظري وأقبل أجمل امرأة في حياتي
سمحولي بعد أن خارت قواي؛ فهم يعلمون أنها في آخر لحظاتها!!
أسرعت ركضت وتعثرت؛ فكانت الصدمة
إنها تحتضر؛ تنازع الموت أمامي
تموووت
وخالقي لاأستطيع وصف المشهد لأن سكاكينا تطعنني الآن
رأيت الموت بعينيها؛ مفارقتها لي أخيرا
من أنجبتني تركتني
بكيت وهل بكاء القلب يجدي؟!
**
كأنها كانت تقول صغيري لن أموت حتى أراك
لترحل بعد أقل من نصف ساعه لجوار ربها..
أعلنوها ( أمك ماااتت )
فقلت..
الحمد لله،اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيرا منها
**
جررت خيباتي ألمي واسترجعت بطرفة عين شريط ذكريات أمي في ثواني!
وأخبرت والدي بموتها وصبر واحتسب ذاك الشيخ الهرم
وأخفى جراحا اعتصرته وآلمته أي ألم!
كفَنا الطاهرة قبًلناها باكيين؛ وودعناها
ثم رافقتها إلى منزالها الأخير
وربي كنت أقول لمن يقود السيارة تمهل..؟! فأطهر جسد ملقى بالخلف فأنت تؤذيه بسرعتك
تمهل ..؟! كيلا تتعب المطبات الحسناء التي ترقد بالخلف
كأنني نسيت أنها جثة ميييييته!
**
ثم أنزلتها بغرفة وحيدة وحرارة شمس حارقه
وأنا أبكي.. كيف لأمي المسكينة أن تتحمل هذه الحرارة وهي مكفنة؟
والله كان لدي أمل أن تعود من تحت الكفن للحياة وتقول: لآزلت حيّه ياولدي
فأنا لست مستوعبا موتها للآن
صلينا عليها فبكاها الرجال قبل النساء،،
شهد لها الرجال قبل النساء
عزا بها الرجال قبل النساء..!
فهي الزهراء ذات السيرة الطيبة والقلب الأبيض
**
حان موعد الدفن فياااحسرتي
حملتها الأعناق وتسارَعَت لوضعها بقبرها
وأنا أصرخ، لا لااا هذه أمي أين تذهبون بها
لا لااا اتركوها لاتدفنوها..؟
لا لااا فهي لم تمت بعد وأراها تنادينا
فلم أعلم بأن أول من تسابق لوضعها بتلك الحفرة هو أنا, بل حثوت التراب عليها.. هل أحثوه على أمي
هل ذلك جزاء صنيعها وتربيتها لي؟
من كنت أخاف أن تؤذيها خشونة يداي للمسها..هاأنذا ممسكا برأسها لوضعها بمنزلها الجديد
تلك المسكينة التي تخاف أن تكون وحدها ببيتنا..أتركها اليوم وحيدة بقبرها وظلامه؟
دفنتها ودفنت معها روووحي
**
مرَت أيام جدا قصيرة بمدّتها, جدا ثقيلة بغربتها..وألمنا بدأ يكبر أكثر من ذي قبل
ووالدنا بدأت عليه علامات الحزن والألم, كان قويا رغم مرضه وهرمه وشلله
احتمل قرابة الأربع سنوات ويزيدون كل متاعبه
ولم يضعفه أي شيء سوى ..
وفاة أمي
وفاة حبيبته
وفاة رفيقة دربه
من كانت له مطيعه خدومة ماااتت ورحلت وتركته وحيدا بمرضه
ان كنت أنا أتمتّع بصحّتي وقوّتي هرمت وحزنت ورأيت موتي بموتها, فكيف بأبي؟
هل يلآآآآآم..؟!
**
تكرًر معي المشهد وكأن الزمان لم يكتفي, فجرحي لم ولن يبرأ لأستقبل صفعه مشابهه
قالوا أباك سيلحق بها يجب ان تراه
أعياه الحزن والهم والألم لينهش ماتبقى له من عافية
فأتيت مسرعا وناديت الله في سمائه
قل لعافية والدي كوني، قلها يالله!
فأنا استمد قوتي منه بعدك؛ لم يعد لي أحدا غيره
فوصلت حيث يرقد أبي؛ فيالتني لم أراه, نفس مشهد أمي؛ نفس وضعها
فهل اتفقا على رؤية بعضهما سريعا؟!
هل كانا مثالا للحب والطاعه والاخلاص
أجزم بل أقسم بمن أخذ حياتهما أن حب والدي لأمي يفوق الوصف
لحقهااا وماااات!
مااات
مااات
بعد ستة وعشرون يوما من وفاتها بالتمااام.. فركعت باكيا وخارت قواااي فأنا الآن لم أعد أطيق دنياي
وصُفعت صفعه لن أقوم بعدها
وبكيته بكيته إلى أن عمي بصري!
فذلك الجسد النحيل الطاهر فارقني للأبد, فلا أم لي ولا أب أشدد بهمآ أزري
وكررت أيضا..
الحمد لله، وإنا لله وإنا إليه راجعون
**
آآه يادنياي ياتعس حظي وياوجعي
آآه ياحرقتي وهمي وغمي
آآه ياعمرا باقي أجهله، من بقي لي!
حملتك ياأبي لمثواك الأخير ورافقتك لمنزالك
حثوت التراب عليك جزاء لإحسانك كما فعلت بأمي قبلك
تركتك وحيدا بالظلام الحالك متناسيا تربيتك لي صغيرا
ناكرا معروفكما ياوالداي أنا!
أرأيتما كيف أن ابنكما ألقى بكما في حفرة! ماأقساني، ماأقساني
دٌفن والدي ودفنت معاه
**
جاءت ليلة رمضان ونحن نستمع لصلاة التراويح
نظرت لأخواتي أخواني, الكل يكابر ويخفي حرقه بصدره
ألما يعتصره، صبرا قد نفد
ففي هذه الأوقات كانت أمي تسامرنا, ووالدي يوصينا بمتطلبات البيت ودعواتهما مرافقة لنا
والآن حزن يخيم المكآن..
ميتم وعزاء
رمضان بلا وجودهما أشبه بصيام الدهر
..
أختصر..
إني أعيش جسدا بلا روح
رحماك ربي
..
|