31-08-2011, 08:36 AM
|
|
عضو متواصل
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 63
معدل تقييم المستوى: 34760
|
|
منقووووووووووووووول
يوميات معلم جديد في محافظة وادي الدواسر
الجزء الأول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
لقد يسر الله لي أن عُينتُ معلما في محافظة وادي الدواسر , وانطلقت من مكة المكرمة متجها نحوها
في يوم الخميس الموافق للسابع من شهر شوال لعام 1431هـ
ولعلي أبدا بوصف الطريق والمسافة بالكيلو متر
بدأت بتوديع الأهل والأحبة ومررت على أحد الأخوة الذين تعينوا معي هناك وهو شخص هادي الطباع من قبيلة حرب ( بلادي)
ركب معي بعد أن جمع متاعه في مؤخرة المركبة مع متاعي , ومركبتنا من نوع كامري 2006 ولونها أبيض .
سرنا وكلنا أمل أن تحوز تلك المحافظة على رضانا وأن نجد جيرانا من أهل الخير والصلاح .
انطلقنا باتجاه طريق السيل متجهين إلى طريق الرياض حتى نذهب عن طريق الخرمة , والمسافة من مكة إلى مفرق الخرمة 220 كم
وبعد ذلك يبدأ الطريق بالازدواج ولا أخفيكم أني أكره الطرق المزدوجة ولكن ما حيلة الضطر إلا ركوبها ,
وهذا الطريق مليءٌ بالإبل لذلك أحببت المسير صباحًا .
الطريق ليس سيِّئا جدا بل هو وسيع نوعًا ما وله كتف تستطيع الخروج عليها إذا احتجت إلى ذلك , وتكثر فيه المركبات الكبيرة
مما يحجب عنك رؤية ما أمامها ومسافة هذا الطريق إلى أن تصل إلى الخرمة 80 كم .
وصلنا إلى الخرمة وهي محافظة صغيرة لم اتوقف بها إلا عندما أردت أن أملأ خزان الوقود وكذلك أسأل عن الطريق المؤدي إلى رنية ,
فأخبرني أحدهم أن الطريق إلى رنية هو نفس اتجاهك , وتبعد محافظة رنية عن الخرمة 135 كم تقريبًا
لكن طريقها ضيقٌ جدًا وليس به كتف بل أضف على ذلك أن الأزفلت سيءٌ للغاية .
يتبع إن شاء الله
الجــــزء الثــاني
وصلنا إلى محافظة رنية الساعة 11.35 قبيل الظهر .
رنية محافظة أكبر من الخرمة وأظن أن أهلها من قبيلة سبيع توقفت فيها لأسأل عن الطريق المؤدي لوادي الدواسر
فقد أخبرني أحد الأخوة أنه لا يوجد هناك لوحات إرشادية تدلك على طريق الوادي , فسألت أحد العاملين في بنشر لإصلاح الإطارات
فأخبرني أن الطريق هو عند خروجك من محافظة رنية باتجاه الجنوب الشرقي هناك منعطف لجهت اليسار ليس عنده أي لوحة
وقال لي : إن الطريق ليس به محطات للوقود إلا في أوله ثم بعد ذلك تمشي مسافة 200 كم
لا توجد محطة ولا بيت ولا شيء إلا الإبل في الطريق فكن على حذر ,
وأوصاني أن أملأ خزان الوقود , فقلت له إنه ممتلءٌ إلا قليل , فأعاد عليَّ ,
وقال: اسمع النصيحة فربما تجد ما يؤخرك فتحتاج إلى وقود أكثر , فأخذت بنصيحته
وملأت خزان الوقود في أول محطة على طريق الوادي
وكانت الرياح قوية جدا وتعلمون ما تعمله الرياح
في المركبة أثناء السير في طريقٍ صحراوي كذلك الطريق .
استعنت بالله وسلكت هذا الطريق الذي سمعت عنه قصصًا وكلامًا كثيرًا أقظ مضجعي -
من هذه القصص يقول أحد الأخوة ممن كان معلما في منطقة نجران : كنت أسير من وادي الدواسر إلى رنية وكانت الرياح شديدة
فلا أكاد أرى طريقي يقول : فأخذت بخفض السرعة حتى سرت بسرعة 20 كم
من شدة الرياح وانحجاب الرؤية , ثم استطرد قائلا : فخفت أن اصطدم بأحد من المارة
أو ببعير أو ناقة فرأيت لمعة أمامي فنزلت إلى اليمين على الطريق الرملي فإذا بشخص كبير
في السن يسير في منتصف الطريق ولم يرنا فحمدتُ الله على ذلك - مشيت بسرعة 140 كم
وبالمناسبة هذا الطريق أفضل من طريق رينة المؤدي إلى الخرمة ففيه سعةٌ شيئًا ما وصلت إلى نهاية الطريق
فلم يكن أمامي إلا أن انعطف يمينًا إلى خميس مشيط أو يسارا إلى الرياض وليس هناك لوحات إرشادية ,
فتوقفت قليلا لعلي أجد أحدهم يمرُّ بجانبي فأوقفه وأسأله عن الطريق ولكن ليس هناك أحد .
اتصلت على أحد الأخوة المعلمين في نفس الوادي فأخبرني أنه يجب عليَّ أن أتوجه إلى اتجاه الرياض لا إلى اتجاه الخميس .
سرت قرابة 10 كم فإذا بالبساتين ومزارع البرسيم قد ظهر خضارها من بعيد وهذه هي بداية محافظة وادي الدواسر
وكانت الساعة عندها تشير إلى الواحدة والنصف ظهرا.
يتبع إن شاء الله
الجـــزء الثالث
بعد وصولنا إلى وادي الدواسر في تمام الساعة 1.30 ظهرًا دبّ فينا شيءٌ من التعب
وكذلك بدأت الأمعاء بإصدار أصوات تُؤذن بالجوع , ولكن لابد أن نبحث عن السكن أولًا وبعد ذلك نبحث عن الغداء .
سُحرنا منذ دخولنا للوادي بالمناطق الخضراء عن اليمين والشِمال
وهذه هي مزارع البرسيم والرودس فانشرح الخاطر بهذه المناظر .
أكملنا مسيرنا باتجاه الشرق إلى داخل الوادي يأتيك في البداية على يسارك مدرسة الصواريخ
وهي مدرسة عسكرية لا دخل لها بالتعليم ,
وبعدها بقليل على اليمين تأتيك إدراة التربية والتعليم بالوادي
وكذلك محافظة الوادي وهذه المنطقة على ما أظن أنها تسمى الخماسين وهي وسط الوادي
فيها الأسواق كسوق الوادي سنتروفيها شركة الاتصالات موبايلي
وبها كذلك المكتبة العامة بالوادي والدوائر الحكومية أغلبها في هذا الحي .
بدأ مشوار البحث عن السكن وجدنا عمارة شبه جديدة على الشارع العام وهي شقق مفروشة (دار الناصر)
توقفنا بجوارها وترجلنا من مركبتنا إلى الاستقبال فلم نجد أحدا ,
ودخل بعدنا مباشرة رجل يظهر عليه الأدب والاحترام , فقام بنداء موظف الاستقبال
سألت الموظف وهو من الجنسية الهندية وأظنه من كيرلا : أيوجد لديك غرف أوشقق .
فقال : لا , فقطع ذلك الرجل الحديث وقال للموظف : وأين الشقة رقم 14 ,
فقال الموظف : نعم أنها موجود ولم تؤجر بعد .
قلت له : دعني أراها .
صعدنا إلى الدور الثالث حيث الشقة وهي مكونة من غرفة للنوم وأخرى
للجلوس ومطبخ وحمام (أكرم الله القراء) وصالة صغيرة .
سألت الموظف : كم سعرها فقال 150 ريال فحاولت معه ليخفض السعر فقال لي : كلِّم صاحب الشقق ,
سألته أين هو , فأجاب بأنه الرجل الذي بالأسفل .
نزلنا إلى الرجل فكلمته في ذلك , فقال : هذا سعرها من النهاية .
بصراحة الشقة نظيفة وسعرها مناسب للذي يود الإقامة يوم أو يومين أمَّا أن يستمر لمدة عام فلا .
لا أخفيكم أني كنت متعبا جدا ولا أستطيع أن أبحث عن غيرها من شدة التعب والجوع .
توكلنا على الله وكتبنا العقد لمدة يومين حتى نعلم أين يكون توجيهنا ثم لكل حادث حديث .
تكلم معنا صاحب الشقق من أين أنتم وما الذي جاء بكم إلى هنا وكان متبسما وهو يتكلم ؟
فأجبه صديقي أننا عُيِّنَّا هنا في الوادي معلمين وهنا كانت المفاجأة فضحك الرجل
وقال لنا : إذا سلمتم من البَر فاحمدوا الله فالبر شرقًا وغربًا , فالشرق فيه كهرباء
وهاتف وبعض الخدمات والسكن في البر وتبعد المناطق البرية عن الوادي أقربها 120 كم وأبعدها 280 كم*
والغرب كذلك لكن ليس به كهرباء وشركة الكهرباء بدات في إنشاء الكهرباء ولم تنتهي بعد .
أخذ قلبي يخفق مما سمعت .
سألني عن تخصصي , فأجبته : لغة عربية , وسأل صديقي كذلك , فأجابه : تربية اسلامية ,
سأله عن اسمه وهنا قاطعته قائلًا هل أنت موظف في التربية والتعليم , فقال نعم أنا مشرف للتربية الإسلامية .
عاد فسأل عن اسم صديقي الحربي فأخبره باسمه فقال له : لعلك نجوت من البر .
قلت له : طمئني أنا كذلك فقال : لا علم لي باللغة العربية .
المهم سألناه عن أفضل المطاعم , فدلنا على مطعمين الأول وهو مطعم الكايف
وفعلًا هو كايف على اسمه , والثاني مطعم حراء ولم أذهب له بعد وكلا المطعمين للحم والدجاج والأرز .
توجهنا إلى المطعم وتغدينا هناك ومن ثَم رجعنا إلى السكن لأخذ شيء من الراحة والنوم كذلك إن تيسر ,
وصلنا إلى السكن وقممنا توضأنا وصلينا الظهر والعصر جمعًا وقصراوكانت الساعة تشير إلى الثانية والربع تقريبًا ثم خلدنا إلى النوم .
يتبع إن شاء الله
|