![قديم](tl4s-btalah2020/statusicon/post_old.gif)
06-01-2012, 08:09 AM
|
عضو مميز![](images/tag.gif)
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 849
معدل تقييم المستوى: 1394300
|
|
الاستثمار في القطاع رد فعل لانهيار مؤشر بورصة باريس ومخاطر الديون السيادية
فرنسا: توقعات بتراجع أسعار العقارات حتى 10 %
![](http://www.aleqt.com/a/613638_191903.jpg)
تظهر إحصاءات فرنسية أن نسبة العقارات في استثمارات البلاد قد ارتفعت من 50 إلى 60 في المائة خلال السنوات الأخيرة.
توقعت وكالة التصنيف الائتماني ستاندرد آند بورز أن تتراجع أسعار العقارات في فرنسا خلال عام 2012 بنسبة تراوح بين 5 و10 في المائة واستندت الوكالة في توقعاتها إلى مرحلة الركود الاقتصادي التي ستشهدها البلاد في الفصل الأول من العام المقبل.
من ناحيته، أشار اتحاد كتاب العدل الفرنسيين إلى أن أسعار العقارات في بلاد فلاسفة النور قد توقفت عن الارتفاع خلال الأشهر الستة الماضية. وأن المعدل الوسطي لسعر المتر المربع الواحد في باريس قد وصل إلى 8340 يورو، وهذا المعدل الوسطي يخفي تباينا كبيرا في الأسعار بين دائرة فرنسية وأخرى. وحتى في الدائرة ذاتها وفي الحي نفسه والعمارة، ففي الدوائر الباريسية الراقية البرجوازية مثل السابعة والثامنة والسادسة عشرة، زاد سعر المتر المربع الواحد على عشرة آلاف يورو ووصل إلى 25 ألف يورو لبعض الشقق الاستثنائية الموقع. كالمطلة على برج إيفل أو ساحة الانفاليد أو قوس النصر. بينما في الدائرتين 19 و20 لم يتخط سعر المتر المربع الواحد ستة آلاف يورو.
وأشار اتحاد كتاب العدل إلى أن الأسعار زادت في فرنسا 7.5 في المائة في عام 2011 قياسا لما كانت عليه في عام 2010.
وأهمية إحصاءات كتاب العدل تكمن في أنها تنبع في حقيقة البيع فهم يسجلون أسعار العقارات المبيعة، علما بأن اتحاد الوكالات العقارية قد أشار في دراسته إلى أن أسعار العقارات في باريس وضواحيها القريبة والمباشرة قد ارتفعت بنسبة 19 في المائة خلال عام 2011.
وجاء هذا الارتفاع مخالفا لكل التوقعات المتعلقة بأسعار العقارات. والصادرة عن كتاب العدل والوكالات العقارية.
وقد يكون السبب الرئيس في "كذب منجمي السوق العقارية" بالنسبة لتراجع الأسعار في عام 2011 هو أن العام الذي تودّع شهد انفجار أزمة الديون السيادية في دول منطقة اليورو، وانهيار أسعار أسهم المصارف في البورصات الأوروبية. فبورصة باريس خسرت خلال عام 2011 نحو 25 في المائة في قيمة الأسهم وعادة يستثمر الفرنسيون في البورصة أو سندات الخزانة أو العقارات.
ومع انهيار مؤشر بورصة باريس والمخاطر المحيطة بالديون السيادية وبالتالي بالمصارف فإن رد الفعل المباشر كان التوجه نحو الاستثمار في العقار، وتظهر الإحصاءات أن نسبة العقارات في استثمارات الفرنسية قد ارتفعت من 50 إلى 60 في المائة خلال السنوات الأخيرة.
وهناك أسباب أخرى وجيهة منها الفوائد المنخفضة على القروض العقارية والتسهيلات الضريبية التي تمنحها الحكومة مثل القروض من دون فوائد لأصحاب المداخيل المتواضعة.
وانخفاض الفائدة العقارية بنسبة 1 في المائة يسمح بزيادة القدرة الشرائية العقارية بنسبة 8 في المائة، ولهذا فإن موازنات الفرنسيين الشهرية، أي أقساط القروض العقارية، سمحت لهم حتى الآن بتحمل ارتفاع أسعار العقارات. التي زادت بنسبة الضعفين مقارنة بزيادة دخل الفرنسيين منذ عام 1990 إلى يومنا هذا، فحتى عام 1990 كان شراء العقار يستحوذ على 20 في المائة من دخل الفرنسيين واليوم بات 30 في المائة، وهذا الوضع لا يمكن أن يستمر والتجربة الأمريكية والبريطانية أظهرت أن ارتفاع أسعار العقار بشكل جنوني ينفجر عندما يتحول إلى فقاعة.
ومن العوامل التي تدخل في تماسك أسعار العقارات في فرنسا، وفي باريس تحديدا هناك مسألة العرض والطلب. فالعرض لا يزال أقل من الطلب من ناحية، ومن ناحية أخرى، هناك مسألة العقارات الجديدة، التي تباع على الخريطة، وهي لا تباع فعليا إلا عندما تصبح جاهزة وهذه المسألة تحد من بناء عقارات جديدة لا تباع.
أزمة اليورو تؤثر في السوق العقارية
وإذا كان تقرير اتحاد كتاب العدل يتحدث عن استقرار الأسعار في النصف الثاني من عام 2011، فإن كل المعطيات تشير إلى أن عام 2012 سيشهد بدايات الهبوط.
ففي النصف الأول من العام الجاري كان يلزم 38 يوما لبيع العقارات. وقد تضاعفت هذه المدة تقريبا في النصف الثاني من العام وبات يتعين على البائع انتظار أكثر من 60 يوما، ويتوقع اتحاد كتاب العدل أن تطول هذه الفترة إلى أكثر من 90 يوما العام المقبل.
ويقول ستيفان إيموفيشز مدير بنك التسليف العقاري إن الارتفاع الكبير في أسعار العقارات حد من الطلب على الشراء باستثناء عقارات اللوكس الاستثنائية.
وتشير إحصاءات المصرف المركزي الفرنسي إلى أن عدد القروض العقارية قد تراجع بنسبة 2.5 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر) مقارنة بأيلول (سبتمبر)، كما أن عدد العقارات التي بيعت في باريس وضواحيها هذا العام قد تراجع بنسبة 9 في المائة وفي المناطق الفرنسية بنسبة 2 في المائة، وهذا التراجع جاء بالرغم من دخول عقارات جديدة على سوق العرض بعد أن أعلنت الحكومة عن خطتها التقشفية التي تلحظ في بنودها زيادة الضرائب على أرباح الشقق والبيوت الثانوية، أي غير المسكونة من قبل ملاكها.
كما أن الحكومة قررت زيادة أو بالأحرى مضاعفة عدد السنوات الواجب أن يحتفظ فيها المالك بعقاره لكي يعفى من دفع الضرائب على الأرباح من 15 إلى 30 سنة، وهذا ما دفع بالعديد من الملاك إلى طرح عقاراتهم على البيع.
ويقول خبراء الوكالات العقارية أنهم بدأوا يلمسون بدايات تأثير الأزمة المالية والاقتصادية التي تعصف بفرنسا على السوق العقارية. ويتوقعون أن تؤدي الإجراءات التقشفية وحالة عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي التي تشهدها البلاد مع دخولها في الركود. واحتمال ارتفاع الفوائد الذي سيصبح مؤكدا مجرد أن تخفض وكالات التصنيف الائتماني تصنيف فرنسا، بعد أن خفضت تصنيف عدد من مصارفها الكبيرة، أن تؤدي كل هذه العوامل إلى تراجع أسعار العقارات في عام 2012.
فالخوف من البطالة. حيث يتوقع الخبراء الاقتصاديون أن ترتفع نسبة عدد العاطلين عن العمل من 9.2 في المائة في عام 2011 إلى 10.4 في عام 2012.
فالشركات الفرنسية وأمام بدء شح القروض المصرفية وصعوبة الحصول عليها، ولمواجهة السنوات العجاف، بدأت بالتسريح الاحتياطي لمجموعة صناعة سيارات بيجو وستروين أعلنت أنها ستسرح خمسة آلاف عامل، بشركة الخطوط الفرنسية أشارت إلى أنها لن تجدد فرص العمل لألفي شخص، ومعنويات المستهلكين المنخفضة وتجميد الرواتب إضافة إلى إزالة الدولة المحفزات على شراء الاستثمارات العقارية الخاصة بالإيجار. فمن ضمن الإجراءات التقشفية ستلجأ الحكومة إلى تخفيض الإعفاءات الضريبية للأشخاص الذين يشترون العقارات لتأجيرها من 22 في المائة حاليا إلى 12 في المائة كمرحلة أولى في عام 2012، وكل هذا يدعو إلى الاعتقاد أن أسعار العقارات ستبدأ بالتراجع خلال الأشهر المقبلة.
والسؤال الذي يطرح هو: هل بداية تراجع أسعار العقارات في فرنسا ستكون مقدمة لانهيارها كما حصل في الولايات المتحدة وبريطانيا بعد عام 2008 أو كما حصل في اليابان بعد عام 1990. علما بأن أوجه الشبه مع اليابان لجهة الأزمة الاقتصادية المتوقع أن تستمر في أوروبا نحو عقد من الزمن، هي الأقرب للواقع.
خبراء العقارات والخبراء الاقتصاديون لا يتوقعون ذلك انطلاقا من القول إن العرض لا يزال أقل من الطلب وإن ارتفاع أسعار العقارات في فرنسا نابع من الحاجة إلى السكن وليس بسبب المضاربات. وبالتالي فإنهم يتوقعون أن تنخفض الأسعار تدريجيا بما يشبه إعادة التصحيح وليس انهيارا حادا ومفاجئا.
|