18-09-2011, 03:40 AM
|
|
مراقبة عامه
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 49,975
معدل تقييم المستوى: 21474966
|
|
عزة نفس
اقتباس مختصر صغير لكنه بمعناه كبير
مازلنا نطمع في المزيد المفيد
,
,
ختام
كتاب لاتحزن من اروع الكتب واكثرها مبيعاً في العالم
وذلك لم يحتويه من درر
جميل ماطرحتي لنا ياغاليه واطمع في المزيد
/
/
تدمير معنوي لنفسية سجين محروم غريب في وطنه، تمر عليه التفاصيل بالثواني والدقائق، ولا شيء يتغير، ثم مجموعة من السود
يذرفون دموع الأسى على ضحايا أعتقهم الموت من شلل العزلة وأغلال التمييز.
زنزانات تشتد قبضتها كمارد جبار، وهيبة تزرع الرعب في القلوب بمجرد ذكر الاسم، والتماعات انتقام ومرارة فقد وحرمان تثور في قلب
رجل أسود، فيتردَّد صداها في قلب المدينة، انفجارًا في سيارة أو ملهى، أو محاولة فاشلة، تسمح بتصوير الضحية كمجرم إرهابي عدوٍّ للحياة!
الأبواب الضيقة، والنوافذ المغلقة بقضبان حديدية محصَّنة، والسراديب والحجرات تضيق بنفسها، والجدران السميكة المصمتة،
والمزاليج الثقيلة، فناء التشميس المحروم من معنى الحياة، شجيرات تنبت في زواياه لتذبل وتموت، وأكوام الصخور بعدد النزلاء.
من الساعة التاسعة صباحًا، حتى السادسة مساءً، عمل دؤوب في البرد والصقيع، في الرياح العاصفة، في الشمس اللاهبة، وسوط الجلَّاد على الظهور.
وقت إضافي للتسلية بقطع المزيد من الصخور، وتفتيت القطع المكسورة منها، ليتم رصف طريق البيض بها، وبناء قلاعهم.
قلعة (كيب تاون) بُنيت من حجارة الجزيرة.
لقد تم اختيارها بعناية، جزيرة ذات صخور هائلة لا تنفد، تحضيرًا للمزيد من العسف والعنف والقسوة.
قوائم الطعام المقنن، تشبه أعلاف الحيوانات السائبة، أما كلاب البيض، فتُطعم من لذيذ اللحم وطيب المعلبات!
النزيل هنا تحوَّل إلى رقم أو بصمة، حتى الثوب لا يملكه، وعليه أن «يتألل»، أي: يتشبَّه بالآلة.
شاب رفض ممارسة الشذوذ مع ضابطه، فتعرَّض للضرب مرات، وللحرمان من الوجبة!
أصغر سجن في العالم «sobukwe » سجن فيه فرد واحد، كان شديد الجاذبية والتأثير، فخافوا منه أن يبث روحه المناضلة وقت الثورة حين قتل الآلاف وسجن المئات!
المناضل الشاعر الراحل «دنيس بروتوس» خرِّيج المدرسة ذاتها، أصبح بعدُ مديرًا لحملة الإفراج عن السجناء السياسيين هنا، التابعة للأمم المتحدة، يُدلي
بشهادته (عام 1967م) بما يعدُّ إدانة صارخة لتلك الحقبة.
طابور السجناء، وهم يمشون عراة منهكين دون توقف، وسياط الجلَّاد تلهب ظهورهم، والقانون يسمح للضابط بالجلد إذا رغب في ذلك، تحت شعار: «حملة التكدير»!
النوم على الأرض دون فراش، ينام على الصخر الصلب، ويواجهه في المكسر، وفي فناء التشميس، وأمامه الأبواب الصخرية، والجدران الصخرية،
والوجوه الصخرية، وهو يحفر مستقبله الغامض بأصابعه الواهنة عبر صخور صلبة، وكلها ألين من قلب ذلك الرجل المتحجِّر معدوم
الضمير (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ
الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [البقرة:74].
الأشخاص الذين يتصرَّفون بوازع الضمير ضد نظام الشر، عقوبتهم هي السجن مدى الحياة.
القادة المضحُّون المطالبون بالحرية، طلبوها كلها دون تجزئة، فحُرموا من القدر الضئيل الذي كان يتمتع
به الآخرون.. عندهم أن الحرية كالحياة، لا تقبل القسمة، فالحياة من دون حرية، جسد بلا روح.
ظلُّوا يعيشون عقم الحياة وقسوتها، وغياب الأفق الذي يتطلعون إليه، ولا دليل على انفراج، وحين ساوموهم على إطلاقٍ مشروط، كان جوابهم:
إذا لم يكن الجميع يتمتع بالحرية، فكأنه لا أحد يتمتع بها!
تُوفي العديد من الأبطال هنا على مر السنين.
(طفولة قلب)
الكاتب سلمان بن فهد العودة
تكملة هذا الأقتباس المرة القادمه
|