(البدوي) الذي انحاز لكرمه
أوصل (العبرية) بالمجان.. وفقد وظيفته وكتب للتاريخ قصيدة!!
جريده الجزيره الجمعه
10 محرم 1428
تحوي صحارينا الكثير من قصص البطولة والشهامة والكرم، وهي بكل تأكيد أمتع وأخصب من قصص الكاوبوي التي ملأ بها الإعلام الأمريكي الدنيا.
أما نحن فقمنا فقط ببعض الأعمال المتواضعة التي لا ترتقي أبداً لمستوى الحدث، وباستطاعتنا غزو العالم بقصص بداوتنا التي احتوت جميع المتناقضات الصالحة للأعمال الفنية من قصص وأفلام ومسلسلات، ويرجع سبب عدم قيامنا بذلك في اعتقادي إلى الأسباب التالية:
1- عزوف الكتاب عن الخوض في هذا المجال؛ خوفاً من إثارة النعرات القبلية.
2- ضيق الأفق المتغلغل لدى الكثير من الأفراد والجماعات.
3- عدم قيام الكتّاب والمثقفين بمحاولات تجريبية للوصول إلى حلول وسطى.
4- عدم قيام الإعلام بحملات للقضاء على النعرات والتعصبات.
5- غياب الأمانة التاريخية عند بعض من تطرق لهذا المجال.
وأرجو عدم حرمان الأجيال القادمة من تلك المتع، فأكثر القصص محفوظة في صدور الرجال وسوف تنسى بمرور الزمن.
وما دام الشيء بالشيء يذكر هذه قصة سمعتها مشافهة وضاع اسم بطلها (لا أعرف من اسمه سوى ابن الذيب) ولا أدري أهو عجمي أو مري أم هاجري لذا أرجو عمن يعرف عنه شيئاً ألا يبخل علينا والقصة كما يلي:
في بداية عصر النفط كان هناك بدوي يعمل سائقاً لدى أرامكو وكان يذهب في مشاوير بين الظهران ورأس تنورة وكان يقف لتوصيل (العبرية) الذين يؤشرون للسيارات المارة وكان يوصل الجميع ببلاش، ونتيجة لذلك كان يتأخر أحياناً ويفقد جزءاً من الحمولة أحياناً أخرى وعندما علم رؤساؤه بذلك وبخوه وأنذروه بالفصل إن هو عاد إلى ذلك.
وفي مشواره التالي شاهد عجوزاً تقف بجوار الطريق مع عنز لها فتوقف وسألها عن حالها فقالت انتظر ابن الذيب (نطقت اسم بطلنا) ليقوم بتوصيلي فقال لها بلهجته البدوية عز الله فصلتيني اركبي وأنا ابن الذيب وقال قصيدة جزلة أحفظ منها ما يلي:
حالفا مأخذ على الطرقي رياله
والثلاثة حالفا انها ما تجيني
أشرب الفنجال وأكب البياله
طيب وأحب سلم الطيبيني
والولد وإن طاب طيبه من خواله
وان تردى أعرف انهم خايبيني
إبراهيم محمد الحقيل
المحرر
شكراً يا أخ إبراهيم والقصة واقعية وبطلها هو الشاعر الكبير راشد بن خر الذيب العجمي رحمه الله والقصيدة طويلة ومعروفة عند الرواة والمهتمين من قبيلة العجمان وغيرهم من رواة الشعر في الحاضرة والبادية، وأعتقد أن للبيت الثالث رواية بصيغة أخرى.. ننتظر أن يبعث لنا أحد الرواة بكامل القصة والقصيدة.
الجمعه 17 محرم 1428
وجاء الرد على مقال الاسبوع الماضي في جريده اليوم
بدر العتيبي زودنا بالقصيدة كاملة
القصيدة ل(ابن خر الذيب) وهذا البيت اختلف عليه!
كتب - المحرر
زودنا الأخ بدر محمد الأسعدي العتيبي بقصيدة الشاعر الكبير راشد بن خر الذيب العجمي - رحمه الله - والتي أورد الأخ إبراهيم محمد الحقيل ثلاثة أبيات منها وهذا نص رسالة بدر العتيبي:
لقد اطلعت على مقال الأخ العزيز إبراهيم محمد الحقيل يوم الجمعة 10 محرم الذي هو بعنوان:
(البدوي) الذي انحاز لكرمه
أوصل (العبرية) بالمجان.. وفقد وظيفته وكتب للتاريخ قصيدة
وهي كما ذكر المحرر أنها للشاعر الكبير راشد بن خر الذيب العجمي -رحمه الله.وكذلك كما أورد الأخ صاحب المقال تفاصيل القصة.لكن من المعروف أن هنالك اختلافاً للرواة في البيت المشهور وهو:
والولد وإن طاب طيبه من خواله
وان تردى أعرف انهم خايبيني
وهذا أكثر ما يذهب إليه كبار السن ومتشددون ومتمسكون في رواية هذا البيت هكذا. ولقد سمعتها بنفسي منهم.
لكن في السنين الأخيرة ظهرت رواية أخرى (تصحيح للبيت) انتشرت عند الجميع وذكرها أحد الرواة في أحد الأشرطة الشعرية وقال إنه أخذها من صاحب القصيدة.
والتصحيح هو:
الولد وإن طاب قالوا: من خواله
بالخوال يسال قبل الوالديني
والقصيدة هي:
قالها ابن الذيب من هاجوس باله
كلمة يلعب بها والبال زيني
قالها يومه طواله ما طراله
من هواجيس تشيب المرضعيني
غرني بعض الرجال بكثر ماله
مادرى إن الموت في حبل الوتيني
كيف ينفعني وبعض الناس خاله
ما يدوم البيت كان الساس طيني
ماش وين اللي عوايده الشكاله
مثل ابن ظافر حمد ليته يجيني
الثنا والجود دايم في خياله
علمه ظافر سلوم الطيبيني
جوّد العليا ولزمها عياله
وأدركوا من علمته دنيا وديني
واهني من باع حظه واشتراله
سار في درب النبي وأخزا اللعيني
موقفه ماكل رجالٍ يناله
ومن بغا ممشاه يقعد مرتيني
وكم ذبح من حايل من حر ماله
وعادته لطمة خشوم لعايليني
حالفٍ ماخذ على الطرقي رياله
وبالثلاث محرّم إنها ما تجيني
لا لقيت اللي على السكّه لحاله
يلتفت ويقول: وين المستحيني
أوقف الموتر حيا وأبغا الجماله
يوم ولد اللاش وجهه ما يليني
والطمع في كرّوة الرجلي رذاله
خصّ به وإن جا مجال الغانميني
والردي في حالةٍ ماهيب حاله
يا عوينه من كلام الطيبيني
الولد وإن طاب قالوا: من خواله
بالخوال يسال قبل الوالديني
وأركبه لعيون من زين دلاله
ما تحاكوا في قفاه الرامسيني
ما بغى غيري وأنا مابغا بداله
قاعدٍ لي بالرجا مدّة سنيني
ما قعدنا فالعمل نبغا الرزاله
ناخذ العليا طريق الفايزيني
وأشرب الفنجال وأكب البياله
تابع سلمي سلوم الأوليني
من جريده الجزيره مقال الاسبوع الماضي ومقال اليوم