11-10-2011, 01:46 PM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: R i y a d h city
المشاركات: 6,866
معدل تقييم المستوى: 21474878
|
|
حـوار بـيـن الـعـاقـل والمـجـنـون
حوار بينالعاقلو المجنون
العاقل:
ما هي إنطباعاتك الشخصية عن عالم المجانين؟
المجنون:
عالم المجانين لا يخلو من العباقرة وهو عالم ديمقراطي يتمتع فيه الإنسان بالحرية
ويخلو من العنصرية والانتهازية والقمع.
العاقل:
وما هي انطباعاتك الشخصية عن عالم العقلاء؟
المجنون:
عالم العقلاء لا يخلو من المجانين وهو عالم مليء بالمتناقضات والمصالح الشخصية والمظاهر المخادعة.. يمارس فيه القتل والاضطهاد والتفرقة العنصرية وشتى أنواع التنكيل والتعذيب.
العاقل:
الفرق بين الإنسان العاقل والمجنون هو أن العاقل يعرف الصالح من الطالح ويعرف الخير من الشر أما المجنون فانه لا يعي تصرفاته ولا يعرف منها شيئا، فماذا ترى يا صاحبي؟
المجنون:
إن العقل البشري يا صاحبي هو سر شقاء الإنسان أو تعاسته.. فلا سعادة ولا استقرار طالما أن الإنسان يملك العقل.. فالقطيع سعيد ابداً لأنه لا يفكر كما يفكر الإنسان . ولقد حرمنا نحن المجانين من نعمة العقل لأننا لا نريد أن نفكر كما تفكرون وأن نبطش كما تبطشون.. والتاريخ حافل بهؤلاء من أمثال نيرون وهتلر وترومان.. ألم أقل لك يا صاحبي من قبل بأن عالم العقلاء لا يخلو من المجانين؟
العاقل:
يبدو لي يا صاحبي انك إنسان عاقل فما هي الأسباب التي أدت إلى دخولك هذا السجن؟
المجنون:
حين كنا صغار يا صاحبي علمونا أن الوفاء والصدق والأمانة والفضيلة من الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل إنسان.. فلما كبرت وبدأت حياتي العملية صدمت بالحقيقة فلم أجد سوى الحقد والكراهية والجشع والطمع.. فلم أقبل أن أبيع نفسي وعلمي كما يباع القطيع في سوق الماشية. فلقد كانوا يريدون أن أكون دمية في أيديهم. فأصفق مع المصفقين. أو أن أؤيد فئة ما على فئة أخرى أو أن أوقع على أشياء قد لا أرغب في التوقيع عليها.. أو أن ألقي خطاباً أو موعظة ترضي أهواءهم أو غرورهم فقدمت استقالتي من منصبي وانطويت على نفسي أعيش وحيداً في بيتي امارس هواياتي الشخصية .. فهالهم أمري واعتبروا ذلك عصياناً أو خروجاً عن الولاء والطاعة فدبروا لي المكائد ووجهوا لي الاتهامات ثم زجوا بي إلى هذا السجن وأنا
في غيبوبة كاملة
العاقل:
وكيف تقضي أوقاتك بصحبة هؤلاء المجانين؟
</B></I>
المجنون:
عالم المجانين يخلو من التعقيدات أو المظاهر المخادعة .. فلا عنصرية هنا و لا عرقية وتستطيع أن تتحدث إلى أي فرد دون موعد مسبق وبإمكانك أن تنصب نفسك إمبراطور او زعيما.. وتستطيع أن تتحدث أو أن تعبر عن رأيك في كل شيء فحرية الرأي مكفولة هنا للجميع.. فلا تتردد يا صاحبي في اللحاق بهذه المجموعة التي تعيش حياة الفطرة إذا ما أصبت بالإحباط بعيداً عن الماديات وزخارف الحياة المصطنعة!
|