مقتبسات:
قناعة مفادها
إن ما يثير حنق الواحد منا ليس ما يفعله من أشياء، بل الأشياء التي لم يفعلها!
على أن سير الأعمال في المحل كانت الأخطاء فيه ذات عواقب بسيطة، أوراق مصورة بالخطأ، أو لم تُصور من الأصل، ما ترك المجال واسعا أمام فريق العمل ليفكر في تطوير كل نواحي النشاط التجاري. كان بول دائما ما يردد مقولة بنجامين فرانكلين: كن أنت من يقود العمل، ولا تدع العمل يقودك.
هذا الفهم المبكر جعل بول يعرف التفاصيل التي يجب أن يهتم بها، وتلك التي يجب أن يتجاهلها ويمررها إلى غيره. يرى بول أنك عندما تحرر عقلك وتفكيرك من كل أسباب القلق، فإنك تجد نفسك بعدها تفكر في ما هو أهم، وتتيح المجال أمام الإلهام والإبداع لكي يخرج من عقلك
.
عندما تكون مشغولا بدقائق تفاصيل التشغيل اليومي لتجارتك، فأنت تعجز عن رؤية الحاضر، وتنسى المستقبل.
المحاسبون مهمتهم الماضي، والمديرون مهمتهم الحاضر، أما القادة، فمهمتهم المستقبل.
على أن التفكير في إدارة مستقبل العمل يتطلب بيئة مرنة تسمح بالتجريب والاختبار، ويؤكد بول أن محلاته ما هي إلا معمل تجارب، وهو يصر دائما على الخروج إلى العملاء والحديث معهم والاستماع لهم، ويتولى بنفسه التسويق، فهو وزع أوراق دعائية على صناديق بريد أساتذة الجامعات، ووزعها على الطلبة في جنبات الكليات، وتحدث معهم عن مزايا تصوير الأوراق، تلك الخدمة الجديدة في وقتها.
إن أفضل طريقة للتفكير في العمل هو عبر التسويق له، فعقلك بذلك يفكر دائما في طرق لزيادة النشاط التجاري، وفي وسائل تقديم خدمات أفضل بشكل أحسن.
يرى بول أن أفضل طريقة للتسويق هي الاستعانة بالطبيعة، فهو عرف أن أهم هدف للذكور من طلاب الجامعات التعرف إلى الفتيات، والعكس، ولذا عرض على هؤلاء الشباب الراغب في كسب المال (وأشياء أخرى!) أن يأخذوا بضاعته ويبيعونها في مهجع الطلبة والطالبات، مقابل 20% من الربح، وهو ما نشر اسم محلاته بشكل كبير.
على أن بول يؤكد أن أهم طريقة لقيادة العمل هي عن طريق العثور على الشركاء المناسبين، فكما نعرف أن بول لم يكن لديه القدرة الذهنية على التركيز، ما جعله يتعلم الاعتماد على غيره من الناس منذ نعومة أظافره، وهو اكتسب خبرة في الثقة في الناس، ومعرفة أيهم يستحق هذه الثقة. لكن بول يرى أن اجتماعات ولقاءات العمل ليست ذات جدوى كبيرة، فقليل ما يُنجز في مثل هذه الاجتماعات المملة.
تميز بول بتلقائيته الشديدة، وانفتاحه على العالم، واستعداده لسماع آراء غيره والموافقة عليها دون عُقد نفسية، ولذا كان كثير التجول في الأسواق، وكثير التردد على المحلات المنافسة، وهو وجد أن البُعد عن المكاتب يعطيه الحرية التي تعينه على الإبداع والابتكار.
بعد افتتاح أول محل، عبر قرض مالي أمّنه له والده، تمكن بول خلال شهور أربعة من سداد دين والده بالكامل، وسداد الإيجار الشهري للمحل (100 دولار) وإيجار ماكينة التصوير زيروكس (ألف دولار شهريا)، وتوالت العوائد في الزيادة، ما مكن بول بعدها من شراء قارب شراعي بقيمة 8 آلاف دولار. هذا القارب كان بيت بول لشهور طويلة.
بعد فترة من الوقت، تحول العمل في محل واحد نوعا من الملل وشكل نقصا في مواجهة التحديات لدى بول، وصرفه عن التفكير في المستقبل. كان بول مقتنعا بأن تملك العمل يقتضي التفكير الدائم في مستقبل الواحد منا، وماذا يريد لنفسه أن تكون في مستقبلها؟
وعليه، قرر بول أن يتمتع بإجازة طويلة، ليفكر فيما يريد أن يفعل في مستقبله، وحمل حقيبة ظهره، وهام على وجهه نازلا في فنادق رخيصة، مراقبا وجوه السائحين وتصرفاتهم، ما بين باريس الفرنسية وميلان الإيطالية، وراقب الأغنياء وهم يسكبون الأموال يمنة ويسرة، وتساءل كيف لهم ذلك، ما جلب السأم والملل إلى قلبه، ولذا قرر أن يشغل نفسه من جديد، هذه المرة عبر افتتاح محل ثان.
عاد بول من إجازته ورصيده ممتلئ حيوية ونشاط وقدرة على التفكير، وأبحر بقاربه إلى كاليفورنيا وزار جامعة ايرفين، حيث عثر على محل أصغر من محله الصغير الأول، كان في الأصل غرفة جمع قمامة ملحقة بمطعم، وكان إيجارها الشهري 80 دولار. بعدها اتفق بول مع امرأة لتدير هذا المحل، ومن هذه اللحظة، بدأت رحلة التوسع التي لم تقف لليوم.
قبل مرور وقت طويل، كان بول يتوسع في كل اتجاه، وهو حافظ على إجازة سنوية صيفية من 3 إلى 5 أسابيع، وهو يرى الأمر على أنه فرصة لكي نتيح الفرصة لأرواحنا كي تلحق بأجسامنا، حتى نصل إلى الشكل الأفضل لرؤية الطريق والمستقبل.
لا تدع أحدا في العالم يقنعك أن إجازة
مريحة هانئة هي تشتيت للفكر