25-10-2011, 01:21 AM
|
عضو مهم جداً
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2011
المشاركات: 505
معدل تقييم المستوى: 1642355
|
|
لن ننساك يا سلطان الخير
لن ننساك يا سلطان الخير
فرَّق الموت بيننا وبين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله رحمة واسعة -.
رجل العطاء، رجل النماء، رجل الخير، رجل القوة، رجل العزة، رجل الكرامة، رجل وهب نفسه طيلة مشواره في شتى المناصب التي تولاها لخدمة شعبه.
حين وصلني الخبر من أحد الأصدقاء لم أصدق، وانهارت قواي، وتوجَّهت إلى زاوية قريبة مني؛ علَّها تحتوي حزني ودموعي. وقفتُ بين يديها، وإذا بنحيبها قد حوَّل المكان إلى حزن دامس.
خرجت من مكاني، والحزن يعتصرني، فوقفت سحابة الألم فوقي تظللني، وحضرت دموع الفراق لتغذيني. خرجتُ؛ علَّني أشم رائحة خبر يكذب ما قيل لي.
الأشجار منكفئة على نفسها، والشارع يحيط به الظلام من كل مكان، والهواء يُصدر أصواتاً غريبة أشبه بأنين الأحزان على الرغم من أن السكون يعمه! وحين تأملتُ كل شيء آمنتُ بالفاجعة. لقد مات سلطان الخير! مات صاحب الأيادي البيضاء، مات كافل الأيتام ومعين الأرامل، مات من يستطيع أن يزرع الابتسامة في أي مكان في العالم بمجرد حضوره؛ لأن حضوره يجب أن يبدأ بيد مليئة بالخير، وينتهي بعطاء سيبقى ذكرى للمكان أبد الدهر.
رجل وضع ماله في خدمة الخير "ماذا نقول عنه"؟ رجل أياديه البيضاء وصلت لكل منزل في بلادنا الحبيبة "ما الذي يواسينا فيه"!؟ رجل زرع بابتسامته أملاً متجدداً يملأ القلوب حبًّا وتفانياً "كيف نصبر عنه"؟ رجل كان درعًا حصينـة لوطنه بوصفه وزيراً للدفاع والطيران "كيف لقلمي أن يُعبِّر عنه"؟ رجل استطاع أن يوصل لكل مواطن سعودي شعوره وإحساسه به حتى وإن لم يلتقِ به "من أين لي بحروف تصفه"!؟ رجل كان كالسيف البتار لكل من يحاول العبث بأمن الوطن.. رجل له على كل شبر من هذا الوطن وجود وعطاء "كيف نرد ديونه"؟ رجل سخَّر حياته لخدمة دينه ثم مليكه ووطنه يستحق منا الكثير والكثير.
بُعد نظره قاد السعودية للرقي الذي تعيشه، وسعة أفقه جعلت لقوة السعودية هيبة وصل صداها أرجاء الكرة الأرضية، وحكمته جعلت عجلة النماء والازدهار لا تغيب شمسها عن أرجاء بلادنا المترامية الأطراف.
سيدي سلطان الخير، حتى وإن فرَّق الموت بيننا نعاهدك بالله بأن نبقى على ما ربيتنا عليه من حب وولاء لدولتنا العظيمة، ونعاهدك بالله بأن نجعل صفاتك مناراً لطريقنا نحو مستقبل مشرق، ونعاهدك بأن تبقى ابتسامتك مرسومة في قلوبنا وساماً يجعل للأمل نوراً يضيء لنا مسارات الحياة، ونعاهدك بأن نكون عند حُسْن ظنك فينا مواطنين صالحين مخلصين مثابرين، نضحي بالغالي والنفيس من أجل رفعة وطننا وعزته وكرامته، ونعاهدك بالله بألا ينقطع دعاؤنا لك ما حيينا نحن أبناءك المخلصين.
وعزاؤنا الوحيد فيك يا سيدي هو وجود خادم الحرمين الشريفين بيننا ليواسينا في فَقْد رجل بقامتك، وهو الذي كان وسيبقى حبيب شعبه، ومواسيه، ومعينه على الخير دائماً، ووجود صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رجل المهمات الصعبة، الذي سيكون - بإذن الله - خير خلف لخير سلف.
يا صاحب القلب الحنون.. نبكيك، ونسأل الله أن يجبر قلوبنا بلقائك وأنت مبتسم، وبخلودك في جنات النعيم، إنه القادر على كل شيء، وفي أمان الله يا سلطان الخير.
عبدالله عامر القرني
|