30-11-2011, 03:29 PM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 8,050
معدل تقييم المستوى: 21474888
|
|
صفة لا توجد إلا في الكرماء و الشرفاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التسامح
صفة رائعة في قلوب الخلق ... هي صفة تدل على الشرف و الكرامة
صدقوني إن قلت لكم من يسامح يكبر في عين المخطيء
التسامح و العفو أعظم الدروس من مدرسة الحياة
تجدها في قلوب الأطفال الصغار .. جرب و أصرخ على طفل صغير حتى تجعله يبكي ثم أمسح عليه و ضمه و قبله و طيب بخاطره ..... ثم (((( اطلب منه أن يسامحك )))) و انظر كيف هل سيسامحك أم لأ و هل سيعفوا عنك أم لأ ؟
تجدها في قلوب الوالدين عندما تأتي إليهم و قلبك منكسر مطأطيء الرأس و كلك أسف و إنكسار لهما بقلب يملؤه الإعتذار الممزوج بالصدق و الندم تعبر عنهما الدموع الحارة التي تخرج من عينك الحزينة و كلك خوف و رجاء من الله تعالى أن يكسبك رضاهما و أنت تقبل يداهما و قدماهما .. ثم (((( اطلب منهما أن يسامحانك و يصفحان عنك )))) و انظر هل يسامحانك أم لأ
تجدها في قلوب أخوانك و أخواتك لأنك منهم و هم منك لأنك من دمهم و لحمهم و هم كذلك من دمك و لحمك لأنهم يؤمنون أن الدم من المستحيل أن يكون يوماً ماء فلو أحسوا بصدقك فإن الأيام كفيلة بأن تطفيء نار الأمس لأن الله تعالى رحمن رحيم بخلقه و عباده سبحانه و تعالى
تجدها في أكثر و أغلب قلوب الناس لأن الناس نحن منهم و هم منا و لأنهم مثلنا مروا بتجربة الخطأ و الندم و طلب العفوا و السماح
تجدها في الصديق الوفي و المخلص و الأصيل الذي يقدر " العيش و الملح "
تجدها في زوجتك التي سترافقك في حياتك إلى مماتك و التي أنجبت منك ثمرة الحب بينكما وهم أبنائك و التي تعرف عنك كل شيء من أسرار و خفايا شخصيتك و التي أحبتك برغم ما فيك من حسنات و عيوب إطلب منها السماح في يوم تكون أنت المخطيء عليها و دللها بأسلوبك و شخصيتك معها و كن راقياً و إنتظر لا .. لا ..أقصد وانظر النتيجة و " لكن " كن صادقاً فهي زوجتك أم عيالك و ليست زبون في متجرك أو عميلاً في شركتك أو مراجعاً في عملك لأنه مع شروق شمس الصباح كل يوم من عمركما ستكون أول الوجوه التي تراها عيناك
و من سعى لطلب السماح و الصفح ولم ينله عليه بالدعاء لرب البرية و التصدق عمن أخطأ في حقه و عليه بتكرار القدوم إليه و مراسلته المرة تلوى المرة إلى أن يلين قلبه ... لأنه من المستحيل أن ترضى ضمائرنا أن نترك هذه الدنيا التي سوف تودعنا يوماً تحت الثرى و أحداً من البشر قلبه لم يسامحنا
من أراد أن يحس بشعور التواضع بالعزة فليجرب أن يتعامل بتسامح و يسامح من أخطأ في حقه
من أراد أن يكون كبيراً في عيون الناس فليسامح
من أراد أن يتحلى بصفة الرجولة و من أراد أن يكون مثل الكرام و الشرفاء و من أراد أن تكون فيه الرفعة و السمو عليه أن يسامح لوجه الله تعالى
من أراد أن يكثر حسناته في ميزان الآخرة يوم القيامة أمام الله تعالى و أمام نبينا محمد صلى الله عليه و أمام كل الأنبياء و الرسل في ذلك الموقف حيث أن كل الخليقة من يوم أن خلقهم الله تعالى إلى يوم البعث موجودين عليه أن يسامح لوجه الله تعالى حتى ينال الأجر و المثوبة من عند خالقنا سبحانه و تعالى
و لنتذكر أننا بشر و سيأتي يوم و سنخطيء فنحن لسنا من الملائكة
و لنتأمل قول الله تعالى لنا في القرآن الكريم { وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }الشورى40 فلنتخيل أجر الله كيف سيكون وهل هناك أجراً أعظم من أجر الله سواء في الدنيا أو الآخرة ؟
و لنتذكر كيف كان نبينا محمد صلى الله عليه و سلم يسامح
بأبي أنت و أمي يا رسول الله صلى الله عليك و سلم .. اللهم احشرنا معه و اجعلنا من زمرته يا كريم
سبحانك يا من خلقت نبينا محمد صلى الله عليه و سلم سبحانك يا عفو يا كريم
اللهم إنك عفو كريم تحب العفوا فاعفوا عنا ياربنا يا الله
و الله تعالى أعلم
صححوني إن أخطأت
|