محو الأمية ( من وجهة نظري ) ليس مجموعة من العجائز يتجمعن في مدرسة كل عصرية لتعلم الأرقام والألف باء ! وهذا ليس تقليلاً لشأنهن أو إحتقار ولكن أرى أن ..
محو الأمية يجب أن يكون مشروع وطني ضخم يسعى لخلق أجيالاً من العقول القادرة على النهوض بالأمة ..
أجيالاً تحقق " على الأقل " الحد الأدنى من الأكتفاء الفكري الذي يستطيع تسيير أمور الشعب بكل كفاءة دون الحاجة
لجلب عقول خارجية لتتحكم في مقدرات الوطن ! قد تعمل بإخلاص وقد تعمل للإختلاس !
محو الأمية يجب أن يكون تغيير بيئة التعليم لدينا لتكون بيئة تعتمد على التعليم الذاتي وليس التلقين الذي أثبت أنه غير فعال !
وأكبر مثال عندما تستحدث مادة إسمها " التربية الوطنية " عجباً ؟ هل سنسقي الطلاب حب الوطن ! وعندما يتخرجون
ويبدأون بالبحث عن مستقبلهم ولم يجدوا شيئاً ماذا سيحدث ؟ سيتقيؤون هذا الحب لأن تلقينهم الأحلام الوردية من غير تأهيلهم
لتحقيقها سيحدث تراكم لعفن الأفكار الهدامة من سرقة ومخدرات وقتل وربما إنتحار " أعتذر عن اللهجة المقززه " !
محو الأمية يجب أن يكون مشروع لغرس الثقة في إمكانيات كل شاب وفتاة في الوطن وأن يكون مشروع إعداد لقادة المجتمع
ومحو العقول المتحجرة المتصلبة التي لاتجيد إلا السرقة في الظلام وفي النور لأنها تظن أن الشعب مغفل لايرى لايسمع لايتكلم !
والأمثلة على هذه العقول المتحجرة ليست بالقليله ممن يتقربون للحاكم يدعونه ويقدمون قرابين الشرف والأمانه لديه حتى إذا كسبوا
ثقته وركبوا كراسي المسؤولية إذا هم يسرقون ولأماناتهم خائنون !
محو الأمية يجب أن يكون محو الإنقياد والتبعية التي لاتجر إلا المصائب وهي فكر جاهلي يدمر أي مجتمع ويصيبه بداء الشللية لأن تجميل القبيح يعتبر خيانة
يجب أن يكون كل مواطن حر في إبداء رأيه إذا كان هذا الرأي هادف وليس هادم وأخذه بعين الأعتبار وليس اخذه أخذ مقتدر إلى زنازين الإعتقال !
أما تحويل الجميع إلى جوقة تردد ليلاً نهاراً " حنا بخير وسلامه " رغم أننا عكس ذلك فهذا يعني " الموت البطيء " لكل شيء حي .. وربما يقودنا إلى مالايحمد عقباه !
:
:
:
:
محو الأمية هو أن تكتب أمة للمستقبل أمة ماضيها كتب بحبر الشرف والكفاح ، العزة والحضارة .. ليس محو الأمه وكتابة الأمية !