بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تدور بيني وبين جدتي نقاشات عن الحمل والرضاعة والعناية بالأطفال وغالبا ماتتعارض معلوماتي التي اكتسبتها من دراستي بكلية الطب مع معلومات جدتي التي اكتسبتها بالخبرة !

معلوماتي بالنسبة لها تأليف أطباء هذه الأيام اللذين لايفقهون شيئا ..ومعلوماتها بالنسبة لي غير مصدقة إلا إذا وافقت علم كتاب أو نتيجة بحث !

ومن جدتي سمعت لأول مرة أن نكهة حليب الأم تتأثر بما تأكله ..وأن الرضيع يتذوق الحليب نفسه بنكهة مختلفة كل مرة حسب ما تناولت والدته على الغداء اليوم!





طبعا لا أتذكر أني قرأت شيئا في أي من كتب طب الأطفال التي درستها يذكر ذلك ،

ولم أسمعه من طبيب في محاضرة ،

فكذبت فورا واستهزأت بقولي :

هل أكلت البقرة شوكولاتة ليخرج لنا حليب بالشوكولاتة ؟!!!!! :-P rgreen:







ثم أعدت التفكير في الأمر

إذا كانت بعض الأدوية ممنوع تناولها من قبل المرضعات بسبب تأثيرها على الطفل الذي يرضع ..مما يعني أنها تنتقل إليه عندما يشرب الحليب ..فلماذا لاتنتقل المواد المسؤولة عن النكهات أيضا ؟



بحثت وقرأت لأتأكد ..وإليكم ماوجدت :



قام الدكتور ( Helene Hausner ) وفريقه البحثي في جامعة كوبنهاجن في الدنمارك بإجراء بحث على 18 سيدة مرضعة ، قدم لكل واحدة منهن كبسولة بجرعة 100 ملجم من نكهات مختلفة مثل نكهة الموز والنعناع والكمون وعرق السوس ( علميا d-carvone, l-menthol, 3-methylbutyl acetate and trans-anethole) . عينات من حليب الأمهات أخذت قبل تناول الكبسولات المقدمة وفي عدة أوقات بعد تناولها بالتحديد بعد ساعتين و4 و6 و8. تم تحليل العينات بوسائل معينة لاكتشاف وجود المركبات المسؤولة عن النكهات المختلفة في الكبسولات .



بالفعل ! النكهات موجودة في الحليب!!



لكن تختلف سرعة وصولها وسرعة زوالها منه ! فالموز مثلا يصل سريعا ويختفي سريعا ، الكمون وعرق السوس وصلا لاعلى نسبة ممكنة بعد ساعتين ، جميع النكهات اختفت بعد مرور 8 ساعات.

إذن التركيب الكيميائي للمواد المسؤولة عن النكهات سيؤثر كثيرا في انتقالها من عدمه، في سرعة هذا الانتقال ، وفي التركيز النهائي للنكهة في الحليب .



علينا أن ننبه أن الطعم لن ينتقل تماما كماهو ..فعندما تأكل الأم فطيرة تفاح ..لن يتلذذ الطفل بفطعم فطيرة تفاح بالضبط أيضا..لكن بعض نكهات المواد المكونة لها.



الأمر ليس مجرد فزلكة غير مفيدة ، بل إن له أثرا يفسر بعض الأمور ويساعد في بعض التطبيقات:







1) وجود نكهة غير محببة قد يفسر رفض الطفل للرضاعة في وقت معين!



2) الأطفال الذين يرضعون طبيعيا سيصبحون أكثر جرأة وقدرة على تقبل النكهات المختلفة من الأطفال الذين يرضعون من الزجاجات.

و بهذا سيكون فطامهم من الحليب وتناولهم للأطعمة الصلبة أيسر أيضا .



3) ستشكل الرضاعة الطبيعية تجربة الطفل الأولى في تذوق النكهات ، وستحدد بالتالي مالذي سيفضل تناوله عندما يكبر .

ربما تفسر أيضا لماذا نجد الأطفال مثل ذويهم في حبهم للطعام الحار المفلفل والمبهر مثلا أو الطعام الحلو المسكر ، حيث أنهم اعتادوا على ما تأكل أمهاتهم وهو مايمثل كل العائلة . في بحث آخر وجد أن أطفال الأمهات اللاتي كن يكثرن من شرب عصير الجزر أثناء الرضاعة يفضلون طعام الأطفال بنكهة الجزر عند الفطام .

وقد يفيد ذلك الأم الحكيمة لتخطط ماذا تريد لابنها أن يفضل من الأطعمة عندما يكبر .. فمثلا إن أرادت أن يحب الفواكه كل ماعليها أن تفعل أن تكثر من أكلها فترة الرضاعة . أما إذا تناولت الكثير من الحلويات والمقليات فلاتلومنه إذا أصبح مثلها . أرى أن تنوع كثيرا في طعامها حتى يتقبل كل الأطعمة ولايصبح أمر تغذيته عسيرا .



توضيح :

هذا الموضوع للدفاع عن حق الطفل في تناول طعام ذا نكهة لذيذة ولم يتحدث عن القيم الغذائية والشروط الصحية اللازم توفرها في غذاء الأم المرضع .

ورجاء عزيزتي الأم لاتتوقفي عن الرضاعة الطبيعة أبدا



سمــر حمدان

المصادر:

http://www.science-hour.com/2288.htm