عبدالعزيز الربيعي (الطائف)تصوير: عوض المالكي

بعد ان فشلت كافة محاولاته ومساعيه ووساطاته للاقتران بزميلته في العمل وبنت جلدته، لم يجد البنغالي (منهاج عبدالخالق) -26 سنة- وهو عامل نظافة بمستشفى الاطفال بالطائف بداً من الانتحار تعبيراً عن مدى حبه ووفائه لـ(جاسمين تراث الدين) -24 سنة- وهي عاملة نظافة بنغالية بنفس المستشفى. غير ان حبيبته التي يبدو انها لا تقل حباً ووفاء له آثرت هي الأخرى الانتحار بعد ان تعذر جمع شملهما تحت سقف العش الزوجي الذي طالما كانا يحلمان بتأسيسه في المهجر. تعود تفاصيل هذه المشاعر المشبوبة وتداعياتها العاصفة الى اروقة مستشفى الاطفال بالطائف عصر امس الاول وذلك عندما حضر (منهاج) الى المستشفى في غير ساعات الدوام الرسمي بالنسبة له حيث يعمل في الفترة الصباحية فيما تعمل (جاسمين) في الفترة المسائية. جاء العاشق حسبما ذكر بعض زملائه في محاولة لاستراق النظر الى حبيبته وإلقاء نظرة الوداع الاخيرة على محياها قبل ان يقدم على الانتحار. وأمام حالة اليأس التي وصل اليها وهو يشاهدها عن بعد دون امل في الوصال بعد ان رفضت الشركة التي يعملان بها والمتعاقدة لتشغيل المستشفى الموافقة على زواجهما تناول (منهاج) كمية من الاقراص والحبوب من اجل ان يكتب نهايته امام نظراتها التي لا تقل عنه يأساً.
المفاجأة ان جاسمين التي شاهدت حبيبها يحتضر وأدركت انه فضل انهاء حياته على القبول بالحرمان من الزواج منها قررت هي الأخرى اللحاق به متذرعة بأن قبراً ما سيجمعهما ومن ثم صعدت الى الدور العلوي بالمستشفى حيث تناولت كمية من الكلوروكس الذي تستخدمه في تنظيف الحمامات لتدخل في غيبوبة لم تفق منها حتى اعداد هذا الخبر ظهر امس.
تم نقل منهاج وجاسمين في اسعافين مختلفين احدهماعن طريق الهلال الاحمر فيما الآخر عن طريق الشؤون الصحية وذلك الى مستشفى الملك فيصل بالطائف ويبدو ان قدرهما الا يجتمعا حتى في المصائب.
العاشقان لا زالا يرقدان في المستشفى حيث يتلقيان العلاج.. وربما يستفيقان مجدداً على مأساة حرمانهما من الزواج بسبب رفض الشركة المسؤولة عنهما.
من جهته قال المتحدث الرسمي بصحة الطائف سعيد عبدالله الزهراني ان العاملة تناولت الكلوروكس فيما تناول العامل اقراصاً وجرى نقلهما الى مستشفى الملك فيصل لتلقي العلاج. مشيراً الى ان القضية سلمت الى الشرطة.
يشار الى ان (منهاج) بذل مساعي حثيثة للحصول على موافقة الشركة على عقد قرانه بجاسمين من خلال وساطة عدد من المسؤولين بالمستشفى ولكن مساعيه باءت بفشل ذريع جراء رفض الشركة القاطع لكل المحاولات. (عكاظ) . . .