06-05-2016, 05:21 AM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 8,050
معدل تقييم المستوى: 21474888
|
|
من جديد مرة أخرى
تتكرر كالفصول الاربعة و كتعاقب الليل و النهار
إنها حقيقة في البعض من البشر
كحقيقة أننا لا نستطيع الاستمرار في العيش من دون ماء و هواء
قصة غريبة ..
نعم إنها حقاً قصة غريبة و عجيبة كذلك
نبحث عنه في داخل البعض منا و نحن نعلم اننا نخدع انفسنا
نطمس الحقيقة و نصدق الخديعة و الوهم
لأننا بكل بساطة نحتاج إليه
لماذا ؟
لأننا نحن البشر لا نستطيع العيش من دونه
برغم أنه يحطمنا و يوجعنا و يبكينا و يقهرنا
و لكننا مع ذلك نبحث عنه
البعض منا يريده حتى ولو على حساب كرامته ؟
بعضنا يرضخ و يستسلم له
شيء عجيب
أمره غريب ولا يصدق
عندما نفكر فيه نستعجب و نشعر بالغرابة
في داخلنا ننكر و نستنكر
و في أعماقنا لا نصدق أننا وصلنا إلى هذه المرحلة
عندما يأتي الليل و تظلم الدنيا و نكون مع انفسنا
في حالة من الهدوء و السكون و الوحدة و الظلمة وعندما تُطفأ الأضواء
نسرح بفكرنا و نسترجع اللحظات و المواقف
حينها إما نضحك على انفسنا و على أفعالنا و تصرفاتنا
أو نندم و نشعر بالغضب وعدم تقبل ما وقعنا فيه من ردود فعل و تصرفات
" كيف فعلت هذا ! كيف رضيت بهذا ! لماذا تصرفت هكذا ! لماذا قلت ! لماذا .. لماذا .. من متى و انا هكذا ! "
استنكار صارخ في أعماقنا حتى يطير النوم من مقلة العيون
ونشعر ببركان يتفجر بداخلنا مزيج من القهر و الألم و محاسبة الذات
ومع ذلك في اليوم التالي عندما يبزغ الفجر و تضيء اشعة الشمس الدنيا من حولنا
ننسى و نتجاهل حتى نستمر و يستمر ...... معنا حتى لا يطير و يتركنا
شيء مضحك مبكي برغم علمنا بأنه لا نجده لأنه نادر في زماننا و لكننا نتشبث به
و نبحث عنه و نكون في حالة ( لازال البحث جاري ) و نحن نعلم بأنه غير موجود
نسلي أنفسنا و نمليء فراغنا بالوهم
شيء غريب وعجيب
و كأنه مخدر يجري في عروقنا لا نسطيع التوقف عنه
حتى بتنا من نراه يضحك نقول عنه " ياله من محظوظ "
كم البعض مسجون في هذا العالم ..
مرهقون و متعبون و مكسورون و مع ذلك لا يستغنون عنه
يتأوهون و يكتبون القصائد و الاشعار
يبتعدون عن جمال الحياة و ينغلقون في أنفسهم أكثر و اكثر و يبتعدون عن الكل وهم في وسط الناس
يسجنون أنفسهم يأسرون حياتهم يطمسون جمالهم و يكتمون أنفاسهم و يكبتون ذكائهم
يعيشون دوراً غير دورهم فتجدهم في عالم الصمت متواجدون
و النتيجة ستنعدم الثقة فلا نثق بأحد ((( من كلا الطرفين )))
عندها ما كنا نبحث عنه بالأمس لم يعد يهمنا اليوم و نصل إلى مرحلة التناقض و عدم التوازن الداخلي
هل سنعيش بعد ذلك من دون هدف في حياتنا ؟
هل سنخسر أنفسنا ؟
هل سننكر ذاتنا ؟
هل سنحطم انفسنا ؟
هل سنعيش كالمجهولين في عالم السعادة و الفكر ولا يهمنا أي شيء ؟
مغيبين في الحياة السعيدة ؟ ملازمين الشقاء و الاحزان ؟
هل نستسلم للضعف ؟ والخذلان من أنفسنا و نكران أحقيتنا بأن نكون سعداء
مهلاً .. مهلاً
إلى هنا نتوقف
دقيقة أو دقيقتين أو ساعة صمت
لنرحل من هذه الدنيا قليلاً دعونا نموت الموتة الصغرى لبضع ساعات
ونفتح اعيننا مرة أخرى من جديد و نحيا من جديد
لنطوي صفحة الأمس و لنفتح صفحة جديدة
فأنا و انت و نحن من حقنا أن نعيش بسعادة
من حقنا أن نضحك
من حقنا أن لا نحرم انفسنا جمال الدنيا
من حقنا أن نعيش كل لحظة من حياتنا فرحين متحررين من كل قيود الأمس
من حقنا أن نرى نتأمل و ننظر إلى ضحكة الأطفال و طيران الطيور في السماء
من حقنا أن نعوض ما فاتنا
من حقنا أن ننسى كل الآلام و الآوجاع
من حقنا أن نمضي إلى الأمام من دون الآلتفات إلى الخلف
من حقنا أن نغرس الشموخ و الكرامة و العزة فينا
لنتحلى بالإيمان بالله و نثق به بأنه سيكرمنا و يعوضنا
لندعوه ليل نهار ونستعين به جل جلاله و تقدست أسمائه و صفاته
و لنجعل من حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم قدوة لنا
فمتى ما رجعنا إلى الله رجعت إلينا السعادة ورزقنا الخير و الاطمئنان
و الاستقرار و راحة البال
دمتم في حفظ الله و رعايته ودامت السعادة في قلوبكم أنتم و والديكم و من تحبون
بارككم الرحمن أعزائي
|