يبدو أن البطالة التي ضربت إفريقيا، ويقدر عدد العاطلين فيها بالملايين.. يبدو أن هذه البطالة ضربت عالم الجن والعفاريت أيضا فقرروا الهجرة إلى دول النفط كمواطنيهم.. وسرعان ما سمعنا عن عمليات نصب واسعة يقوم بها هؤلاء الأفارقة.. فقد قبضت شرطة جدة أخيرا على أربعة أفارقة يمارسون أعمال السحر والشعوذة والدجل والنصب وكتابة الحجاب، ويزعمون بالباطل أنهم قادرون على مضاعفة الأموال، وعلى توفير الثراء لمن يتعامل معهم، كما أنهم يزعمون بالباطل أنهم قادرون على تفريق الأزواج لمن يريد من الأشرار تفريق أي زوجين، ويزعمون أنهم أيضا يقربون الأحباب لمن يريد من المحبين، أي جمع راسين في الحلال.
كل هذا الدجل والنصب والاحتيال يتم عن طريق استخدام الجن ـــ يا لطيف الطف ـــ طيب ليه ما يثروا أنفسهم، ويسعدوا أرواحهم و.. و.. و... إلخ.. لو يسأل أي من الضحايا نفسه لماذا سلم أمواله ورقبته لهؤلاء المجرمين الدجالين وقد حذر الإعلام والدعاة وخطباء المساجد آلاف المرات من أمثالهم، ولا فائدة.. لماذا لا يريد بعض الناس الاستماع إلى النصائح المخلصة التي تقدم من كل الجهات الإعلامية والدينية.. وما دام الشيء بالشيء يذكر.. فإن من يسمون أنفسهم معالجين شعبيين لا يقلون ضررا وخطرا على الأبرياء والسذج، فقد نشر أخيرا عن وفاة طفلة بريئة تبلغ من العمر سنة ونصفا - يا حرام - عندما أخذتها أمها إلى امرأة تدعي أنها معالجة شعبية تقوم بالعلاج الشعبي لمعاينة الطفلة بعد أن لاحظت الأم ضعف ابنتها ومعاناتها من ضيق بسيط في التنفس، فأعطتها المعالجة عشبة عن طريق الفم تسببت في اختناق الطفلة ووفاتها، وطبعا لو أخذتها أمها إلى أقرب مستوصف لكان أجدى، ولكن كما يقال - لعل له عذرا - وأنت تلوم.
على كل حال التعزية لأهلها، وتظل التوعية مفتاح علاج مثل هذه الأمور، وعلينا الاستمرار في التحذير من أمثال هؤلاء ممن يدعون القدرات الخارقة سواء الاستعانة بالجن أو بالعلاج الشعبي.. وعلى الجهات المعنية المتابعة والمراقبة والمحاسبة بتقديم هؤلاء إلى العدالة في أسرع وقت.
نعم عالم الجن والعفاريت موجود ولكن لا يتحكم فيه بشر.. إنما الحاكم هو الخالق العظيم.عفريت يبحث عن وظيفة!


عبد الله باجبير