26-01-2012, 03:02 PM
|
|
عضو مهم جداً
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 593
معدل تقييم المستوى: 1184
|
|
مقال يستحق القراءة الرجاء الدخول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف ستصبح بعد 10 سنوات؟
خطط لمستقبلك «وفق قدراتك» ولا تتجاهل «حاضرك»
«التخطيط المستقبلي» يجعلك تستمر في السير على «سكة أحلامك»
الخبر، تحقيق - عبير البراهيم
كيف سأصبح بعد عشر سنوات؟.. سؤال ربما لم يفكر به كثيرون، فهو سؤال يضع المرء أمام مفارقات كبيرة في الحياة، أمام الاختيار وشكل القرار، يخضعه للتفكير في نوع الحياة التي يحب أن يعيشها، في لون الروح التي يحب أن تشبع جسده بالأماني التي عليها أن تتحقق، سؤال يلف جميع قصاصات اليوميات في صندوق التخطيط السريع، لكنه يأتي من التأمل الذي يدفع المرء أن يرتدي ساعات طويلة وأياما؛ ليبدأ يرسم شكل الحياة التي تقف بعد عشر سنوات تنتظره، كيف ستكون؟، وماذا عن أحلامه، وآماله بعد مرور العشر السنوات إن أمدّ الله في عمره.
يصعب علينا كثيراً أن نقرر كيف، لابد أن نكون بعد سنوات طويلة، ربما لأن هذه السنوات العشر وربما تزيد أو تنقص، نعيش فيها تفاصيل كثيرة تدفعنا إلى أن نزيد من دكونة لون التخطيط، وربما تمنحنا القدرة على أن نخفف من الألوان الكاتمة في ذات القرار، نحن نعيش من دون أن نفكر كثيراً.. نعيش مهلة اليوم الواحد، نستمتع بمشاهدة رصيد الراتب الشهري يلد «راتبا شهريا» سرعان ما نبدده على مُتعنا التي نقرضها إلى رغبات غير حقيقية في المتعة، وكأننا نهرب من مزاولة متع الحياة الحقيقية بشكلها العميق، نرتاد المجمعات التجارية، نلتهم قطعة كعك فاخرة من مقهى راق، ولا ننسى أبداً أن نطلب من طاهي القهوة أن يطبخ مع تلك القهوة بقايا متعنا اليومية الزائفة لنشم في رائحة «القهوة» متعنا المؤجلة التي نحب حقيقة أن نعيشها.. لا ننسى أبداً أن نصرف كثيرا من المال؛ فقط لنستمتع، حتى تتحول المتعة اليومية إلى ظل يرافق عقولنا التي ترفض أن تفكر قليلاً.. قف تأمل.. «كيف سأكون بعد عشر سنوات؟»، كيف سيكون شكل الحلم والهدف؟، وكيف سيكون اليوم برفقة طعم النجاح؟، أو ربما كيف سيكون شكل اليوم برفقة الإخفاق والخسارات الكبيرة التي في فترتها لن نطيقها؟ كيف سيكون معنى الاستقرار والراحة؟.. سؤال عريض يضع جميع خطوط الحياة التي نعيشها في كف التأمل، لنبدأ نعيد الحسابات لحياة مختبئة خلف جيوب القدر، سؤال لابد منه، يجب أن نقيّم جميع الموازين التي بداخلنا، فقط ليمنحنا القرار أن نكون شيئاً، وآخر بمثل ما تشتهي طموحاتنا بعد عشر سنوات.
يجد كثيرون أن حسن التخطيط في الحياة يدفع الإنسان أن يحقق حياة مفعمة بالارتياح بعد سنوات، فهناك كثير من الالتزامات التي ستكُبر كلما كَبُر الإنسان، وأصبح مسئول أمام زوجة وأبناء وغلاء يتضخم.
المفلس الحقيقي
أكدت "أسماء العبد الواحد" أن من أكثر المشاكل التي تواجه الإنسان بعد مضي سنوات عمره الطويلة اكتشافه أنه يخرج من حياته المملوءة في شبابه وهو مفلس، مشيرة إلى أن المفلس الحقيقي هو الذي يصل إلى مرحلة عمرية محددة من دون أن يحقق شيئا مهما له وللأناس الذين يحبهم، منتقدة من يبذل كثيرا من الأموال كمصروفات لأشياء لا قيمة لها، أو الشراء لمجرد الاستمتاع بالشراء والتسوق، مبينة أنه ليس هناك رؤية عميقة للتعاطي مع "الراتب الشهري" الذي يمتلكه المرء، مضيفة: "سرعان ما يبدد الراتب في تفاصيل ربما غالباً لا قيمة أو فائدة منها، فالمنزل يكتظ بالأشياء التي نستخدمها، وفي خزائننا تتكدس الثياب التي نحتاج إلى تغيرها كل ثلاثة أشهر، حتى تحولنا إلى شعب مستهلك بدرجة امتياز نستهلك كل شيء يقع بين أيدينا من دون أن نفكر"، متسائلة عن كيفة الحياة بعد سنوات طويلة؟، هل ستكون الحياة جيدة بما يتناسب مع نوع الاستقرار الذي يبحث عنه كل إنسان؟ أم أنها تحتاج إلى الاستمرار في المكابدة لأننا لم نحقق شيئا في السنوات الأولى من أعمارنا؟، منوهة بضرورة أن يكون لدى المرء خطط مستقبلية، وإدارة حكيمة تنطلق من عقله؛ ليفكر في تخطيط الأشياء التي تمكنه من أن يكون بعد سنوات طويلة هو الفائز في سباق تحقيق الأحلام.
أهمية الادخار
وترى "أم نجيب" أن على رب الأسرة أن يكون أكثر وعياً بالتخطيط للحياة، لكونه أباً لأبناء سيكبرون وتزيد متطلباتهم المعيشية، دراسياً، ومعيشياً، أو عند زواجهم، مطالبة الوالدين أن يتفقا على شكل الحياة التي يرغبان أن يعيشانها بعد 10 سنوات أو أكثر، مبينة أن مرحلة التقاعد كثيراً ما تسبب الإرباك لكثير من الرجال والنساء نظراً لأن الاحتياج للراتب الشهري الذي تدره الوظيفية مستمر، إلاّ أن الفرص الجيدة لابد أن تستغل بشكل حكيم، مطالبة بعدم الاعتماد على الدخل الشهري فقط من الراتب، بل لابد أن يبذل الإنسان كثيرا من الجهد في بداية حياته حتى يستطيع أن يحقق لنفسه الحياة الكريمة التي يرغب أن يعيشها، مبدية اعجابها بالأشخاص الذين لديهم قدرة على الادخار، والتوفير، وإدارة مصروفاتهم المالية بشكل حكيم من دون الاندفاع في استهلاك الأموال نحو المتع الزائلة كالسفر والشراء غير المدروس، مستشهدة بحكاية جارها الذي كان موظفا بسيطا براتب لا يزيد على 4000 آلاف ريال، وتفاجأ به الجميع بعد 7 سنوات يسكن مع زوجته منزلاً جميلاً، حيث بذل جهداً كبيراً في بنائه بعد سنوات من الادخار والكفاح، وكان بالنسبة إليه أهم خطوة قدمها في الحياة لأسرته، موضحة أن هناك كثيرا من الرجال من يمتلكون ضعف ذلك الدخل ولكن السنوات تمر من دون أن يمتلكوا غرفة واحدة، منوهة بضرورة حُسن التخطيط وتدبير المال، وإلى التفاهم بين الزوجين في كيفية الحياة التي يرغبان أن تتحقق لهما بعد سنوات.
تخطيط النجاح
أشارت "أماني سعد" إلى أن التخطيط لحياة مستقبلية جيدة لا يأتي فقط من التخطيط المادي، بل يحتاج المرء إلى تطوير ذاته بشكل دائم، ليكون قادراً على مواكبة المستحدثات الكثيرة التي تتسارع في الحياة، موضحة أن المرء قد يستطيع توفير المال الكثير الذي يحقق له معيشة جيدة ووضعاً اجتماعياً جيداً مستقبلاً، ولكنه أيضاً سيكون مفلسا على المستوى الشخصي والنفسي والذهني، موضحة أن الإنسان إذا لم يستطع أن يستثمر المواقف الكثيرة التي يعيشها خاصة الصعبة منها حتى ينمو على المستوى الذاتي، ويكون إنسانا بقلب وعقل كامل فإن توفير المال لن يحقق له السعادة والاستتقرار المرجوان، مشددة على أن بذل الجهد للارتقاء بالذات على المستوى العقلي والروحي من أنجح المشروعات التي لا بد أن نفكر بها، مؤكدة أن من يستطيع الجمع بين الحياة الكريمة المنطلقة من الوضع المادي الجيد، وبين الاستقرار النفسي والعاطفي فإنه يكون من أسعد الناس.
قرارات متروية
ونوّه "محمد بن شحبل" المتخصص في الجانب التجاري الاقتصادي على أن الإنسان لكي يخطط لسنواته المقبلة بشكل جيد عليه أن يتصف بالتروي في اتخاذ القرارات، مشدداً على أهمية أن يكون ملتصقاً بأصحاب الآراء الجيدة، وأصحاب العمل، والقرارات الجيدة، لمنحه القدرة على اختيار القرارات الصائبة التي تمكنه من أن يكون مخططاً لحياته بشكل ممتاز، موضحاً أن تلك القرارات لابد أن تأتي من واقع العقل وليست قائمة فقط على أحلام اليقظة، مضيفاً: "لن يحدث ذلك إلاّ حينما يتعرف الإنسان على قدراته الشخصية والمادية والعوامل الاجتماعية التي تحيطه، فالحلم قد يتشكل في كل شيء حتى في الأشياء غير المنطقية، فربما يحلم البعض أن يمتلكوا قصورا وعقارات إلاّ أن الحلم وحدة لايكفي"، مطالباً أن يكون لدى الانسان مخطط جيد يفكر كيف سيكون عليه بعد سنوات، وما هو شكل حياته، منادياً باختيار القرارات الصائبة في حياة كل شخص بما يتوافق مع قدراته، مشيراً إلى أن الأشخاص الذين يعيشون وفق مبدأ "اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب" لا يفكرون سوى في يومياتهم، من دون أن يفهمون أن صرف المال لابد أن يقنن ولا يكون إلاّ للضروريات.
وأكد على أن جميع من تقاعد، ووصل إلى مكانة اجتماعية جيدة، بأمور مادية مستقرة، في الغالب كانت حياتهم تسير وفق تخطيط جيد وذكي في الحياة، أما من تزيد عليه الضائقة المادية بعد التقاعد فذلك يعني أنه لم يحاول أن يكون لديه رؤية عميقة للسنوات المقبلة، مضيفاًً: "على الإنسان أن لا يعيش كامل الرغبة في الاستمتاع بمظاهر الترف بل لابد من التزود بالمواقف الصعبة وبالقرارات الصائبة في تشكيل رؤية حقيقية عن شكل الحياة التي يرغب في الوصول إليها بعد سنوات طويلة"، مشدداً على أن من أهم العوامل التي تخلق من المرء شخصية غير قادرة على التخطيط بشكل كبير هو عدم معايشته للمعاناة والظروف الصعبة التي يعيشها البعض في شبابهم حتى جعلتهم أشخاصاً مخططين، أما المترف فلا يعي ماذا يعني أن تفكر للمستقبل، مطالباً الشباب ببذل الجهد وتنميته ثم خلق أفكار لديه فيما بعد، بدلاً من التفكير في قيادة أفضل وأفخم سيارة، ودخول كافة المجمعات التجارية دون أن يفكروا في التخطيط الجيد للمستقبل لأنهم لا يبذلون جهد في المال الذي يتوفر إليهم، مبيناً أن الحياة هي الند الحقيقي للإنسان وعليه أن يثبت ذاته من خلالها.
|