29-01-2012, 10:26 PM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: حيثما اكون.......
المشاركات: 8,809
معدل تقييم المستوى: 21474885
|
|
مسلم ليبرالي.. أم ليبرالي مسلم؟!
مسلم ليبرالي.. أم ليبرالي مسلم؟!
قبل ما نعرف الكيفية يجب علينا أن نعرف معنى كلمة ليبرالي، ومن أين اشتقت؟ فكلمة ليبرالية هي مشتقة من كلمة الحرية الإنجليزية "liberty " ، وهي مذهب يرى حرية الأفراد والجماعات في اعتناق ما يشاؤون من أفكار، والتعبير عنها بشكل مطلق!وبطبيعة الحال لكي أتكلم عن الليبرالية يجب أن أتطرق إلى ما قبلها، وهي العلمانية، وأغلب من تحولوا إلى الليبرالية هم كانوا في الأساس علمانيين!
ومصطلح العلمانية هو Secularism ، وترجمتها الصحيحة: اللادينية أو الدنيوية، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على العِلْم الوضعي والعقل، ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين! وتعني في جانبها السياسي بخاصة اللادينية في الحُكْم، وهي اصطلاح لا صلة له بكلمة العلم Science، وقد ظهرت في أوروبا منذ القرن السابع عشر، وانتقلت إلى الشرق في بداية القرن التاسع عشر، كما انتقلت بشكل أساسي إلى مصر وتركيا وإيران ولبنان وسوريا، ثم تونس، ولحقتها العراق في نهاية القرن التاسع عشر. أما بقية الدول العربية فقد انتقلت إليها في القرن العشرين. وقد اختيرت كلمة علمانية؛ لأنها أقل إثارة من كلمة لا دينية! ومدلول العلمانية المتفق عليه يعني عزل الدين عن الدولة وحياة المجتمع! وإبقاءه حبيساً في ضمير الفرد، لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه، فإن سُمح له بالتعبير عن نفسه ففي الشعائر التعبدية والمراسم المتعلقة بالزواج والوفاة ونحوهما! مع أن الإسلام منهج حياة، وليس عبادة في المساجد فقط!
لذلك من الواضح ومن سماتهم أنهم يتشبثون بكل شيء جديد، والأهم أنهم يتملصون من أوامر الدين وواجباته، أما ماذا يكونون بعدها فلا يهم؟! ولذلك تعجب من بعضهم حينما يقول عن نفسه (أنا مسلم ليبرالي!) فهو قدَّم الإسلام بخبث على كلمة ليبرالي،وبعضهم يقولها "بالمفتشري" كما يقولون (أنا ليبرالي مسلم!!)؛ فهم يتوهمون أن هناك فرقاً في التقديم والتأخير في الجملة إياها! مع أنها كلها مثل بعض، فلا يمكن أن تقر تلك الجملة، بل هي لا أصل لها أبداً، ومن المعلوم بداهة أن المصطلح يجب أن يكون هكذا (مسلم عربي) وهنا التقديم والتأخير له معنى؛ لأن الإسلام مقدَّم على العروبة، ولأن العرب ليسوا كلهم مسلمين؛ لذلك كان التقديم هنا له معنى،أما في المصطلح السابق فكل الطرق تؤدي إلى اللبرلة؛ فلا عبرة بالتقديم والتأخير!!
وبناء على ما سبق ذكره يتضح لنا أن التعلق بكل مصطلح فكري جديد يأتينا مستورداً أو معلَّباً تعليباً فكرياً ومخالفاً للشرع يدل على وجود خلل فكري في نشأتنا وفي بنيتنا الفكرية الهشة، التي تريد التملص من مبادئ ديننا الحنيف؛ وعلى ذلك ليس لدى بعضهم مانع أن يعتنقوا أي شيء طالما أن ذلك سوف يُظهرهم على السطح؛ لأنهم قد يكونون مهمشين في واقعهم الحياتي والمعاشي؛ وعلى ذلك أرادوا الظهور على حساب التملص من الدين وأوامره بأي شكل كان،وتلك إشكالية كبرى تحتاج إلى بحث وتقصٍّ في شخصياتهم المضطربة، التي يصفها علماء النفس بالشخصية السيكوباتية. ولأن الشخصية السيكوباتية أو المضطربة ليس لها مبدأ تسير عليه فهي قد تكون مع من غلب، وقد تساير الموجه السائدة؛ فهي تتقلب بين هذا وذاك من أجل مصلحتها فقط!
وختاماً.. أودُّ أن أذكر أن وصف أو وسم كل من خالفنا في الفكر أو التوجه، أو من انتقد تصرفاً أو سلوكاً عاماً بمقال ونحوه، بأنه ليبرالي أو علماني، أمرٌ مذموم، بل هو من التصنيف غير المنطقي أبداً، ما لم يعترف هو بذلك، كما أن شخصنة الموضوع والتجريح في شخص الكاتب مهما كان توجهه، والبُعد عن نقد ما كتبه خروجاً عن المألوف، أمرٌ مذموم أيضاً، وإشكال خطير يجب علينا تصحيحه، وألا نقع فيه، ولا يليق بنا نحن المسلمين أبداً.
نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه. آمين.
للكاتب/ماجد الحربي
قرأته فوضحت إليّ الصورة
|