ضمن حملة توعية واسعة لكشف دوافع الهجمة الاعلامية الدنماركية المستهدفة رسول المحبة والتسامح
الاعلام الاردني في رد موحد على 17 صحيفة دنماركية
* تفعيل سلاح المقاطعة شعبيا ورسميا للمنتجات الدنماركية ومنتجات الدول المشاركة في حملة الإساءة.
* مطالبة الحكومات بقطع العلاقات الدبلوماسية وطرد سفراء الدول المسيئة وعلى رأسها الدنمارك.
* المطالبة بسن تشريع دولي يمنع التعرض لشخص الرسول الكريم والديانة الإسلامية ومظاهرها.
* ملاحقة "الجناة" قانونيا في المحاكم الدنماركية واستخدام الوسائل الحضارية في التعبير عن الرأي.
* فتح باب الحوار بين الشعوب العربية والغربية وتفعيل دور الإعلام والمنتديات لتضييق الهوة بينهما.
ما أقدمت عليه سبع عشرة صحيفة دنماركية مجتمعة بحجة "حرية التعبير" يوم الثالث عشر من الشهر الجاري في إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية بقصد الإساءة لرسول المحبة والتسامح سيد البشرية وأعظم رجالاتها بحسب اعترافات الغرب ذاته- نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, وما سبقه من حملات إعلامية مغرضة ومتكررة خلال الأعوام الفائتة في عدد من الدول الغربية ووسائل إعلامها, متزامنا مع دعوات وحملات مدروسة بعناية لملاحقة مظاهر التدين والتضييق على المسلمين واستفزاز مشاعرهم بشتى الوسائل, يخرج القضية من إطار الممارسة "الفردية" المعزولة ليضعنا جميعا أمام "ظاهرة" خطيرة تحمل في طياتها هدفا محددا وآليات ووسائل ممنهجة, الأمر الذي يطرح سؤالا مباشرا وصريحا: من هو "الجاني" ومن هو المستفيد الحقيقي من وراء ما يحدث اليوم؟
27/2/2008
صحافتنا الأردنية اليوم, تقف في ظاهرة "تاريخية" غير مسبوقة "بصوت موحد" تحت شعار ( رسول الله يوحدنا ) لتكشف؟ من خلال هذا التحليل والمتابعات الميدانية, التي تربط الحدث بماضيه في محاولة لاستشراف مستقبله, مدعما بالحقائق والمعلومات, خفايا تنامي ظاهرة الإساءة إلى رموزنا الدينية وقدوتنا : سيد البشرية وديننا الحنيف بهدف توجيه رسالة "موحدة" تتحلى بالمهنية والموضوعية والشفافية بعيدا عن لغة العاطفة والردود الانفعالية.
مسعانا الجاد لتسليط الضوء إعلاميا لكشف "الجاني" الحقيقي و "المستفيد" الأوحد سيساهم في إحباط المخطط الدموي الرامي إلى تأجيج صراع الأديان والحضارات, مستخدمين ذات الأداة الإعلامية الموحدة التي استخدمتها وسائل الإعلام الدنماركية, ولكن بأسلوب حضاري وبمهنية رفيعة وبطريقة مغايرة للطريقة الدنماركية "المبتذلة والمهينة" والتي لا تمت بصلة إلى "حرية التعبير" وتعكس مدى الانحطاط المهني الذي وصلت إليه بعض وسائل الإعلام الغربية, لنؤكد على أن تلك الصحف الدنماركية التي شاركت في هذه "الجريمة" النكراء إنما هي وسائل إعلام تم اختطاف رسالتها المقدسة بغية تمرير أجندات ضيقة تؤدي إلى صراع الحضارات والأديان خدمة لفئة بعينها "تيار المسيحيين المتصهينين" والذي يعلن جهارا نهارا عداوته للدين الإسلامي الحنيف ويستخدم أعتى وسائل الإرهاب والقمع الدموية لتدمير أمتنا ( حضارة وإنسانا ).
"المسيحية المتصهينة" .. المحافظون الجدد: "رأس الفتنة وسبب البلاء"
يخطئ من يظن أن تكرار الإساءة لديننا الإسلامي الحنيف وحبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام يأتي في سياق تصرفات فردية معزولة وغير مسؤولة ولا تتعدى كونها "حرية تعبير" كما وصفتها الحكومة الدنماركية وعدد من الحكومات الغربية.
ففي رحلة بحثنا الطويلة عن الحقيقة وخلفيات القضية فوجئنا بحجم وخطورة المعلومات التي وقفنا على مفاصلها ضمن سلسلة متواليات تاريخية تعود بدايتها في عمقها الزمني لعقود بعيدة ولا تتطلب الجهد الكبير من قبل الباحثين الموضوعيين حتى يتمكنوا من ربط فصولها وتسلسل أحداثها والوقوف على حقيقة الدور الشيطاني لـتيار "المسيحيين المتصهينين" ومظلتهم السياسية "المحافظون الجدد" في تحريك وافتعال الأزمات والتي كان أحدث فصولها إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية في الدنمارك في الثالث عشر من الشهر الجاري والذي تزامن وترافق مع محاولات مكثفة لزرع بذور الفتنة بين أرباب الديانة الإسلامية والمسيحية في عدد من دول العالم لجر العالم إلى دمار محتم بحسب نبوءاتهم التوراتية المحرفة.
البداية: "المسيحية المتصهينة" بوش الجد المفكر .. والأب المخطط.. والابن المنفذ!!
وفي هذا المقام لن نخوض في غمار تراكم وحجم الإساءات التي تعرض لها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم منذ أن أنعم الله سبحانه وتعالى على البشرية بنور الإسلام وعدالته ولكننا سنبدأ من القرن الثامن عشر مع الرفرند (الكاهن) جورج بوش, الجد الخامس للرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش الابن مرورا بجورج بوش الأب, ومدى علاقة هذه العائلة بتأسيس تيار "المسيحية المتصهينة" والتي وصلت إلى سدة الحكم في البيت الأبيض في زمننا هذا وتعرف حاليا باسم "المحافظين الجدد" والتي سعت وما زالت بكل طاقاتها وكوادرها البشرية والمالية لتحقيق نبوءة تلمودية محرفة بإقامة "إمبراطورية الرب" المتمثلة بـ "الدولة اليهودية الخالصة" على أنقاض الديانات السماوية الأخرى وعلى رأسها الدين الإسلامي الحنيف من خلال إيصال الأمم والشعوب وأتباع الديانات السماوية إلى مرحلة الصدام الديني تمهيدا لمعركة "فناء الكون" أو "الأرماجدون".
بوش الجد: "دمروا إمبراطورية الإسلام لإقامة إمبراطورية الرب"
الرفرند جورج بوش الجد وفي عام 1831 أسس لإيديولوجية "المسيحيين المتصهينين" الدموية حينما ألف كتاب "حياة محمد" ودعا فيه إلى "تدمير إمبراطورية الإسلام لتمجيد الرب وإقامة إمبراطورية اليهود الخالصة" على أرض الإسراء والمعراج في فلسطين المغتصبة, واصفا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام بأوصاف نترفع عن ذكرها كونها تعبر عن مستوى الانحطاط الفكري لدى مؤلفها, في محاولة منه لتشكيل "ضمير ديني" في الغرب "المسيحي" يسمح بإبادة الشعوب على نحو كامل ويمهد لحدوث المجزرة البشرية المأمولة "الأرماجدون" وهي باعتقادهم "مقدمة ضرورية للعقيدة الألفية السعيدة, والعودة الثانية للسيد المسيح إلى الأرض, وحكمها مع من يتبقى من البشر لمدة ألف سنة سعيدة "بحسب عقيدتهم الكاذبة".
كتاب جورج بوش الجد ومضامينه التي تعتبر "مرجعية إيديولوجية مقدسة" لتيار "المسيحيين المتصهينين" مهد الطريق أمام أتباعه لممارسة عملية ممنهجة تهدف إلى غسل أدمغة الشعوب الغربية المسيحية وإقناعهم بأن "سبيل خلاصهم وسعادتهم" يكمن في إبادة "أعداء الرب" الذين هم ببساطة "الشعوب الإسلامية" وبالتالي تأجيج فتيل الفتنة بين أتباع الديانة المسيحية والإسلامية من خلال افتعال أزمات على غرار الرسوم المسيئة وغيرها- تجرهما والعالم معهما إلى حرب مدمرة تبيد الطرفين وتبقي على "العرق" اليهودي الخالص والمؤمن ببدعة "عقيدة إمبراطورية الرب" المزعومة والمتمثلة بإقامة الدولة اليهودية الخالصة على أرض فلسطين.. وبذلك اختطف "المسيحيون الصهاينة" الكتاب المقدس وأعادوا صياغته "تحريفه" ليفي بالغرض ويبرر قتل المسلمين باعتبار أن هذه الجريمة الإرهابية ما هي إلا استجابة لمشيئة الرب.
من بدعة الألفية السعيدة إلى حقبة الدمار في الألفية الثالثة
"المهمة المقدسة" لإقامة "إمبراطورية الرب" المزعومة التي أسس ركائزها الفكرية جورج بوش الجد ووضع مخططاتها التنفيذية جورج بوش الأب ونفذها على أرض الواقع جورج بوش الابن حينما أطلق الأخير بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 "ساعة الصفر" بمقولته الشهيرة "إن الرب ناداني, وأوكل إلي مهمة مقدسة" ليبدأ "المحافظون الجدد" أو "المسيحيون المتصهينون" التأسيس والترويج لأطروحة الحرب العالمية الحتمية "معركة فناء الكون" وهي ببساطة الحرب على الإسلام والمسلمين تحت ذريعة "الحرب على الإرهاب", فكان هذا الدستور الشيطاني للقتل والدمار والخراب الدافع الرئيسي وراء تدمير العراق وأفغانستان ومن قبلهما سلب فلسطين من سكانها الأصليين وإهداؤها على طبق من ذهب لعصابات الصهاينة المتطرفين لإقامة الدولة اليهودية الخالصة وهو ذات الأمر الذي دعا إليه جورج بوش الابن في زيارته الأخيرة لفلسطين المحتلة.
المخطط الشيطاني انطلق من مقاطعة فيلادلفيا الأمريكية
ففي عام ,2006 وفي غمرة ثورة الشارع العربي والإسلامي على الدنمرك لنشر إحدى صحفها (جلاندس بوستن) رسوما كاريكاتورية بقصد الإساءة إلى نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم, بدأت الخيوط الأولى لمخطط "صدام الأديان والحضارات" تظهر للعلن حينما كشف عن لقاء المنظـر الشهير لتيار "المسيحيين المتصهينين" "دانيل بايبس" في شهر تشرين الاول من عام 2004 في مقاطعة فيلادلفيا الأمريكية مع "فلامنغو روس" المحرر الثقافي في صحيفة (جلاندس بوستن) والذي ينتمي لذات التيار المتصهين والذي خطط مع "بايبس" من أجل استقطاب عدد من رسامي الكاريكاتير للمشاركة في حملة الصورة الكاريكاتورية بقصد الإساءة إلى إتباع الدين الإسلامي الحنيف لتحقيق هدف تفجير الصراع بين أتباع الديانات السماوية غير اليهودية, فكانت الأزمة الأولى حينما أقدمت ذات الصحيفة على نشر 12 رسما كاريكاتوريا بقصد الإساءة إلى الرسول الأعظم, قابلها العالمان العربي والإسلامي بموجات احتجاج عارمة وحملات مقاطعة واسعة للمنتجات الدنماركية.
وأمام هذه الحقائق لم يجد المتطرف العنصري الأمريكي اليهودي "دانييل بايبس" بدا من الاعتراف عبر إحدى الفضائيات العربية عن لقائه بالمحرر الثقافي في الصحيفة المذكورة "فلامنغو روس" في شهر تشرين الأول / أكتوبر عام 2004 في مقاطعة فيلادلفيا في الولايات المتحدة الأمريكية قائلا: "نعم أنا التقيت مع الصحفي الدنماركي يفلامنغو روس .. ولكن كان لقاء صحافيا ولم التق به مرة ثانية منذ ذلك اللقاء".
المتطرف الصهيوني "دانيل بايبس" هو ذاته مؤسس ما يسمى بمنتدى الشرق الأوسط التابع لإدارة المحافظين الجدد والذي يعد أحد المنابر الرئيسية لرسم سياسات المنطقة العربية والإسلامية وهو من أشد اليهود الأمريكيين المدافعين عن تل أبيب ومن الكتاب الدائمين في الصحافة الصهيونية والداعمين لـ "مشروع القرن الأمريكي الجديد" الذي تقوم فكرته على أساس القوة العسكرية المتفوقة والمفرطة ضد الشعوب والأنظمة العربية والإسلامية, بالإضافة إلى كونه الأبرز في دعم مخطط شارون في إقامة الوطن البديل للفلسطينيين في الأردن.
فصول المؤامرة !
فصول خطة المتصهينين "بايبس - روس" في نشر الرسوم المسيئة والتي تهدف إلى توسيع الهوة بين الحضارة الغربية المسيحية والوطن العربي والإسلامي لتفجير "صراع الحضارات والأديان" لتصب النتائج بالتالي لمصلحة الدولة اليهودية وأيديولوجية "المسيحية المتصهينة" ومخططاتهم الإستراتيجية التي اعتمدتها إدارة بوش ومحافظيه الجدد وذلك من خلال تأليب الشرق على الغرب والديانة الإسلامية على المسيحية, أكدها الإعلامي الأمريكي "كريستوفر بولين" الكاتب في "أمريكان فري برس" في مقالة له قال فيها: "إن علاقة "روس" مع"المسيحية المتصهينة" أو ما يطلق عليه في الغرب "النيوكونز" هي علاقة مؤكدة وثابتة, وأشار إلى مقابلة أجرتها صحيفة النيويورك تايمز مع "روس" حيث أجاب على سؤال عن عدم نشره رسوما كاريكاتورية لأرييل شارون وهو يخنق طفلا فلسطينيا, قائلا للصحيفة "إن هذا الأمر يعد عملا عنصريا" كما امتنع "روس" عن الإجابة على سؤال وجه إليه من قبل "أمريكان فري برس" لماذا يدافع عن شارون وهو المتهم بجرائم حرب, وبذات الوقت يسيء إلى رسول الإسلام.
وبحسب ما تأكد من معلومات فأن "روس" بعد اللقاء الذي جمعه بـ "بايبس"قام بكتابة مقالة في ذات الصحيفة يشيد بها بـ "دانيل بايبس" وبفكره المبني على كراهية الإسلام والعروبة ودعمه غير المحدود للدولة الصهيونية وسياساتها القمعية.
لماذا "التوحد" الإعلامي الدنماركي في إعادة نشر الرسوم المسيئة؟؟
بعد أن فشلت المحاولة الأولى في تحقيق غايتها المطلوبة بتأجيج صراع الأديان والحضارات بين المسلمين والمسيحيين تمهيدا للمعركة الفاصلة "فناء الكون" والمؤدية إلى قيام "الدولة اليهودية الخالصة" استنفر تيار "المسيحيين المتصهينين" كوادره وطاقاته لتدعيم الإعلان الرسمي للرئيس الأمريكي عقب زيارته الأخيرة إلى فلسطين التاريخية المحتلة والمتمثل بدعمه المطلق لأطروحة جده الخامس الرفرند جورج بوش بتأييده "إقامة إمبراطورية الرب المتمثلة بالدولة اليهودية".
وقد جيـش هذا التيار المتصهين 17 صحيفة مجتمعة في الدنمارك لإعادة نشر الرسوم المسيئة في يوم واحد, على أمل أن تنجح هذه "الوحدة الشيطانية" الإعلامية في تحقيق ما فشلت به صحيفة منفردة قبل نحو عامين ونصف العام.
هذه الهجمة الإعلامية المسيئة التي لم تقتصر على الاعلام الدنماركي وإنما امتدت الى بعض وسائل الاعلام التي يتحكم بها تيار "المسيحية المتصهينة" في عدد من العواصم الغربية؟ منها : هولندا وفرنسا وغيرها, تزامنت مع خطوات تصعيدية استفزازية أخرى, شهدتها هولندا من خلال دعوة "غريت وايلدرز" زعيم حزب الحرية اليميني المتصهين بسن تشريع يمنع بموجبه 150 مسلمة هولندية منقبة من تغطية وجوههن في الأماكن العامة والطرقات والمؤسسات الخاصة والدوائر الحكومية والجامعات والمدارس بغية إثارة الفتنة بين الجالية الإسلامية ومسيحيي تلك البلاد.
وفي بريطانيا شن إعلاميون وسياسيون هجمة شرسة على رئيس أساقفة كنيسة كانتربري القس "روان ويليامز" لمجرد دعوته لمنح المسلمين بعضا من حقوقهم المدنية وتطبيق جزء من أحكام الشريعة الإسلامية على غرار ما يحظى به اليهود في بلاده من تطبيق لقوانينهم الخاصة وفي محاكمهم الخاصة.
أما في تركيا فقد استنفر علمانيو البلاد طاقاتهم لثني حكومة أردوغان عن السماح للمسلمات المحجبات بارتداء حجابهن في المدارس والجامعات وأماكن العمل.
الحدث الأبرز والأخطر
أما الخطوة الأكثر وضوحا ومباشرة والهادفة إلى إحباط مخطط إثارة الفتنة بين مسيحيي ومسلمي الشرق في الدول العربية عامة والأردن خاصة كونه المستهدف ليكون الوطن البديل للشعب الفلسطيني من قبل تيار "المسيحيين المتصهينين" فقد أيد مجلس الكنائس في العاصمة عمان في بيان وصف بأنه نادر وغير مسبوق الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الأردنية بتسفير أعضاء فرق تبشيرية تنفذ نشاطات مشبوهة تهدف الى إثارة الفتنة بين مسيحيي ومسلمي البلاد وهو ما أشار إليه مجلس الكنائس في بيانه الذي كشف فيه عن وجود 40 فرقة تنصيرية تعمل تحت غطاء العمل الإنساني والخيري على تعكير صفو التعايش الديني الذي تتميز به العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في البلاد.
وفي ذات السياق شهدت العديد من الدول العربية أزمات مفتعلة تخدم مخطط هذا التيار المتصهين, ففي مصر طفت على السطح بؤر توتر ملحوظة بين الأقباط المسيحيين والمسلمين, وأثبتت المعلومات أن المتصهين "دانييل بايبس" عقد عدة اجتماعات في القاهرة للتخطيط لهذا الصراع, وفي اليمن انتشرت فرق تبشيرية بشكل ملفت للانتباه أثارت ضجة شعبية ورسمية وإعلامية على حد سواء تماما مثلما هو حاصل الآن في الجزائر, وما يحصل أيضا على الساحة اللبنانية والسودانية.
وبنظرة بحثية متأنية وبربط لخيوط الأحداث ابتداء من إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية مرورا بأحداث هولندا وتركيا وبريطانيا والأردن ومصر واليمن ولبنان والجزائر, المتزامنة مع تكثيف دعوة المحافظين الجدد في الإدارة الأمريكية الى إقامة الدولة اليهودية الخالصة, يتضح مدى خطورة مخططات تيار "المسيحية الصهيونية" الهادف الى الوصول لمرحلة الصدام الدموي بين أتباع الديانتين الإسلامية والمسيحية بغية تحقيق الهدف المأمول لديهم في تسريع بداية معركة "فناء الكون" للانفراد بإقامة دولة الرب المزعومة على ارض فلسطين التاريخية.
ولهذا .. "رسول الله يوحدنا"
حينما يشخص الداء نجد الدواء, وحينما يعرف السبب يبطل العجب, وحينما يكتشف المخطط الخبيث تسهل مواجهته.. فـ "المسيحيون المتصهينون" اعتقدوا بأن وسيلتهم لتنفيذ مخططهم التدميري والدموي الإرهابي تكون من خلال الإساءة إلى رسولنا الكريم وديننا الحنيف وزرع بذور الشقاق والفتنة بين أرباب الشرائع السماوية في بلادنا العربية والإسلامية.. والرد الحقيقي الناجع والفعال والمؤثر يكون باصطفافنا جميعا تحت شعار: "رسول الله يوحدنا" لإجهاض مخطط أعداء أمتنا.
ومن هنا جاء قرار الإعلام الأردني بالتوحد في مواجهة الهجمة الإعلامية المسيئة لرسولنا الكريم وإحباط محاولات زرع الفتنة بين مسيحيي ومسلمي الشرق مستخدمين ذات الأداة الإعلامية لنكشف للعالم الأيدي الخفية لـ "المسيحيين المتصهينين" والتي تعبث بأمن أمتنا وتزعزع دعائم تعايشنا السلمي والأخوي.
وحتى تكتمل جبهة إحباط مخطط "المسيحيين المتصهينين" ننشر توصيات ندوة متخصصة جمعت علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحيين ومفكرين وباحثين ومختصين في الندوة التي عقدتها مجموعة "الحقيقة الدولية" وشبكة إسلامنا الإخبارية الإلكترونية على أمل أن تتكاتف كافة الجهود وبصورة حضارية بعيدة عن الردود الانفعالية في وقف مسلسل الإساءة إلى رسولنا الحبيب ونشر مفاهيم سماحة وعدالة ديننا الحنيف الذي حرم علينا الإساءة إلى الأديان الأخرى.
وسائل للرد الحضاري.. توصيات ومقترحات ندوة: "إلا رسول الرحمة"
(ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون)
خلصت الندوة المتخصصة التي أقامتها شبكة إسلامنا الإلكترونية ومجموعة الحقيقة الدولية الإعلامية بتاريخ 18/2/,2008 وبإجماع الحضور الذين يمثلون نخبة من علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي, والمفكرين والباحثين على المستوى الشعبي والرسمي,والتي حملت عنوان "إلا رسول الرحمة" إلى جملة من التوصيات والمقترحات, أهمها :
- العمل على تأسيس شبكة عربية وإسلامية لرصد الانتهاكات التي تمس الدين الإسلامي ورموزه, بحيث تكون شبكة ناشطة قادرة على متابعة المستجدات وما يتصل بالعداء للإسلام, وقادرة على إيصال رسالة الإسلام بمختلف اللغات, فضلاً عن اتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من ظاهرة الإساءة للدين ورموزه.
- ضرورة دعم المؤسسات الإسلامية في الدول الغربية وإنشاء تحالفات مع القوى الأوروبية المناصرة للمسلمين, وتزويدهم بما يحتاجون إليه من معلومات ومواد إرشادية وذلك لتوضيح الصورة المشوهة عن الإسلام في الغرب.
- تفعيل مقاطعة المنتجات الدنماركية وبآليات تضمن الاستمرارية لحين التوقف الكامل عن أية ممارسات عدائية ضد ديننا الحنيف.
- تقديم شكوى للقضاء الأوروبي والدنمركي بخصوص الإساءة تتولى الإشراف عليها هيئة اعتبارية شبه رسمية.
- مد الجسور وفتح باب الحوار مع بعض البرلمانيين الأوروبيين ومراكز الدراسات ومخازن الأفكار وقادة الرأي - ممن هم خارج الحلف المسيحي اليميني المتطرف والصهيوني العنصري - ليكونوا على بينةٍ من أي مسألة تتعلق بالإسلام, ومحاولة توظيف هذه العلاقة فيما يساعد على تداول وجهات نظر الأطراف المختلفة.
- العمل عربيا وإسلامياً لسن تشريع قانوني دولي يحظر الإساءة إلى الأديان السماوية ورموزها من الأنبياء والرسل, ومطالبة الغرب بسن تشريع مماثل ويخص الإسلام بالذكر, على غرار قوانين تجريم التشكيك في الهولوكست (المحرقة اليهودية).
- وجوب العمل إسلاميا وعربياً على تقوية الجبهة الداخلية لتكون بمنأى عن الاختراق من قبل الغرب, وليكون الرد على أي انتهاك نابعا من موقع القوة والوحدة لا الضعف والهوان.
- نظراً لإمعان الدنمارك في سلوكها المسيء للرسول, فإن الواجب يقتضي قطع العلاقات الدبلوماسية الفوري معها عبر سحب سفراء الدول الإسلامية منها والطلب من سفرائها مغادرة الدول الإسلامية على وجه السرعة.
- مخاطبة المنظمات الدولية ووسائل الإعلام الغربية للتأثير على الرأي العام الغربي وبخاصة الشعبي لإحداث تغيير في تلك الممارسات العنصرية المتطرفة التي تستهدف الإسلام والمسلمين والأنبياء والرسل.
- إيجاد صيغة من التواصل ما بين الكنيسة الشرقية والمؤسسات والكنائس الغربية لشرح الأضرار الناجمة عن مثل هذه السلوكيات المشينة والتعريف بالحقوق التي يتمتع بها مسيحيو الشرق في الدول العربية وضرورة معاملة الأقليات المسلمة في الغرب بالمثل للتعريف بسماحة الإسلام واعتداله ووسطيته ومواقف المسلمين من كافة القضايا التي تمس الحضارتين الشرقية والغربية,وذلك لمواجهة التيارات اليمينية المتصهينة التي تحاول تغطية الحقائق وتشويه صورته.
- نشر ثقافة التسامح والاعتدال والاختلاف الحضاري على أساس من الندية والعدالة والقبول بالآخر من الناحية الثقافية والحضارية والدينية, والابتعاد عن سياسة التهميش والإقصاء والتطرف.
- إنشاء مركز بحثي متخصص بدراسة الفكر السياسي والثقافي والحضاري والديني الغربي, ورصد ومتابعة أهم ما يصدر عن مخازن الأفكار ومراكز الدراسات العالمية الغربية, لرسم استراتيجيات مناسبة في التعامل مع مختلف القضايا المتعلقة بالعالمين العربي والإسلامي, وبدعم رسمي.
- توحد وسائل الإعلام العربية والإسلامية, في مواجهة الهجمة الإعلامية الشرسة في بعض وسائل الإعلام الغربية على الدين الإسلامي الحنيف ورسوله الأعظم.
هل الإساءة للأنبياء.. "حرية تعبير"؟
بعد ولوجنا في ثنايا القضية نضع بين يدي الإعلام الدنماركي وحكومته على وجه الخصوص والإعلام الغربي عامة آراء إعلاميين ورجال فكر أردنيين في الرد على "تبرير" موقف الحكومة الدنماركية الرافض لتقديم الاعتذار أو وقف نشر الرسوم المسيئة بحجة احترامها لـ "حرية التعبير" وتأييدها لما أقدمت عليه صحافة بلادهم.
من ناحيته أكد نقيب الصحفيين الأردنيين الزميل طارق المومني أن الإساءة للأديان وأرباب الشرائع من الأنبياء والرسل لا تقع في إطار حرية الرأي والتعبير وإنما هي إساءة متعمدة لكافة الأديان ولها أهداف وغايات مشيرا إلى أننا ندعو باستمرار إلى احترام الأنبياء والرسل وديننا الإسلامي الحنيف يحض على ذلك.
وقال المومني.. قانون المطبوعات والنشر الأردني يحظر على وسائل الإعلام نشر كل ما يشكل إهانة إلى أرباب الشرائع من الأنبياء والرسل والأديان السماوية وإهانة الشعور الديني حيث حددت القوانين الأردنية عقوبات بالسجن بالإضافة إلى غرامات مالية تصل أحيانا إلى عشرين ألف دينار.
وأضاف.. إن قوانيننا المتعلقة بمسألة التأكيد على احترام الأديان ورموزها, متقدمة وحضارية وتفوق القوانين المنظمة للعمل الصحفي في الدول الغربية مؤكدا أن ما اقترفته الصحافة الدنماركية يتجاوز حدود حرية الرأي والتعبير إلى التجريح والإساءة والذم والقدح وإهانة الشعور الديني.
من جهته أكد رئيس تحرير صحيفة الرأي الأردنية عبد الوهاب زغيلات أن هذه إساءة ليست لجهة معينة بل لجميع أبناء البشرية فالحديث عن الأنبياء يجب أن يكون دائما ضمن ما ورد عنهم من أقوال وسنن, وأضاف أن تمادي الصحافة الغربية في هذا الأمر نابع من الحقد على الإسلام فهم يعلمون أن أكثر ما يؤذي المسلمين هو سب وقذف نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم.
وأكد زغيلات انه يجب على الجميع أن يقف وقفة واحدة وأن يضع حلا نهائيا يمنع هذا التطاول على الإسلام الذي لا يجيزه أي نظام أو قانون, معتبرا أن التكرار في هذا الموضوع يعني الإصرار على تصعيد الموضوع والتمادي في الإساءة للرسول الكريم.
ودعا زغيلات إلى أن تكون هناك ردة فعل إعلامية عربية إسلامية موحدة على هذا الموضوع وأن تجتمع نقابات الصحفيين العرب والمسلمين وأن تصدر بيانا واضحا توضح فيه موقفها برفض هذه الإساءة لرسولنا الحبيب.
وأكد الكاتب الصحفي الاردني في صحيفة العرب اليوم فهد الخيطان على وجود سياسات وأجندات خاصة لاستهداف الإسلام من خلال الإساءة للرسول محمد صلى الله عليه سلم مشيرا إلى وجود جهات متطرفة تسعى ليل نهار لإثارة النعرات الدينية بين الشرق والغرب وهي جهات محكومة بأجندات خاصة وعقلية قديمة تسعى من خلال تلك الإساءة الى إحداث تصادم حضاري بين المسلمين والمسيحيين.
ولفت الخيطان الى أن نشر الصحف الدنمركية رسوما مسيئة للرسول يدل على عدم أحساس من قبل المسؤولين هناك بالرموز الدينية والقيم للشعوب الأخرى من خلال نشر مثل تلك الرسومات المسيئة لاعتقاد القائمين هناك بأنها تدخل في باب الحريات الصحفية.
وأشار الخيطان الى ان وسائل الإعلام الدنماركية لم تحترم مشاعر المسلمين من خلال حربها المستمرة والإساءة المتكررة للرموز الدينية والتي لا يمكن السكوت عليها.
بدوره أكد الكاتب الاردني في صحيفة الغد الزميل جميل النمري أن قوى التطرف الديني وقوى اليمين المتطرف في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا هي الجهة المسؤولة عن الإساءة للإسلام ولرسوله بشكل مستمر حيث تعمل تلك الجهات على "تأليب" الشعوب على بعضها البعض وكأنهم يحركون الجمر تحت الرماد.
وقال النمري انه من السخف أن تتحول قضية الرسوم المسيئة للرسول الى قضية حرية التعبير عن الرأي فالصحف الدنمركية وقوى اليمين المتطرف لم تراع مشاعر المسلمين والشعوب الأخرى من خلال الإساءة للرموز الدينية معتبرا المعركة التي يقودها اليمين المتطرف في الولايات المتحدة ودول أوروبا الأخرى من خلال الإساءات للرسول جاءت لغايات إحداث فجوة وتصادم حضاري بين المسلمين والمسيحيين وإحداث انشقاق فيما بينهم من خلال التفرقة العنصرية, ونشر مثل تلك الرسومات المرفوضة جملة وتفصيلا.
وفي السياق ذاته أكد العين عبد المجيد الذنيبات ان أهداف اليهودية الصليبية تكمن في زيادة التفرقة العنصرية وإحداث تصادم حضاري بين الشعوب من خلال تعميق تصادم الحضارات فيما بينها.
ولفت الذنيبات الى أن واجب المجتمع العربي والإسلامي تجاه تلك الإساءات المتكررة يكمن في استنكارها وشرح الدعوة الإسلامية وأهدافها السامية للشعوب الأخرى من منطلق تبليغ دعوة الله تعالى إلى جميع الشعوب وبالإضافة إلى دعم الجماعات التي تعمل على نشر الدين الإسلامي للشعوب الأخرى من خلال تثقيفهم برسالة الإسلام وأهدافه السمحة والنبيلة والتي نبذت الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله.0
نقلاً عن صحيفة "العرب اليوم" الأردنية
منقول