فتيات سعوديات يباشرن عملهن كاشيرات وفي التعبئة في مول تجاري بالدمام. «الاقتصادية»
حامد الرويلي من الدمام
اتجهت أكثر من 30 فتاة سعودية للعمل في أحد المجمعات التجارية بالدمام في مجال المحاسبة والأمن وخدمات التوصيل والإدارة. وفي جولة لـ ''الاقتصادية'' على أحد المجمعات التجارية المتخصصة في بيع المواد الغذائية والاستهلاكية وملابس الأطفال، تعود ملكيته إلى مستثمر أجنبي، تحدث عدد من الفتيات السعوديات قائلات: ''قدمنا على برنامج حافز وعلى عديد من الوظائف الحكومية والأهلية، إلا أن الحظ أو المؤهل التعليمي لم يسعفنا ويساعدنا، عاتبات في الوقت ذاته على الشركات والمؤسسات الوطنية بعدم توظيفهن على حسب مؤهلاتهن التعليمية، مما أجبرهن على التوجه للعمل في الشركات الأجنبية لحاجتهن الماسة للعمل''.
وأوضحن ''علمنا عبر المنتديات والمواقع الإلكترونية ورسائل الجوال عن مستثمر أجنبي بشراكة مع مستثمر سعودي بصدد تدشين مجمع تجاري كبير يقع في قلب الدمام ويبحث عن موظفين وموظفات سعوديين''، ولم يتأخرن هذه المرة عن التقديم عبر الموقع الإلكتروني والفاكس الخاص بإدارة المجمع، واستقبل المجمع - حسب ما قالته الإدارة - أكثر من 300 طلب نسائي، تم تحديد موعد لهن للمقابلة، وقد اجتاز المقابلة أكثر من 50 فتاة سعودية مؤهله للعمل في السوق السعودي في مجال الكاشير والبيع والأمن والإدارة والسكرتارية والتسويق والأمن وبعض الخدمات الأخرى. وأكدن أنهن سيواجهن بعض الصعوبات والإحراج في بداية العمل، إلا أن الحاجة الماسة حولتهن وأجبرتهن على اختيار هذه المهن بعد أن أغلقت معظم الأبواب الوظيفية النسائية في وجوههن.
وأكدن أنه تم عمل دورات ومحاضرات وورش عمل لمدة ثلاثة أسابيع موزعة على فترتين صباحية ومسائية واجتازت المقابلة والدورات وورش العمل 30 فتاة من أصل 50 لم يحالفهن الحظ .
وقال لـ ''الاقتصادية'' محمد شان المدير الإقليمي لإحدى الشركات - هندي الجنسية - إن الإدارة والشركاء قرروا افتتاح أول فرع للشركة على مستوى المملكة في المنطقة الشرقية نظرا لتميز موقع المنطقة وقربها من دول الخليج، مشيرا إلى أن للشركة عدة فروع في دول الخليج وشرق آسيا، كما أن الشركة بصدد تدشين 15 فرعا موزعة على مناطق المملكة في الدمام، الخبر، الجبيل، الرياض، مكة المكرمة، المدينة المنورة، وجدة ومناطق أخرى.
وبين شان أنه خلال السنوات الثلاث المقبلة سيتم توظيف أكثر من 500 فتاة وشاب سعودي، في مجال الكاشير، الأمن، الإدارة، السكرتارية، المرقابة والمحاسبة، إضافة إلى مهنة جديدة تعتبر دخيلة على المجتمع السعودي بل والخليجي ألا وهي مهنة'' الترتيب وتحميل مشتريات الزبائن من الكاشير إلى عربة التوصيل، ويعمل في هذه المهنة أكثر من 14 فتاة سعودية في المجمع.
وأوضح أن الفتيات يعملن برواتب تراوح بين 2500 و3500 ريال، لمدة ثماني ساعات يوميا تتخللها ساعة راحة، في مكان خصص لهن مع مسجد بكامل خدماته وبوفيه، إضافة إلى التأمين والتوصيل من العمل وإليه. من جانبها، قالت الدكتورة عائشة المانع - مستثمرة سعودية - إنه يتعين على برنامج حافز منح المعونات المالية المقدرة بألفي ريال لكل عاطل وعاطلة عن العمل بغض النظر عن العمر والمؤهل.
وبينت أن القطاع الخاص يرحب بتوظيف الفتيات المتخصصات برواتب مجزية وحوافز تساوي رواتب القطاع الخاص إن لم تزد، مطالبة القائمين على البرنامج بعقد دورات وورش عمل للفتيات المتخصصات في المجالات: الصحي والتعليمي والإداري وسرعة التنسيق مع الجهات الخاصة ذات الاحتياج، وألا يقوم البرنامج بتوجيه عاطلين وعاطلات غير متخصصين لهذه القطاعات إلا في بعض المهن غير الفنية، مؤكدة أن القطاع الخاص أكبر داعم لبرنامج حافز، مضيفة أن القطاع الخاص يعاني كثيرا من الفتيات والشباب الذين تم تعيينهم بعد التدريب والتطوير وخلال أقل من شهرين من العمل في القطاع الخاص يتركون العمل لأسباب غير مقنعة أو لزيادة في الراتب مع جهة أخرى منافسة.