03-03-2008, 12:33 AM
|
عضو جديد
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 4
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
معاق يطلب رد الصدى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم..
...أما بعد...
هذه قصتي أنا الشاب/وائل محمد الدعوري سأرويها لكم منذ ولادتي إلى أن أصبحت في الواحد والعشرين من عمري...
بدأت حياتي وليد السبعة أشهر خرجت إلى الحياة طفلا ناقص الأعضاء وكنت تحت رعاية الله وحفظه وبين يدي والداي العزيزين حيث كانت ولادتي متعسرة في الوقت ذاك مما سبب لي نقص في الأكسجين مع تشنج في الأطراف السفلى فلاحق ذالك شلل تشنجي حيث أن المستشفى كان في بداية التأسيس حيث كانت لا تتوفر لديه بعض الإمكانيات...
أكملت فترة النمو في مستشفى فرسان العام ولكن شاءت الأقدار أن أكون طفلا حرمته الأقدار نعمة الحركة منذ نعومة أظافره...
بدأت بالحبو وأنا دون الخامسة من عمري وبدأت أعراض الشلل تظهر على قدمي وبدأت رحلة العلاج الطويلة والتنقل من مكان إلى آخر بحثا عن العلاج...
عرضني والدي على مجموعة من الأطباء والأخصائيين قي كل من الرياض والدمام وأبو عريش فتابعوا حالتي عن طريق ممارسة العلاج الطبيعي ثم أرسل والدي تقاريري الطبية خارج المملكة ((مصــر)) فكان الترحيب بالحالة جيدا فذهبنا على الفور إلى مصر وتابعت العلاج إلى أن تقرر لي بعد قترة من المتابعة عمل عملية جراحية في أسفل ركبتي كمحاولة لتثبيت العروق المتقطعة فوافق أبي بعد اطمئنانه بأن نجاح العملية مضمونا والحمد لله...
ولكن كانت رغبتي بأن أجري العملية بين أهلي في مملكتي السعودية فرحب الطبيب بها وتم نقلي إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض لإجراء العملية...
وقد تكللت والحمد لله بالنجاح وهذا بفضل الله تعالى ثم جهود والداي العزيزين والمتابعة الجيدة من المتخصصين في المستشفى وبعد ذلك عدت إلى مصر بناءا على طلب الطبيب لمتابعة العملية والإشراف عليها حيث
طلب الطبيب من والدي باستمرار المراجعة كل ثلاثة أشهر فوافق على أنه لن تطول المتابعة أكثر من سنة ولكنها طالت وكانت ظروف والدي الخاصة لا تهيئ له السفر كل ثلاثة أشهر علما بأن المراجعة كانت على نفقته الخاصة مما أدى ذلك إلى إغلاق الملف الخاص لي هناك وبالتالي إنتهاء المتابعة...
وبحمد الله تمكنت بعد فترة من المتابعة من الوقوف والمشي على قدمي ولكن مفقودة التوازن وكان ذلك في السابعة من عمري...
ولم تقف علي حالتي لتكون عائقا في سبيل تعليمي فقد التحقت بمؤسسة رعاية الأطفال المشلولين بمحافظة الطائف فدرست وتعلمت الكثير وكونت العلاقات الجميلة وسط مجتمع مغلق مع استمرارية العلاج وقد وصلت معهم إلى الصف الرابع الإبتدائي تحت رعاية واهتمام خاص من ولاة الأمر وحكومتنا الرشيدة حفظها الله وكان الصف الرابع هو نهاية المسيرة في حضن هذه المؤسسة رغم أنني لم أكمل المرحلة الابتدائية ويعود ذلك إلى تأخر انضمامي لمراحل التعليم نظرا لظروفي الخاصة حيث أن المعهد يعيش في مجتمع مخلوط من الذكور والإناث من ذوي الإحتياجات الخاصة على اختلاف حالاتهم وكذلك النساء المعلمات والخادمات فلن استطع الإكمال كبر سني المعتاد والموضوع في أساسيات المعهد وكان ذلك في الرابعة عشر من عمري...
فسائني جدا فراق هذه المؤسسة وذكرياتها الجميلة مع أصدقائي ومعلماتي الاتي كن بمثابة الأمهات لنا ذلك الفراق الذي لم يكن متوقعا والذي كان صدمة مؤلمة لي ولكن هذه سنة الحياة ولا بد أن لكل بداية نهاية...
عدت إلى أهلي في مسقط راسي جزيرة فرسان لأواصل حياتي وانعم بحضن والداي العزيزان...
سأخرج عن إطار الحياة العلمية والعلاجية لأتحدث في صفحات أخرى من حياتي...
بعد أن عدت وسط أهلي كان الوضع الجديد صعبا بالنسبة لي من عدة جهات منها طريقة التعليم من مكان إلى آخر وطريقة عيش الناس واختلاف أطباعهم وطرق تفكيرهم فلم استطع التكيف مع هذه الظروف نظرا للواقع الجديد ذا الأفق الواسع بعد أن كان مجتمعي مغلق فكنت اعتبر نفسي ضيفا في جزيرتي وبين أهلي لأني لا اعرف فيها أحدا إلا القليل وقد كان والدي يلح علي مرارا بالخروج إلى الناس والتعرف عليهم وتكوين العلاقات كسابق عهدي فلم ارغب في بادئ الأمر لما كان ينتابني من الخوف أنني لن أكون مقبولا من مجتمع الجزيرة ولكن بعد تفكير طويل أدركت أن كلام والدي وطلبه إلي أساسا من أساسيات الحياة...
فخرجت خارج المنزل لأتعرف على أهل حارتي الصغيرة ولكني لم أشعر بمتعة ما أفعله لإختلاف الجو من حولي من حيث كثرة العدد الذي كنت لا استوعبه من البشر مع تغير اللهجة التي كنت لا أفهم الكثير من مصطلحاتها لأن لساني قد أخذ على حديث المدينة وازدادت معارفي حين التحقت بالدراسة مجددا في فرسان وكانت خيرة الشباب الذين تعرفت عليهم تعرفت عليهم في ساحات المدرسة من خلال تبادل الحوار والمجالسة اليومية على مقاعد الصف وكان هذا النوع من الشباب ليس لهم أي احتكاك بالعالم خارج أسوار المدرسة فكيفت نفسي على وضعهم فجالست المنزل ولا أخرج منه إلا لقضاء حاجة أقضي وقتي قارئا للكتب المدرسية ممارسا لبعض الهوايات التي أتمتع بها مشاهدا التلفاز وكانت حياتي محصورة ما بين البيت والمدرسة والمستشفى لممارسة العلاج الطبيعي.. متنقلا من عش إلى عش إما لبيت جدتي أو بيت أعمامي أو بيت خالتي التي كانت خلال سكنها في الطائف إي قبل انتقالها إلى فرسان تأتي إلي إلى المؤسسة لتصحبني معها إلى بيت جدي حاملتني على طهرها الذي لو نطق لكان حكى عنها وعن قلبها الكبير الذي كان يغمرني حبا وحنانا ذاهبة بي إلى البيت لأجد فرحا أكبر وسعادة أغمر.
فلم يعجبني وضعي في التنقل من منزل لآخر وأردت التغير من هذا الوضع بالمخالطة مع الناس فتمكنت من ذلك وكان يتبين لي أنهم شباب طيبون ولكن كان البعض عكس ذلك تماما كانت تشتعل بينهم الغيرة كل واحد يريد الإنفراد بصديق وحده وأنا واقف وحائر ومتعجب من تصرفاتهم وقد كان الشاب {ألأمرد} كنز ثمين لمن يتمكن من الحصول عليه ويصبح يباهي به أمام الناس وقد يتصرفان كعشيقين في أيام الخطوبة فرجعت إلى وضعي السابق ملازما المنزل مما أثر ذلك في نفسي عند ما يطغى جانب الجمال الفاحش على أخلاق الإسلام وقيمه السامية التي تأمر بمحبة الأخ لأخيه المسلم والحرص على الجليس الصالح وطيب الحديث وأنا في فقدان كل ذلك أعيش حزينا فاتحا لليأس طريقا للسيطرة على قلبي وعقلي لأني لا أجد من يفهمني يحس بما أحس به ويهون علي ويعيد إلي الأمل بأني سؤصبح في يوم مثله ولو من باب المجاملة مما أدى إلى هبوط مستواي العلمي لأني لا أجد إلا الكتب أمامي هي التي لا يمكن أن تختفي من أمامي حتى في يوم إجازتي أجد نفسي مضطرا إلى أن أقرأها مما سبب لي الملل وعدم الرغبة قي فعل إي شيء يذكر...
فلم أجد حلا لطريقة عيشي إلا الرضى بما كتبه الله لي ولا أحاول الإنشغال إلا بالعلم وقد كنت متفوقا في دراستي حائزا على المراتب الأولى ومساهما في النشاطات المدرسية ومكرم ومحبوب من قبل منسوبي المدرسة...
وبالطبع بأن كل شخص في حياته يمر بظروف لا يستطيع التحدث بها مع والديه وإخوته ويريد شخصا يشكي له ما يمر به يشاركه همه وفرحه فلم أحس إني استطعت تحقيق ذلك كما كنت أريد حيث أن الهاتف الجوال كان المصدر الأول والحل الأول الذي يمكن أن أبث منه همي ليسمعني من أتحدث إليه وبالقليل النادر إذا كان يأتي ليتحدث لي وجها لوجه إما لبعد المسافة بيني وبينه حيث أنه لا يزال هناك تواصل بيني وبين أصدقاء الطفولة والدراسة في محافظة الطائف الذي مر على فراقهم قرابة التسع سنوات ولم أرى منهم أحدا حتى الآن وإما قي نفس الجزيرة يتحجج بحجج واهية ليس لها تبرير مقنع ومنها قولهم أن منزلك بعيد علما بأننا نعيش في جزيرة ومن المعروف بأن الجزيرة قد لا تكون كبيرة وكثيرة الشوارع التي يصعب الوصول من خلالها إلى غرض ما ومن هذه الحجج هي أنه لا يمتلك السيارة التي يستطيع أن يحملني بها قولا منه بأنه لا يريد أن يتعبني ويشق علي عند ما أقوم بالسير معه علما ويقيننا منه بأنني أستطيع ذلك وكان يراني بعينه أجول في الشوارع وقت ما أريد ذلك ولكن وجود السيارة أصبح شيئا أشبه بالمرض في هذه الجزيرة وخصوصا عند الشباب فإن الذي يمتلك سيارتا يعيش فرحا لكثرة محبيه الذين يكثرون من حوله ويواعدونه للذهاب معه للتجوال وتكثر عليه الإتصالات الواردة للسؤال عنه حرصا منهم للوصول إليه والإستفادة مما يمتلك...
أنا لا أقول أنني لا أخرج ولا أذهب مع رفقاء بل أذهب ولكن تكون علاقات سطحية من خلال ساحات المدرسة التي تضج ساحاتها بالكثرة أو سلام في وسط شارع أو مسجد رغم محاولتي المستمرة في الوصول إلى قلب الشخص المناسب ولكن يأبى القدر أن يمنحني ذلك ولم أعرف ما هو السبب لماذا لم أستطع تحقيق هذا الحلم؟ هل هو تقصير أم أن حالتي الصحية تلعب دورا في ذلك؟؟
فالجواب مجهولا ويحتاج إلى بحث...
ويزداد حزني عند ما أذهب إلى مكان ما وأجده خاليا من الناس بعد ما كان ممتلئا وكل قد ركب سيارته أو دراجته النارية ومعه أصدقاؤه وأخذوا يجولون في الشوارع وأنا عاجز عن فعل ما يفعلون لا أستطيع القيادة لأجول مثل ما يجولون ولا دراجة لألعب مثل ما يلعبون ولا وسيلة أقضي بها حاجتي بالرغم أن والدي وإخوتي لا يعجزون عن خدمتي ولكني أحب الإعتماد على نفسي فأذهب مشيا على قدمي دون تفكير بعناء التعب وخطورة الطريق أو كلام المارة الذين يقفون ويأخذونني ويذهبون بي حيث أريد وقد يبادلوني الحديث لماذا أذهب مشيا ؟ لماذا لا انتظر؟ فأقول أحب الإعتماد على نفسي أتظاهر أمامهم بالسعادة لما أفعل وفي داخلي شيء من الحزن لا أظهره لأي شخص خوفا بأن ينظروا إلي بنظرة الشفقة أو يتعرضوا بالإساءة إلى والدي إلى غيره من الأمور التي لا تذكر...
ولكن الحمد لله على كل حال سبحانه قدر لي كل شيء فأحكم قدره.. ولكن سعادتي الحقيقية تكمن في تحقيق حلمي الذي أعتبره طفولي رغم كبر سني وهو أن تصبح أقدامي غزالا وأن أجري مع صحبي نملأ الدنيا ضجيجا وشغب فمتى تصبح أحلامي صدقا لا محالة ؟ ومنى أجري كما تجرون في كل طريق وعلى الكف زغاريد اللهب متى سؤصبح قادرا على الإعتماد الكلي على نفسي علما بأني وفي يوم الثلاثاء 26/5/1427هـ أجريت عملية جراحية قي الحوض وفي أسفل الركبتين في مستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة على يد د/ عبد الظاهر ساعاتي وها أنا الآن أتمتع بنجاح العملية شيئا فشيئا وقد أنهيت هذا العام مرحلة الثانوية العامة وأنا على مشارف الوصول إلى المرحلة الجامعية بعد الإنضمام إلى جامعة الملك عبد العزيز بجدة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية{قسم الإعـــلام} أصبح حلم الدراسة طوال هذه السنين في خطوات على طريق التحقق وسأعود مجددا إلى الدخول إل السكن الحكومي وأنا واثق بأنه لم يكن بالشيء الغريب وسأستطيع التكيف بسرعة مع الجو السكني لأنه شيء ليس بالجديد بالنسبة لي...
ولكن قد حدثت قصة مأساوية سأتحدث عنها بعنوان مأساه
...ماســــــاه...
|