25-02-2012, 01:50 PM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 8,050
معدل تقييم المستوى: 21474888
|
|
العاجز
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المسلسلات : هي عبارة عن قصص إما واقعية و دائماً ما تكون نادرة و إما و هي الأغلب و ما جرت عليه العادة عبارة عن خيال كتبها مؤلفها ثم تتحول إلى مسلسل نشاهده ... و لكن للأسف أن بعض المشاهدين تأثروا بهذه القصص الخيالية التي هي من نسج خيال الكاتب الذي يريد من وراء هذه القصة الأموال هو الممثلين << لاحظوا معي " ممثلين " أي أنهم يمثلون دور الحب و دور البكاء و الفرح و الشجاعة و الأمومة و الأبوة و الذكاء و الغباء و المرض و القوة و الضعف ... كل هذه الصفات عبارة عن تأدية دورة في حلقة أو عدت حلقات حتى يكسب المال و الشهرة و لكن المقصد بالنهاية هو المال ... ولو لاحظنا أن هناك أناس مشهورين ولكنهم لا يبحثون عن المال كبعض قرآء القرآن الكريم و بعض الشيوخ لأنهم يبتغون فقط الأجر و المثوبة من الله تعالى ولوجهه الكريم على ما يقدموه لنا ......
لقد ترسخت في أذهاننا و عقولنا حب التلقليد الأعمى و حب المظاهر حتى لو كان ديناً علينا المهم أننا نظهر على أكمل وجه وليس كامل غير وجه الله تعالى فكلفنا أنفسنا فوق طاقتنا فزادت ديوننا
لو لاحظنا أن أغلب الممثلين و الممثلات الذين أحببناهم أو أعجبنا بهم هم في الحقيقة يختلفون تمام الإختلاف في حياتهم اليومية و الواقع فهم ليس كما في الأفلام و المسلسلات حينما يجلسون في المقاهي أو خلف الشاشة فهم يغضبون و يكرهون و تتولد بين بعضهم البعض ليس المنافسة بل العداوة و الكره فترى بعضهم يتكلم على فنان آخر في الجرائد و المجلات و المقابلات التلفزيونية ناهيك عن الحرب الكلامية التي تصدر من أفواههم ...
فهل نصحوا من غفلتنا هذه و نكون على شخصيتنا نحن و نحبها .... لماذا نحب التقليد ؟
لماذا لا نقنع أنفسنا أن المشاهد التي نراها في التلفاز و التي نراها على أنها مشاهد كاملة حيث يكون الحب و البكاء و التضحية ..... و ... إلخ على أكمل وجه ماهي إلا خرافة و نسج خيال و كلها غير حقيقية بل تمثيل في تمثيل و أدوار تؤدى من أجل المال و الشهرة و أنهم في الحقيقة مثلنا يغضبون و يفرحون و يكرهون و يتكبرون و يتواضعون ... فمن نراها متبرجة و جميلة الوجه و القوام هي في الحقيقة ربما تكون وقحة في تصرفاتها و متكبرة و مغرورة خلف الكاميرا و من نراه قوياً صاحب عيون زرقاء او خضراء أو رمادية و شعر أشقر ربما يكون خاوياً من الرجولة و الثقافة فيه لؤم طبع و نذالة يحب الشرب و الفتيات ...
لا نكن ضحية إغواء و لا نكن ضحية إثارة شهوات .... فلننتبه بأن عقولنا الباطنية تخزن ما تراه العين و هذه نقطة خطيرة جداً و بالذات حينما يكون الأطفال معنا و يشاهدون ما نشاهده و نقول لا بأس فهم أطفال ولا يفقهون شيئاً و لكن هذه المشاهد تخزن في ذاكرتهم و سوف يتذكرونها .. لذلك أوصانا نبينا الكريم صلوات الله عليه و سلامه أن يستأذنوا قبل دخول غرف النوم في أوقات محددة و يفرق بينهم بالمضاجع .... فمالفائدة إن منعناهم من غرف النوم ثم يشاهدون ذلك معنا أمام التلفاز ... ثم نندم بعد فترة من الزمان ..... و نسينا أننا نحن أيضاً صرنا نقلد هؤلاء الذين أغونا بملابسهم و شياكتهم و حركاتهم و همزهم و لمزهم و مظاهرهم الخداعة ... فصدقنا الخرافة و الخيال و الكذب ....
صرنا نقلد بحجة التطور ... و ضيعنا أنفسنا في متاهات الأحلام و الأوهام و نسينا تربيتنا الأصيلة و الإحترام و الذوق في التعامل .... ...
هل الحمل عن طريق الحب من دون زواج صحيح ؟ و هل نرضى بذلك لفلذات أكبادنا في المستقبل ؟
هل القسوة في التعامل بحجة التطور و القوة من دون وجه حق من شيم الرجال ؟
هل إن قلدنا أي شيء حتى لو كان تفاهاً شيء جميل لأن الممثل الفلان الفلاني أو الممثلة الفلانة الفلانية عملتها ؟
لنصحوا من غفلتنا و لنفق مما نحن فيه فلقد تعاونوا علينا حتى نكون تافهون لأنه إن جاء وقت الجد و سقط المسجد الأقصى المبارك و نحن هكذا مخدرين بهؤلاء الممثلين و الممثلات و هذه المسلسلات فإننا سنكون حينها ضعاف لا يهمنا غير المشاهدة و الحب و الإبحار في عالم ضياع العرض و الشرف .... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
إن هربنا من التلفاز فإننا نهرب إلى عالم النت و نتعارف و العاقل هو الذي طبق حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( الكيس من دان نفسه، و عمل لما بعد الموت، و العاجز من أتبع نفسه هواها، و تمنى على الله الأماني ))
الراوي: شداد بن أوس المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 6468
خلاصة حكم المحدث: صحيح
و الله تعالى أعلم
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك
التعديل الأخير تم بواسطة الغازي ; 25-02-2012 الساعة 01:55 PM
|