25-02-2012, 08:23 PM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 2,201
معدل تقييم المستوى: 16340060
|
|
...كن قدوة [ . بصيص أمل ] كن قدوة...
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قاربٌ في وسط البحر ..تاه بصاحبه ..يشقّ طريقه..وسط ظلامٍ دامس..
يُصارع الأمواج الهائجة.. تتقاذفه يمنةً ويسرة...
ثمّ يظهر له وميضٌ مفاجئ.. يراه من بعيد....يتبعه..لأنّه يراه
دليله حيث يبتغي.يتشبّث بأيّ شئٍ ليوصله إلى الطريق الصحيح..
...لكن ما إن يحاول الإقتراب منه حتّى يختفي..
لم يعلم بأنّ ذاك الوميض ما هو إلاّ وهمٌ صنعه تفكيره.. نورٌ خادع..!!!
ومع مدّ النظر...شاهد نوراً بدا جليّاً واضحاً كالقمر.. اخترق تلك الظلمة..
فنارٌ أضاء له طريقه..وبدّد عتمة الليل الموحشة..
.حتّى أوصله لدرب النجاة..ليُصبح بمأمنٍ ..
هكذا نحن نشبه ذاك القارب... في سيرنا في دروب الحياة المتشعّبة.....نجهل أيّاً منها نتّخذ..!!!
نتخبّط في طرقاتها.. .ونغرق في متاهاتها ..لنصارع ونواجه المواقف الصعبة ونصطدم بها..
نحتاج وقتها لمن يوصلنا ويرشدنا حتّى لانخلط بين الخطأ والصواب.....!!!
وحتى لا نتوه فلا نعلم أيّ الغياهب لم ندخل بعد.!!!!
لذلك كان لابدّ من وجود من نقتدي به...ومن يؤثّر فينا لكن على الوجه الصحيح السليم....
.. فجاء ديننا الإسلامي...و بنى القدوة وربطها في رأس القمة بنبيّنا (محمّدٍ)
صلّى الله عليه وسلّم...
يقول تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) .
فحبيبنا هو قدوتنا جميعاً..لماَ اتّسم به هذا النبيّ الأميّ من حسن خلق..وعلم..
فكان المعلّمِ الأوّل في فقه عباداتنا ومعاملاتنا....وهو الهادي..والسراج المنير...
الذي أخرجنا من الظلمات إلى النور...
لذلك كان لِزاماً علينا أن نقتدي به..ونتّبع سنّته....بالرغم من تقصيرنا..
كما أنّ السلف الصالح ..والأنبياء والرسل...هم خيرومثال...
في جميع شؤون حياتهم..وجهادهم ..وكفاحهم ..ودعوتهم..فكانوا مدارس لمن جاء بعدهم..
ولأنّ لكلٍّ منّاقدوه..يخالطها ويستفيد منها.ويعاصرها..فإنّ " والدي"حفظه الله
هو قدوتي في هذه الحياة...ومثلي الأعلى الذي أحتذي به..
استقيتُ منه أموراً كثيرة.. وأتخلق بالكثير من أخلاقه...
وفي الحقيقة..كلّ من كان له أثرحسن إيجابي...حيّاً أو ميّتاً....من كاتبٍ ومؤلّفٍ..وعالمٍ
ومربّي .. وكلّ من أتعامل معهم.من أشخاص..هم قدوتي..
وشرف لي تقليدهم ومحاكاتهم..فكغيري أرغب بالكمال و الوصول إلى ماوصلوا إليه..
.. قد لا نجدقدوه كاملة في هذا الزمان في أيّ شخص، فما نجده عند أحدٍ ما يفتقده
الآخر، وما يمتاز به شخص قد لا يمتلكه غيره.. وربّما نجد النقص من البعض...
وهكذا هي طبيعة الإنسان، فلا كمال إلا لله...
ومن وجهة نظري..أرى أنّه لابأس أن يكون لنا أكثر من قدوه و مثل نقتدي به ونحتذيه،
وأن نحاول الأخذ بأفضل ما لدى كلٍّ منهم ونسير عليه ...
فما يعيشه العالم اليوم من إنفتاح وتوسّعٍ في الثقافات..واختلاف الأفكار..والأخلاق
جعل من القدوة غير موجودة عند البعض..
فتكفّل بذلك أعداء الإسلام ..وللأسف أوجدوا قدوات تحمل أفكارهم الهدّامة..
فكان لهم بالغ الأثر على أبنائنا.... في التربية و التوجيه..قدواتٍ مسمومة..
وملغومة بالكثير من الفساد..والشرّ..
ومن هنا كان للقدوة أهمّيتها .. في صلاح المجتمعات ..مع اختلاف فئاتها..
وحتّى لايُصبح أبناؤنا وبناتنا عرضة لأمثال هؤلاء..
نسأل الله أن يرينا الحقّ حقّاً..ويرزقنا اتّباعه..والباطل باطلاً ويرزقنا
اجتنابه...
|