07-03-2012, 10:35 AM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 849
معدل تقييم المستوى: 1394299
|
|
توصية باستثمار أموال الخير في السعودية لتوظيف الشباب واستحداث المشاريع
اتفق خبراء في منتدى جدة الاقتصادي على أهمية استثمار أعمال البر والإحسان في توظيف الشباب وخلق مشاريع جديدة. الصورة لإحدى جلسات المنتدى.
أوصى خبراء في منتدى جدة الاقتصادي بتوجيه أعمال البر والخير إلى تحقيق التنمية الشاملة، مشددين على ضرورة أن يكون هناك استثمار أفضل لأكثر من 125 مليار ريال تنفق في هذا المجال وتضع المملكة في المركز الأول عالميا.
وطرح مجموعة من الخبراء الاقتصاديين في منتدى جدة الاقتصادي وجهة نظرهم حول كيفية الاستفادة من أعمال البر والإحسان بشكل أكبر، واتفقوا على ضرورة استثمارها في توظيف الشباب وخلق مشاريع جديدة وعدم اقتصارها على الإغاثة فقط.
وقال الدكتور هيرمان دو بوده العضو المنتدب لشركة ماكينزي آند كومباني، أن النشاطات البرية والخيرية في أمريكا تمثل 2 في المائة من مجموع الدخل الوطني، في حين أنها تمثل في السعودية 5 في المائة وهي الأعلى في العالم، مما يعني أن هناك ما يزيد على 30 مليار دولار سنوياً، وهو ضعف ما يتم إنفاقه في الولايات المتحدة مرتين ونصف، إلا أنه أشار إلى أن 90 في المائة من نشاطات البر في السعودية لا توجه بالطريق الأمثل، وحسب اعتقادي لا بد أن يكون هناك أثر يتركه هذا العطاء، وعلينا أن ننظر إلى مشاريع تعطي فائدة على المدى الطويل.
وأضاف: لقد استمعت في إحدى جلسات منتدى جدة الاقتصادي لأحد الخبراء يقول إنه لا يوجد حل "سحري" لمشكلات الفقر والبطالة، وأنا أؤيده في ذلك، لكني أرى أن جانبا كبيرا من المليارات التي تنفق في البر "مشتتة" ولا تستثمر بالشكل الصحيح، فمن المهم أن يتم توجيهها إلى مبادرة واحدة محددة تهم قطاعا كبيرا في المجتمع ويجري التركيز عليها، ويمكن أن نأخذ من مؤسسة بيل جيتس الخيرية في الولايات المتحدة نموذجا في ذلك، حيث يطرحون موضوعا واحدا كل عام بعد دراسات عديدة توضح لهم جدواه الإنساني وقدرته على تحقيق الاستدامة.
من جهة أخرى بين الدكتور هومايون دار الرئيس التنفيذي لمؤسسة بي. إم. بي الإسلامية، أن السعودية هي أكبر بلد على مستوى العالم في الزكاة حسب التصنيف العالمي، وهناك تقليد عربي وإسلامي يدعو للعطاء وهو أمر رائع، لكن من المهم تحويل ذلك إلى "عطاء مسؤول"، فهناك تركيز كبير على عمل الخير والصدقة والأعمال التطوعي من أجل الإغاثة، يتم جمع المال بسرعة وينتهي أيضاً بسرعة، لذلك لا يسهم ذلك في تحقيق التنمية الشاملة، ويتعين علينا أن نقدم آلية جديدة تتعلق بأعمال البر والعطاء، وندير هذه الأموال بصورة تضمن تحقيق فوائد على المدى الطويل، مبينا أن أموال البر والصدقة يمكن أن تستخدم لتطوير البنية التحتية للمواصلات، وأنه من المهم أن نعرف أن أمريكا والدول الغربية باتت أكثر تدقيقاً في التحويلات الإسلامية بعد أحداث 11 سبتمبر، لذلك من المهم أن تكون هناك صورة متوافقة تسهم في تحقيق النماء للإنسانية.
وأشار هومايون، إلى أن السعودية قادرة على جمع 125 مليار ريال سنوياً، سواء من أموال الزكاة أو البر، ولا بد من استثمار هذه الأموال في مشاريع مستدامة تتعلق بالتوظيف وتحقيق الرفاهية للمجتمع، كما ينبغي الدمج بين مفهومي الوقف والزكاة، مضيفا "شخصياً شاركت في مشروع اسمه صندوق الزكاة العالمي، فالفكرة تقوم على استثمار الأموال الفائضة من توزيع الزكاة محلياً في مشاريع إنسانية عالمية، وهذا الصندوق تقف خلفه منظمة العالم الإسلامي، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تنمية شاملة للعالم الإسلامي".
وأشار الدكتور طارق شيما مؤسس المؤتمر العالمي الإسلامي للأعمال الخيرية إلى قضية أخرى، حيث سيصل حجم الأسواق الناشئة بحلول عام 2020 سيصل إلى 60 في المائة على الصعيد العالمي، ولا بد من إحداث توازن يحقق الرفاهية للعالم، والسعوديون بشكل خاص والعرب عموماً أكثر الناس سخاءً في العالم، والمهم التفكير في كيفية إطلاق القدرات وتفجيرها، وكثير من العطاء الإسلامي والعربي ينصب على مجالات الإغاثة فقط، في حين أن دول العالم الإسلامي بحاجة إلى معالجة قضايا أكبر مثل الشباب والتعليم والعلوم والتكنولوجيا.
وأضاف: نحن بحاجة إلى الاحترافية واكتساب مزيد من المهارات، ولا بد أن تكون هناك استراتيجية واضحة في العطاء، فنحن نخرج زكاة وصدقات، ولكنها لا تحقق التنمية الاجتماعية التي نرجوها، وفي رأيي الأمر يحتاج إلى تغيير في عملية التفكير، ولا بد أن يكون النهج شموليا، وأن تكون هناك قناة أو ثلاث تعمل بشكل متزامن، ففي التعليم هناك مجالان مهمان، أولهما إدخال ثقافة خدمة المجتمع في المدارس، مما يتيح للأطفال التعرف على البر والأعمال الخيرية، والشيء الآخر هو التدقيق في إدارة أعمال وأوجه البر.
من جانبه، نوه أنطوان بيلير مستشار العلاقات الإنسانية لـ "أطباء بلا حدود" بالدور الكبير الذي تقوم به المنظمة، وقال: لدينا 40 سنة من الخبرة، وهي أكبر منظمة طبية إنسانية في العالم، وتملك ستة آلاف موظف في جميع أنحاء العالم، ونحن نراعي مهارات الناس وجودة أعمالهم، ونرفض طلبات كثيرة للتوظيف، لأن لدينا معايير دقيقة نطبقها على الذين يرغبون في العمل معنا، حتى تكون هناك احترافية تعود بالنفع فعلاً على الأماكن التي نقوم بخدمتها في العالم، وأتصور أن من ضمن أعمال البر والخير ضرورة اختيار القادرين على تحمل المسؤولية.
|