09-03-2008, 06:29 AM
|
|
عضو نشيط
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 188
معدل تقييم المستوى: 35
|
|
مذكرات عاطل عن العمل (الجزء الاول + الجزء الثاني)
مذكرات عاطل عن العمل ( الجزء الأول )
لازال قلمي الجريح ينزف دماً ليسطر معاناتي ومعانات اخواني واخواتي الخريجين العاطلين عن العمل . كتبت مذكرات ولازلت اكتب وساوردها لكم تباعاً في هذا القسم .
والى اولى مذكراتي :
ساسطر كلمات ستشهدون عليها ويشهد عليها التاريخ ، وان اصبح الامر سيان بالنسبة لي .
الى كل عاطل سئم الحياة وفقد الامل ..
ربما , تسالون انفسكم مليون مرة.. لماذا وصلنا الى الارض!!!؟؟؟
اخرج الى اقرب طريق تحت اشعة الشمس اشعر بحرارة الجو , فستجد نفسك تبحث عن الظل من جديد.
احمل اي طفل صغير يبكي فستجد نفسك تحاول ان تهدء من روعه ليتوقف عن البكاء , ولن تبخل عليه ببعض المداعبات الانسانية في محاولة لغرس الابتسامة على وجهه.
تنقلب الحياة ويصل الليل بحيث تملىء السماء نجوم صغيرة ناعمة توقظ المشاعر وتحلق في السماء ومااجمل القمر وسيلة اضاءة ليس في الوجود ارق منها .
ولكن حين تغادر الشمس يومنا . وحين يصل الليل يحين موعد اغلاق العينين وهنا ينهض الامل .. الامل موجود في كل زمان ومكان .
فمن يضمن لك ان تنهض في الصباح !؟ فقد تكون تلك لحظاتك الاخيرة في الحياة المتحركة . ولكنه الامل .. نعم انه هو بكل معانيه يصل ليلاطف احلامك يجلس الى جانبك على السرير لينفخ بك الروح والاحساس من جديد .
كم من الصعب تسهيل الامور على مخلوقات الارض ولكن لو نظرنا الى انفسنا ورغم اننا نتقدم في السن ورغم ملامح وجوهنا التي تتغير الا ان الامل لا يزول من القلوب.
فهل نفقد الامل ؟؟ لمجرد اننا عاطلون عن العمل ؟؟ كل انسان بامكانه ان يحقق ما يريد من خلال تمسكه بالحياة صحيح نحن على الارض سنزول يوما ما كما سبقتنا الملايين من الكائنات. ولكن عندما نتحد الفشل وعندما ننظر الى السماء ونصوب راسنا الى الاعلى ونتظرع الى خالق السماوات والارض بأن يزيل مابنا من هم وغم وان يعجل بالفرج فلنكن على ثقه بانه هو الوحيد الذي لن يخذلنا .
قال تعالي في سورة البقرة :
(185)وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)
مذكرات عاطل عن العمل ( الجزء الثاني )
كعادتي كل صباح
مع اشراقة يومٍ جديد
وعلى محياي البائس
ترتسم بسمة امل جديده
ونظرة متفائلة للحياة
وما ان تنتهي رحلتي اليومية
من العناء والمذلة
حتى يصادفني ذلك الرجل المسن
والذي لم يكن اكبر همه سواي
" بشر يا ولدي ان شاء الله تيسرت امورك "
" ومن اين لها ان تتيسر يا عم - اسأل الله الفرج - "
غادرت المكان وهو لا يزال يردد
" لا حول ولا قوة الا بالله "
دخلت منزلي
وأنا في طريقي .. أتحسس أشيائي
فإذا بعيناي تقع على دفتر صغير
أوراقه تحكي عن زمن بعيد
كانت هناك كومات من الغبار غطته بلا خجل
فإذا بأصابعي تمسح السنين
تقترب من الكلمات بلطف عميق
إنه دفتري !!!
دفتر عمري وحكايتي
يحكي سنيني وأيامي الجميلة
عندها .. انتفضت ذرات الغبار هاربة
أخذت أناملي في تصفح أوراقه .. وقراءة حروفه
فلمعت عيناي فرحا لوجوده ..
وهنا .. تحدرت دمعتي لتحكي هذا العمر الطويل
فسألته : أين أنت يا دفتري العتيق ؟
هل ما زالت ذكرياتي مختبئة بين سطورك ؟
هل ما زلت تحمل حبي وأشواقي ؟
وجراحات أيامي معك ؟
أم جففتها سنين العمر الطويلة ؟
هل تعلم يا دفتري الصغير
ما آل اليه حالي ؟
وهنا ...
توقف وانكسر
وقال لي في حزن وألم
لقد انتهت أوراقي وأكل الغبار حروفي
وتغير لوني
فأصبحت صفراء عتيقة ..
لا تنتظرني ..
ابحث عن دفاترك الجديدة
هى تصور واقعا تعيشه أيامك
أما أنا .. فأنا الماضي بشجونه
الزمن العتيق بهمومه
فعن ماذا تبحث ؟
دفتري العزيز .. لن ابحث عن غيرك
وماذا يا ترى سأسطر فيه ؟
هل اكتبه فيه اني عاطل عن العمل
لاااااااااااا والف لااااااااااااا
صمتت برهة ...
ثم التقطت أنفاسي قائلا
وهل يعيش المرء بدون ذكرى
بدون زمن مر عليه فخلدته الأيام
أنت يا دفتري خلود أيامي
وجمال ذكراها
بآلامها وشجونها وأشواق عمرها العتيق
أنت بوابة الأمل
أنت يا دفتري كل حياتي .
ودمتم
|