12-03-2012, 04:22 PM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 8,050
معدل تقييم المستوى: 21474888
|
|
صدقوني إن قلت لكم ...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من منكم يريد أن يكون هكذا ؟
لكل منا لديه رغبات و أحلام و طموح و آمال يتمنى من الله عز و جل أن يحققها له
فمنا من يريد الوظيفة .. و منا من يريد الزواج و منا من يريد البيت و منا من يريد إالأطفال و منا من يريد الشهادة الجامعية و التخرج و منا
من يريد السيارة .... إلخ
كلها أمنيات و رغبات و طموح و أحلام ... و لكننا و مع مشاغل هذه الدنيا و كثرة الأحلام بدواخلنا و تكدس هذه الرغبات و الطموحات
أنشغلنا و نسينا رغبتنا بدخول الجنة أو أن نترك بصمة خير للأجيال من بعدنا ... و للأسف تخلينا عن أن نكون قدوة للغير كالأجيال السابقة
و لكن ما عسانا أن نقول غير كلمة الحمد و الثناء و الشكر لله رب العالمين على أننا أفضل من غيرنا فالحمدلله و الشكر لله على القليل و الكثير
حمداً كثيراً مباركاً فيه
في الحقيقة أيها الإخوة و الأخوات نشبه أنفسنا كمن نظر إلى السراب البعيد و ظن أنه ماء يتموج و لم ينظر إلى هذه الشجرة القريبة منه التي
تحمل بين أغصانها و أوراقها ثمرة إذا أكلنا منها أروت ظمأه أو لم ينظر إلى تحت قدميه و لم يحفر فربما بعد حفر بسيط يتفجر ماء عذب زلال
نعم نحن هكذا و اعذروني على التشبيه و أرجوا منكم عدم الغضب على كلماتي هذه أو لنظرتي الخاصة بي ... نعم نحن صرنا ننظر للبعيد
دون أن نستغل ما نحن فيه من أسباب إذا استخدمناها لتمكَّنا بفضل الله و رحمته من أن تكون البركة و التوفيق و السعادة ملازمة معنا في
دروب حياتنا مهما بلغنا من عمر طويل أو حتى إذا أنتهت آجالنا في هذه الحياة الدنيا ... أي أنه إذا أستغلينا هذه الأسباب سيكون التوفيق
و الخير ملازمين معنا حتى بعد مماتنا و حتى نلقى الله تعالى و نقف بين يديه يوم القيامة
و أحد هذه الأسباب :
رضا الوالدين .. نعم رضا الوالدين
ركزا فيما أقول
من أراد:
التوفيق
و القوة
و البركة في حياته
و السعادة
و المال الوفير
و محبة الناس له
و الستر
و الوظيفة
و الزوجة الطيبة
و الأطفال الحسان
... فعليه برضا الوالدين و عليه أن يلازم كلمتهم و دعواتهم و طاعتهم و عدم التخاصم معهم أو التجادل أو معارضتهم عما
يريدونه و ما يشتهونه و ما يرغبونه ... إنهم من أقوى و أهم الأسباب الجالبة للخير في الحياة الدنيا و الآخرة و في القبر
لقد حزنا كثيراً على ضعف حظنا و بكينا كثيراً على عدم التوفيق و تألمنا كثيراً على قلة المال حتى باتت أرواحنا كأنها مسجونة و هي تتمتع
بالحرية فصرنا مقيدون في سجن الحياة برغم أن أجسادنا محررة كبقية البشر الأحرار ... فأين السعادة هنا ؟ و أين روح الحياة في قلوبنا ؟
و أين ألوان الربيع في عمرنا ؟ هرمت أنفسنا و نحن في ريعان شبابنا !!!! صرنا نضحك قليلاً و نبكي و نسرح كثيراً من هموم أرقتنا و من
حيرة أسهرتنا عشقنا و لكن ما زلنا نتخبط في بحور الحيرة و العذاب ... ننتقل من هنا و هناك كالنحلة نبحث عن زهرة أخرى نبحث عن عشق جديد و لكننا ننصدم بأن هذه الزهرة قد امتص رحيقها نحلة أخرى فنغوص أكثر و أكثر في بحر من الهموم و الآه و نحاول أن نصعد إلى الأعلى حتى نستنشق الهواء من جديد حينما نتوب إلى الله عز و جل ثم يضحك علينا الشيطان مرةً أخرى و نطيع أنفسنا الأمارة بالسوء فنقع كما المرة الأولى في وحل الدموع .. و نضحك على أنفسنا بأننا في سعادة و و نتظاهر و لكننا في الحقيقة نخدع أنفسنا بأنفسنا و نتظاهر بأننا بخير ... و لكن أين السعادة أين موقعها في خريطة الحياة ؟ أين هذه السعادة ؟ لما لم تتحق آمالي و أحلامي و طموحاتي و رغباتي ؟ لماذا الناس في خير و أنا لست مثلهم ... إنني مثلهم لدي ما يملكون من سمع و بصر و قلب ..... إلخ و لكنني لست مثلهم !!! أين المشكلة فيهم
فنلوم الدنيا و نلوم و نحقد على المجتمع و الناس ...
و لكن
و لكن
هل الخطأ منا أم منهم و هل هناك خطأ من الأساس ؟
ما هي المشكلة ؟
المشكلة أننا نرى غيرنا و لا نرى أنفسنا و كيف هي علاقتنا بربنا !!!
نحن نعلم عن هذه الأمور و لكننا نتغافل فيمضي الوقت ثم نتحسر على ما فاتنا من زمن لأن غيرنا قد اجتازوا و مضوا و نحن كما نحن
لا نريد أن نطيل الكلام و لكن من أراد أن يشعر بالبركة و التوفيق و السعادة و من أراد الوظيفة و الزواج و كل أحلامه و طموحاته أن تتحقق في الدنيا و الآخرة عليه أن يلزم طاعة و بر والديه حتى ترضى قلوبهما عليه و بذلك يكون قد اشترى الدنيا و الآخرة
مخرج :
صدقوني من يكون باراً يوالديه سيأتيه الرزق من حيث لا يحتسب .. و صدقوني إنه ليس بالسهل أن تتحمل غضبهما و طلباتهما و لكن العاقل و الذكي هو الذي يصبر و يتحمل حتى يصل لمرضاة الله عز و جل
من مات أحد والديه أو كلاهما فعليه بالدعاء لهما في كل سجدة و الصدقة عنهما سراً و جهراً << فلنتفكر في عظمة هذا الدين ... حتى إن رحل والدينا عنا نستطيع أن نبرهما حتى يوفقنا الله عز و جل في الدنيا و الآخرة
أشهد أن لا إله إلا الله محمداً رسول الله صلى الله عليه و سلم
(( رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا ))
ملاحظة : الحقوق غير محفوظة و أتمنى منكم أن تنشروا هذا الموضوع حتى لو بأسمائكم .. و الله تعالى أعلم
الغازي
التعديل الأخير تم بواسطة الغازي ; 12-03-2012 الساعة 04:45 PM
|