11-03-2008, 07:05 PM
|
|
مراقبة سابقة
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 8,886
معدل تقييم المستوى: 110697
|
|
تَراتيلُ مُسافِر ..
تَراتيلُ مُسَافِر!
عَلى نَاصيةِ غَابَةٍ شماليّة ،
ارْتفَعَتْ تَراتيلُهُ كَالبخور!
-0-
سائرٌ في الليلِ .. و الدربُ طويلْ!
مستفيضٌ!
كَأنين المحتَضِرْ!
مالِ هَذي الأنجمِ الغورِ الذبولْ
راقِصَاتٍ ..
في رموشي لا تَقِرْ؟!
كالعَصَافيرِ عَلى سَعْفِ نخيلْ! .
الإهداء: إلى
"ن"
- 1 -
لا بأسَ!
دَمْعاً بَارداً وَ شَرابا!
عَصَرتهُما عينٌ
تَعِلُّ عَذَابا!
.
قَفَلتْ
مِن الأُفُق الحزينِ
كَأَنّه
لِسؤالِها..
نَسَجَ الغُروبَ جَوابا!
.
قرأتكَ يا لَوْحَ الزمانِ
مُسَطّراً
لليائسِ الراني
إليْكَ كِتابا:
.
"كالشمسِ كُنْ!
تَمْضي
و نَزْفُ جِرَاحِها
شَفَقٌ!
و لكنْ مَا تَكِلُّ غيابا!"
.
لاااا بأسْ!
-2-
و َأفاضَ دمْعي
مُحْرِماً مُتْضرعاً..
حتّى ارْتقى
وَ تعلَّق الأهدابا!
.
’’ ربّاهْ؛ قلْ للشمسِ
أيْنَ سناؤها؟
فالدربُ يغلي
ظلمةً و ضَبابا!
.
بَرَيا
رؤوسَ السمْرِ
في أَحْراشِها
حتى اسْتَطالَتْ
أَسْيفاً و حِرابا!
.
لمْ يَسْقِها مَطرٌ!
فَكانَ رِواؤها
مِنْ دَفْقِ أَشْداقِ الضِباعِ
لُعابا!
.
المُلْقِحاتِ الشوكَ
طولَ عِوائهاا!
البَارِقاتِ
مَخالباً و نيابا! ‘‘
.
فأجيبُ دَعْوَتَهَ
و أسْفِك حَجّه:
لا بأسَ دمْعاً
بارداً و شراباً
.
لاااا بأسْ!
.
- 3 -
وَ إلامَ أَمْكُثُ
خَائِفا وَ مَنيّتي ؛
إنْ لَمْ أَلِجْ ..
رَكضتْ إليَّ وِثابا؟!
.
لِتَدُكَّ آمالي التي
في فَيْئِها
رعتْ الرياحُ
غََمائماً وَ رَبابا!
.
فَتَخِرُّ صَاعِقَةً
كَطَوْدٍ كَافِرٍ
فتحَتْ جَهَنُّمُ
تَحْتَهُ أَبْوابا!
.
فإذا العجاجُ يلوكُ
مَا شيّدتُهُ..
وَ يمُجُّهُ
في ناظريَّ سِبابا!
.
لااا!
بلْ أهُبُّ! وإنْ هَلكْتُ!
فإنَّما
معنى الترائبِ أنْ تَعودَ تُرابا!
.
لاااا بأْس!
-4-
إيهٍ.. صروحَ المَوْت!
جِئْتُكِ تَحْتَسي
عَيْنَايَ صَمْتَكِ ..
حَاذِراً مُرْتَابا!
.
نازعتِ ثَوبَ الليْلِ
منْ عَلْيائِهِ
وَ هَتَكْتِهِ حَتّى
اسْتَحَال نِقَابا!
.
مالِ النُّجومِ
عَلى الجُذوعِ كَأَنَّما
عِلِقَتْ فَهُنَّ
مَدى الزَّمَانِ نشَابى!؟
.
مالِ الجُذوع
تَيَبَّسَتْ أَفْواهُهُا
الصّارخاتُ ..
وَ قَدْ هَلَكنَ سِغابا؟!
.
سَأجوزُ!
لن أَلْوي عَلى نَفْسي التي
جَنَحَتْ فسالتْ
في دمي أوصابا!
.
لاااا بَأْس!
-5-
نفسي!
وَ منْ ألقى
عَليَّ جَسَارةً
فسرَيْتُ إذْ
وقفَ الرّدى هيّابا؟
.
بخطىً!
كأنَّ الريحَ في أَعْقَابِها
حَثتْ الرمادَ
و تَمْتَمتْ :"لا آبَ"!
.
فعلامَ أغريْت الظنونَ
بأضلعي
فتدافعتْ
في نتْقِها أَحْزابا!
.
لا بأسَ!
يسري الليلُ في إدْبارهِ
و النابحاتُ
منَ الرياحِ كلابا!
.
يا غابُ! لستِ الوعْدَ!
فارتقبي السنا؛
من حد فأسي
صارماً حطابا!
.
و َأجوزُ في صَمْتٍ
يَفُل نُبَاحَها
خلفي فيقصيها!
و أطوي الغابا!!
.
لاااا بأْس!
-6-
هلْ أبْلُغ الصبحَ البهيَّ
وجنّةً
لبسْتُهُ من بعد الرشاشِ
ثيابا؟
.
و زهورها سْكرانةٌ في
عِطرها
و غصونَها
و البلبَلَ المِطْرابا
.
و بيوتُ أهلي
دونَ تلًّ أخضرٍ
شَرِبَ الصباحُ
بصفوها أكْوابا!
.
هذا بصيصٌ الصبْحِ
مدَّ سَواعداً
بٌرْصاً
ترنّح جيئةً و ذهابا!
.
نحَّارة ليْلاً
صحيحَ قوائمٍ
ما أسعفتهُ
و قدْ عدى هرّابا!
.
لاااا بأسْ!
.
-7-
واا شقوتااهُ!
أَمُنْتهى ما جِئْتُهُ
هذي الرمالُ
الكاعباتِ هضابا!
.
بيْداءُ ؛ بادَ الدهْرُ
في كثْبانها
وَ تلوكُ في
أشْداقها الأحْقابا!
.
و العَصفُ يلْعبُ سَاخراً!
ميدانُهُ..
أنى التفتُّ
مَهامِهاً و خرابا!
.
صَحراءُ .. مَرعى الجوعِ
عبْدُكِ خافقي!
توَّاقُ!
لو ناديْتِهِ لأجابا!
.
هوَ فيَّ خيْمةُ
ميتٍ مَشْقوقةٍ
ثَبُتَتْ وَ قدْ
أجْزى لها الأطنابا!
.
صحْراءُ ؛ يا صحْراء ُ
ما عَدل َالأُلى
أسموا ثراكِ
القاحِطَ المجدابا!
.
أيْنَعْتِ حتّى الصخرَ
في أعذاقه
ظميءٌ!
وَ أمْرَجتِ القفارَ يَبَابا!
.
وَ أنا كَظِلِّ الغيْمِ
يرْقبُ هَطْلَها
يَدنو ..
فتَخْطِفُه الرياحُ غِصَابا!
.
تَذروهُ في الوِدْيانِ
و هْيَ رويُّةٌ..
و الماُْءُ من أعْطَافِها
مُنساباً!
.
فإذا تَلاشتْ
عَبَّ من رمْضائِهِ
رَمْلَ الشماتَةِ
سَافِياً و سراباً!
.
فَيُفيقُ منْ
موتٍ .. لموتٍ آخَرٍ ..
صَدِقٍ ..
وَ لَيْسَ كَبَرْقِها كَذّابا!
.
لااا بأْس!
-8-
يَا لِلأمَاني!
أَرْمَدَتْني وَاقِفاً..
وَ
دُخُانُها .. عُمْرِي
صِباً وَ شَبَابا!
مما أعجبني .. لأحد الشعراء المميزين
التعديل الأخير تم بواسطة heavenmoon ; 11-03-2008 الساعة 07:28 PM
|