12-03-2008, 03:32 AM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2007
الدولة: بأرض الرسول ومهبط الوحي
المشاركات: 5,065
معدل تقييم المستوى: 8088
|
|
لماذا يرفض ابراهيم عليه السلام الشفاعة لنا؟؟؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
يعرض لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه التالي مشهدا من مشاهد القيامة ، وإن استيعاب مثل هذا المشهد يجعل المرء يفكر كثيرا فيما هو عليه من عمل وسلوك ، كيف لا وهو يسمع الرسول صلى الله عليه وسلم يحكي لنا تهرّب سادة الرسل وكبار الأنبياء من الشفاعة ، وكل منه يرد الأمر إلى الآخر ، وكل منهم يسأل الله نفسه !! كيف لا ، وهؤلاء الأذكياء الكرماء يخافون أن يؤاخذهم الله على ذنوب لو فعلها أحدنا لعدّها من الصغائر التي لا يؤْبهُ لها ، هذا إن لم يعدّها في صالحات أعماله .
إن هذه الصورة تصور الكرب الشديد الذي يأخذ بالناس في ذلك اليوم ، فيتوافد صالحوهم إلى خيرة البشر الرسل علّهم يشفعون إلى الله في ذلك الموقف الرهيب .
وإنه ليوم مهول لا يغضب الله قبله مثله ، ولا يغضب بعده مثله ، فحري بالمرء أن يُعدّ له العدة علّه يكون من الناجين .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الصحابة كانوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوة ، فرُفِع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم الذراع ــ وكانت تعجبه ــ فنهس منها نهسة ثم قال (( أنا سيد الناس يوم القيامة ، وهل تدرون ممّ ذلك ؟
يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد ، فيبصره الناظر ، ويسمعهم الداعي ، وتدنو منهم الشمس ، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون .
فيقول الناس : ألا ترون إلى ما أنتم فيه إلى ما بلغكم ، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟ فيقول بعض الناس لبعض : أبوكم آدم . فيأتونه ، فيقولون : يا آدم ، أنت أبو البشر ، خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ، وأسكنك الجنة . ألا تشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا ؟ فيقول : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولا يغضب بعده مثله ، وإنه نهاني عن الشجرة ، فعصيت . نفسي ، نفسي ، نفسي .
اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى نوح .
فيأتون نوحا ، فيقولون : يا نوح ، أنت أول الرسل إلى أهل الأرض ، وقد سماك الله عبدا شكورا . ألا ترى مما نحن فيه ؟ ألا ترى إلى ما بلغنا ؟ ألا تشفع لنا عند ربك ؟ فيقول : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، وإنه قد كان لي دعوة دعوت بها على قومي . نفسي ، نفسي ، نفسي .
إذهبو إلى غيري ، اذهبوا إلى إبراهيم .
فيأتون إبراهيم ، فيقولون : أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض ، اشفع لنا إلى ربك ، أما ترى إلى مانحن فيه ؟ فيقول لهم : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله . وإني كذبت ثلاث كذبات ــ فذكرها ــ نفسي ، نفسي ، نفسي .
اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى عيسى .
فيأتون عيسى عليه السلام ، فيقولون : يا عيسى ، أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه . وكلمت الناس في المهد . اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فيقول عيسى : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، ولم يذكر ذنباً . نفسي ، نفسي ، نفسي .
اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم .
فيأتون محمدا ـــ وفي رواية فيأتوني ـــ فيقولون : يا محمد ، أنت رسول الله وخاتم الأنبياء . قد غفر الله لك من ذنبك ما تقدم وما تأخر . اشفع لنا إلى ربك . ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فأنطلق ، فآتي تحت العرش . فأقع ساجدا لربي . ثم يفتح الله عليّ من محامده وحسن الثناء عليه ما لم يفتحه على أحد قبلي . ثم يقال : يا محمد ، ارفع رأسك ، سل تعطه ، واشفع تشفّع . فأرفع رأسي ، فأقول : أمتي يارب . فيقال : يا محمد ، أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة ، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب . ثم قال ، والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة ، كما بين مكة وهجر ، أو كما بين مكة وبصرى )) رواه البخاري ومسلم .
التعديل الأخير تم بواسطة أم الوظائف ; 12-03-2008 الساعة 03:36 AM
|