19-03-2012, 06:50 AM
|
عضو جديد
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2012
المشاركات: 22
معدل تقييم المستوى: 224313
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
3
اولا احب ان اوضح بأنني اجتهد في الرد على كل التعليقات ولا اعلم ان كنت قد استوفيتها جميعا ام ان بعضها سقط مني سهوا لذا اعتذر عن أي سهو بارك الله فيكم
انشأت مؤسستي للسمسرة وعقد الصفقات بعد ان صفيت عملي مع شريكي الحضرمي الذي رأى ان الاوضاع لم تعد مغرية كما كانت حيث تدخل الكثيرون في نفس المجال ولم يعد مربح مثل السابق لم تكن فكرة السمسرة جديدة ولكن كانت طريقتي لإدارتها هي الجديدة فقد صرفت على المشروع مبلغ كبير واهم ميزة لفتت انتباه كل من دخل مكتبي غير الديكور والاثاث الراقي والمتناسق هو ان جميع من يعمل معي هم من السعوديين فقط عدا عامل النظافة فمن عامل البوفيه الى قسم السكرتاريا والمحاسبة والسنترال وصولا الى الاستقبال والعلاقات العامة والمحامي , الكل سعودي, كما كان الجميع مقيد بالزي الرسمي الموحد وقد كان المكتب في احد الابراج الجديدة واثثته عن طريق شركة متخصصة فأصبح تحفة فنية يليق بعقد صفقات كبيرة كما جهزت فريق عمل بشكل احترافي فقد اسست فريق سكرتاريا احترافي ومدير للعلاقات العامة واستقبال مهيأ بكل وسائل الراحة والترفيه فقد كان يحتوي على انترنت وبلياردو وكافية به كل انواع المشروبات الساخنة والباردة والعصيرات الطازجة والدونات والفطائر والكروسون وركن للجرائد اليومية لخدمة عملاء الدرجة الممتازة وصالة اجتماعات مجهزة بكل وسائل الاذاعة والعروض التقدمية كما اعددت فريق لإدارة قسم الكول سنتر المكون من 7 شباب يعملون بالتناوب للرد على المكالمات بعد ان اخذوا دورة متخصصة في ذلك , كما انشأت بعض الاقسام الجديدة على اعمال السمسرة مثل قسم المحاسبة لعمل ميزان المخاطر واخر اسمة البحث والتحري وقسم أسميته قسم ادارة الازمة كان يشرف علية شاب سعودي لن انسأه اسمة الاستاذ خالد اليامي شاب سعودي يستحق كل التقدير والاحترام فقد كانت فكرة القسم جديدة على الجميع الا انه اثبت ان الشاب السعودي يحتاج الى فرصة ليس الا وسوف يبدع وهذا ما حدث مع الاخ خالد فقد لفت انضار الجميع من خلال تفاعله مع أي ازمة تصيب أي مستثمر اتمنى ان ارى كل الشباب السعودي بمثل هذا الحماس , كما خصصت قسم اسميته مستشارك القانوني كان بقيادة محامي سعودي شاب خريج جامعة عين شمس . واخيرا انشأت قسم خاص للتدريب على فن الادارة الحديثة وطرق التسويق وكنت انا المسئول عن هذا القسم حيث كنت اقدم فيه محاضرات مجانية في هذا الجانب لرجال الاعمال الجداد في الاعمال التجارية والذين اتموا صفقة عن طريقنا بأكثر من مليون ريال
كنا نقتنص الفرص التجارية او العقارية عن طريق فريق البحث ونكتب فيها الرأي القانوني وحساب المخاطر والربح المتوقع والطريقة المثلى للاستفادة من الصفقة ومن ثم نعرضها على عملائنا من رجال الاعمال المعروفين والمبتدئين مرفقة بدراسة مبسطة عن طريق قسم العلاقات العامة .
اما اذا كانت الفرصة من قبل رجل الاعمال ولأكنة لا يستطيع ادارتها فقد كنا ندرسها بشكل جيد ثم نجهز له فريق متكامل مكون من مستشارين مثل محامي ومحاسب ومحلل بيانات ومنسق اجتماعات وسكرتير ويكونون برفقته لحضور أي اجتماع متعلق بالصفقة ليمدوه بالمعلومات الفورية المتعلقة بالصفقة ليستطيع اخذ القرار المناسب , كان رجال الاعمال يتهافتون على طلب هذه الخدمة فقد كانت توفر لهم الامان بعد الله كما توفر لهم الشكل العام اللائق برجل الاعمال .
عملت بجهد غير عادي لم يعد عندي وقت اجتماعات وتنقلات ومحاضرات ولكن خلال عدة سنوات انتشرت الفكرة بين رجال الاعمال وعقدنا الكثير من الصفقات بعشرات الملايين وحصلنا على عمولات مغرية وجمعت الكثير من الاموال وبدأت في شراء الاراضي والعمائر وكونت ثروة تجاوزت 10 مليون ريال نقدا غير العقارات .
الى ان وصلت للمنعطف الثاني في حياتي حيث اتجهت ذلك اليوم الى مدينة ينبع لحضور اجتماع والمبيت ومن ثم العودة الى جدة في اليوم التالي , انتهى الاجتماع وتوجهت الى الاوتيل وكان الوقت لا يزال بدري بعد المغرب تقريبا ورغم ذلك نمت ولكوني نمت بدري فقد استيقظت في الثانية عشر مساءا فرأيت ان ليس لبقائي أي ضورة فعقدت العزم وتوكلت على الله ذاهبا الى جدة , وصلت منزلي في جدة حوالي الساعة الرابعة فجرا فتحت الباب ودخلت وانتابني شعور غريب فهناك شيء غير طبيعي في المنزل وانا في طريقي الى غرفة النوم كان باب المطبخ مفتوح والمطبخ في حالة سيئة ثم لفت انتباهي الزجاج المبعثر في ارضية المطبخ كما لفت انتباهي ان الزجاج لباب الفرن , ركضت مسرعا الى غرفة الاولاد فوجدتهم نائمين فتحت باب غرفتي فإذا بزوجتي على السرير تقرأ المصحف وبجانبها طفلة ملفوفة بالشاش اقتربت ونظرت فإذا بها ابنتي فأصبحت بحالة من الجنون واخذت اهذي لا اعلم ماذا اقول وكانت زوجتي تسمي علية وخرجت الى الصالة ولحقت بي واخبرتني انها بينما كانت في المطبخ تقلي كان الخبز داخل الفرن للتسخين وكانت البنت قريبة منة فجأة انفجر الفرن فتطاير الزجاج وتطاير الزيت واصاب البنت , ما ان قالت ذلك حتى عاودتني حالت الجنون مرة اخرى وشتمتها وشتمت اهلها كيف تترك البنت بجانب الفرن وكيف لم تتصل بي فورا واجابتي وهي تبكي بأنها خافت ان تخبرني فأعود مسرعا ويصيبني مكروه (اخجلتني يا ام عبدالله كم اني انسانة مؤمنة وصبورة وحكيمة اسأل الله ان يحفظك لي ولأبنائي فقد ارسلك الله لنا نعمة يجب ان نحافظ عليها )
اخبرتني بأن الجيران اسعفوا البنت ونقلوها الى اقرب مستوصف وهم من لفوا عليها كل هذا الشاش وقالوا لا بد ان يغير لها الشاش غدا حتى لا يلتصق بالجلد المحترق .
لم استطع النوم ولا النظر الى ابنتي وهي في تلك الحالة فخرجت من المنزل وذهبت الى محمد في البيت وأيقظته وذهبت به الى البحر وحكيت له ما حدث ووجدتني ابكي وانوح فقد تشوهت ابنتي الوحيدة كيف سيكون حالها وكيف ستقابل صديقاتها وكيف سأزوجها عندما تكبر وكيف و كيف دخلت في صراع مع الاحتمالات وكان محمد يصبرني ويهون من مصابي شعرت ان حزني اصبح يقاس بالأمتار واحسست بالذنب فقد اهملت اسرتي والتفت الى عملي فقط كان بإمكاني ان اوفر لهم بيت اكبر واكثر امانا وان اوفر لهم الخدم وان وان وان ولكني ركضت خلف المال واجرمت في حق اسرتي .
في الصباح توجهت الى السعودي الالماني وطلبت استشاري جلدية وتجميل فطلبوا مني احضار البنت الى المستشفى اولا لمعرفة الحالة فطلبت سيارة اسعاف لأنني لا استطيع نقلها وهي على هذا الحال , رافقتني سيارة الاسعاف الى المنزل ولكن ام عبدالله رفضت ان تذهب البنت بالإسعاف فأخذناها بسيارتي بعد ان تركنا الاولاد عند اهل محمد واتجهنا الى المستشفى وهناك بدأت المأساة فقد بدأت الممرضة ترفع الشاش عن البنت و البنت تبكي بصوت متواصل وام عبدالله تبكي بجانبي , يا الله ما هذا العذاب بدأ قلبي يتقطع وانا في الخارج لدرجة انني نسيت نفسي وجلست على الاض ابكي وليس على لساني سوى ترديد اللهم اني لا اسألك رد القضاء ولكني اسألك اللطف فيه , بعد مرور اكثر من ساعة في هذا العذاب المتواصل سكتت البنت فدخلنا فوجدناهم قد غيروا لها الشاش وقد نامت من كثر البكاء فأخبرني الطبيب ان الحالة ليست مخيفة ولكنها تحتاج الى تغيير الشاش بشكل يومي كما تحتاج الى تناول الدواء بانتظام فسالته ان كان الامر يتطلب تسفيرها للخارج فأنا على استعداد لبذل روحي مقابل شفاءها ولكنة اصر بأن الحالة ليست خطيرة .
فطلبت من المستشفى ان يتم علاجها في المنزل فاعتذروا لان المنزل ليس مجهز بغرفة معقمة وليس به مكان مخصص لترويش البنت بعد فك الشاش يوميا وليس به سرير طبي ومعدات طبية كما ان ذهاب الممرضة للبيت سوف يكون مكلف ماديا فأخبرتهم بأنني سوف اقوم بتجهيز كل ذلك .
وفي نفس اليوم ذهبت الى شركة تجهيزات طبية وزاروني في البيت وحددنا غرفة في الملحق لعمل ذلك وخلال يومين اصبح عندي غرفة معقمة و مجهزة بكافة الاحتياجات الطبية لهذا الغرض وغرفة اخرى للممرضة المرافقة , وطلبت من المستشفى ان يبدا العلاج في المنزل وان تكون الممرضة موجودة بشكل مستمر في المنزل بينما لا تقوم بفك الشاش الا بحضور اخصائي الجلدية , وفي المنزل بدأت رحلت العذاب اليومي ففي مرحله فك الشاش يتحول المنزل الى قطعة من العذاب , بعد يومين احضرت اخصائية تجميل من سليمان فقيه كندية كانت زائرة وطلبت منها حضور عملية فك الشاش لتقييم الحالة , حضرت معي الى المنزل وبعد مشاهدتها للبنت قالت الحروق تعتبر في الغالب من الدرجة المتوسطة فأقل واكدت بأنه مع وجود هذه العناية الطبية سوف تزول الاثار بشكل نهائي خلال سنوات قلية خاصة ان البنت لا تزال صغيرة, ومن باب الاطمئنان سوف تزورها قبل ان تغادر جدة .
( رغم انني في بداية الازمه لعنت المال وجمع المال الا انني بعد ذلك ادركت انه المصدر الوحيد بعد الله في الحصول على عناية طبية فائقة قد لا يجدها الفقير في اغلب الحالات)
بعد اقل من اسبوعين زارتنا اخصائية التجميل واكدت لي ان الامور جيدة , وبعد شهر تقريبا بدأت البنت في التحسن من ناحية الالم وليس الشكل (الاصابة كانت تشمل اغلب الجهة اليسرى ابتداء من الكتف مرورا بالصدر وانتهاء بجزء من الفخذ والساق بينما الوجه والرقبة لم يصابا والحمد لله ) اكملت الممرضة عندنا شهرها الثالث ثم غادرت .
في تلك الفترة قررت ان اغير حيات اسرتي بشكل كامل يبدأ التغيير بتواجدي معهم ومنحهم كل وقتي وحبي كما كانت تفعل امي معي ومع اخواتي فقد سخرت كل حياتها من اجلنا وقد اتى دورنا نحن الابناء لنقوم بدورنا , التغيير الثاني تمثل في شراء فلة جديدة وكبيرة واحضرت شغالتين بدلا من واحدة فالبيت كبير والاولاد يحتاجون عناية وام عبدالله تحتاج الى المساعدة ونقلت الاولاد الى مدارس خاصة واحضرت لهم سائق .
كما وعدت ام عبدالله والاولاد ان ارتب اجازتي مع اجازتهم لنسافر ونلف الدنيا ونستمتع بالنعمة التي انعم الله علينا بها , تغيرت حياتي وشعرت بسعادة لا تضاهيها سعادة , سافرنا في اول اجازة الى مصر واشترينا بها شقة ثم اشترينا شقة في لبنان وسارت الحياة هادئة او كما تصورتها في تلك الفترة
واخيرا اشكر كل من تابع او شارك برد فهذا يشعرني انني ربما يجد البعض في قصتي شيء مفيد اخوكم احمد الغامدي
|