24-03-2012, 06:05 PM
|
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: لا أعلم
المشاركات: 730
معدل تقييم المستوى: 21474866
|
|
إستراق النظـرر ..
[align=justify]إستراق النظر ..
جلسَا يتحسسا يدا بعضهما، بعد أن إستهلك ذاك الفانوس أخر لمعة زيت، وأغشاء عليهمَ ظلاماً حالك ، مُستبشرين بتلك اللحظات في زاوية تلك الغرفة ، في ليلة قمراً خاشع، إرتسمت على شفاههم تلك الإبتسامه المُحيره، وأجزم كل منهما في خاطره بأن صاحبه يتوق إلى ذلك، عندما رئاها تتلمس ملامحَ وجهه اليافع، أيقن قبولها.
وضع يدهُ بدورهِ على عيناها الكبيرتين، مستشعراً حركتهما، قائلا في نفسه إذا هي خائفة منَ خصيماً لها يستكلب على أوجاعها ويرمي بالسهام فؤادها، هرع مستعجلاً يداه على خدها المتورم ينفضُ عنه غباراً قد غطاه، وأنفاً كسيف ينحنى من عُلاه. وعنق فرساً يُبالغ في خُيلاه ، همس لها بقلباً مُتوجع ، ما بال الحبيب مسقوم وفي قفص الظلم مرهون، ألكي طلبً فأجيبه، وأقوم بنفسي على تنفيذه ، ألكي حلماً تُريدين أن تَخلُقيه ، ألكي من الهموم ما تُريدين من يحملهَ عنك.
أيا عذوبةَ دموعك، التي أنسكبت على يدي العارية فإذا بي أبداء وضوئي، فأخذتني الريبة أولي صلاتاً مقبوله بها ؟!
أخذ ثغرها الصغير يهمس لي ضاحكاً، بعد أن فاحَ منه ذرات منَ العطر المخمر، متسائلة .. أليس ذاك الجنون بعينه يافتى، ألك جرائتاً تتغزل بي هكذا، وأنا أكبر منكً سناً، وأنجب منك عقلاً، وأصدق منك قولاً، اليالا بُهتان خدك العاري الذي لم ينبت شعرا. ألك في الطب المُزمع الذي يشافي، أو تملك مفتاح القفص الذي أوجع حدود أضلاعي ، أو تملك بئراً غويراً أسكب فيه أوجاعي، أم لك في علوم الفلك فتنبأني في أي ساعة يكون أمرُ خلاصي ؟!
إليك ينتهي ويبدأ، إليك يحيئ القلب ويهجع، هي بضع ليالياً إسترقت النظر إليك من غرفتي تلك، أسمع نواحاً كل ليل يشبه نواح إنتزاع الأرواح ، مُخالطاً قهقهات الذائبين في شهواتهم في الليالي الملاح، مع الجواري والسُكرٍ المُباح، في تلك الصومعه، ذات الجدران الأربعه، أوليس لك خليل يُكاسرك وينثر بين خطوط يديك ماءاً الورد ليتبع رائحته على يدك ؟!
كان ذاك الزمان وولاء، وليس لي الأن الا الوفاء، أولئ تسمع صوت النواء والحبل إذا التواء، بين الأعناق، فدعني فإني شارفت على الخفاء، وأبعد كفيكَ عنيَ، فإن الفجر حال بين القاء.
دانيال ..
[/align]
|