16-03-2008, 02:31 PM
|
عضو سوبر
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 476
معدل تقييم المستوى: 37
|
|
خلطة مشاعر
وقف المحاسب (المواطن) الجديد مرتبكا ،وهو يحاول أن يحسب قيمة البضاعة للزبون وخوفا من أن يقوم بأي خطأ كان يدقق بقراءة السعر ليدخله إلى الحاسبة ، إلا أن الزبون المواطن المستعجل كان صدره ضيقا وخلقه حادا فلم يستطيع الانتظار ،ولو لبرهة، ليترك مجالا للمحاسب المسكين ليطبق ما تعلمه بل أخذ يتمتم مستهزئا قائلا لمن خلفه من خليط الزبائن المنتظري دورهم ومرددا على مسامعهم بتأفف :«يقولون وظفوا مواطنين! وشوفوا، صار لنا ساعة منتظرين والأخ ( يقصد المحاسب المواطن الجديد) مو عارف يخلّصنا، يعني لو واحد غيره ( يقصد أجنبي ) كان من زمان صرنا واصلين البيت! ، وما أن سمع كلامه المحاسب الجديد حتى تغيرت ملامح وجهه وظهرت جميع ألوان الطيف من الخجل في جبينه مما استدعى تدخل قوى أجنبية لحل الموقف فجاءه المحاسب جيري الأجنبي والذي كان يقف بجانبه يعبّئ البضائع بأكياس من بعده وكمحاسب بديل ،ولأنه استشعر بالموقف الصعب للمحاسب المواطن بادر بسحب أخونا المحاسب المواطن بهدوء من موقعه ودفعه باتجاه تعبئة الأكياس ومسك هو مكانه لإرضاء الزبائن التي بدت مستبشرة وفرحة بالأجراء» تصوروا» وخصوصا هذا المتموطن الواقف في الأمام !، والمشكلة أنهم بعد ما ساروا التفت جيري للمحاسب المواطن ،وقال له بلكنة مكسّرة شوي شوي أنت يمكن يفهم كل شيء « دونت وري هذا زبون ستوبد» ، وشرح له أنه يتعاطف معه لأنه عندما توظف جلس ستة شهور ليتأقلم مع العمل ولكن لم يقابل أي شخص متذمرا منه ! تصوروا أن زميله الأجنبي حنّ وعطف عليه أكثر من الاخوان العملاء المواطنين.!.
• استدعت إدارة أحد القطاعات التجارية مختصين من الخارج لتدريب وتطوير قدرات موظفيها ، وأثناء جولة هؤلاء المختصين بين الأقسام ومناقشتهم للمسئول عن خطط التدريب والبرامج المطلوب إعدادها والبيانات ،ولكنهم لاحظوا أن تركيز هذا المسئول واهتمامه منصب فقط باتجاه واحد فقط وهو عمل وتنظيم برامج تدريب للموظفين والمشرفين الأجانب في القطاع ،ولم يكن هناك أي مناقشة أو تفاهم حول تدريب الموظفين من المواطنين، مما أثار حفيظة أخصائيي التدريب و وجهوا له سؤالا صريحا عن تجاوز ( أو تجاهل ضم الموظفين المواطنين) ظنا منهم أن جوابه قد يكون بأن هناك برامج تدريب خاصة بهم أو مستوى تدريبهم أكبر لأننا نعتمد عليهم على المدى البعيد أو،.....، ولكن جاء الرد على سؤالهم البسيط كالصاعقة غير المتوقعة ،فقد رد عليهم المتنمق المتألق المدعي بإدارته للتدريب بأن قال للمختصين وبلغته المتميزة: «يا خيو إحنا ما بدنا ندرّب ناس يمكن يتركونا ويروحوا يشتغلوا عند غيرنا، يعني إحنا نتغلب نوظفهم وكمان نخسر ندربهم عشان يروحوا لغيرنا ، ما بيصير هيك ولا شو رايكو؟» فرد المختص الذي لم يفهم الجملة الأخيرة قائلا ، لا شكرا أنا لسه شارب شاي . وتمتم في داخل نفسه قائلا بالإنجليزية: ستوبد منيجر أند وستد أنفستمنت!.
• مجموعة مختصة دأبت على وضع برامج خاصة بها وتبحث باستمرار عن تدريب كفاءات وطنية بقصد تأهيلها للالتحاق بوظائف متنوعة للالتحاق بالقطاع الخاص ، وهي تقوم بإرسال مندوبيها وممثليها إلى عدة جهات لكي تسوق لبرامجها وخدماتها لديهم فكان أن لاحظ مندوبيها الذين يمثلون خليطا من الجنسيات المختلفة بأن أكثر المتحمسين لاستقطاب المواطنين بعد أن يتم تدريبهم وتأهيلهم هم من المسئولين والمشرفين الأجانب (غير المواطنين) بينما يقف المسئولون والمشرفون المواطنون مترددين في خوض هذه التجربة خلاف أن المشرفين الأجانب يطالبون بأعداد كبيرة من المواطنين المتدربين ، بينما يطلب نظراؤهم المواطنون أرقاما متواضعة جدا وبتحفظ شديد ويضعوا شروط أيضا، وقد وقف المختصون حائرين حول هذه الظاهرة ، هل سبب تردد المشرفين المواطنين هو الخوف من أن يفقدوا تميزهم إذا ما زاد عدد الموظفين المواطنين لديهم ؟ أم هو عدم الرغبة في التعامل مع من يستطيع التعامل معهم بحرية والوصول إلى مراكزهم وقد يحل محلهم مستقبلا ؟ وعبثا كان يحاول المختصون إقناعهم بأن هناك أعدادا كثيرة من المواطنين يستطيعون التأقلم بسرعة مع ظروف وبيئة العمل ويتقنون العمل ويستمرون فيه خصوصا إذا ما كان الوضع المالي المدفوع لهم مقبولا، ولكن كل ما كانوا يمدحون بتوظيف المواطنين بعد تدريبهم كان المشرفون المواطنون يترددون أكثر( تقول كأنه تخويف مو إقناع ) ، تصوروا الجلدة هي نفس الجلدة واللكنة هي تقريبا سوا بس ماكو إحساس!.
|