04-04-2012, 11:09 PM
|
|
عضو سوبر
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2012
المشاركات: 328
معدل تقييم المستوى: 644225
|
|
رجاءاً أيها القلب...أفق
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متى عهدك بدمعة
الخضوع والخشوع، دمعة
تصفو بها النفس، ويقوى بها
اﻹيمان، دمعة تكون السبب في
اﻹستظﻼل تحت ظل الرحمن...
دمعة الخشية من لله!؟.
عذرا يا عين، فلعل المخاطب
هنا هو القلب، فما أنت إﻻ مرآة
تعكس ما يختلجه، ومعبرة عما
يكتنفه.
لذا أوجه حديثي للقلب العابث
الﻼهي، الغافل عن سر
سعادته، قائلة له:
لقد اشتقت وزاد شوقي ﻷن
أكون ممن قال فيهم ربي
(ويخرون لﻸذقان يبكون
ويزيدهم خشوعا) اﻹسراء
وأطمع أن أكون من السبعة
الذين يظلهم الله تحت ظله يوم
ﻻ ظل إﻻ ظله، حيث ذكر منهم
النبي - صلى الله عليه وسلم -
قائﻼ" :ورجل ذكر الله خاليا
ففاضت عيناه"
وآمل أن تحرم علي النار بدمعة
أسكبها خشية لله، فعن أبي
هريرة - رضي الله عنه - قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم " -ﻻ يلج النار رجل بكى
من خشية الله حتى يعود اللبن
في الضرع وﻻ يجتمع غبار في
سبيل الله ودخان نار جهنم"
واشوقاه ﻷن تحاكي عيني
أعين السلف الصالح، أم أن
اﻷمر كما قال الشيخ العفاني:
محت بعدكم تلك العيوندموعها ** فهل من عيونبعدهم نستعيرها.
رجاء يا قلب أفق، وأزل ما علق
بك من شوائب، واطرد القسوة
عنك، فأنت الملك، وهمة
جنودك تعلو بعلو همتك، قال
رسول الله - صلى الله عليه
وسلم " -: أﻻ إن في الجسد
مضغة، إذا صلحت صلح الجسد
كله، وإذا فسدت فسد الجسد
كله، أﻻ وهي القلب"
عد إلى رشدك يا قلب، وتذكر
أن " من خاف أدلج ومن أدلج
بلغ المنزل، أﻻ إن سلعة الله
غالية، أﻻ إن سلعة الله
الجنة"
ولك علي أن أعينك لتستنير من
جديد بنور المعرفة وصدق
اﻹيمان، فتكون العين لك
طائعة ولحالك كاشفة، وهذا
بعض ما أوصي به نفسي
وإخواني لتحقيق ذلك:
* الحرص على الطاعات
والبعد عن المعاصي: قال
تعالى(وما أصابكم من مصيبة
فبما كسبت أيديكم ويعفو عن
كثير) الشورى
فهذا كرز بن وبرة يدخل عليه
بعض الناس وهو يبكي فيقول
له: أتاك نعي بعض أهلك؟
فيقول: أشد، فيقول له: وجع
يؤلمك؟ فيقول: أشد، فيقول له:
وما ذاك؟ فيجيبه: بابي مغلق،
وستري مسبل، ولم أقرأ ح***
البارحة، وما ذاك إﻻ بذنب أحدثته
*اﻹكثار من الذكر والدعاء:
فحقيقة القلب أنه مخلوق عابد
لله
فمتى حادالقلب عن الحق واتبع الباطل
اضطرب، وإن سمع الذكر عاد
إلى فطرته واطمأن قال -
تعالى(الذين ءامنوا وتطمئن
قلوبهم بذكر الله أﻻ بذكر الله
تطمئن القلوب) الرعد
وللوصول إلى درجة اﻹطمئنان
ﻻبد من اﻹستعانة بالدعاء،
الذي يمثل قمة العبودية
والخضوع، لما يتخلله من الحمد
والثناء، وإحساس العبد
بافتقاره لموﻻه، وشعوره
بقربه، لذا ﻻ يكون من العين
حينها إﻻ أن تذرف دموعا فرحا
بتشرف النفس بالقرب من
ربها، وشوقا لرؤية باريها.
* استحضار الذهن عند الصﻼة:
ذلك أن جوهر الصﻼة في
تحقق الخشوع، وﻻ يتم ذلك إﻻ
باستحضار الذهن وتيقظ القلب،
ومتى غاب أحدهما فقدت
الصﻼة روحها والحكمة منها،
لتصبح مجرد حركات ﻻ تزيد
المصلي إﻻ جفاء، قال ابن
مسعود - رضي الله عنه -
موقوفا" : من لم تأمره صﻼته
بالمعروف وتنهاه عن المنكر لم
يزدد بها من الله إﻻ بعدا"
* محاسبة النفس:
قال - تعالى ( -ونفس وما
سواها فألهمها فجورها
وتقواها قد أفلح من زكاها وقد
خاب من دساها) الشمس
فمن لم يزك نفسه، ومكن
الشيطان من خواطره، كان كما
قال ابن قيم الجوزية - رحمه
الله " - كصاحب رحى يطحن
فيها جيد الحبوب، فأتاه شخص
معه حمل تراب، وبعير وفحم
وغثاء ليطحنه في طاحونته،
فإن طرده ولم يمكنه من إلقاء
ما معه استمر على طحن ما
ينفعه، وإن مكنه من إلقاء ذلك
في الطاحون أفسد ما فيها من
الحب، وخرج الطحين كله
فاسدا"
* تذكر دموع النبي - صلى الله
عليه وسلم - والسلف الصالح:
إن العين شديدة التأثر بدموع
اﻵخرين، فإذا ما تعلق اﻷمر
بسيد الخلق وصحبه ومن واﻻه،
كان التأثر أشد وأبلغ، لما يورثه
هذا التذكر من اﻹحساس
بالتقصير والحزن واﻷسى على
فراق الحبيب ومن على دربهم
نرجوا أن نسيرإذا نحن أدلجنا وأنتإمامنا**كفى بالمطايا طيب ذكراك حاديا
وإن نحن أضللنا الطريق ولمنجد**دليﻼ كفانا نور وجهك هاديا
عن عبد الله بن الشخير - رضي
الله عنه - قال: (أتيت رسولالله
- صلى الله عليه وسلم - وهو
يصلي ولجوفه أزيز كأزيز
المرجل من البكاء)
وهذا الصديق - رضي الله عنه
- كانت أدمعه ﻻ تعرف قرارا إذا
ما تﻼ القرآن، ﻷنه يقرؤه بقلبه
ﻻ بلسانه فقط؛عن ابن عمر -
رضي الله عنهما - قال( :لما
اشتد برسول الله - صلى الله
عليه وسلم - وجعه وقيل له
في الصﻼة؛قال: مروا أبا بكر
فليصل بالناس، فقالت عائشة -
رضي الله عنها -: إن أبا بكر
رجل رقيق إذا قرأ غلبه
البكاء)
ولم يقتصر هذا اﻷمر على
الصدر اﻷول من الصحابة وﻻ
على الرجال دون النساء؛بل
كان صفة لكل من أحسن صقل
قلبه وأحب ربه وخاف عقابه
ورجا رحمته؛فهذه حفصة بنت
سيرين قيل لجاريتها: كيف رأيت
موﻻتك حفصة؟ قالت" :إنها
امرأة صالحة، كأنها أذنبت ذنبا
عظيما، فهي تبكي الليل كله
وتصلي"
* تذكر الموت:
إذا تذكرت أني في الدنيا غريب
ولنهايتها قريب، وأني ﻻبد
محاسب على أي فعل اقترفته
أو قول تكلمت به، ﻷجازى إما
بجنات النعيم أو العذاب اﻷليم
أعاذني الله وإياكم منه فﻼ
شك أني سأعمل على إيقاظ
قلبي من غفلته وأثير في العين
دمعتها و الكيس من دان نفسه
وعمل لما بعد الموت. قالت
معاذة العدوية ﻹمرأة أرضعتها:
يا بنية كوني من لقاء الله - عز
وجل - على حذر ورجاء، فإني
رأيت الراجي له محقوقا بحسن
الزلفى لديه يوم يلقاه، ورأيت
الخائف له مؤمﻼ لﻸمان يوم
يقوم الناس لرب العالمين"
* اجتناب الرياء:
إن أفضل ساعة تدمع فيها
العين من خشية الله ساعة
الخلوة، ﻷنها الساعة التي ﻻ
يشوبها رياء، وتخلص فيها النية
لطلب رضى الله، فﻼ تتطلع فيها
النفس إلى نيل الثناء من
العباد، لذا كان خير دواء للرياء
هو الخفاء، قال - تعالى -(إن
تبدوا الصدقات فنعما هي وإن
تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو
خير لكم ونكفر عنكم سيئاتكم
والله بما تعملون خبير) البقرة
يا رب وفقنا ﻹزالة الغشاوة عن
قلوبنا و أعنا أن نجعل نصب
أعيننا قولك سبحانك (ألم يأن
للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم
لذكر الله وما نزل من الحق، وﻻ
يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من
قبل فطال عليهم اﻷمد فقست
قلوبهم وكثير منهم
فاسقون) الحديد
منقول....(أعجبني جداً وأحببت أن انقله لكم لنقف ولو برهة نتأمل فيها حال
هذه القلوب التي بين أضلعنا)
دمتم في طاعة الرحمن
التعديل الأخير تم بواسطة حروف ساكنه ; 04-04-2012 الساعة 11:14 PM
|