07-04-2012, 03:21 AM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 2,229
معدل تقييم المستوى: 3752903
|
|
أين أنت والطريق
أيْنَ أَنْتَ وَالطّريقُ ؟ !!!
بسم الله الرحمن الرحيم
- ومنْ ذَا الّذِي حصَلَ لهُ غَرضٌ ثُمَّ لَمْ يُكَدّر ؟ هَذا آدمُ ، طَابَ عَيْشُه فِي الْجَنّة ، وأُخْرِجَ مِنْهَا ، وَنُوح سَألَ فِي ابنِهِ فَلَم يُعْطَ مُرَاده ، والْخَلِيلُ ابتلِيَ بالنّار ، وإسْماعِيلُ بالذّبح ، وَيَعْقُوبُ بِفَقْدِ الْوَلَد ، وَيُوسُفُ بِمُجاهَدة الْهَوَى ، وأيُوبُ بالبلاء ، وداودُ وَسُلَيْمانُ بالْفِتنة ، وجميعُ الأَنبياء عَلَى هَذا .
وأمّا ما لقِيَ محمّد صلّى الله عليه وسلم منَ الجُوعِ والأذَى وكدَرِ الْعَيْشِ فَمَعْلُوم . اهـ صيد الخاطِر ص 441
- أيْنَ أَنْتَ وَالطّريقُ ؟ طَريقٌ تَعِبَ فِيهِ آدمُ ، وناحَ لأَجْلِهِ نُوح ، وَرُميَ فِي النَّار الْخَلِيلُ ، وأضْجِعَ للذّبْحِ إسْماعيلُ ، وَبِيعَ يُوسُف بثَمَنٍ بَخْس ولَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنين ، وَنُشِرَ بالْمِنْشَار زكريا ، وذُبِحَ السّيدُ الْحصورُ يَحْيَ ، وَقَاسَى الضُّرّ أيوبُ ، وزادَ عَلى المِقْدارِ بُكَاءُ داود ، وسَارَ معَ الْوَحْشِ عِيسى ، وعَالجَ الْفَقْرَ وأنواعَ الأذَى محمّد صلّى الله عليه وسلم ، تزْهَا أنت باللّهوِ وَاللّعِب ِ :
فَيَا دَارَهَا بالْحزْنِ إنَّ مَزَارَهاَ ... قَريبٌ وَلَكِن دونَ ذَلِكَ أهْوالُ
قيل لبعْضِ العبّاد : إلَى كمْ تتعب نفْسَكَ ؟ فقالَ : راحتَهَا أُريدُ . اهـ مختصراً كتاب الفوائِد لابن القيم ص 54 .
- طُرِدَ الرَّسولُ صلى الله عليهِ وسلم من مكّةَ فَأقَامَ فِي الْمَدينةِ دوْلَةٌ مَلَئَتْ سَمْعَ التّاريخِ وبَصرَهُ . سُجِنَ أحْمدُ بنُ حنبلَ وجُلِدَ ، فَصَارَ إمَامَ السُّنّة ، وحُبِسَ ابنُ تَيْمية فَاُخْرِجَ منْ حَبْسِه علْماً جماًّ ، ووضِعَ السّرخَسِيُّ فِي قَعْرِ بِئْرٍ مُعطّلة فأخْرجَ عِشْرينَ مُجَلّداً فِي الفِقْهِ ، ، وأقْعِدَ ابنُ الأثير فَصنّفَ جَامِعَ الأصول ، والنهاية في غَريب الحديث من أشهر وأنفَع كتبِ الحديث ، ونُفِيَ ابنُ الجَوزي من بغْدادَ ، فَجَوّد الْقِراءات السّبع ، وأصابت حمّى الْموت مالِكَ بنَ الرّيب فأرْسَلَ قَصِيدَتَهُ الرّائِعةَ الذّائِعةَ الِتي تَعْدِلُ دَواوين شُعَراء الدّولةِ العبّاسية [ مبالغة وغلو وإفْراط ] ، ومات أبناء أبي ذُؤَيب الهُذَلِي فَرَثَاهُم بإلْياذَةٍ أنْصَتَ لها الدّهْرُ ، وذُهِلَ مِنْها الجُمْهُورُ ، وصفّقَ لَها التّاريخ . لاتحزن ص 27 بتصرّف .
- فالدّنيا وضِعتْ للْبَلاء ، فيَنْبَغِي للْعَاقِلِ أن يُوطِّنَ نَفْسَهُ عَلَى الصّبْر ، وأن يَعْلَمَ أَنّ مَا حصَلَ من المُراد فَلُطف ، ومَا لم يَحْصُل فَعَلَى أصْلِ الخلقِ والجبلة للدّنيا ، كما قيل :
طُبِعت على كدرٍ وأنتَ تُريدُها ... صَفْواً منَ الأقْذاءِ والأكْدارِ
ومُكَلِّفُ الأيّام ضِــدّ طِبَاعِها ... مُتَطَلِّبٌ فِي الْماءِ جَذْوَةَ نَارِ
وهَا هُنا تتبيّنُ قُوّةُ الإيمانِ وضَعْفُهُُ ، فَلْيَسْتَعْمِل الْمُؤْمِنُ منْ أدْويَةِ هذا المرَضِ التّسْليمَ للْمَالِكِ ، والتّحكيم لِحِكْمَتِهِ ، وليَقُلْ : قدْ قِيل لِسيد الكُل : " لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيءٌ " [ آل عِمران : 128 ] . اهـ صيد الخاطِر ص 441 – 422
|