تأسس الموقع عام 2006
Site was established in 2006


ديوان حلول البطالة

موقعنا والإعلام

حلول البطالة الإمارات

هل أنت مسؤول توظيف ؟

تسجيل الدخول
العودة   حلول البطالة Unemployment Solutions > الحياة العلمية والعملية > قسم مشاريع وأفكار

الملاحظات

قسم مشاريع وأفكار ممنوع مواضيع المساهمات او المشاركة

قصتي من الضياع إلى صاحب شركة عملاقة بالكامل 7 حلقات

قسم مشاريع وأفكار

أعزائي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا سجلت في هذا المنتدى للتو و في الحقيقة أود آن أخص هذا المنتدى العامر بتفاصيل قصة كفاحي ونجاحي التي تحققت...

Like Tree2Likes

أضف رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #601 (permalink)  
قديم 17-12-2013, 12:40 AM
عضو سوبر
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
الدولة: الرياض
المشاركات: 389
معدل تقييم المستوى: 365944
شاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستثمر تركيا مشاهدة المشاركة
الأخ الكريم عبد الله السحيباني

زادك الله من فضله وبارك لك في حياتك واهلك ومالك
قصة كفاحك جميلة جدا ولكن الاجمل منها بمراحل تسجيلك في المنتدى لكتابتك هذه القصة لتحفيز الآخرين للجد والاجتهاد
قرأت قديما كتاب جميل عنوانه " قصص كفاح " لمؤلفه كفاح فياض ويعرض فيه قصص الشركات الكبرى العالمية كيف بدأ اصحابها من الصفر وفكرت حينها لماذا لايوجد من بينهم عربي ومسلم مع انه يوجد وربما تكون مسيرتهم اروع بكثير في الكفاح والصبر وبناء النفس ولكن لم يوجد من يلقي الاضواء عليهم
سؤالي اخي العزيز سؤال فلسفي نوعا ما
بعد ان مضى بك العمر ( امدك الله بالصحة والعافية وحسن الخاتمة ) كيف اصبحت تنظر للحياة ودور المال فيها على المستوى الشخصي ؟ هل يفرحك كسب المزيد من المال مثلما كنت تشعر وانت في شبابك ؟ وهل اصبحت لديك نظرة للسعادة في انها في العطاء وليس الأخذ ؟

طبعا لا اريد الدخول في مجال الاعمال الخيرية فمثلك يظهر من خطواته ومسيرته انه من اهل الخير وومن لا تدري شماله ما انفقت يمينه ولا ازكي على الله احد
ولكن اسأل الله تعالى أن يجعلك كفتاح للخير والنعمة للمسلمين بما يساهم في نهضتهم

واطرح عليك فكرة اخي العزيز اعدها احد الاحلام لدي واسأل الله تعالى ان يوفقني بها يوما ما
فبعد ان بدات مرحلة الشباب تتلاشى ودخلت في مرحلة الكهولة تغيرت نظرتي للحياة والمال ولن اكذب واقول اني لا احب جمع المال فهذا امر فطري في الانسان ولكني لم اعد اراه كما كنت شابا في العشرين وانما اجده وسيلة روحانية في جانب بإدخال السرور على الآخرين وتحقيق النجاح
ومنذ سنين وانا اميل لمجال العمل الخيري وابحث عن افكار حتى فكرت في التخصص في دراسته بعد سماع محاظرات للشيخ عبد الرحمن السميط رحمه الله وجزاه عن الأمة خير الجزاء

وكنت افكر لماذا العمل الخيري في بلادنا يبقي الفقير فقيرا كما هو ولايوجد تفكير في محاربة الفقر من اساسه والنظر الى تجارب أخرى لنخرج من دائرة ان يبقى الفقير ينتظر الصدقة والاعانة وفي المقابل الغني يقدم الصدقات والزكاة ويبقى يكررها بذات المنوال ليسد حاجة الفقير

فقرأت عن تجارب الآخرين عن بنك الفقراء وصعقت من قصص عن مشاريع للفقراء في بنغلاديش كمثال لا تتجاوز بضع مئات من الدولارات هي حلم الفقير ليعلم مشروع له فيكفي بشر متعلقين برقبته من الجوع والفقر

وخلال بحثي عن افكار وجدت منظمة عالمية تدعى ****.org نشات على يد زوجين امريكيين في مقتبل العمر ولا تبغي الربح المادي وانما متخصصة في دعم المشاريع الصغيرة للفقراء ونشات كموقع انترنت بسيط عام 2004 للتحول في بضع سنين الى منظمة عالمية رأس مالها يفوق نصف مليار ولها تواجد في 61 دولة وعند بحثي اكثر عن شخصية مؤسس الشركة ظهر انه قس كنيسة وبنى المؤسسة من الصفر بجهوده هو وزوجته

فلماذا لايوجد لدينا من التجار العرب والمسلمين من يفكرون بذات الطريقة وأخصص منهم أهل الخير الذين يقدمون المساعدات والصدقات ولا اقصد التجار الذين لايفرق لديهم جمع المال من حرام او حلال

فمقترحي اخي العزيز لو تتعاون مع تجار وأهل خير لتفكير بطرق لدعم مشاريع الفقراء ليس دعم صدقة بل دعم مؤسسي يلتزم الفقير به بسداد المبلغ وتعد المؤسسة دراسات جدوى وافكار لمشاريع صغيرة وتوفر التدريب والتعليم للفقراء ليتمكنوا من تنفيذ هذه المشاريع وادارتها والخروج من دائرة البقاء في وضع الفقير المنتظر للصدقة الى دائرة الفرد العامل المنتج

وجزاك الله خيرا
اشكر لك مرورك
وسوف أحاول الإجابة على معظم تسائلاتك
و نتمنى آن يرزقنا الله القناعة
بالنسبة لقصص النجاح العربية
للأسف كثير من الناس لا يريد آن يتذكر ما ضيه أو يحاول التنكر له
بل يفضل تلميع نفسه
بالنسبة للنظرة للحياة بالتأكيد آن الأنسان العاقل من يستثمر لأخرته التي سينتقل إليها
ولقد تذكرت مقالة جميلة لأحد السلف
عند ما أتى للخليفة
قال له أنصحني يا فلان
قال أبما سمعت أم بما رئيت أنصحك
قال بل بما رئيت
قال آن الخليفة فلان خلف 11 أبنا وعند موته كانت تركته 18 دينار أشترى كفنا ب 5 وقبرآ ب 4
ووزع على أبناءه 9
والخليفة الفلاني خلف 11 أبنا وكان نصيب كل واحد منهم مليون دينار ( تساوي الآن مليار )
ويقول والله أني رئيت من ورث مليون يتسول في الأسواق من الفقر
ومن ورث أقل من دينار يتصدق في 100 فرس مجهزة في سبيل الله دفعة واحدة

وسئلوه كيف تركت أبناءك بدون أرث
قال أن كانوا صالحين فأن الله يتولاهم
وأن كانوا فاسدين فلن أترك لهم ما يعينهم على المعصية
كلام من ذهب لو أنصتنا إليه
نرجع لسئوالك
أتمنى آن يرزقنا الله القبول وأن قلت أعمالنا
بالنسبة لتشجيع الشباب أنا قد طرحت فكرة على أحد الهيئات لدينا بتمويل 30 شاب مبالغ لمدة 5 سنوات بدون فوائد بعد ما يقدمون دراسة لمشاريع صغيرة يستطيعون فيها آن يبدئون نشاطهم من 50 ألف إلى 100 ألف ريال لكل واحد
وهي تحت الدراسة
كما أني أقترحت على الجمعيات الخيرية بدل من آن تدفع للأسر رواتب شهرية تذهب أكل ومساعدات بأن تدفع حصة 10 سنواتكاملة كقروض لمشاريع مماثلة بعدها تغير أحوال الفقراء إلى ميسورين
وبالنسبة لمقترحك أنا مستعد للمساهمة عندما أجد مشروعآ حيوي وسليم ومدروس بعناية
حفظك الله
رد مع اقتباس
  #602 (permalink)  
قديم 17-12-2013, 09:13 AM
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 82
معدل تقييم المستوى: 9602
مستثمر تركيا محترف الإبداعمستثمر تركيا محترف الإبداعمستثمر تركيا محترف الإبداعمستثمر تركيا محترف الإبداعمستثمر تركيا محترف الإبداعمستثمر تركيا محترف الإبداعمستثمر تركيا محترف الإبداعمستثمر تركيا محترف الإبداعمستثمر تركيا محترف الإبداعمستثمر تركيا محترف الإبداعمستثمر تركيا محترف الإبداع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاهد عى العصر مشاهدة المشاركة

للأسف كثير من الناس لا يريد آن يتذكر ما ضيه أو يحاول التنكر له
بل يفضل تلميع نفسه

بارك الله بك اخي العزيز عبدالله
وصدقت وهذا ما تبادر لذهني عندما قرات قصة كفاحك الجميلة انك انسان وهبك الله تعالى التواضع ولم تغيرك المادة فآثرت ان تحكي وبإسمك الحقيقي ما يعتبره بعض الاغنياء عيب في حياته فيما يتعلق بمرحلة الكفاح والفقر بينما هو الفخر بذاته انك لم تمد يدك ولا تتسول وتستجدي وتعش عالة على غيرك ولم تكن فاشلا مثل كثيرين يحلمون ويحملون ثم ينامون وكأن السماء تمطر ذهب وفضة
وجزاك الله خيرا على جهودك في الخير وعملك على دعم الشباب فأسأل الله تعالى أن يجعله جبال من الحسنات في يوم القيامة وعمل دائم غير منقطع بعد طول عمر وعمل صالح
رد مع اقتباس
  #603 (permalink)  
قديم 17-12-2013, 04:38 PM
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 12
معدل تقييم المستوى: 23
صالح م غ يستحق التميز

أولا أسأل الله لك بتواصلك مع أبنائك هنا أن يزيد لك في رزقك ويبارك لك فيه ويمد في عمرك على طاعته وأن يصلح أبنائك وأن يرزقك صلاحهم وأن يرزقك برهم في الدنيا قبل الآخره الله صلي على سيدنا محمد اللهم آمين فليس جزاء الإحسان إلى الإحسان ...
أما عن الوظيفة يا شيخ عبدالله فالكثير منهم يطلب شهادة خبرة كيف والطالب حديث التخرج ثم تمر به السنين فيتعذرون بكبر سنه !!!! والله المستعان
كان لي تجربة جدا طيبة بحيث أكسبتني خبرة ولكن سيئة جدا بحيث أن الشركة استغلت حاجتي للوظيفة مع أنني خريج كلية تقنية تخصص محاسبة والأول على دفعتتي ولكن اضطروني للعمل لعدم وجود الوظائف في مدينة تبعد 700 كيلا عن محافظتي مع علمهم بظرفي وأيضا أنني متزوج وما يلزمه من إيجاد مكان وتأثيث وغيره من مصاريف وعندي ظروف خاصة لا داعي من ذكرها هنا توجهت فـــ " مكره أخاك لا بطل " وعملت ويعلم الله أنني كنت مديون قبلها وحين الذهاب استدنت رجاء أن أسدده منها عملت بجد وأمانة أحضر أول الموظفين وقبل بداية الدوام الذي كان من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الخامسة عصرا مع فترة راحة ساعة واحده ويوم الخميس من الساعة الثامنة وحتى الساعة الثالثة عصرا بلا فترة راحة.... الإجازة السنوية كانت عشرين يوما وبعد إتمام خمس سنين من العمل معهم يستحق الموظف 30 يوما !!!! إجازة العيد أربعة أيام كيف لي وأنا في مدينة تبعد 700 كيلا وزوجتي من مدينة تبعد عن محافظتي 300 كيلا من الجهة الأخرى كنت أغيب عن الوالدين والأهل ثلاثة أشهر ولا آتي إلى بإجازة المهم إجتهدت وعملت بكل صدق وأمانة حتى أعطوني توكيلا عاما باستلام وتسليم المشاريع إلى آخره ذهبت بوظيفة محاسب وأسندو لي وظيفة أمانة الصندوق ثم استحدثوا لي وظيفة مسؤول خلاطة !! مجرد اسم بلا صلاحيات ولا زيادة وكنت معقبا عندما يتعذر المعقبون بأعذار واهية كسلا وعدم رغبة بالعمل وعملت مندوب مشتريات بما يخص المشارع من تجهيز شقق للمهندسين وغيرها عانيت من الإدراة بسبب عدم وجود الصلاحيات ....غضب مني بعض من في الفرع بسبب جديتي بالعمل فبعد أن أحس أصحاب الشركة بجديتي أحضروا لي برنامج البصمة لضبط الحظور والإنصراف ويعلم الله كنت آتي وأفتح المكاتب وقد قال لي موظف مصري باللفظ " أنا أول مره أِشوف سعودي زيك " بالنهاية ضاقوا مني ذرعا بعدما نفظت الغبار عن ما كان مستورا حتى أخذوا يحيكون ويمكرون لإبعادي وفصلي من العمل لم أكترث ولكن لما رأيت الأمر كان فيه غش ما لم أكن أرضاه فقد تبعبت وصبرت طلبا للقمة العيش الحلال فقد كانت " طرمبة الماء " التابعة لخلاطة الخرسانة تالفة وهم يعبئوون الخلاطة تخمينا وما يسببه من مشاكل في الخلطة الإسمنتية وقد طلبت ولكن من غير فائدة ولما تكاثرت علي المشاكل فقد كان عندي سعوديين منهم من بقي له يوم ويفصل بسبب غيابه علما أنه موظف قبل مجيئي في الفرع ولما رأيت من عدم المساعده من قبل مدراء الشركة وكثرت علي ضغوطي الشخصية والمالية فقد كنت أنام على على الأرض على فرشة كنت فرشتها فقط في غرفة النوم ولم يكن عندي ثلاجة فلم أستطع تجهيز الشقة وأسأل الله أن يجازي زوجتي خيرا الجزاء فقد كانت خير معين على تحمل تلك المعيشة المهم تقدمت بطلب نقلي إلى محافظتي فلم يريدوا لما رأو من جديتي في العمل ووضع الفرع الضائع ولما وظفوا بعد تقديم طلبي في نفس محافظتي بعد مدة شهر تقريبا ولم يتم نقلي بعدها استخرت الله وسلمت الصندوق وأخذت أغراضي التي قد اشتريها لتنظيم عملي منها طابعتي الخاصة وتوجهة لمحافظتي ولكن للآسف وجدت من مديرها مطالبتي بتوقيع ورقة حيث كانوا يلزمون من لم يتم مدة العقد سنة بدفع مبلغ 3 شهور !!!!! وأنا كنت قد قطعت منها 7 أشهر تقريبا قلت لهم أبعد جديتي في العمل وامانتي وخسارتي (فقد كانت الوظيفة لا توفي بمصروفاتي وكنت اشتري بعض الأغراض من حسابي لإنجاز عملي) تجازونني بدفع ميلغ ثلاثة شهور ؟؟؟!! وبالنهاية انتهينا انهاء العقد بالمصالحة ....
فيا شيخ عبدالله دائما الشركات تلقي اللوم على الموظف متجاهلين وضع السعودي الخاص أليس من المهم مراعاة وضعه في مكان توظيفه والتفريق بين الأعزب والمتزوج ؟؟؟ عند إسناد أعمل أخرى ألا يستحق الموظف عليها زيادة عند اسنادها فقد كان مستحيلا الزيادة إلا في بداية عقد جديد ؟؟؟
أما عن الجدية فهي موجودة ولكن أين الحوافز التي تشجع على التضحية بالوقت وحث الموظف على الإبداع والتدريب والتطوير للموظف ؟؟؟ فلو وجدت كما هي في الشركات الكبيرة كشركة أرامكو وسابك وغيرها من الشركات (أحسب شركتكم منها بعد ما سمعت من طرحك ) والتي تعطي حق الموظف الكامل وتأخذ حقها كاملا ولنا فيها خير مثال كيف نجح الموظف السعودي هناك وتحمل ضغوطات العمل الشاقة وأصبح مثلا يفخر به وأعتذر عن إطالتي وفي جعبتي الكثير فهي حرقة مواطن سعودي أجبره الوقت أن يلبس مسمى عاطل رغم عدم ركونه فأنا ما زلت أبحث وأحاول في مجال التجارة بعد أن عجزت عن البحث عن وظيفة وأسأل الله أن يغنينا بحلاله عن حرامه وفضله عمن سواه

رد مع اقتباس
  #604 (permalink)  
قديم 17-12-2013, 09:12 PM
عضو سوبر
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
الدولة: الرياض
المشاركات: 389
معدل تقييم المستوى: 365944
شاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح م غ مشاهدة المشاركة
أولا أسأل الله لك بتواصلك مع أبنائك هنا أن يزيد لك في رزقك ويبارك لك فيه ويمد في عمرك على طاعته وأن يصلح أبنائك وأن يرزقك صلاحهم وأن يرزقك برهم في الدنيا قبل الآخره الله صلي على سيدنا محمد اللهم آمين فليس جزاء الإحسان إلى الإحسان ...
أما عن الوظيفة يا شيخ عبدالله فالكثير منهم يطلب شهادة خبرة كيف والطالب حديث التخرج ثم تمر به السنين فيتعذرون بكبر سنه !!!! والله المستعان
كان لي تجربة جدا طيبة بحيث أكسبتني خبرة ولكن سيئة جدا بحيث أن الشركة استغلت حاجتي للوظيفة مع أنني خريج كلية تقنية تخصص محاسبة والأول على دفعتتي ولكن اضطروني للعمل لعدم وجود الوظائف في مدينة تبعد 700 كيلا عن محافظتي مع علمهم بظرفي وأيضا أنني متزوج وما يلزمه من إيجاد مكان وتأثيث وغيره من مصاريف وعندي ظروف خاصة لا داعي من ذكرها هنا توجهت فـــ " مكره أخاك لا بطل " وعملت ويعلم الله أنني كنت مديون قبلها وحين الذهاب استدنت رجاء أن أسدده منها عملت بجد وأمانة أحضر أول الموظفين وقبل بداية الدوام الذي كان من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الخامسة عصرا مع فترة راحة ساعة واحده ويوم الخميس من الساعة الثامنة وحتى الساعة الثالثة عصرا بلا فترة راحة.... الإجازة السنوية كانت عشرين يوما وبعد إتمام خمس سنين من العمل معهم يستحق الموظف 30 يوما !!!! إجازة العيد أربعة أيام كيف لي وأنا في مدينة تبعد 700 كيلا وزوجتي من مدينة تبعد عن محافظتي 300 كيلا من الجهة الأخرى كنت أغيب عن الوالدين والأهل ثلاثة أشهر ولا آتي إلى بإجازة المهم إجتهدت وعملت بكل صدق وأمانة حتى أعطوني توكيلا عاما باستلام وتسليم المشاريع إلى آخره ذهبت بوظيفة محاسب وأسندو لي وظيفة أمانة الصندوق ثم استحدثوا لي وظيفة مسؤول خلاطة !! مجرد اسم بلا صلاحيات ولا زيادة وكنت معقبا عندما يتعذر المعقبون بأعذار واهية كسلا وعدم رغبة بالعمل وعملت مندوب مشتريات بما يخص المشارع من تجهيز شقق للمهندسين وغيرها عانيت من الإدراة بسبب عدم وجود الصلاحيات ....غضب مني بعض من في الفرع بسبب جديتي بالعمل فبعد أن أحس أصحاب الشركة بجديتي أحضروا لي برنامج البصمة لضبط الحظور والإنصراف ويعلم الله كنت آتي وأفتح المكاتب وقد قال لي موظف مصري باللفظ " أنا أول مره أِشوف سعودي زيك " بالنهاية ضاقوا مني ذرعا بعدما نفظت الغبار عن ما كان مستورا حتى أخذوا يحيكون ويمكرون لإبعادي وفصلي من العمل لم أكترث ولكن لما رأيت الأمر كان فيه غش ما لم أكن أرضاه فقد تبعبت وصبرت طلبا للقمة العيش الحلال فقد كانت " طرمبة الماء " التابعة لخلاطة الخرسانة تالفة وهم يعبئوون الخلاطة تخمينا وما يسببه من مشاكل في الخلطة الإسمنتية وقد طلبت ولكن من غير فائدة ولما تكاثرت علي المشاكل فقد كان عندي سعوديين منهم من بقي له يوم ويفصل بسبب غيابه علما أنه موظف قبل مجيئي في الفرع ولما رأيت من عدم المساعده من قبل مدراء الشركة وكثرت علي ضغوطي الشخصية والمالية فقد كنت أنام على على الأرض على فرشة كنت فرشتها فقط في غرفة النوم ولم يكن عندي ثلاجة فلم أستطع تجهيز الشقة وأسأل الله أن يجازي زوجتي خيرا الجزاء فقد كانت خير معين على تحمل تلك المعيشة المهم تقدمت بطلب نقلي إلى محافظتي فلم يريدوا لما رأو من جديتي في العمل ووضع الفرع الضائع ولما وظفوا بعد تقديم طلبي في نفس محافظتي بعد مدة شهر تقريبا ولم يتم نقلي بعدها استخرت الله وسلمت الصندوق وأخذت أغراضي التي قد اشتريها لتنظيم عملي منها طابعتي الخاصة وتوجهة لمحافظتي ولكن للآسف وجدت من مديرها مطالبتي بتوقيع ورقة حيث كانوا يلزمون من لم يتم مدة العقد سنة بدفع مبلغ 3 شهور !!!!! وأنا كنت قد قطعت منها 7 أشهر تقريبا قلت لهم أبعد جديتي في العمل وامانتي وخسارتي (فقد كانت الوظيفة لا توفي بمصروفاتي وكنت اشتري بعض الأغراض من حسابي لإنجاز عملي) تجازونني بدفع ميلغ ثلاثة شهور ؟؟؟!! وبالنهاية انتهينا انهاء العقد بالمصالحة ....
فيا شيخ عبدالله دائما الشركات تلقي اللوم على الموظف متجاهلين وضع السعودي الخاص أليس من المهم مراعاة وضعه في مكان توظيفه والتفريق بين الأعزب والمتزوج ؟؟؟ عند إسناد أعمل أخرى ألا يستحق الموظف عليها زيادة عند اسنادها فقد كان مستحيلا الزيادة إلا في بداية عقد جديد ؟؟؟
أما عن الجدية فهي موجودة ولكن أين الحوافز التي تشجع على التضحية بالوقت وحث الموظف على الإبداع والتدريب والتطوير للموظف ؟؟؟ فلو وجدت كما هي في الشركات الكبيرة كشركة أرامكو وسابك وغيرها من الشركات (أحسب شركتكم منها بعد ما سمعت من طرحك ) والتي تعطي حق الموظف الكامل وتأخذ حقها كاملا ولنا فيها خير مثال كيف نجح الموظف السعودي هناك وتحمل ضغوطات العمل الشاقة وأصبح مثلا يفخر به وأعتذر عن إطالتي وفي جعبتي الكثير فهي حرقة مواطن سعودي أجبره الوقت أن يلبس مسمى عاطل رغم عدم ركونه فأنا ما زلت أبحث وأحاول في مجال التجارة بعد أن عجزت عن البحث عن وظيفة وأسأل الله أن يغنينا بحلاله عن حرامه وفضله عمن سواه
أخي العزيز
إطلعت على شكواك
ولكن إذا تبغى رأيي الشخصي فأنت الذي أستفدت الخبرة من هذا العمل الشاق
والفلوس قد تذهب ولكن الخبرة التي أستفتدتها بجدك وجهدك أصبحت ملك لك ومثل الكنز داخل رأسك
أخي العزيز
إذا كنت لم توفق في شركه لا تجعل اليأس يدب إلى قلبك فقد يكون خير لك
وستجد من يقدر إخلاصك وتفانيك
لا أعلم مقرك
إذا كنت في الإحساء أو الشرقية أو القصيم أو الرياض قد نجد عمل يناسبك
أرسل لي سيرتك على الخاص وسوف أرى ألأمكانية من عدمها
تقبل مني التحية
رد مع اقتباس
  #605 (permalink)  
قديم 18-12-2013, 02:28 AM
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 12
معدل تقييم المستوى: 23
صالح م غ يستحق التميز

تم إرسال الرسالة على الخاص بارك الله في جهودك وأكثر من أمثالك

رد مع اقتباس
  #606 (permalink)  
قديم 25-12-2013, 10:01 AM
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 20
معدل تقييم المستوى: 23
انا وجدان يستحق التميز

ماشالله عليك استفدت كثير من قصتك و احترمت الشركة حقتك
لانها جت من تعب و اخلاص و صدق.. انصحك تألف كتاب عن قصتك و مسيرتك عشان الكل يستفيد منك..

الله يوفقك و يزيدك اضعاف هالرزق يارب،، والله يرزقني طموح زي طموحك و اتوظف و ادخل تجارة ويكون لي اسم معروف مثلك ..


التعديل الأخير تم بواسطة انا وجدان ; 25-12-2013 الساعة 10:15 AM
رد مع اقتباس
  #607 (permalink)  
قديم 25-12-2013, 09:54 PM
الصورة الرمزية همآإم
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 921
معدل تقييم المستوى: 878778
همآإم محترف الإبداعهمآإم محترف الإبداعهمآإم محترف الإبداعهمآإم محترف الإبداعهمآإم محترف الإبداعهمآإم محترف الإبداعهمآإم محترف الإبداعهمآإم محترف الإبداعهمآإم محترف الإبداعهمآإم محترف الإبداعهمآإم محترف الإبداع

الله يوفقكك

__________________
سبحان الله وبحمده

رد مع اقتباس
  #608 (permalink)  
قديم 06-01-2014, 06:33 AM
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
المشاركات: 97
معدل تقييم المستوى: 23
نسمةعمر يستحق التميز

جزاك الله عنا كل خير
لي عودة لاكمال قصتك

رد مع اقتباس
  #609 (permalink)  
قديم 18-01-2014, 10:44 PM
عضو سوبر
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
الدولة: الرياض
المشاركات: 389
معدل تقييم المستوى: 365944
شاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انا وجدان مشاهدة المشاركة
ماشالله عليك استفدت كثير من قصتك و احترمت الشركة حقتك
لانها جت من تعب و اخلاص و صدق.. انصحك تألف كتاب عن قصتك و مسيرتك عشان الكل يستفيد منك..

الله يوفقك و يزيدك اضعاف هالرزق يارب،، والله يرزقني طموح زي طموحك و اتوظف و ادخل تجارة ويكون لي اسم معروف مثلك ..
أشكر لك مرورك وأتمنى آن يرزقك الله وكل طموح مكافح
وأما تأليف الكتاب فأعتقد بأن وجودها على الأنتر نت أفضل
وهذا رابط القصة بعد تنقيحها وإدخال بعض المستجدات منذ حوالي سنتين
حفظك الله
رابط القصة الجديد

http://www.*******.com/vb/showthread.php?t=1411457
عذرآ الرابط لا يعمل
وهذه القصة
أعزائي أعضاء المنتدى المحترمين :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد شرفت بالانضمام لهذا المنتدى حديثا ؛ ومما يسعدني أن أخص هذا المنتدى العامر بتفاصيل قصة كفاحي ونجاحي .
والتي كان الفضل فيها لله تعالى فله الحمد أولا وآخرا وظاهرا وباطنا .
وسوف أفصح لكم في نهايتها عن اسمي الحقيقي واسم نشاطي وشركاتي .
وسوف أبحر معكم في أحداث قصتي ومواقفها المثيرة في حلقات أسبوعية متوالية ؛ لعلي أتمكن من التقاط خيوطها ، والغوص في تفاصيلها
حتى يسعفني الوقت ، وتجود الذاكرة لذكر كافة التجارب التي مررت بها .
و أعاهدكم بأن أبذل جهدي في روايتها لكم بما فيها من سلبيات وإيجابيات بدقة وموضوعية وتجرد .
و في نهايتها سأميط اللثام عن الكنز الذي عثرت عليه خلال ذلك المشوار الطويل ، وكيفية الوصول إليه ؛ حيث إنه شائك نوعا ما ويحتاج إلى جهد كبير ، وإرادة جبارة ، وعزيمة وقادة .
وإن ما سأعرضه عليكم من قصة كفاحي هذه إنما أريد به وجه الله عز وجل لا أريد منه مردودا ماليا ، ولا شهرة وإنما الرغبة الصادقة في إفادة إخواني ؛ فقد يستفيد منها كثير ممن لهم طموح ورغبة في النجاح ،
كما أنني بإذن الله سوف أسوق لكم ما قد اكتشفته من علاجات عديدة مجربة ونافعة لأمراض نفسية شائعة
قد يستفيد منها كثير ممن اطلع عليها .
تلك القصة التي تعرض باختصار مسيرة شاب مريض نفسيا فقير ماديا مقصر دينيا غير محبوب اجتماعيا بل و جاهل علميا أيضا ؛ ومع كل هذه العوائق يصبح بفضل الله رجل أعمال مشهورا ، وناجحا لديه شركتان معروفتان ، ويعمل لديه أكثر من 2000 موظف منهم أكثر من 165 سعوديا .
ويتمكن بفضل الله وتوفيقه من تحويل الجوانب السلبية المظلمة في حياته إلى وقود للإبداع ، وحافز على النجاح في تصميم دؤوب ، وإرداة قوية ، وتحد لكل العقبات والصعاب .

أيها الإخوة والأخوات والأبناء الأعزاء عامة :
أتشرف أن أبدأ معكم في سرد قصتي ؛
ولكي أرويها لكم كاملة ، وتعيشون أحداثها بدون ملل ، وحتى تتحقق الاستفادة المثلى ، ورغبة في إضفاء عنصر التشويق فسوف أجعلها بمشيئة الله على حلقات متتابعة .
ولو شئت لجعلتها في سطور قليلة وينتهي الأمر ولكنها حينئذ لن تفي بالمقصود ولن تحقق الفائدة المؤملة منها
وليعلم أنه من السهل جدا علي أن أصنع ما يفعله كثير من الناس ولا سيما الأثرياء والمشاهير منهم
من تلميع لقصص حياتهم وتصويرهم لأنفسهم بأنهم أناس كاملون ومتميزون وعباقرة خارقون للعادة ؛
بيد أني أحب أن أكون بمنتهى الشفافية ، وأذكر لكم قصتي كاملة بجميع تفاصيلها من سلبيات وإيجابيات , لأن ما يهمني هو غير الناجحين ، أو من الشباب المحبطين واليائسين ،
أو من يعانون من أمراض نفسية ،أو وسواس ، أو قلق أو اكتئاب .
أو ممن وقع تحت تأثير سحر والعياذ بالله ، أو ما في حكمها من عين وخلافه مما يكدر صفو حياتهم ويعيقهم عن النجاح .
وذلك في نظري أكثر أهمية من توجيهها للناجحين والأصحاء والطموحين والذين هم أيضا قد يستفيدون منها في بعض التفاصيل .
وكما قلت , سوف أذكر لكم سلبياتها قبل إيجابيات .
ومهما يكن من تصور ينطبع في أذهان بعض الناس عني فلا آبه به ؛ فأنا لا أخاف من الماضي لأن ذلك كان في زمن المراهقة والشباب ،
ولأنه كما يقال ماض والناس تقاس بحاضرها وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " العبرة بكمال النهايات لا بضعف البدايات "
والذي يحاسبنا على أعمالنا ماضيها وحاضرها هو الله سبحانه وتعالى .
وأرجو أن تكون خالصة لوجهه سبحانه إنه جواد كريم .
وأتمنى حتى لو أخذت وقت في قرأتها كاملة فهذه كما قلت قصة تحكي الحقيقة .
وبها بأذن الله فوائد لكل الفئات والأعمار

ملاحظة
قد يقول البعض سبق قرأتها في مكان آخر أقول نعم ولكن هذه تم م تنقيحها وتمت إضافة ما أستجد من أمور خلال العامين التاليين وتم توضيح الأمور المبهمة والتي تركت سابقآ لأضافة التشويق والأثارة التي تجعل القارئ لا يمل من طولها قبل كشف الأسم الحقيقي بالنهاية .

( 1 ) خطواتي الأولي

ولدت ونشأت في قرية صغيرة من قرى منطقة القصيم ( مدينة الخبراء في قرية السحابين )1376 هـ. من أبوين مستوري الحال , وكانت الظروف المادية للأسرة وقتها قاسية مع شدة حرص والدي حفظه الله على التمسك بتعاليم الدين الحنيف ،والقيم التي نشأ عليها آباؤنا وأجدادنا رحمهم الله في تربية أبنائهم .
ولكن ! ومع بداية التغيرات والتحولات الحضارية ومظاهر النهضة التي جلبت معها وسائل الترفيه الحديثة كالسينما ، والتلفاز، وانتشار المسجلات والأغاني ؛ بدأت في إحداث فجوة بين الوالد وبين أبنائه .
ورغم اجتهاد الوالد ـ أطال الله في عمره على طاعته ــ في تربيتنا إلا أن مظاهر المراهقة علينا والبيئة المحيطة بنا أكبر من قدرته على السيطرة على شباب مراهق
حيث كنت كثيرا ما أذهب للمدرسة بالقوة . وفي أحيان كثيرة أهرب للبيت بعد أن أتعلل بالخروج لقضاء الحاجة .
وكان مستخدمو المدرسة (الفراشين) حينها يطاردونني في معظم الأحيان إلى المنزل ، وأحيانا يتمكنون من إحضاري بالقوة ، وأتمكن في بعض الأحيان من الإفلات من قبضتهم فلا يستطيعون العثور علي .
ومضت الأيام , و كان أبي حفظه الله يعمل هو الآخر مستخدما في مدرسة أخرى بقرية مجاورة هي ( النفيد ) فما لبث أن قام بنقلي إلى تلك المدرسة التي يعمل فيها لأكون تحت سمعه وبصره وليسيطر على عبثي .
فكنت غالبا ما أذهب معه قرابة 2 كيلومتر يوميا سيرا على الأقدام .
ومع ذلك فإنني أكرر هروبي أحيانا في الطريق للمدرسة .
وأهيئ نفسي لما سوف يلحق بي من شتى أنواع العقاب من والدي بعد عودته من العمل جلدا وتوبيخا , ولكني في معظم تلك الحالات أرتمي في أحضان جدتي لأبي رحمها الله رحمة واسعة فأجد في كنفها الأمان من ثورة أبي وغضبه . كيف لا وقد كنت عندها الحفيد المدلل بين إخوتي .
فتقسم على والدي أن لا يمسني بسوء , وهو بار بأمه مطيع لها فأنجو من العقاب في معظم الأحيان ببركة شفاعتها .
وأخذت الأيام تمضي بطئية الخطى وما أنهيت المرحلة الابتدائية إلا بشق الأنفس .
والتي بادرت بعدها في الالتحاق بأحد المعاهد العلمية بمدينة مجاورة ( البدائع )وكانت مكافأة الطلاب يومها بهذا المعهد 210 ريال وقد كانت هذه المكافأة هي غايتي ومطلبي .
واستمر معي الميل إلى العبث بل انه قد ازداد مع وصولي لسن البلوغ ، و بعد الحصول على المال رغم أن معظمه كنا ندفعه للوالد .
فتعلمت شرب الدخان والعزف على العود !
وكنت ولدا شقيا في بلدتنا تلك .
وغالبا ما يأتي أناس محتسبون ناصحون إلى والدي منتقدين لسلوكي وتصرفاتي إضافة إلى قلة حرصي على صلاة الجماعة .
وبعد مدة قدر الله علي بلاءا عظيما أقض مضجعي ، وأشغلني بنفسي وهو أنني أصبت بمرض الوسواس !
فكنت أعاني من ذلك المرض ،
وأتوهم دائما أني إما مريض أو أصابتني عين .
وتحكم بي القلق واستبد بي التوتر فلم أترك طبيبا في المنطقة إلا وقصدته
إضافة إلى البحث عن الطب الشعبي والكي بالنار و الرقاة .
ولازمني هذا الأمر فترة تقارب أربع سنوات .
كما أن دراستي في المعهد العلمي كانت تسير بصعوبة وبالكاد كنت أحصل على درجة النجاح وفي الدور الثاني أيضا .
حيث كنت أنا وأخي الأكبر, نتردد على سيارة اشتراها لنا الوالد مقابل دفع مكافأتنا له .
وكنا ندرس بعض الأيام بانتظام ، وبعضها نوهم الأهل بالدراسة ونحن في الحقيقة غائبون عن المعهد ؛ إما في رحلات برية أو تجول ودوران في الأسواق والطرقات فرادى أو مع الأصحاب .
وبعد أن أنهيت السنوات الثلاث وهي المرحلة التي توازي المدرسة المتوسطة بالمعهد في عام 1394 وأنهى أخي الثانوي ست سنوات في المعهد نفسه ؛
سافرنا معا إلى الرياض بحثا عن عمل فأما أخي فقد التحق بوظيفة بإحدى الجامعات ،
وأما أنا فالتحقت موظفا في قصر الضيافة بالرياض , كاتب صادر ووارد براتب قدره 550 ريال وكان ذلك في أوائل عام 1395 هـ وبعد وفاة الملك فيصل رحمة الله عليه وتولي الملك خالد رحمه الله ؛
أقرت الدولة زيادة في المرتبات فأصبح مرتبي 950 ريال .
ولم تزل مشكلة الوسواس تلازمني , حتى إنه كان عندنا أحد المستخدمين في العمل وادعى بأن لديه علاجا لمرضي ويستطيع أن يقرأ علي بمبلغ معين .
ثم عرض علي زجاجة ماء ورد , فيها قراءة كما يزعم بمبلغ 150 ريال
وقال استخدمها لمدة أسبوعين وستشفى بحول الله .
ولكن سرعان ما عاد بعد أسبوع وقال إن لديه زجاجة ماء ورد أفضل من الأولى ومركزة , ولكن سعرها أعلى بمبلغ 250 .
فاشتريتها وأسلمت أمري لله , لأن المصاب بالوهم أو الوسواس أو كل مبتلى للأسف يقبل أي شيء يعرض عليه أملا منه في حصول الشفاء والعافية .
ولكن المعاناة استمرت ؛
وبعد الوظيفة بخمسة أشهر تقريبا,
عرض علي أحد أقربائي بأن أعمل لديه في أحد معارض السيارات لتسجيل سندات المبيعات مساء , و أقوم بالتعقيب على الاستمارات والرخص صباحا في الدوائر الحكومية لعملاء المعرض لصالحي
فوافقت على ذلك وباشرت بالعمل لديه بعدما استقلت من الوظيفة
وكان هناك إنجاز ودخل لا بأس به ,بل هو مغر يفوق الألفي ريال شهريا وبعد فترة ومع زيادة العدد طلب مني قريبي رحمة الله عليه أن يشاركني نصف المبلغ المحصل من التعقيب فوافقت حيث إن السعر قد ارتفع من 30 ريالا إلى 50 ريالا للاستمارة والرخصة مما أصبح معه نصف الدخل مناسبا .
وكنت في نهاية كل أسبوع تقريبا أذهب للقصيم لزيارة الأهل وعند عودتي أقوم بإحضار سيارة من المعارض هناك لمصلحة قريبي في الرياض , بأجر قدره خمسون ريال مع قيمة البنزين
و في أثناء ذلك حصلت لي مواقف مثيرة عدة وسأقص عليكم بعضها .
ففي أحد المرات كان الموقف الذي حصل لي حزينا جدا ومرعبا و سأرويه لكم لتعرفوا أن الظروف القاسية تبني الرجال وتعودهم على التحمل بتوفيق الله .
وذلك أنني كنت في الطريق متجها إلى الرياض بعد مدينة (مرات) بحوالي ثلاثين كيلو متر تقريبا وقد كانت هناك شركة تعمل في صيانة الطريق وكان الطريق مسارا واحدا وكان الوقت بعد صلاة المغرب ولم تكن هناك إشارات تحذيرية وأنوار كافية فارتطمت سيارتي بإحدى اللوحات الإرشادية الكبيرة وسط الخط مما نتج عنه ضرر في العجلة الأمامية اليمنى والرفرف الأيمن وبعض التلفيات .
ولم أصب والحمد لله بأذى إلا ألما بسيطا في يدي اليسرى .
وقد كان هناك عمال متواجدون قرب الطريق حاولوا التهجم علي عندما قلت : إنه لا يوجد إنارة وتحذيرات .
وسألتهم عن مركز المرور فقالوا لي أنه في (مرات)على بعد ثلاثين كيلا من مكان الحادث .
ثم ركبت إلى هناك مع أحد المارة , وبعد أن وصلت إلى المركز سألني العريف عن الرخصة ولم يكن معي سوى تصريح , حيث كان عمري وقتها أقل من المسموح.
وطلبوا مني إحضار مالك السيارة وكان وقتها متواجدا في القصيم ،
وبعد خروجي من المركز تناولت وجبة العشاء بأربع ريالات واشتريت علبة سجاير وأذكر أن سعرها كان بريال وربع .
ولم يتبقى معي سوى أربعة أو خمسة ريالات
لأني كنت عبأت السيارة بالبنزين من مرات .
وانتظرت طويلا لعلي أجد سيارة تأخذني للقصيم فلم يتوقف أحد .
وقد كان الجو بارد جدا , وليس علي سوى ثوب أبيض خفيف .
وكنت أرتعش من البرد . وبعد لحظات ؛
توقفت عندي سيارة بكس ماركة ( بيجو ) يبدو أن صاحبها من أحد مواطني دول الخليج فقال لي : أين تريد فرويت له قصتي باختصار وأني أريد الذهاب إلى القصيم ولا يوجد لدي سوى 4 ريالات فقال تفضل ولا يهمك ،
فركبت وكانت السيارة دافئة , وأنا أرتعش من البرد وسررت تماما بالدفء وكأنه قد نزل لي من السماء .
ولكن فرحتي لم تدم طويلا حيث أفادني بعد وقت قصير من السير بأنه متعب لأنه قادم من بعيد
ويريد أن يأخذ غفوة يرتاح حتى لا ينعس وهو يقود السيارة ثم يواصل السير .
فقلت له : إن شئت قدت السيارة بدلا منك ؟
فقال لي : أنت أعصابك متعبة ـ بعد ما علم بالحادثة ـ وقال : إنه لا يمكنك القيادة !
وقال بأنه سيبتعد قليلا عن الطريق لأن صوت الشاحنات مزعج ولا يستطيع النوم بسببها ،
ولم أعترض وقتها لأني لم أشك في أمره .
وبعد أن أبتعد حوالي كيلومتر أو أكثر , توقف وذهب لمؤخرة السيارة لينام ثم طلب مني أن أنام بالقرب منه حتى أرتاح لأني متعب كما يقول فرفضت
وعلمت أن قصده غير شريف !
وبعدما ألح علي بطلبه انتهزت الفرصة و نزلت من السيارة مسرعا وعدوت نحو مكان مرتفع وقد كان ضوء القمر وقتها خافتا فشاهدت صخرة واختبأت خلفها.
فما كان منه إلا أن نزل من سيارته وأخذ يناديني بأعلى صوته :
تعال فسوف نواصل المسير .
ولكن الخوف والرعب استبد بي منه رغم عبثي , فظللت صامتا
ولما يئس من عودتي ؛
تحرك بسيارته وذهب إلى الطريق العام وبعد تأكدي من مغادرته حاولت أن أتحسس جهة الطريق العام وما لبثت إلا دقائق حتى تبينت لي وجهة الطريق من خلال هدير الشاحنات القادمة من بعيد .
وسرت أكثر من كيلوين حافي القدمين في جو قارس .
وبعد أن وصلت إلى الطريق و كنت مجهدا أخذت فترة طويلة أنتظر سيارة تمر وإذا برجل من البادية يقود سيارة داتسن ونيت و معه عائلته في الغمارة فقلت له : إنني أريد القصيم . فقال : إذا كنت لا تمانع من الركوب في حوض السيارة الخلفي المكشوف فتفضل .
فوافقت بلا تردد وركبت ثم وجدت في الحوض قطعة قماش وحاولت أن ألتحف بها عن الهواء الشديد والبارد .وقد كان في هذا الحوض بعض مخلفات الأغنام التي تتطاير علي وكانت حالتي لا يعلم فيها إلا الله ،
ولكن هذه المعاناة هانت علي بعد الذي وجدته من صاحب السيارة السابقة رغم فارق الراحة بين السيارتين .
وأوصلني إلى بريدة في وقت الضحى تقريبا وذهبت إلى قريبي وأخبرته بالأمر وأنهينا المشكلة بعد ذلك .
وبعد عدة أشهر من هذه الحادثة حصلت لي حادثة أخرى شنيعة, سلمت منها بفضل الله بأعجوبة .
وأنا أذكر هذه القصة لأمرين اثنين :
أولهما : لتعرفوا قدرة الله سبحانه إذا أراد لأي شخص السلامة رغم شناعة الحادثة حيث كانت السيارة في حالة تلف شديد وحطام بالغ .
وثانيهما : أني أتمنى أن أعثر على الرجل الشهم الذي أسعفني في ذاك الوقت وأعتقد بأن اسمه صالح ( ومن المحتمل أن يكون من قبيلة حرب ) فله الفضل بعد الله في إنقاذي من الموت .
وتتلخص أحدث هذه القصة أني وأثناء رجوعي من القصيم إلى الرياض عن طريق ضرماء وقد كنت أقود سيارة نملكها أنا وأخي من نوع ( مازدا أسبور ) وبعد أن تجاوزت ضرماء بقرابة ثلاثين كيلا متجها نحو ديراب على الطريق القديم ،
وكنت أسير بسرعة عالية تقارب 160 كيلا في الساعة وفجأة ! وإذا أنا بشاحنة متوسطة الحجم ( لوري ) محملة بالحطب ولا يوجد فيها أنوار خلفية تسير ببطء فارتطمت سيارتي فيها بقوة ولم أشعر إلا وأنا أحس بدوخة وأذكر أني نطقت بالشهادة . وبعد لحظة سريعة أفقت وأحسست بأن شيئا ما ينزف من رأسي على وجهي فإذا هو دم , وحاولت أن أضغط بيدي على الجرح لإيقافه .والعجيب أن تلك السيارة التي ارتطمت بها سيارتي ظلت سائرة في طريقها لم تتوقف , وكان لون سيارتي أحمر إذ يصعب مشاهدتها وسط الطريق الأسود .
فكادت شاحنة أخرى أن تصدمني مرة ثانية ولكن الله لطف بي وحاولت أن أنهض وكانت ركبتي مصابة ورميت نفسي من النافذة إلى الأرض وأخذت أزحف متحملا آلامي لأبتعد عن الطريق خوفا من أن تدهسني سيارة أخرى وكلما توقف شخص عندي خاف من المسؤولية عليه وذهب . وكنت أطالبهم على الأقل بالوقوف في الطريق وتنبيه السائقين القادمين لوجود حادث أمامهم حتى لا تقع الكارثة مرة أخرى .
وشاء الله أن يأتي ذلك الرجل الطيب الذي أشرت إليه سابقا فقام بإركابي وذهب بي إلى مستشفى الشميسي بالرياض وفي أثناء سيرنا في الطريق نفسه كدنا أن نصطدم بالسيارة نفسها التي اصطدمت بها مرة أخرى ولكن الله سلم وقام السائق بإيقاف سيارات قادمة وطلب منهم أن يوقفوا صاحب الشاحنة وأخبرهم أن معه شخصا مصابا حالته خطرة سيذهب به للمستشفى بين الحياة والموت .
وشعرت بالآم في صدري وركبتي التي اتضح في المستشفى أن بها كسرا في الصابونة وكذلك في مجموعة من أضلاع القفص الصدري وقد عولجت بالمستشفى وأجريت لي عملية ناجحة في الركبة ثم تمكنت من ثنيها بعد جهد جهيد وأنا ولله الحمد حتى الآن أمارس الرياضة وخصوصا كرة القدم رغم أن سني تجاوز السبعة والخمسين عاما ولله الفضل والمنة .

وسارت أمور حياتي بعدها في وئام
ثم بعد مدة من عملي قال لي قريبي صاحب المعرض بأن قيمة التعقيب من حقه وسوف يكتفي بإعطائي 1500 ريال مرتبا شهريا .
فرفضت ذلك بشدة وغضبت من تصرفه هذا معي وقررت أن أترك العمل لديه مهما كان فكرامتي لا تسمح لي .
ووقتها ذكر لي أحد الناس الذين كان لي علاقة بهم بأن هناك صاحب مؤسسة أو شركة لا أذكر بالضبط يريدون معقبا فأخذت عنوانه منه وقررت أن أذهب إليه من الغد وكان وقت المساء.
و لما جئت تلك الشركة أو المؤسسة طلبت من السكرتير وكان مصري الجنسية أن أقابله المدير فقال لي: إنه مشغول فماذا تريد ؟ قلت له :أريد المدير شخصيا فقال : هو مشغول فقلت أنتظر متى ما سنحت الفرصة للدخول عليه .
وبعد أن رئاني مصر على المقابلة أذن لي بالدخول فسألني المدير ماذا لديك ؟
فقلت له : إن لدي خبرة بالتعقيب وقد بلغني أن لديكم وظيفة مشابهة فأخذ يصعد النظر في ويصوبه وقد كنت ( ولا أزال ) ممن لا يعتني بهندامه كثيرا فقال :التعقيب لا يصلح لك . هل تريد أن تقدم الشاي والقهوة أي باللهجة الدارجة ( قهوجي )
وقد وقعت هذه الكلمة من نفسي موقعا مرا رغم أنه لا عيب في ذلك وأعتقد أنها كانت بعد الله سبحانه سببا في تحولي كما يقال 180 درجة فقلت له : شكرا وخرجت وبعد خروجي
حصل ما يلي ......
إن شاء الله سوف أكمل لكم في الحلقة الثانية .

الحلقة الثانية
ها أنذا أعود إليكم من جديد ،،،،
فبعدما قال لي صاحب الشركة بأن التعقيب ( ما يصلح لك )(تبي تصب الشاهي) بهذه اللهجة العامية ؛
شكرته وخرجت من عنده وأنا أحس بطعم المرارة كالعلقم في فمي .
وذلك أننا معشر الشباب عامة نرى في أنفسنا الشيء الكثير, ولا نقبل بأن يأتي إنسان مثل هذا ويحطم أحلامنا ويحتقرنا لهذه الدرجة , رغم أن مهنة تقديم الشاي والقهوة ليست والله عيبا وهي أشرف بكثير من مد اليد في السؤال أو التسكع والعيش عالة على الأهل .
وكان قد بلغ بي الغضب ما بلغ .
فأنا إنسان عندي كرامة , وليس من الممكن ان أتراجع عن قراري بعدم العودة للعمل مع قريبي , رغم أنه ألح علي بالعودة بعدما أخبرته برفضي لعرضه الأخير وعزمي على تركه .
وفي الوقت نفسه فالوظيفة الجديدة التي كنت أحلم بها أصبحت في حكم المستحيل.
وصدفة بعد خروجي من عنده وأنا أشاهد في جهة الشارع المقابل إذا بي ألاحظ لوحة إعلانية تخص شركة الزيت العربية ( أرامكو) , تعلن عن فرصة لتدريب وتوظيف الشباب السعودي من خريجي المتوسطة .
وكنت خلال الأشهر القلية السابقة قد أقلعت بفضل الله عن التدخين بقوة الإرادة , بعدما تدرجت في الأمر في الشهرين الأخيرين , وقد كانت طريقتي في تركه أن لا أدخل الدخان إلى داخل جوفي وأكتفي فقط بسحبه من الفم وإخراجه من الأنف حتى أصبحت الرغبة لشربه أقل فقطعته نهائيا وأقسمت بأن لا أشربه .
أما من ناحية الوسواس والوهم فقد بدأت آثاره تتقلص وحدته تضعف , خصوصا وأني قد اتبعت طريقة جديدة في التعامل معه .
وهي أني إذا أحسست بالألم , أو الخوف المصاحب له , أوكل أمري لله وأتلفظ بالشهادة وأقول لن أذهب لأي مكان , حتى لو مت في مكاني , فما ألبث لحظات يسيرة حتى يزول العارض ولم يحصل لي أي مكروه وعادت حالتي للاستقرار .
وفي الحقيقة هناك أمور كثيرة وأحداث هامة قد مررت بها خلال التقلبات في حياتي لا أستطيع ذكرها كلها خوفا من الإطالة , ولكن قد أتناولها في ثنايا الحلقات القادمة أو بعد الانتهاء من سرد كامل القصة .
و يا أخواني وأبنائي .
أكرر عليكم ما سبق لي تأكيده أني والله العظيم أروي لكم قصتي هذه بمنتهى الصدق والشفافية .
فلنعد الآن إلى إعلان أرامكو وما كان من شأني معه ؛
لقد قلت في نفسي هذه فرصة سانحة لأبتعد عن هذا الجو المشحون جو المعارض والسيارات ومشاكلها التي لا تنتهي حيث كنت أنا وأخي نشتري ونبيع في السيارات المستخدمة مع الشريطية إلا أن المكاسب ـ إن وجدت ـ تذهب سعيا لصاحب المعرض و لم نجنِ منها إلا الخسائر والتي يبدو أن بركتها والله أعلم منزوعة لما يصاحب هذا النوع من البيع والشراء من الكذب والتدليس في معظم الأحيان .
فانتظرت بزوغ الفجر على أحر من الجمر وذهبت صباحا إلى مقر الشركة فأفادوني بالمستندات المطلوبة وموعد الامتحان والذي كان بعد أسبوع تقريبا وزودوني بمنشورات بهذا الخصوص للاطلاع عليها , وكان جزء من امتحان المقابلة باللغة الإنجليزية بحكم أن المطلوب شهادة المتوسطة , ولكن المعهد العلمي سابقا كما يعلم الكبار منكم , لم يكن تدريس اللغة الإنجليزية من ضمن مواده .
فاشتريت كتاب تعلم اللغة في سبعة أيام وحاولت جاهدا تعلم بعض الكلمات دون جدوى عدا أني أتقنت كتابة اسمي بالحروف الإنجليزية .
وعندما دخلنا في الامتحان أجبت على معظم الأسئلة التي باللغة العربية أما الإنجليزية فلم أفهم منها شيئا سوى الاسم ولحسن الحظ فقد كانت الأجوبة اختيارية (A ) (B ) ( C ) ( D ) فقلت في نفسي أفعل كما يفعل الأطفال في الاختيار ( حقرا بقرا ) أي بشكل عشوائي .
وبعد إعلان النتائج , كانت المفاجأة السارة وهي أني قد وجدت اسمي ولله الحمد من بين الناجحين فطلبوا منا الحضور للفحص الطبي نهاية الأسبوع وكان يوم الخميس .وكان الكشف شبيها بفحص المدارس العسكرية , وتجاوزت الفحص أيضا ولله الحمد وبعد خروج النتائج النهائية , طلبوا منا أن نحضر يوم الأربعاء القادم إلى مطار الرياض القديم وذلك استعداد للسفر للشرقية .
وحضرنا وكان العدد قرابة 64 شابا وقسمونا على طائرتين من نوع داكوتا ذات المراوح .
وبعد وصولنا إلى الظهران , نقلونا إلى حي المنيرة هناك وطلبوا من كل واحد أن يختار زميلا له في الغرفة ثم وزعوا علينا العهد من سرير ومراتب وبطانيات وخلافه وقالوا لنا غدا سوف نأخذكم بجولة تعريفية على منشآت الشركة ويوم الجمعة يكون راحة ثم تبدأ الدراسة يوم السبت في مدرسة((l.t.s بالدمام .
ويجب أن تكونوا متواجدين في المدرسة قبل السابعة صباحا .
وفعلا تعرفنا على منشآت الشركة وكان يوم الجمعة راحة وفي يوم السبت بدأنا الدراسة .
أول يوم كان تعريفا وابتداء من الغد انتظمنا رسميا حيث كان هناك صرامة في الحضور والانصراف .
ومن يتأخر ثلاث دقائق عن المحاضرة لا يسمح له بالدخول ويسجل غائبا.
ومن تفوته خمس عشرة محاضرة يفصل نهائيا.
لم يكن لدي أي مشكلة في الانضباط, فأنا قادم ومتحمس ولكن المشكلة كانت بعدم وجو أي خلفية إنجليزية لدي كخريج للمعهد العلمي أسوة بزملائي خريجي المدارس المتوسطة؛
فرغم ضعف التعليم الإنجليزي عندنا في السعودية سابقا إلا أنه كان لديهم مبادئ على الأقل , وعانيت كثيرا في البداية, ولكن الطامة الكبرى عند ما أبلغني أحد الأساتذة وهو سوداني الجنسية اسمه ( مختار ) وأتمنى إن كان حيا أن يتواصل معي فله في رقبتي فضل بعد الله .
حيث قال لي يا ( يرمز لي باسم العائلة ) جميع المدرسين يشتكون من ضعف مستواك وهناك نية لفصلك أو تحويلك إلى عامل تحميل وتنزيل إن رغبت .
يا الله لقد كانت هذه الكلمة لا تقل في وقعها علي نفسي عن كلمة صاحب الشركة
والله إن عيني لتدمع الآن وأنا أتذكر ذلك الموقف الصعب .
فقلت له : ـ بنبرة حزينة وصوت خافت متقطع ـ يا أستاذ أنا مشكلتي بأني خريج المعهد العلمي ولم يكن هناك لغة إنجليزية بتاتا .
فقال نحن بدأنا في المناهج من الصفر ولم نعتمد كثيرا على مستوى الطلاب الدراسي السابق, ولكن إن وعدتني بأن تهتم وتجد وتجتهد فسوف أحاول مع إدارة المدرسة إعطاءك فرصة أخيرة لمدة أسبوعين لتحسين وضعك أو تعذرنا .
وأنا متأكد ( والكلام للأستاذ مختار) بأنك سوف تكون مثلهم أو أحسن منهم .
فقلت : نعم يا أستاذ أعدك , أعدك إن شاء الله .
وبعد ما ذهبت للسكن ناديت زميلي في الغرفة وقلت له :
يا فلان ( الذئب بالقليب ) كما يقول العامة وهذه الكلمة تعني أن لدي مشكلة كبيرة وتحتاج نجدتك ووقوفك إلى جانبي . فقال لي : ما بك ؟ فأبلغته بما جرى لي في الفصل وبقول المعلم فقال : ما ذا تريد مني فقلت له: أريد أن نتعاهد سويا على الالتزام بالنظام وأن لا نتحدث مع بعضنا البعض إلا باللغة الإنجليزية مهما كانت الصعوبة في ذلك , ونحاول أن نأتي بالمعنى بدون استخدام اللغة العربية
ثم نضع شرطا جزائيا بأن من يتكلم باللغة العربية يكون جزاؤه الطبخ والغسيل والنظافة المنزلية لذلك اليوم .
فوافق على تلك الشروط .
وقلت له بأني سوف أضع لي نظاما دقيقا في النوم والاستيقاظ ومراجعة الدروس , وخلافه وأرجو منك أن تساعدني بعدم الإزعاج .
فتقبل ذلك مشكورا . وقد كان البرنامج الذي وضعته لنفسي كما يلي :
أستيقظ صباحا قبل السادسة ثم أصلي وبعد ذلك أتناول الفطور ثم أذهب للمدرسة بالدمام على أن أكون هناك قبل السابعة صباحا وهو موعد بدء الدراسة, والتي تستمر حتى صلاة الظهر تقريبا الساعة الثانية عشرة .
ثم أخرج مع زميلي نصلي الظهر وفي تلك الأثناء نمارس الرياضة قرابة نصف ساعة إذا كان الجو مناسبا ونتناول الغداء .
ثم نرجع في الواحدة ظهرا للمدرسة لاستكمال الدروس حتى الساعة الثالثة وثلث عصرا .
نعود للسكن بعدها . وكنت أصلي العصر وأتناول الشاي في الغرفة ثم أذهب للمسبح وصالة الحديد أتمرن ثم أمارس السباحة وأعود مع المغرب ، وبعد الصلاة أذاكر دروسي حتى صلاة العشاء، وبعد الصلاة حتى العاشرة ليلا أشاهد بعض برامج التلفاز أو العكس بأن تكون مشاهدة التلفاز بعد المغرب والاستذكار بعد العشاء فإذا جاءت الساعة العاشرة ليلا أكون في الفراش .
وأصبحت بعد ذلك مزعجا جدا للمدرسين بكثرة الأسئلة حيث كنت كلما قابلت أجنبيا غير عربي أحاول الكلام معه بأبسط الحروف حتى أتعود على الجرأة في الكلام وإذا شاهدت ورقة مكتوبة عليها كلمة باللغة الإنجليزية أحاول البحث عن معناها في القاموس فإذا جئت إلى الفصل أناقش المدرسين حول هذه الكلمة وأكررها حتى تثبت في ذهني .
حتى إن بعض المدرسين قال لي : إنك مزعج يا فلان ( يناديني باسمى ) ولكنه و والحق يقال قال لي : إن هذا هو الأسلوب الصحيح للتعلم والتزود بالكلمات لأننا هنا في المحاضرات والكتب لا نعطيك سوى 20% من الكلمات التي تحتاجها للتعلم والباقي عليك أن تحصل عليها بنفسك .
وبعد هذا التنظيم أصبحت أشعر بالفرق , حتى إن المدرسين أنفسهم أصبحوا يثنون على تقدمي وتطور مستواي , حيث كنت سابقا أحصل على درجة متدنية في الاختبارات اليومية ( والتي يقال لها ( كويز ) صفر من خمسة , واحد من خمسة وهكذا !
أما الآن فأصبحت آخذ اثنين وثلاثة من خمسة ودرجاتي في تقدم وازدياد .
وبعد مضي شهرين ؛كانت المفاجأة في الاختبار الفصلي فقد حصلت عل 80 من 100 فكانت داعما قويا لإصراري و قوة إرادتي بعد توفيق الله تعالى
ثم استمر التقدم والتطور في المستوى .
حتى إني ولله الحمد أصبحت درجاتي لا تقل عن 97 , 98, 99, 100 % وأصبحت في تحد مع زملائي بالفصل حتى استطعت بفضل الله الحصول على المركز الأول بلا منازع .
وحيث إن الدراسة في الشركة كانت صارمة وصعبة أصبح الطلاب يتسربون منها واحدا تلو الآخر ويزداد فصل الطلاب من قبل الشركة حتى تقلص عدد الطلاب من 32 إلى 17 فدمجوا الفصلين في فصل واحد .
وكان الفصل الثاني مشابها لفصلنا .
أفضل طالب فيه يقال له صالح البلوشي وكم أتوق للقائه بعد هذه السنوات الطويلة إن كان حيا أو يعرفه أحد ممن يطلعون على قصتي هذه فهو عزيز علي .
وقد كان كل منا متفوقا على فصله ؛ فلما اتحد الفصلان في فصل واحد نشأ بيننا ما ينشأ عادة بين الأقران من تنافس محموم وحماس وقاد للظفر بالمركز الأول , وكان المدرسون يلاحظون هذا التنافس و يراعون مشاعري ومشاعره فإذا كان الفارق بيننا يسيرا زادوني أو زادوه حتى نتساوى بالدرجة وذلك لحدة التنافس بيننا .
وأذكر أنه في يوم من الأيام كان هناك اختبار نسيت اسمه الآن ومكون من 114 سؤالا وكنت الوحيد من بين الطلاب و كان عددهم ( 800 طالب) الذي حصل على العلامة الكاملة .
ومضت الأيام سريعة فلما أكملنا الكتاب الرابع في المناهج الإنجليزية قاموا بتحويلنا للعمل وكان من حق كل من يزيد معدله عن95% اختيار المكان الذي يرغبه فاخترت الحاسب الآلي التابع للشركة بالظهران.
وكانت الأجهزة القديمة حيث التيب ( الشريط ) والكروت المخرمة وبعد حوالي شهرين من العمل أعطونا فرصة العودة للدراسة والدوام الجزئي وكان ذلك بمدرسة الظهران حيث نعمل قرابة 3 ساعات ونصف وندرس مثلها فكنت بسبب تفوقي أحصل على زيادة بالراتب كل ثلاثة أشهر تقريبا حتى وصل راتبي إلى قرابة الثلاثة آلاف وخمسمائة ريال وقد بدأ بحوالي ألفي ريال .
بعد حوالي ثلاث سنوات من الالتحاق بالشركة وعند زيارتي للقصيم راودتنا أنا وأخي فكرة إنشاء مؤسسة خاصة بنا نمارس من خلالها أعمالا حرة .
واتفقنا على ذلك وقد سجلت المؤسسة باسمى لأن أخي موظف واستخرجنا فيز عمال من مصر وسوريا .
ثم رجعت للدمام وأبلغت رئيسي برغبتي بترك العمل فغضب مني وقال: كيف تستقيل وأنت من المتميزين الذين يؤمل لهم مستقبل زاهر في الشركة ،
ورفض قبول الاستقالة ونصحني قائلا : المال قد تفقده يوما ما أما العلم فسوف يلازمك نفعه طيلة عمرك .
وكنت قد اجتزت اختبار ( التوفل ) للابتعاث للدراسة بالخارج .
وعرض علي أن يعطيني شهر رمضان الذي كان على الأبواب إجازة للتفكير.
فلما رجعت إلى القصيم واستشرت أخي وأهلي شجعوني على الاستقالة باعتبار أن شركة أرامكو ليس لها فروع إلا بالمنطقة الشرقية وأنت استفدت إتقان اللغة الإنجليزية فلا داعي للبقاء فيها .
فعزمت أمري بتقديم الاستقالة وذهبت لمديري المباشر وأبلغته بالأمر فلم يكن له بد من الرضوخ لطلبي ، وتمنى لي التوفيق .
وبعد عودتي كانت الفيز قد صدرت واستقدمنا العمال بحدود عشرين عاملا وفتحنا محلا لأدوات السباكة في نفس القرية . وكنا نأخذ بضاعتنا من الموردين بالآجل ولكننا نلتزم بالسداد في المواعيد المحددة .
كما كنت أقترض عند الحاجة من بعض الموسرين , ثم أستدين مرة أخرى لسداد الدين السابق .
حيث كان معظم الناس من عملائنا لا يدفعون لنا بانتظام بل إن كثيرا منهم لم يدفع حتى يومنا هذا وإني قد عفوت عنهم وسامحتهم لوجه الله .
وبعد أن تراكمت المشاكل والديون اختلفت مع أخي في أسلوب الإدارة وقررنا الانفصال بعد حوالي عام من الشراكة .
واستخرج أخي مؤسسة خاصة به وواصلت أنا في مؤسستي نفسها واتخذت قرارا بإغلاق قسم المواد الصحية والسباكة لعدة أسباب منها :
1 ـ عدم دفع الناس للمديونية المترتبة عليهم .
2 ـ تلف بعض أجزاء الأطقم الخزفية مما يجعل هذه الأطقم لا يستفاد منها ، وكذلك نقص في نوعية بلاط السراميك والقيشاني للون معين حيث كانوا في السابق يجعلون الفيلا كلها لونا واحدا فلا يستفاد من الباقي إذا كان أقل من 20 متر مسطحا .
وبدأت في عالم المقاولات المعمارية فكنت أتعاقد مع بعض المواطنين لبناء فلل خاصة بهم بنظام العظم .
ووفقت في الفوز بأول مشروع حكومي كانت قيمته 700 ألف ريال .
وكانت أسعارنا فيه متدنية ومتفاوتة لقلة خبرتنا في هذا المجال ، ولكن كانت التربة في الموقع سيئة حيث استفدت من بنود في العقد حول الحفر والردم والإحلال حسنت بعض الأسعار مما جعلنا نخرج بدون خسائر كبيرة والحمد لله . ولكني مع ذلك اكتسبت بعض الخبرة ولم أزل على طريقتي في الاقتراض لتغطية النفقات ونفعني بحمد الله عدة أمور منها :
الدقة في المواعيد والتي اكتسبتها خلال عملي في أرامكو ،
ثم التعامل بمصداقية مع العملاء والموردين والدائنين ،
وكذلك أداء العمل بأمانة مهما كانت الظروف .
وفي تلك الفترة من الله علي فتزوجت .
ويعلم الله أني قد ذهبت لزيارة مدرستي في الدمام بعد أكثر من سنتين ووجدت صورتي أنا الأستاذ صالح البلوشي لا تزال معلقة بصحيفة الشرف فحمدت الله كثيرا
وواصلت مشواري على هذا النهج فترة طويلة وأنا أقاوم الصعاب وأتابع العمل وأتحمل جميع المشاق حتى اكتسبت مؤسستي سمعة طيبة لدى المسؤولين في منطقة القصيم فكنت أنفذ بعض العمليات والمشاريع بالتكليف المباشر .
وأحرص على سلامة عملي من أي شبهة وأتعامل مع كل مسؤول نزيه .
وبعد ذلك نفذت مشروع بناية خاصة بعنيزة 0 بناية السعود )أعتقد بالشريمية
ومسجدا بمستوى راق حيث كنت دائما أحرص على الجودة مهما كان السعر وحصلت على مشروع سفلتة بالقصيم بمبلغ يقارب سبعة ملايين ريال ، ثم طلبني وزير العمل السابق أبا الخيل بعد أن تقاعد وبعد أن شاهد مستوى جودة العمل الذي قمت فيه فطلب مني أن أبني له قصرا في عنيزة وأنجزت العمل والحمد لله وحصلت على مشاريع متعددة عن طريق المنافسة تتراوح من مليون إلى ثلاثة ملايين ثم أخذت مشروع مبنى بعنيزة بمبلغ حوالي 11 مليون تابع للجمعية الخيرية .والذي هو مستشفى النساء والولادة
وفي تلك الأثناء عرض علي مشروع مستشفى
له قصة معاناة خاصة .
نكمل لكم إن شاء الله بالحلقة الثالثة .

الحلقة الثالثة
ها أنا أعود لكم من جديد ولكني قبل آن أستكمل
بعض التفاصيل لنشأة التجارة والمشاكل موضوع هام .

سوف أروي لكم بعض التفاصيل التي حدثت لي أثناء الدراسة وفي بداية مزاولة عملي .كما طلب أحد الأعضاء, التفصيل لأهمية البداية للشباب
وعليه أقول :
أيها الأحباب الأفاضل :
كما كنت قد وعدت وكررت بأني سوف أكون شفافا وصريحا في جميع أموري
و نقلي لجميع الأحداث التي مرت بي .
لأنها تهم شريحة كبيرة من الشباب لتوعيتهم سواء كانوا يطمحون في التجارة أو معرفة الأخطار التي تحيط بهم , وكيف يستطيعون بحول الله سلوك الطريق المستقيم , طريق الوسطية المعتدلة والذي هو طريق أمة محمد .
لا شك أن هناك أخطارا كثيرة تحدق بالشباب وتهدد مستقبلهم من الانحطاط والضياع والانغماس في الشهوات وطريق الضياع من مخدرات وغيرها .
وعلى الطرف المقابل من التشدد والتزمت والتنطع , أخطار لا تقل خطورة عن سابقتها فالفكر المنحرف يكون أكثر خطرا وعلاجه أصعب من بعض الانحرافات السلوكية العادية والمراهقة .
وسوف أروي لكم قصة حصلت معي شخصيا عندما استقمت وبدأت تظهر علي آثار الالتزام والاستقامة .
وهي من المواقف التي لا تنسى
وذلك أنني في أثناء دراستي في أرامكو وعندما أخذت نفسي بالانضباط والاجتهاد أصلحت كثيرا من الخلل في سلوكياتي وحرصت أكثر على أمور ديني وعلاقتي مع الله عز وجل .
ولا شك أن تلك المرحلة من حياتي كانت حساسة جدا وأعتقد بأن الله وقاني فيها من التطرف والتشدد الذي كانت دواعيه وأسبابه موجودة في ذاك الوقت ؛
حيث تنشط إحدى الحركات الإسلامية المتشددة، والتي أعتقد أنه كان في النهاية لها علاقة مع الحركة التي قادها ( جهيمان ) و أسفرت عن أحداث الحرم المؤلمة في عام 1400 هـ .
فقد دعانا مجموعة من المنتمين لها للفطور الجماعي معهم في مسجد السكن في رمضان لعدة مرات حيث كنا عزابا .
وكان من بين المجموعة باكستانيون ومصريون ـ على ما أعتقد ـ وقد حاولوا توجيه عاطفتنا الدينية إلى طريقهم المتشدد لأنهم يركزون على الشباب صغار السن بين 17و 21 سنة .
وحيث إن الحياة علمتني الكثير فقد كنت أكثر وعيا ولله الحمد وحرصا على معرفة ما يحيط بي .
وبعد حضورنا معهم لمرات عدة طلبوا منا تسجيل أسمائنا , فتساءلت عن سبب ذلك فقالوا : حتى نتمكن من معرفة عدد الحاضرين الآن , ومن سوف يحضر للمحاضرة القادمة بمسجد حددوه بالخبر فأعطيتهم الاسم الأول والعائلة فطلبوا مني التوقيع ، فخالجني الشك في أمرهم والريبة من مسلكهم و قلت في نفسي إن هناك شيئا غير عادي .
فامتنعت عن التوقيع معهم وتركتهم وانصرفت إلى غير رجعة .
من أجل ذلك أنا والحمد لله التزمت بديني باعتدال وركزت على الداخل والجوهر أكثر من الشكل الخارجي والمظهر فالمطلوب منا فهم الدين بصفة أكبر وليس مجرد الاندفاع العاطفي وتحسين الشكل من الخارج فقط كما يحدث مع كثير من الشباب اليوم للأسف .
هذا عن جانب المخاطر .


وعود على بدء مع رحلتي التجارية وحياتي العملية .
وأحب أن أروي لكم شيئا من تفاصيل تلك الرحلة بدءا من تنفيذ فلل العظم إلى الظفر بمشاريع تصل قيمتها إلى 11 مليون ريال .
وهي الفترة التي أعقبت استقالتي من شركة أرامكو وبداية نشاطي في المقاولات وكيف كانت البداية .
ولدي الكثير من الأحداث وما كنت أود سابقا أن أطيل عليكم بكثرة التفاصيل ،
ولكن هناك ممن يتابعني وخاصة من فئة الشباب من إذا عاشوا مع التفاصيل الدقيقة يتحمسون لمتابعتها بشكل أكبر .
ولذلك سوف أحاول ذكر بعض هذه الأحداث السابقة المهمة في بداياتي التجارية بدقة .
فبعد أن انفصلت عن أخي كل بعمله الخاص , كنت قد شرعت كما ذكرت سلفا بالقيام بأعمال إنشاء فلل عظم فقط وبعضها عظم مع المواد, وقد كانت السيولة في فترة من الفترات لدينا قليلة جدا .
وفي الوقت نفسه كان لنا مبالغ مالية تصل إلى 176000 مديونيات عند عملائنا , والتي هي قيمة مواد صحية وسباكة مضى على بعضها قرابة العام , ولم تسدد وكنا بحاجة لشراء أسمنت نقدا بملغ 12000 ريال لصب أحد الأسقف حيث كنا نخلط بالخلاطة و لم تكن الخرسانة الجاهزة موجودة كما هو حالنا اليوم
فقال لي المحاسب وقتها بأن السيولة لدينا أقل من 2000 ريال
فقلت له أعطني القائمة بأسماء العملاء الذين عليهم مبالغ مستحقة لنا ولم يقوموا بالتسديد .
وكان من ضمنهم شخص واحد لديه قرابة 70000 وذهبت إلى معظمهم طلبا للتسديد ولكني أخرج من عند بعضهم صفر اليدين إلا من الأعذار وبعضهم يماطل في السداد ولم أحصل إلا على ألف ريال على ما أذكر .
ومن الطرائف التي حصلت لي في المحل ومن المؤكد أن كثيرا ممن يتعاملون بالتجارة وخصوصا المدن الصغيرة , يواجهون أمورا مشابهة لذلك .
فقد أتاني أحد الزبائن في نفس القرية التي فيها محلنا الأول بكشف لمواد سباكة وبعد ما قمت بتقديرها كانت بحدود بمبلغ 7700 ريال فقال لي : أريدها على دفعة البنك , إذا استلمتها دفعت لك , فأجبته بأني لا استطيع أن أبيعك بهذه الطريقة ولكن إذا أعطيتني وعدا محددا بأنك ستدفع لي خلال شهر إلى شهرين بدون أن تربطني بالبنك فلا مانع فقال : لا فقلت له : أخصم لك 700ريال وأعطني7000نقدا فقال لا, وغضب وخرج من عندي وصدفة كان لنا فرع آخر افتتحتاه مؤخرا في مدينة مجاورة تبعد 15 كيلو عن قريتنا هي مدينة ( البدائع ) ففاجأني البائع في ذلك المحل بعد يومين بأن شخصا من قريتنا اشترى منه مواد سباكة بمبلغ 7400 نقدا ! وإذا هو يذكر لي اسم الرجل الذي خرج من عندي غاضبا فقلت سبحان الله من كتب له رزق لا بد أن يأخذه .
وبعد عدة أيام صادفت الرجل نفسه فسألته مداعبا لم لم تشتر مني ؟ فقال : إنه وجد في المدينة الأخرى المجاورة أناسا أفضل منكم وبضاعتهم أصلية وأرخص بل وعلى الحساب وهو أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة !
فأضمرتها في نفسي وما أردت إه فقلت : سهل الله عليك .
وهذه القصة هي مما يعانيه معظم أصحاب المحلات وخصوصا في المدن الصغيرة والقرى من مثل هؤلاء إما تعطينه دينا وإما يصف بضاعتك بالرداءة وعدم الجودة .
وفي تلك الأيام نفسها التي واجهتنا فيها تلك العقبات هبت عاصفة شديدة جدا أدت إلى سقوط سور المستودع على معظم المواد الصحية مما أتلف كثيرا منها وهذا قدر نحمد الله عليه .
لذلك قلت في نفسي إن هذا المشروع لا تعادل عوائده وفوائده ما يبذل فيه من جهد وتضحيات ولذا اتخذت قرارا مهما بإغلاق هذه المحلات نهائيا حتى أتفرغ للمقاولات المعمارية وقمت بالتصفية للبضاعة والموجودات بنصف قيمتها تقريبا
حاولت جاهدا الاستمرار في أعمال المقاولات الإنشائية رغم أن الديون تكاثرت علي بسبب المحل التجاري الذي أقفلته وبسبب أني أفضل أن أقوم بعملي بجودة عالية مما يكون معه العمل بالطبع مكلفا في الوقت الذي يقوم فيه وبكل أسف بعض الوافدين من اليمنيين وغيرهم من الجنسيات الأخرى بتنفيذ الأعمال بأسعار متدنية .
على حساب جودة العمل وإتقانه ولا سيما مع جهل كثير من الناس في تلك الأيام بأصول الصنعة والجودة في الإنشاء إذ لا يفرقون بينها وبين العمل الرديء .
وهنا همسة في أذن أصحاب الأعمال أذكرهم فيها بقول الله تعالى "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من غير لا يحتسب "
فالإخلاص بالعمل مهما كان مرهقا ومكلفا ستكون نهايته وعاقبته بإذن الله حميدة وأما من يحاول البحث المكاسب المادية فقط بدون الاهتمام بأداء العمل كما ينبغي فسيخيب سعيه ويسقط شر سقطة وإن ظهر له النجاح في أول الأمر .
وابحثوا عن المقاولين المعروفين بالرياض ( ما شاء الله )مثل القبيسي للياسة تجده محجوزا لأكثر من ستة أشهر وأسعاره تفوق الأسعار الدارجة وذلك للجودة والإتقان والأمانة في عمله وهي التي ينشدها العملاء . وهو مثال واحد ذكرته و غيره الكثير في مهن وأعمال مختلفة .لذلك أوصي جميع أصحاب الأعمال بالصبر على التعب مع الحفاظ على الجودة مهما يكن من أمر حتى ولو تكبدوا خسائر في البداية فهي مؤقتة فإذا اشتهر أمره وعرف الناس جودة عمله فسوف يكون النجاح حليفه بإذن الله تعالى " والله يحب المحسنين "
لذلك أعتقد والله أعلم بأن الإصرار على جودة العمل ومراقبة الله في السر والعلن جعلتني بفضل الله ـ رغم الديون والتكاليف الكبيرة ـ أكتسب سمعة جيدة لدى الناس ساهمت بشكل كبير في أن يصبح اسم مؤسستي مشهورا بالمنطقة ومطلوبا
وقد كان هناك رجل فاضل من الأثرياء رحمة الله عليه
هو الشيخ محمد السديس ) صاحب النقليات يقوم بأعمال خيرية وأعمال خاصة يصر على أن لا ينفذ أعماله ومشاريعه سواي رغم أن هناك من هو أقل مني سعرا من المقاولين الآخرين وقد أكسبتني تلك الأعمال زيادة في الخبرة جزاه الله عني خير الجزاء ورحمه رحمة واسعة .
وبالنسبة لمؤسستي بعد أخذ أول مشروع حكومي كما أسلفت أصبحت أتقدم لأعمال مماثلة تتراوح من مائتي ألف إلى مليون ومليونين وثلاثة وهكذا وكنت أحاول جاهدا كسب السمعة والخبرة معا , حتى ظفرت بعقد إنشاء قصر الشيخ أبا الخيل ثم دعتني الجمعية الخيرية لمشروعها البالغ تكلفته 11 مليون على ما أعتقد ثم حصلت على عقد تنفيذ مشروع مستشفى بالشمال والذي سوف أفرد له حلقة كاملة حيث استمرت معاناتي أثناء تسليمه وبعدها أكثر من سبع سنوات
وذلك في الحلقة الرابعة إن شاء الله .

التعديل الأخير تم بواسطة شاهد عى العصر ; 18-01-2014 الساعة 10:50 PM
رد مع اقتباس
  #610 (permalink)  
قديم 18-01-2014, 10:52 PM
عضو سوبر
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
الدولة: الرياض
المشاركات: 389
معدل تقييم المستوى: 365944
شاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداعشاهد عى العصر محترف الإبداع

الحلقة الرابعة
أهلًا وسهلًا بكم مرة أخرى في هذه الحلقة والتي من خلالها سأركز على ما قد يتعرض له أصحاب الأعمال وخصوصًا من لديه إرادة التطوير والارتقاء من صعاب في طريقهم لم يحسبوا لها حسابا أو قد يتهاونون فيها فتكون سببا في إنهاء مسيرتهم وعودتهم إلى درجة الصفر بل قد تعيدهم إلى الإفلاس والمديونية لا سمح الله .
مستشفى الشمال
وهي محطة هامة في مسيرة حياتي المهنية والعملية تعلمت منها الكثير ؛
فبعد أن استفدنا خبرة جيدة بسبب تنفيذنا مجموعة من الأعمال المختلفة تتراوح تكلفتها ما بين المليون إلى الأحد عشر مليون ريال وكان من ضمنها مستشفيات صغيرة الحجم .
ونظرا لما أصبحنا نتمتع به ولله الحمد من سمعة طيبة فقد عرض علينا وسيط مشروع إنشاء مستشفى خاص بالشمال وكانت مواصفاته عالية أوروبية وباللغة الإنجليزية .
فأحببت دخول هذه المغامرة والنوعية من الأعمال .
وخاصة بعد التأكيدات من قبل صاحب المشروع بأن المشروع ممول بقرض من الدولة ولا يوجد مشاكل في السيولة .
بعد مراجعة المواصفات والمخططات اتفقنا معهم على مبلغ مقطوع حسب الشروط التي دونَّاها وحددناها بمبلغ 21,500.000 ريال و مع بعض التعديلات والإضافات كانت القيمة النهائية للعملية 24 مليون ومما جعلني أخوض غمار هذه التجربة الجديدة ثقتي بجهة الإشراف والتي كانت آنذاك أكبر جهة استشارية وهي ( الدار السعودية للخدمات الاستشارية ) حيث كان معظم المهندسين فيها أوربيين مما شجعني على العمل حرصا مني على اكتساب الخبرة الفنية التي سوف أحصل عليها بتنفيذ هذا النوع من مشاريع المستشفيات
وبإشراف فني عال ، وكما أسلفت مرارا مادمنا نعمل بمهنية عالية ودقة وجودة في التنفيذ فقد كنت متأكدا بأننا لن نعاني في إنجاز المشروع فنيًا بإذن الله .
ولكن المشكلة التي عانينا منها هي عدم الانتظام في دفع المستحقات من قبل المالك أثناء التنفيذ .
ثم ما حدث بعد انتهاء المشروع وتسليمه للمالك رغم أننا كما قلت كنا نسلم العمل لجهة إشرافية دقيقة وقوية , ولا تخضع لمزاج صاحب العمل كما يحدث من معظم المكاتب الاستشارية الأخرى !
حيث اتضح بأن المالك ليس عنده سيولة مالية إلا القرض الممنوح له من وزارة المالية والذي يشكل نصف التكلفة الكلية مع الأثاث والفرش الطبي .
مما اضطررنا معه كثيرا للاستدانة وأخذ قروض لدفع العمل قدما عندما يتأخر المالك بتسليم الدفعة لأن التوقف يضر بنا أكثر ومكان المشروع بعيد في شمال المملكة و لا نستطيع الاستفادة من عمالنا أثناء التوقف لو حدث مما يضاعف خسارتنا .
وبعد جهد جهيد وبتوفيق من الله أنهينا العمل كما ينبغي وأخذنا شهادة إنجاز من الجهة المشرفة وسلمنا المشروع للمالك بعد ما سلم لنا شيكين بقرابة ثلاثة ملايين ريال وهي باقي مستحقاتنا لدى المالك وأفادنا بأنه سوف يؤمن سيولة لصرف الشيكات خلال أسبوعين .
وبعد أسبوعين طلب منا التأجيل مرة ثانية لشهر ونصف وأوضحنا له ظروفنا وإلحاح أصحاب الحقوق والبنوك ومع ذلك صبرنا إلا أن المشكلة استمرت حيث إن الشيكات بدون رصيد !
فتقدمنا بشكوى ضده فقام بتهديدنا بمصادرة الضمان النهائي 5% والبالغ مليونا وخمسة وتسعين ألف ريال والخاص بسنة الضمان رغم عدم التقصير فأدخلنا في ضغوط ومحنة إضافية .
وقمنا بتقديم شكوى لأمير المنطقة بتهديده لنا بمصادرة الضمان مصحوبة بصورة من شهادة الإنجاز ومحاضر التسليم للمشروع .
وحصلنا على خطاب موجه للبنك يطلب من البنك التريث في مصادرة الضمان وفعلا تم التعطيل إلا أن خطابا ورد من وزير المالية ينص على أن الضمانات غير المشروطة لا يمكن لأحد إيقاف مصادرتها مهما كان مركزه لأنها تخضع لوزارة المالية وكنا في هذا الأثناء قد أنهينا سنة الضمان وحصلنا على أصول خطابات الضمان ولكن البنك رفض الإفراج إلا بخطاب من المالك يتراجع عن طلب المصادرة وكان صاحب المشروع الأب رجلا فاضلا إلا أن ابنه وبكل أسف هو من يحاول الإضرار بنا .
وبعد الاجتماع مع المذكور بعيدًا عن ابنه اقتنع و أعطانا خطابا للبنك يفيد بعدم ممانعته من الإفراج
وما إن علم الابن بما حدث حتى ثارت ثائرته ولكن كان الأمر قد انتهى .
وكانت هذه الخطوة كفيلة بالتخفيف من بعض معاناتنا ؛
إلا أن مشكلة شيكاتنا التي بدون رصيد بمبالغ كانت تعد كبيرة في ذلك الوقت استمرت طوال سبع سنوات .
لم نترك خلالها دائرة ولا مسؤولا إلا وقصدناه حتى إنني قد قابلت الملك فهد رحمه الله وسمو ولي عهده آنذاك (الملك عبد الله حاليا ) أطال الله في عمره وقد تفاعلوا مع موضوعي , ولكن الإجراءات والروتين في الغالب تعيق تنفيذ القرارات بسرعة .
وحيث كان الأمل يحدونا والثقة بالله سبحانه تمدنا بالصبر ولم يدب اليأس في نفسي لحظة رغم طول المعاناة . حتى جاءنا الفرج بانتهاء المعاناة وإن كنا قد خسرنا قرابة نصف المبلغ بسبب المديونيات ؛
حيث قامت الدولة بشراء المشروع من المالك وتم استقطاع مستحقاتنا من قيمته وتسليمنا شيكا بكامل المبلغ .
وإنما أوردت تفاصيل هذه المعاناة الطويلة مع هذا المشروع ليكون درسا مهما يستفيد منه الشباب الواعد وأصحاب الأعمال بأن لا يدب في نفوسهم اليأس من الظروف والمصاعب التي سيواجهونها مهما كانت وأن الصبر والمتابعة ستجعل عاقبة أمرهم حميدة بعون الله .
وكما قيل في الأمثال ( ما ضاع حق وراءه مطالب )
ورغم طول المعاناة في إنشاء هذا المشروع والضوائق المالية التي نتجت عنه إلا أنني أستطيع أن ألخص منه الفوائد والدروس المهمة التالية :
1ـ الحرص على تنفيذ المشاريع بجودة عالية من أعظم أسباب النجاح .
2 ـ لا بد من التعود على الصبر وتحمل الظروف مهما كان نوعها ؛
لأن العمل التجاري الحر متقلب دائما ومن ليس لديه ثقافة التحمل والصبر والتأقلم فقد ينهار عند أول عاصفة أو مشكلة تلم به .
3 ـ استفدت بفضل الله تعلم طرق جديدة في الإدارة التنفيذية للمشاريع .
4 ـ تعرفت على العديد من الأنظمة المختلفة والتي تدخل في أعمال المستشفيات على وجه الخصوص .
5 ـ اكتساب الخبرة في إدارة الأعمال عن بعد وفي المناطق النائية 00000
وكما قيل " كم من محنة في طيها منحة " فكل ما سبق جميعها تضاف لخبراتي السابقة والتي جعلت المستقبل بتوفيق الله أسهل وساعدتني على اطراد النجاح و مكنني من الحصول فعلًا على أعمال أكبر حجما وأكثر عددًا .

وبعد ذلك ظفرنا بمجموعة من المشاريع كان لأحدها إيضا معاناة خاصة , حتى الآن وقضيتها لا تزال منظورة لدى ديوان المظالم منذ ثلاث عشرة سنة . تم الحكم الأولي لنا ببعض المستحقات وتم الأستئناف على الحكم لأنه لم ينصفنا إنصاف كامل
في الحلقة القادمة أيضا سوف أذكر لكم بإذن الله أمرا مهما كان له بعد الله أثر كبير في تطور تجارتي وازدهار أعمالي بقفزات ممتازة بعد ما ضلت شبه راكدة وبمعاناة استمرت زهاء ثلاثة وعشرين عاما .
انتظروني في الحلقة القادمة إن شاء الله كما أن مفتاح الكنز سوف أذكره لكم في نهاية الحلقات

الحلقة الخامسة

والتي سوف أروي لكم فيها بعض القصص و الطرائف والنصائح لكيفية التعامل مع الجهات المالكة وأصحاب الأعمال . كما أود أن أطلعكم على مجموعة من الأمور الهامة والتي نادرا ما ينجح شخص ويصعد بأمان دون المرور بها ؛
ألا وهي :
أولا : مشكلة الفساد الإداري التي قد تصادف الشخص في بعض أعماله وشرح الطريقة المثلى التي وجدتها للتعامل معه دون صدام قد يعرضه الشخص للتعثر أو الإفلاس ، وبدون أن ينساق مع الفاسدين في تحقيق مآربهم الدنيئة فيدخل في المحذور الشرعي والنظامي .
ثانيا :
تنقية القروض والمديونيات التي قد يلجأ إليها صاحب العمل عند الضرورة من الربا . حيث إن بعض الناس والعياذ بالله قد يلجأ للبنوك ويتعامل معها بالطريقة الأسهل والأرخص نوعا ما وهي الطريقة التقليدية الربوية .
ولا يلجأ لطرق التمويل الإسلامي السليمة والبعيدة عن المعاملات المحرمة.
فخذوا تجربتي وخبرتي في كلا الأمرين ؛
فأما فيما يخص الفساد الإداري الذي قد يواجه بعض الناس في مسيرتهم , وأثناء تنفيذ أعمالهم فلنبحث عن أهل الفساد منهم
فقد يكون أنا أو أخي أو ابن عمي أو قريبي أو جاري أو شخصا من معارفي أو غير ذلك . ثم لنعرف كيف نشأ هؤلاء وظهروا على السطح وازدادوا في الآونة الأخيرة كثرة .
أقول إن ذلك بسببنا نحن التجار, وأصحاب الأعمال , وخصوصا من بعض الوافدين الذين لا يفرقون بين حلال وحرام في كثير من الأحيان ، ولا يهمهم غير الكسب المادي .
حيث إن أكثرنا يريد أن ينهي العمل بسرعة وبمكاسب وفيرة مهما كان ويتجاوز الزمن والجودة والمواصفات بأي طريقة كانت .
وثمت أمر آخر وهو أننا لا نريد تصعيد الأمور إلى الجهات المختصة بالشكوى والتظلم خوفا من النتائج التي قد تكون عكسية وكارثية أحيانا !
وننسى أننا معشر المسلمين نؤمن بقول ربنا في محكم كتابه
(ومن يتق الله يجعل له مخرجا , ويرزقه من حيث لا يحتسب).
كما يغيب عن أذهاننا أننا لو قمنا بأعمالنا ونفذناها بطرق سليمة وشفافة , ووفق الموصفات المطلوبة فلن نخشى أحد مهما كان ؛ حتى لو صعد الموضوع مادمنا نتبع النظام الذي كفل لنا حقوقنا بموجب المخاطبات الرسمية والتحفظ على أي عوائق أو تأخير أو ظلم من قبل الجهة المالكة أو المشرفة . لأن ما يحدث من بعض أصحاب الأعمال هو التعامل الشفهي مع الجهات المشرفة أو المالكة والاعتماد على الوعود .
ونتجنب الكتابة الرسمية خوفا من تأثيرها على مستقبلنا, وهذا ما يجعل الفاسدين يضعون السكين على رقبة صاحب العمل بالابتزاز أو التهديد بالغرامات والخصومات والتعطيل وغيرها .
مما يضطر بعض أصحاب العمل للانصياع لطلبات الفاسدين غير الشرعية مبررين هذا الخنوع بالضرورة لذلك
ثم إنني أيها الأخوة ومن خلال تعاملي الطويل لم أجد أحدا من كبار المسؤولين من يقف خلف الفساد ، أو يوفر له الحماية .
وإنما كان معظم هؤلاء الفاسدين فئة قليلة ممن يستغلون موقعهم وعدم ثقافة ومعرفة من يتعامل معهم من المقاولين أو أصحاب الأعمال بالأنظمة.
أو أنهم يستغلون فساد صاحب العمل نفسه ورغبته بأخذ شيء ليس من حقه بطرق ملتوية . إما من خلال التلاعب بالمواصفات أو الجودة أو تغيير في بنود أسعارها متدنية بدون داع .
وبما أن الدولة في الفترة الأخيرة قد قامت مشكورة بشن حملة على الفساد وتضييق الخناق عليهم فهذه فرصة لأصحاب الأعمال النزيهين للتعاون مع المسؤولين وتصعيد الأمر للجهات المختصة ضد من يشعرون أنهم من هذه الفئة
ومن المعلوم بأن الدولة لن تستطيع بين عشية وضحاها , القضاء على الفساد , ولكن بتعاوننا نحن سوف نساعد على تحجيم هذا الفساد حتى ولو كان من قبل مسؤولين كبار.
لأن هذا الفاسد لو واجه حربا من الجميع لما بقي في مكانه , ولاهتز كرسيه وافتضح أمره أمام الملأ ؛
ولكن كما قلت هناك فئة من الناس تريد الصعود بسرعة وتتجاوز كل الخطوط الحمراء .
وصدقوني أنني خلال مسيرتي وحياتي العملية شاهدت كثيرا من الناس صعدوا بسرعة وأصبحوا من أرباب الملايين بطرق غير مشروعة ولكنهم ما لبثوا أن هووا إلى القاع أسرع مما صعدوا ، بل ربما دخلوا في قائمة المفلسين .
فالله الله يا إخواني بالحلال فإنه مهما قل فإن فيه بركة عظيمة وراحة نفسية وطمأنينة .
وأما ما يتعلق بالقروض البنكية وتوقي المحرم والمشبوه منها .
فلا أكتمكم سرا أنني كنت وخلال أكثر من 25 سنة تقريبا أعمل شبه خادم للبنوك رغم أن ذلك ليس بطوعي واختياري وإنما بسبب الآخرين .
فكثير من المكاسب المادية التي أحوز عليها يذهب حوالي 95% منها إما عمولات بنكية , أو غير ذلك أي أنها منزوعة البركة !
لأني وكما بينت سابقا حين تأخر صاحب مستشفى الشمال في دفع مستحقاتي اضطررت لأدفع للموردين والمقاولين مستحقاتهم عن طريق اعتمادات بنكية مؤجلة على أمل تسديد البنك بعد صرف الشيكات ؛
ولكن تأخر صرف هذه الشيكات سبع سنوات جعل البنك يقوم بتسجيل هذه المبالغ على حسابي وأصبح يضيف عليها الفوائد المترتبة والتي التهمت أكثر من نصف مستحقاتي طوال تلك السنوات السبع .
ولم تتغير حالي للأفضل إلا بعد ما قررت قبل حوالي عشر سنوات أن أخرج من هذا المستنقع الآسن و أغلق جميع التعاملات المصرفية المشبوهة وأتحول إلى نظام التورق الإسلامي , وقد كان لهذا القرار الحيوي أثره البالغ في انقشاع الغمة ونمو مركز المالي وتحسنه بفضل الله وتوفيقه .
وهي رسالة واضحة لكل من كان على شاكلتي أن يبتعد عن المعاملات المصرفية المحرمة بجميع أنواعها وصورها ، ويقدم على المعاملات التي أجازها الشرع بكل ثقة وأن لا يخشى من أي نتائج , فالله سبحانه سيتولاه ويجعل النجاح حليفه مادام متبعا لشرعه عاملا بما يرضيه مؤديا لأمانته ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه .
وسأروي لكم حادثتين تؤكدان لكم بجلاء أن الله سبحانه وتعالى سيجعل للمسلم مخرجا من أي خطر إذا أخلص النية وأتمنى أن نكون مخلصين .
وأقسم لكم بالله أني أروي هاتين الحادثتين كما مرا بي :
الحادثة الأولى
أخذت مشروعا في منفذ حالة عمار يتمثل في بناء مظلات للجمارك , وكان ذلك أيام الأزمة العراقية وخسرت فيه آنذاك حوالي مليون ومائتي ألف ريال والمشروع كانت قيمته الكلية حوالي مليونين ونصف وهذه الخسارة تعتبر آنذاك كبيرة !
ولكن في الوقت نفسه رزقني الله بمشروع مع شركة حائل للتنمية الزراعية بقيمة مليونين وأربع مائة ألف ريال كسبت من ورائه أكثر من مليون ومائتي ألف ريال فكان ربحي في هذا المشروع مساويا لخسارتي في مشروع المظلات وهو رزق وتوفيق من ربي سبحانه .
ثم أني قمت بتنفيذ مشروعين ( محافظتي الخرج وحوطة بني تميم ) ـ و قضيتهما لا تزال منظورة في ديوان المظالم رغم أنه تم تسليمهما قبل أكثر أربعة عشر عاما بمبلغ 30 مليون خسرت فيهم أكثر من 6 ملايين وفي الوقت نفسه رزقني الله بمشروع آخر قيمته حوالي 30 مليون أيضا كسبت منه 6 ملايين ريال وهو مساو لمبلغ خسارتي في المشروعين السابقين فسبحان الله العظيم.
ثم إن مشروع شركة حائل الذي كسبت من ورائه مليونا ومائتي ألف ريال كان له قصة غريبة تثبت أن حسن النية عاقبتها حميدة .
فقد جاءتني دعوة لمشروع من بين مجموعة من الشركات لتسوية ثماني عشرة دائرة زراعية بشركة حائل فقدمت عرضي بسعر مليونين وأربعمائة ألف ريال وكان عبارة عن تسوية الدوائر ولكن بشرط تأمين عدد محدد من المعدات للتنفيذ.
وكانت خبرتي في هذا المجال قليلة , وبعد ما فتحت المظاريف كان سعري أقل العروض بفارق كبير حيث كان سعر الثاني 3,5 مليون و لقد سألني مسئول المناقصات هناك هل أنت قابل بسعرك رغم قلته ؟ فقلت له : نعم ونصحني بأن أعيد الكرة وأزور الموقع , ومن ثم أحضر إليهم للتأكيد والتوقيع النهائي على عرضي وأن ألتزم بتنفيذه مهما كان .
فذهبت فعلا واستفسرت من ذلك الشخص عن بعض الأمور حيث قلت له بأن المشروع عبارة عن تسوية دوائر زراعية ومن غير الممكن أن تجعل الدائرة متساوية مثل الكف , فكيف يكون القياس ؟ فقال لي : يستدل بأقرب دائرة زراعية قائمة في الموقع فاطلعت على الدوائر ووجدت أن التسوية فيها عادية جدا , وأن المشروع قابل للتنفيذ ,
ثم سألته كذلك بأنكم حددتم أربعة أشهر لإنجاز العمل وبالوقت نفسه حددتم أعدادا محددة للمعدات فهل من الممكن أن تتركوا لي الحرية بالعدد فقد أزيد في نوع وأنقص في آخر وقد أعمل بنظام عمل الفترات خارج وقت الدوام وما يعنيكم بالدرجة الأولى هو الالتزام بتسليم المشروع قبل ه . فوافقوا على ذلك .
وكنت أعرف شخصا في المنطقة من أصحاب المعدات لديه خبرة في هذا المجال فعرضت عليه الشراكة في هذا المشروع فوافق بالمناصفة , وأن يتم احتساب أجور معداته مثل سعر السوق ويشرف هو على تنفيذ العمل وكتبنا العقد واتفقنا على أن يؤمن كل شخص منا مبلغ 250 ألف ريال كرصيد للصرف منه على المشروع حتى يتم صرف مستخلصاتنا من قبل الشركة
وبعد أن اتفقنا أتاني في اليوم التالي وقد تغير كلامه !
فقلت له : ما بك ؟ قال : إني لا أستطيع تأمين سيولة في هذا الوقت فقم بتأمين السيولة أنت .
فوافقت على ذلك شريطة التغيير في نسب المشاركة فيكون له 40% ولي 60% فرفض ذلك إلا مناصفة وأحسست بعد ذلك أن هذا الشخص يريد إلغاء الاتفاق بأي وسيلة وأنه خائف من المشروع .
فأحضرت له العقد وقلت له إما الالتزام بما اتفقنا عليه وإلا هذا العقد أمامك صادق على إلغائه وانسحابك من المشروع .
فما كان منه إلا أن ألغاه وصادق على هذا الإلغاء فدعوت الله لي وله بتيسير الأمور .
ثم انتقلت بعد ذلك إلى مفاوضته على تأجيري معداته فعرض علي مبلغ 15000 للشيول شهريا و13000 للقلاب وصهريج المياه فطلبت منه تخفيض قيمة القلاب إلى 12500 فرفض فأمهلته للغد لعله يغير من رأيه فلما هاتفته من الغد تبين لي إصراره على أسعاره تلك . وقد ظهر لي فيما بعد أن ذلك خيرة اختارها الله لي فقد توجهت بعد ذلك للرياض لأبحث عن معدات ووجدت صاحب معدات معروف أخذت منه 6 بلدوزر و2 شيول كبير و3 جريدر و6 قلابات كانت أسعار القلابات 10 ساعات عمل 11000 ريال أي أقل من صاحبنا بألفيي ريال للقلاب !
ثم إنه كان عندي أحد الشباب السعودي من الموظفين الجيدين , والذي أصبح له فيما بعد شأن سوف أحكيه لكم لا حقا .
والذي كان يعمل معي في مشروع الشمال وكان مسؤولا عن المعدات , حيث سلمته إدارة المعدات في المشروع وضاعفت راتبه لتلك الفترة من 3500 إلى 7000 وأعطيته سيارتي الجيب الخاصة للتنقل بها .
وإن من توفيق الله وفضله أني استلمت الدفعة الأولى وكانت 625000 من الشركة ولم أصرف ريالا واحد فصاحب المعدات قال لي : أنت معروف ولك مني شهران مهلة للدفع وأنجزت المشروع بشهادة إنجاز واستلمت مستحقاتي كاملة وربحت منه كما قلت لكم مليونا ومائتي ألف ريال بعد ما صرفت مكافأة للعاملين .
و كما يقولون ( زين النية تزين لك )
لا أريد أن أطيل عليكم ولكن ؛
مما أعتز به كثيرا أن هناك شخصين عملا معي أصبح لهما شأن أحب أن أروي لكم قصتهما ؛
أحدهما سعودي وهو الشاب الذي أشرت إليه قبل قليل وقد أصبح الآن صاحب شركة معدات كبيرة .
والثاني هندي أصبح لديه شركة كمبيوتر بالهند لها عدة فروع.
أما السعودي فقد وظفته عندي ولم يتجاوز عمره آنذاك سبع عشرة سنة فقط ومعه شهادة خامس ابتدائي , وكان خامة فقط بدون خبرة حيث قسونا عليه بالزج فيه بمشروع الشمال بعيدا عن أهله مغتربا ولكنه كان تحت المراقبة والحرص , بناء على وصية والده رحمة الله عليه فتعود على الشدة والتحمل للمشاق ثم كلفناه بالمعدات بالمشروع والحركة .
وبعد استلامنا لمشروع الدوائر الزراعية التي ذكرت جعلناه المسؤول عن جميع المعدات ثم مديرا للحركة حيث مكث لدي قرابة عشرين عاما أجاد خلالها اللغة الإنجليزية حيث كان معظم العاملين في المعدات من الجنسية الفلبينية واكتسب معرفة جيدة بالمعدات ثم بعد انتقال عملنا للرياض أستأذن مني في بداية عمل خاص فيه كورشة فشجعته وفرحت له وشيئا فشيئا عمل في المعدات حتى أصبح يملك بفضل الله أكثر من 100 معدة مختلفة الأنواع ويقوم بتنفيذ مشاريع لوحده .
وأما الثاني فهو هندي الجنسية واسمه محبوب باشا .
أحضرناه عامل نظافة وكان يقوم بتقديم القهوة والشاي بالمكتب ومرتبه لا يتجاوز 450 ريال ، ولنباهته كان يطلع على أعمال مندوبي الشركات الذين يقومون بتنظيف وصيانة آلة التصوير والفاكس وبرمجة الهاتف .
بعد ذلك طلب مني أن يقوم هو بعمل تنظيف آلة التصوير بدلًا من أن ندفع للشركة 250 ريال في كل زيارة فلم أثق بكلامه في أول الأمر ولكن بعد تأكيده لي بتحمل المسئولية الكاملة أعطيته الفرصة حتى أتقن ذلك العمل وأجاده , ثم أصبح يقوم ببرمجة الهاتف ونقل وتركيب أجهزة الحاسب الآلي وإصلاح الشبكة.
وحيث إنني قد أنشأت فرعا للحاسب الآلي بالشركة فقد عمل لدي هناك وأصبح فيما بعد أفضل مهندس شبكات ,ووصل راتبه الذي يتقاضاه إلى 7500 ريال وما لبث بعد ذلك بفترة حتى استقال وطلب الخروج النهائي إلى بلده ليتفرغ للعمل لحسابه الخاص وقد تم له ما أراد فبعد ثلاث سنوات من سفره زرته هناك فوجدته قد أنشأ شركة خاصة به ثم أخذت شركته تتوسع في فتح فروع لها في عدة مدن و لا يزال الرجل على تواصل معي حتى الآن .
فأين همة شبابنا ليتعلموا من هذا الرجل العصامي المكافح ؟!
نكتفي بهذا القدر فقد أطلت عليكم .
أما المشروع الذي ذكرت لكم والذي عانيت منه معاناة كبيرة فسوف أفرد له حلقة خاصة قد تكون الخامسة إن شاء الله .


الحلقة السادسة

قبل أن أواصل قصتي هذه لعل من نافلة القول أن أشير إلى أن ردود أفعال القراء الكرام أعضاء المنتدى أخذت تتوالى على وقد كانت على ضربين :
أحدها تعبر عن الثناء على شخصي ، والإشادة بهذه السلسلة من مسيرة حياتي وتشيد بها وأنا مع شكري لهم وتقديري لإشادتهم إلا أنني لا أنشدها ولا أستحقها.
والأخرى كانت على سبيل التهكم والنقد السلبي الذي يخلو من توضيح أسبابه ومبرراته وهذه لا تهمني ولن تؤثر في معنوياتي بأي حال من الأحوال ، وسأمضي في سرد قصة نجاحي ومعاناتي لتتجلى لنا حقيقة هامة وهي أن الدنيا مدرسة كبيرة منا من يتعلم منها لأول وهلة ومنا من يكون تعلمه للمرة الثانية أو الثالثة ، وهناك من تتوالى إخفاقاته مرة تلو أخرى دون أن يستفيد منها أو يتعلم من دروسها مدة من الزمن ولكن هؤلاء في الغالب عند بلوغ سن الأربعين يكونون نضجوا فكريا وعقليا .
والله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه ( حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة ) ومن حكمة الله سبحانه أنه غالبا ما يبعث الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم في سن الأربعين .
وأنا أعلم أن لوحة مفاتيح الكتابة في جهاز الحاسب الآلي متاحة للصغير والكبير والمثقف والجاهل والمحترم وغير المحترم وعليه فلن اشغل نفسي بالرد كل شخص بعينه؛ ولكني في نهاية المطاف إن شاء الله سأحاول الإجابة على الأسئلة المنطقية والصادقة ليستفيد منها مجموعة من الشباب الجادين والحريصين على النجاح .
طبعا كما أشرت سابقا فإن الحياة بوجه عام والتجارة بوجه خاص تمر بطبيعتها بتقلبات شديدة وأمواج عاتية والإنسان الحكيم والناجح هو من يحاول أن يتأقلم مع المتغيرات وظروفه الراهنة فلا يجري عكس التيار فيفشل وفي الوقت نفسه لا يفلت يديه ويستسلم ومن ثم يجرفه التيار , وعليه أن يتحمل التقلبات والظروف مثل شح السيولة في بعض الأحيان ومثل المشاكل والأزمات المختلفة التي تواجهه في الحياة بالعزيمة والإصرار والثقة بالله سبحانه .
لأن بعض الناس عندما تواجهه مشكلة ما فإنه يسارع للهرب منها أو يسافر أو يختفي عن الأنظار وبعضهم يبادر بإغلاق هاتفه أو يطلب من المقربين إليه الإفادة بعدم وجوده .
وهذا والله أيها الإخوة في نظري أساس المشكلة والعامل الأكبر في فشل الكثيرين
فلماذا لا تواجه هذه المشكلة بشجاعة ؛ فإذا كان صاحب حق يطالب بحقه تحدث معه بصراحة واشرح له الظروف بصدق بدلا من التهرب منه مما يزيد الأمر تعقيدا .
ومعظم الناس عندما تكون صادقا معه فإنه يلتمس لك العذر ويصبر عليك مهما كان , ولكن عندما يكتشف كذبك عليه أو تهربك منه فإنه لا يسامحك وقد يدعو عليك ويشوه سمعتك على الملأ , والتي هي جزء مهم من رأس مالك لأن السمعة الطيبة تعتبر رصيد آخر بجانب رصيدك المادي .
ومن توفيق الله علي ولا أقول ذلك فخرا و إنما هو من باب التحدث بنعمة الله أن جوالي مفتوح دوما ورقمي مع كل الناس وحتى العمالة تعرفه والموردون والعملاء ومقاولو الباطن الذين تتعامل معهم شركتي وأرد على المكالمات دون أن أعلم عن المتصل وهويته .
ومع هذا فإن الاتصالات التي ترد إلى قليلة لأن الناس إذا أعطيتهم حقوقهم وتعاملت معهم بشفافية ووضعت نظاما منظما يرجع له العمال والموظفون لديك فلن يلجؤوا إليك بل سيتواصلون مع المختصين لديك وبهذا تسلم من الإزعاج .
وأما ما يتعلق بالسمعة الجيدة وأثرها في النجاح فإن من المعلوم أن صاحب العمل أحيانا يواجه شحا بالسيولة . وعندما تكون سمعته بالسوق جيدة والثقة به عالية فإن أعماله ستسير بسلاسة ولن تتعطل ، بل إنه يستطيع شراء ما يريد على الحساب لثقة الناس فيه .
وأحمد الله عز و جل أن مندوبي شركتي يشترون بضائع ومواد للشركة تقدر أحيانا بمئات الآلاف على الحساب الآجل, رغم أن المورد لم يرني في حياته ولكنه يعرف سمعة شركتي .
ولا أقول هذا من باب الدعاية والتسويق بل هو لإثبات حقيقة هامة يلخصها قول العامة ( الناس بالناس والكل بالله ) .
أما مشاكل العمل والمعاناة فهناك من يستمتع بحل هذه المشاكل ويعدها جزءا لا يتجزأ من الإبداع في العمل ويرى فيها فرصة لتعلم واكتساب مزيد من الخبرة .
وهناك من يعتبرها عوائق وتعقيدات ومشاكل تواجهه وتحول دون نجاحه , ويئن شاكيا هنا وهناك , ويظهر التبرم والتضجر من الأنظمة و القوانين ويمني نفسه بليت ولعل وقد قال الشاعر العربي :
ولست بمدرك ما فات مني *** بليت ولا لعل ولا لو أني
وأحسن منه قول الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يشمل أعمال الدنيا والآخرة
( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني )
ولا بد لصاحب الأعمال إذا أراد السبيل الأمثل للنجاح أن يتابع عمله بنفسه بدقة ساعة بساعة ولحظة بلحظة والحرص عليه وعدم الاعتماد على غيره, وكما قيل ( ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك )
ومن المسلمات التي خرجت بها من حياتي العملية أن العمل والعاطفة لا يجتمعان ؛ ولا يعني هذا بالطبع أن تكون قاسيا أو ظالما , وإنما ينبغي أن تكون حريصا على حفظ حقوقك في التعامل بعقود واضحة ومكتوبة وأوراق رسمية تثبت حقك عند الضرورة وحتى لا تترك سبيلا للمتلاعبين باستغلالك كما يقول إخواننا المصريون ( حرص من صاحبك وما تخونه )
نعود الآن بكم إلى ذكر ذيك المشروعين المتشابهين ( محافظتي الحوطىة والخرج ) والذين ـ لولا لطف الله سبحانه ـ لكانا سببا في إفلاسي .
ولكن الله سبحانه وتعالى يسر لي الأمر وكشف عني الغمة في نهاية المطاف في تلك الفترة الحرجة بعد أن اضطررت للتضحية بجزء كبير من نشاطي بالحاسب الآلي وأغلقت ستة معارض في مختلف مدن المملكة , بسبب شح السيولة ، والضائقة المالية التي أوقعني فيها حسم الجهة المعنية مبالغ علي تزيد عن خمسة ملايين ونصف غرامة إشراف وتأخير وخصومات مختلفة , إضافة إلى إيقاف صرف مستحقات لي تزيد عن ستة ملايين ريال لأعمال أرغمت على القيام بها ولم تحسب لي وذلك بأن ساق الله لي رجالا وما كنت والله أعرف عنهم شيئا قبل ذلك لا أسماءهم ولا قبائلهم ولا مواطنهم وكانوا السبب بعد الله في خروجي من عنق الزجاجة . وإليكم تفصيل ما حدث باختصار :
فقد تقدمت لمناقصة مشروعين متماثلين في منطقة الرياض , لدى إحدى الجهات الحكومية الشهيرة والتي يرأسها إنسان فاضل , ولكن كما قلت سابقا للأسف فالنظام والبيروقراطية لدينا في بعض الأحيان تحجب الحقيقة عن المسؤولين الكبار وتعطلها .
وبعد فتح المظاريف للمشروع الأول كان عرضي هو الأنسب بمبلغ يقارب ستة وعشرين مليون ريال ثم بعد أسبوع واحد تم فتح مظاريف المشروع الثاني فكان عرض الثاني ولكن المتقدم الأول غير مصنف ، و مستنداته ناقصة , فتم إبلاغي بأن العمليتين كليهما سوف يتم ترسيتهما علي حسب النظام , ولكن تمت إفادتي بأن الاعتمادات المتوافرة للمشروعين في الوقت الحالي بحدود 15 مليون لكل مشروع , وإذا قبلت بالترسية سوف يتم تأجيل مبلغ 11 مليون لكل عملية حتى الميزانية القادمة ومن ثم يتم التعميد بها مع السنة الجديدة بعد 3 أشهر .
ومن أخبرني بذلك مدير إدارة كبير في تلك الجهة ولم ألمس منه إلا الصدق عند ما قال لي لو طلب الاستشاري منك التوقيع بقلمك فامتنع من ذلك ثم أخذ يسترسل في الحديث قائلا عن نفسه بأني وجدت القيام للوتر قبل الفجر بساعة أفضل من صلاتها قبل النوم فداخلني الارتياح في نفسي مما سمعت من قوله الذي يظهر صلاحا واستقامة ونفيت عن نفسي التردد والخوف ما دمت سأعمل معهم بأمانة ولم أكن أعلم بالطبع ما يخبئه القدر لي مما حصل بعد ذلك ولكن قدر الله وما شاء فعل والحمد لله على كل حال فقد يكون الله سبحانه ساق لي هذا لحكمة لا أعلمها .
و قبل أن أسترسل في شرح ما حدث أرجو أن لا تذهبوا بتفكيركم بعيدا فأنا حتى الآن لا أعلم سببا لما قام به هذا المسؤول ؟
وهل ما فعله من قبيل الحسد أو غير ذلك ؟ فالله سبحانه هو الذي يعلم ما تكنه السرائر . ولكنه سبحانه يمهل ولا يهمل فقد أنهيت خدمته قسرا , ولم يمدد له رغم حساسية موقعه وقوة علاقته بالمسؤولين , وذلك بسبب مشكلة تافهة كما روى لي بعض الناس وهي عبارة عن فاتورة بنزين قيمتها ثلاثون ريالا فقط !
سامحوني إخوتي الكرام بهذا الاستطراد فقد كان الحدث بالنسبة لي مؤلما على درجة أني لم أبك في حياتي من القهر إلا بسبب ما حصل لي مع هذا الرجل سامحه الله وعفا عني وعنه .
وكما قلت لكم في البداية فقد وافقت على التأجيل وقمت باستخراج الضمانات ثم وقعت العقد واستلمت المواقع , وتم تعميد الاستشاري للإشراف .
وانطلقنا في العمل فواجهتنا في أول الأمر بعض الإشكالات العادية التي استطعنا أن نتجاوزها بتوفيق الله ثم ببركة التعاون لدفع للعمل في البداية ولكن ! بعد فترة تغيرت المعاملة من قبل الرجل الذي أشرت إليه رأسا على عقب , وقد كان الاستشاري فريقا مكونا من مجموعة مهندسين مصريين تابعين لأحد المكاتب الصغيرة ويحركهم صاحبنا عن بعد ، فليس لهم أي صلاحية تذكر إلا بإشارة منه
و لا يخفى على أصحاب الأعمال بأن عمل الاستشاري قد يكون عاملا مساعدا في دفع العمل وإنجازه , و قد يكون على طرف نقيض عقبة كؤودا تعيق العمل بالإجراءات الروتينية الجامدة . تماما كالفرق بين ( روح القانون ونصه ) في كرة القدم .
فكانت جميع الاعتمادات التي نقدمها للاستشاري سواء المواد أو غير ذلك يتأخر البت فيها وتوقيعها شهورا عدة إذ إنه يقوم بعرضها على هذا المسؤول ؛ فإن نظر فيها طلب منا إعادة تقديم الطلب من جديد حتى لا يفتضح بتأخر تاريخ الاعتماد ويسلمها لنا بدون تاريخ تسليم سواء أكانت اعتمادات أم مخططات أو نحوها مما يؤكد لنا سوء النية , ثم أصبح يطالبنا بتقديم مواصفات أوربية عالية الكلفة ويطلب تقديم شركات عالمية بأضعاف سعر السوق العادي ورغم ذلك كنا نحاول تجنب الصدام معه ونتحمل زيادة المواصفات عن العقد في كثير الأحيان .
ولكن بعد أن حل أجل الأعمال المؤجلة أصبح يتحايل على النظام ويطلب تنفيذ معظمها على حسابنا بدون تعويض , متحججا بأصول الصناعة أو حسب ما يراه المهندس المشرف أو يتحجج بأي تفسير يجده في المواصفات التي دائما تكون عامة . ويقول لنا : بأن هذا محمل علينا وذاك محمل علينا حتى أثقل كاهلنا وأرغمنا على إنجاز كثير منها رغم ما تسببه لنا من تكلفة إضافية , و كانت أية خطابات تذمر أو شكوى من قبلنا يجابهها بمزيد من الضغط علينا وتعطيل مستخلصاتنا وما شابه ذلك من أساليب ملتوية لإرغامنا على تنفيذ معظم البنود المؤجلة على حسابنا ؛ رغم وجود معظمها بوضوح ضمن الأعمال المؤجلة التي ستكون حتما ضمن بنود المشروع الذي تغطيه المبالغ المؤجلة للميزانية القادمة وفق الاتفاق .
وكما قمنا بعمل محاضر اتفاقيات مع الاستشاري والمالك على بعض الأعمال ولكن الاستشاري والجهة المالكة لا يلتزمون بحساب ما تم تدوينه لنا إلا بعد أن نقوم نحن بتنفيذ التزامنا.
و بعد ما سدت علينا السبل وضاقت بنا الحيل من الاستشاري ومن طلباته المجحفة قمنا بكتابة خطاب رسمي جريء موضحين فيه بالدلائل والصور وشارحين معاناتنا للوكيل .
ولكن كما هو معلوم في معظم الدوائر تعاد الأمور إلى الشخص المسؤول نفسه ليرد عليها فيكون هو الخصم والحكم , في آن واحد , و تم تحويل المعاملة للاستشاري والذي لم يأل جهدا برده في الطعن في مؤسستنا وفي أعمالنا وموظفينا , ولم يكن لنا أي مخرج , وأصبح المشروع مهددا بالتوقف حيث قاموا , بتعطيل مستخلصاتنا بعد ما اعتمدوها وخفضوا أكثر من نصف قيمتها للضغط علينا .
كما اشترطوا تقديم خطاب اعتذار عن شكوانا لكي يقوموا بصرف مستحقاتنا , كما رفضوا ـ تعسفا ـ كمية خرسانة مسلحة تقارب 120 مكعب بقيمة حوالي عشرين ألف ريال وتم رميها في المقالب العمومية !
ولكن رغم ذلك كله لم أفقد صبري , ولم يهتز أملي وثقتي بالله عز وجل حتى خرجت لجنة مكونة من قبل تلك الجهة للنظر في بعض المشاكل وكان من أعضائها رجل خير جزاه الله عنا خير الجزاء قال لي بالحرف الواحد : حاول إنجاز مشاريعك بأي حال من الأحوال حتى لو اضطررت لبيع ثيابك التي تلبسها لأن التوقف والتعثر سينهيك مهما كان موقفك وقد يساء استغلال ضعفك .
فاتبعت نصيحته وأعددنا برنامجا معدلا للتنفيذ تم اعتماده مع مدة إضافية نتيجة لبعض الأعمال المستجدة واضطررت للجوء للقروض وضحيت بمعارضي التي ذكرتها والخاصة بالكمبيوتر .
كما حاولت الاستفادة من سيولة بعض المشاريع الأخرى , لإنجاز العمل وبعد انتهاء العمل بحمد الله طلبنا استلامه من الجهة فطلبت منا أن نقوم بالتوقيع على محضر مخالصة يلغي جميع مستحقاتنا التي نطالب فيها زيادة عن العقد , حتى يتم استلام العمل , ورفع المستخلصات الختامية
فرفضنا الابتزاز, وهددونا بفرض غرامة تأخير وإشراف قرابة 4,5 مليون ريال مع حسومات مختلفة وبقينا مصرين على موقفنا .
فما كان من هذا المسؤول إلا أن قام بتكوين لجنة من عشرة مهندسين و يرأسها شخص تابع له ومنحها انتدابا وتفرغا لمدة 40 يوما ثم مددت إلى 70 يوما! هل من منكم يصدق أن مدة استلام لمشروع تصل إلى سبعين يوما ولكنه التعنت والفساد والعياذ بالله .
وخرجت هذه اللجنة بملاحظات تفوق المائتين وخمسين ملاحظة 95% منها لا تمت إلى الحقيقة بصلة .
وحاولنا معالجة الأمر قدر المستطاع بدون جدوى وقاموا بحسم غرامة تأخير وإشراف وحسومات أخرى ظالمة على معظم الأعمال بدون وجه حق متعللين بسوء التنفيذ ونقص بالمواصفات , كما يزعمون ورفعوا المستخلص بدون موافقتنا !
بعد ذلك تقدمنا بتظلم إلى المسؤول الكبير في تلك الجهة وطلبنا منه تحويل الموضوع إلى جهة محايدة للفصل في الأمر وتم تحويله فعلا إلى جهة معروفة مستقلة في قراراتها ( الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض )ولكنها تتبع بالعموم لتلك المسؤول وقامت بدراسة المعاملة أكثر من عام لأنها شائكة وخلصت إلى تقرير كبير أشادوا فيه بمستوى الجودة في تلك المشاريع مرفقين ضمن تقريرهم , صورا فوتوغرافية لتلك الأعمال تبين جودتها و تفند الملاحظات والخصومات التي دونتها اللجنة مع المطالبة بإنصاف المقاول والنظر في موضوع إعفائه من غرامة التأخير والإشراف لأن أسباب التأخير راجعة للجهة المالكة .
وما إن علم مسؤول تلك الجهة بهذا التقرير المنصف حتى ثارت ثائرته وقام مرغما بالكتابة لوزارة المالية للاستفسار منها عله يجد في ردها ما ينفي هذا الطلب والتي أتى رأيها مؤيدا للتقرير وطالبا من تلك الجهة تكوين لجنة بت وترسية لدراسة مطالب المقاول وإعفائه من غرامة التأخير وقد حدث ذلك فعلا إذ كونت تلك اللجنة بقرار من أكبر مسؤول في تلك الجهة وقامت اللجنة بالتقصي وجمع المستندات من الاستشاري والمقاول والجهة المالكة وكان من بين أعضائها رجل فاضل تحمل الضغوط والأذى في سبيل إحقاق الحق أسأل الله ،أن يسعده في الدنيا والآخرة وأن يجزيه خير الجزاء .
ورغم وجود أعضاء في اللجنة من تلك الإدارة إلا أنها أنهت المطالبة الأولى والخاصة بالإعفاء من غرامة التأخير والإشراف بناء على رأي أغلبية أعضاء تلك اللجنة , وتم رفع القرار للمسؤول الأعلى بتلك الجهة وبعد اعتماده رفع للمالية وتم والحمد لله الإعفاء من الغرامة واسترداد قرابة 4,5 مليون ريال مما خفف علينا جزءا من الأعباء التي أرهقتنا ونجحنا بفضل الله في الخروج من عنق الزجاجة رغم ما تكبدناه من خسائر خلال تلك الفترة .
ثم بقيت الجولة الثانية والأهم وهي الحصول على حقوقنا عن الأعمال التي أرغمنا على تنفيذها بغير وجه حق فقامت اللجنة نفسها بدراسة الجزء الثاني من المعاملة وهو مطالبات المقاول , وخلصت إلى استحقاقنا لقرابة 8,5 مليون ريال وتم توقيعها من قبل أعضاء اللجنة بأغلبية أعضائها كما تم في المطالبة الأولى ورفعت للمسؤول الأعلى لاعتمادها النهائي .
ولكن ذلك المسؤول الذي ذكرت ما فعله معنا من تعقيد أغضبه ما حصل فأقنع أحد كبار المسؤولين المرتبطين بالمسؤول الأعلى بضرورة عرض المعاملة على لجنة أخرى لإقرارها وللأسف عطلت المعاملة قرابة ثلاث سنوات حتى تم تشكيل لجنة مخصوصة معظم أعضائها من ذلك القسم بعينه فرأت بأغلبيتها عدم استحقاقنا لأي مبالغ عدا الممثل المالي الذي أقر باستحقاقنا ولكنه صوت وحيد لا يؤثر .
وكنا خلال تلك المدة نتقدم للمسؤول الأعلى بالشكوى ورغم حرصه على متابعة معاملتنا إلا المختصين في كل مرة يفيدونه بأن المعاملة تحت الدراسة والعرض
وعندما يئسنا قمنا بالتقدم بالشكوى لديوان المظالم وكان ذلك منذ أكثر من ست سنوات وأملنا بالله كبير في الحصول على حقنا لأنه لا يضيع حق وراءه مطالب , وقد أكرمنا الله بمشاريع أخرى عوضتنا من تلك الخسائر فلله الحمد والمنة .
نكتفي بهذا حتى الحلقة السادسة إن شاء الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

الحلقة السابعة
بالطبع بدأت الآن خيوط القصة تتكشف وقد تفضي في نهاية المطاف إلى كشف الستار عن بعض المعلومات التي قد تقود إلى معرفة اسم الشركة أو اسمي الحقيقي شخصيا , وهذا لا يقلقني على كل حال ؛
لأني كما قلت لكم في البداية بأني مستعد للإفصاح عن اسمي وجميع ما يخص قصتي , بدون حرج حتى يكون القارئ على يقين بأن هذه القصة حقيقية بمعرفة صاحبها وليست من نسج الخيال .
وهاأنذا أعود لسرد ما تبقى من قصة كفاحي وتاريخي نجاحي ؛
فبعد تلك العاصفة الهوجاء التي تعرضت لها بسبب هذا المشروع الذي أوقعني في عسر مالي اضطررت معه لتصفية جزء من أنشطتي الخاصة بالحاسب الآلي وهي عبارة عن ستة معارض معروفة ومشهورة سابقا وكذلك أربعة معاهد تدريب ثلاث منها رجالية وواحد نسائي, لأني لم أعد قادرا على إدارتها وتطويرها كما ينبغي في غمرة تلك الإشكالات التي مرت بي وشح السيولة المادية , كما , كان لشركة مايكرو سوفت , وغيرها من الشركات العالمية دور في التصفية حيث إنهم بدعم من وزارة الإعلام كانوا يتابعون شركات السوق المعروفة , ويرسلون لها مفتشين سريين بمسمى طلاب لشراء أجهزة محملة بالبرامج للتأكد من وجود برامج منسوخة على الأجهزة والتي لا يمكن أن تبيع الأجهزة بدونها لتقوم وزارة الأعلام بغلق المحلات وتغريم أصحابها من 10آلاف إلى 250 ألف ريال , في الوقت الذي تتجول فيه العمالة الآسيوية السائبة بحرية وبدون رادع ,أو حسب أو رقيب و تكتسح كل الأسواق التجارية وخوصا أسواق الحواسيب عارضة البرامج المقلدة والمنسوخة وللأسف في الغالب معها أفلام الجنس ال*****ة وغيرها بسعر زهيد لا يتجاوز خمسة وعشرة ريالات للأسطوانة الواحدة !
بينما يفرض على أصحاب الشركات والمعارض الكبيرة شراء النسخ الأصلية للبرامج والتي تصل القيمة الرسمية للويندوز والأوفيس للجهاز الواحد أعلى من 2500 ريال والسعر الذي تبيع فيه المحلات الصغيرة الجهاز كاملا ببرامجه المقلدة بما لا يتجاوز 1000 ريال ! فكيف تستطيع المعارض الكبيرة المنافسة في هذه السوق , فما كان منا إلا أن تركنا لهم السوق بكامله واكتفينا بالبرامج من إنتاجنا الخاص , والتي ولله الحمد حافظنا من خلالها على عملائنا بكلا القطاعين الخاص شركات وأفرادا والعام المتمثل بالجهات الحكومية .
ورغم هذه الظروف القاسية والعوائق القوية إلا أنها ولله الحمد لم تفت في عضدي ولم توهن من عزيمتي بل زادتني إصرارا على مواجهتا والتغلب عليها و الاستمرار في تطوير عملي في المقاولات والارتقاء بمستوى الأداء والتنظيم مستعينا بالله أولا ، ثم إني كنت حريصا على التنظيم مهما كان ثمنه وعلى رفع كفاءة شركتي ورفع تصنيفها والحفاظ على سمعتها الطيبة , مذ كانت مؤسسة صغيرة من الدرجة الخامسة , حتى حصلت والحمد لله قبل أربعة أعوام على الدرجة الأولى في نشاط المباني والتي تخولني في الدخول في منافسات المشاريع الحكومية الكبيرة , إضافة إلى حصولي على درجات متفاوتة في تصنيف الأنشطة الأخرى .
وكما قلت سابقا بأن النظام يضمن للشخص بمشيئة الله الاستقرار والأمان .
فالمكاسب التي تأتي صدفة بدون الالتزام بالمعايير النظامية قد تذهب بثروتك كلها أيضا بالصدفة ,وقد تتعرض للانهيار في أي لحظة ولذلك فإن توخي الالتزام بالأنظمة سيوفر لك غطاءا حاميا بإذن الله وخاصة من المخاطر غير المتوقعة .
ولقد حصلت بفضل الله خلال الأعوام الثمانية الماضية على عدة مشاريع متفاوتة الحجم والسعر من جهات مختلفة تتراوح مبالغها من 30 مليون وحتى 300 مليون للمشروع الواحد منها مستشفيات كبيرة ومبان إدارية وغيرها .
و رغم الظروف والتقلبات التي واجهت المقاولين بالفترة السابقة من زيادة أسعار المواد والعمالة , فقد تمكنت بفضل الله من إنجاز معظم مشاريعي بجودة عالية وتم تسليم وافتتاح بعضها وبعضها الآخر منها في طور التسليم .
وذلك فضلا عن المشاريع المستلمة حديثا أو التي هي تحت الترسية .


تجربتي في التوظيف
إن كان لي من نصيحة لإخواني رجال الأعمال وللموظفين أيضا بهذا الخصوص فهو تذكيرهم بالتمعن في هذه المقولة ( الغالي ثمنه فيه )
فإذا أردت أن تختار موظفا ليعمل معك فاحرص على الموظف الكفء ولا تنظر لعلو راتبه إذا كان لديه مهمات كبيرة يقوم بإنجازها لأن غيرالكفء من الموظفين سيكون عالة عليك وعلى مؤسستك أو شركتك إ ولو كان راتبه ألف ريال وأما المتميز فاحرص على استقطابه ولو كان راتبه خمسين ألف ريال فهو يستحق وأنت الرابح أيضا .
ونصيحتي هذه أيضا أوجهها للموظفين ليجدوا ويجتهدوا ولا يكونون ممن يتبرمون من العمل وينتظرون انتهاء الدوام بفارغ الصبر ؛ كأنما هو خارج من سجن بل أخلص في عملك كأن هذه الشركة ملك لك وستشعر بالفرق الكبير .
ولا أخفيكم أن عندي موظفين سعوديين راتب الواحد منهم أكثر من 45000 ريال شهريا وعندي كذلك موظفون وافدون يستلمون أكثر من 35000 ريال رواتب والتي قد يرى بعض من يتابعني أنها عالية ولكن أؤكد لكم بأن المتميزين بجدهم وكفاحهم يطمحون إلي أعلى من ذلك ويعطوننا ما يفوق ما يأخذونه وهناك شركات عالمية تصل رواتب بعض موظفيها الشهرية إلى أكثر من 150 ألف ريال !

كما أن هناك مندوبي مبيعات تصل رواتبهم مع العمولات إلى مئات الآلاف ولكن الواحد منهم ينكر ذاته في العمل ويتحمل الصعاب ويتحمل أذى الزبائن وكلامهم الجارح في بعض الأحيان ويؤمن بالمقولة الأمريكية ( الزبون دائما على حق ) وأعتقد آن الشركات لم تحتفظ بهم مجاملة بل لأنهم يستحقون .
وعلى الجانب المقابل هناك أناس لو رفع الزبون عليهم صوته قاموا بسبه وشتمه ضاربين بسمعة شركاتهم عرض الحائط . مع العلم أن أخلاقنا الإسلامية وديننا يحثنا على اللطف وحسن القول وعدم الانتقام للنفس .
الشركات العائلية
من الوصايا المهمة التي أقدمها هاهنا لكل الذين يعقدون اتفاقيات شراكة مع آخرين مهما كانت درجة قرابتهم أو صداقتهم أن يحرصوا أشد الحرص على كتابة عقود واضحة ودقيقة , تبين ما لهم وما عليهم والحقوق والواجبات والالتزامات فقد يكون الشركاء في أول مشوارهم العملي على مستوى طيب من الصفاء والود والتعاون ولكن مع مرور الأيام وتطور النشاط وتوسعه تبدأ بكل أسف إشكالات كثيرة لا حصر لها حتى عندما يختلط أولادهم في العمل فستنشأ حتما هذه الإشكالات والاختلافات غير المحسوبة والتي قد تكون سببا في هدم الشراكة أو فشل النشاط .
وينبغي كذلك لرجال الأعمال توضيح وتنظيم أعمالهم وجعلها على نظام شركات عائلية , واضحة المعالم لضمان استمرار عمل هذه الشركة وعدم تعرضها للانهيار إذا حصل لمؤسس هذه الشركة ورائدها مكروه لا سمح الله والأعمار بيد الله سبحانه وتعالى .
كما أوصي أصحاب ورجال الأعمال بالحرص الشديد عند دخول أبنائهم حديثي التخرج و قليلي الخبر في العمل بالتدرج من أول السلم وأسفل الهرم شيئا فشيئا و أن لا يعطوهم الحرية المطلقة في الإدارة من البداية لأن هناك شركات كثيرة تعرضت للانهيار بسبب سوء الإدارة من هؤلاء الشباب حديثي التخرج فهم يعتقدون أن الحصول على الشهادة والجلوس على الكرسي يعني القدرة على الإدارة ولا يكترثون بالخبرة , وهذا خطأ ,فادح فهؤلاء الشباب أو الشابات يهمشون أصحاب الخبرة في تلك الشركة أو المؤسسة ويفرضون آراءهم عليهم بحجة أنهم ملاك لها فلا يكون أمام أصحاب الخبرة هؤلاء إلا أن يقوموا إما بمحاباتهم خطأ على حساب الشركة أو الاصطدام معهم ، والنتيجة المؤسفة لذلك الاعتقاد بأن هذا الابن سيكون بالضرورة دائما على حق وهذا هو بداية الدمار
وإنما على أرباب الأعمال وأصحاب هذه الشركات أن يخضعوا أبناءهم لسلم الهرم الوظيفي والتدرج فيه حتى يكونوا على درجة كافية من الإلمام بتفاصيل الأعمال وتسييرها وإلا فإنهم سيكونون وبالا عليها كما يقول العامة ( ينقل حتفه على كتفه )
إلى رواد الأعمال الشباب
أما أولئك الشباب الذين يخوضون غمار التجارة والأعمال لأول مرة ويحلمون ببدء مشاريع خاصة بهم فأؤكد لهم ــ خلافا لما ذهب إليه أحد أعضاء المنتدى معلقا على قصة نجاحي ـ أن فرص النجاح في أيامنا هذه أوفر حظا وأسهل طريقا ولكن لمن نفض عنه غبار الكسل وشمر عن ساعد الجد وأحسن استغلال الفرص .
ولكن حال كثير من شبابنا بكل أسف يشير إلى ميل ظاهر إلى حياة الترف والنعومة ، وضعف القدرة على تحمل الضغوط ، ومواجهة أعباء الحياة ؛ لأن كثيرا منهم قد ألفوا حياة النعيم ، وجاء إلى هذه الدنيا وكل شيء مبذول له ومتوافر من طعامه حتى يصل إلى سرير غرفته !
وإلا لماذا نرى بأعيننا الوافدين إلى بلادنا يشتري أحدهم الفيزة بعشرين وخمسة وعشرين ألف ريال وما يلبث خلال عامين أو ثلاثة حتى يكون ثريا !
قد يقول قائل بأن هؤلاء العمال يسلكون طرقا غير نظامية أقول : نعم قد يكون ولكن هناك من ينجح بطرق نظامية .
ولعلي أصل هنا إلى الاكتفاء بما أوردته من وقائع وأحداث في مسيرة حياتي العملي ورحلتي نحو النجاح إن شاء الله .
على أن تكون الحلقة القادمة إن شاء الله هي الأخيرة في هذه السلسلة مع زبدة الكلام والوصايا الهامة ومفتاح الكنز إن شاء الله
الحلقة الثامنة والأخيرة
قبل أن أسدل الستار على قصتي وأذكر لكم نهايتها أجدني في حيرة من أمري ولا أخفيكم سرا هل أواصل سردي لقصة نجاحي مع ما قد يشوبه من ثناء على النفس ومدح لها ، والتحدث بشيء من نعم الله علي ؟ أو أجعل في طي الكتمان بعض الأشياء التي ربما تكون من عوامل نجاحي ، ويكون في ذكرها نفع وخير لمن سار عليها وعمل بها ؟ ولربما كانت بعد توفيق الله عز وجل سببا في نجاح آخرين وصلاحهم . خاصة حينما تصدر هذه الحقائق ممن عاشها بنفسه .
ولكني حسمت ترددي وقررت المضي قدما في ذكر ما قد أفاء الله به من نعم إذا كانت غايتي من ذلك وجه الله عز وجل ونفع عباده ونقل الخبرات إلى الأجيال الصاعدة المتعطشة لها . وأني لا أطمع من وراء ذلك بمنصب أو فائدة مادية أو معنوية حيث أغناني الله من فضله عن خلقه فلن أكتم هذا الفضل من الله ولأني أحب للناس الخير فلن أبالي بمن يظن فيّ ظن السوء والله تعالى يقول ( وأما بنعمة ربك فحدث )
ولا أنكر بطبيعة الحال أن الحسد موجود عند الناس مذ خلق أبونا آدم عليه السلام وسيظل إلى يوم القيامة وعلى هذا فقد يقول قائل: ألا تخاف من العين والحسد الذي ربما يضرك ؟!
فأقول له هذا هو مربط الفرس؛
فإذا كنت تخاف من المخلوق أكثر من خوفك من الخالق فهذا هو الخطر الحقيقي على إيمانك ويقينك وعقيدتك .
فإذا قلت : إن العين حق ,قلت: نعم ولا مرية في ذلك ولا ريب وأنا أومن بالعين وبالسحر ولا أنكرهما بتاتا , ولكني أعلم علم اليقين أن الله سبحانه وتعالى هو النافع الضار والحافظ الذي هو قائم على كل نفس بما كسبت حيث يقول سبحانه في محكم كتابه ( وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ) البقرة 102ويقول سبحانه أيضا (أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ) الزمر 36
وأقول لكل مسلم ناصحا : حافظ على وردك من الأذكار الشرعية وتوكل على الله ولن يضرك شيء ومن طبعي ولله الحمد أني بعد التوكل على الله لا أخاف من أي شخص مهما كثر الكلام حوله أو ادعى القدرة على إصابة الناس بالعين .
وصدقوني ما يعيش فيه كثير من المسلمين اليوم من وساوس وأوهام وحالات نفسية ثم الاهتمام الزائد بالرؤى وأحلام , وتفسيراتها التي انتشرت انتشار النار في الهشيم في هذا الوقت , دليل على ضعف الإيمان الحقيقي في قلوبنا ،وتعلقنا بالمخلوقين نفعا وضرا , وصدقوني إن ما ترونه من أمراض نفسية ودعاوى الإصابة بالعين والسحر وغيرها نسبة 999 %منها وهم ,وواحد في الألف فقط قد يكون حقيقية سواء كان عينا أو سحرا .
و هناك بكل أسف استغلال لمشاعرنا وحاجتنا للعافية من بعض القنوات الفضائية , وبعض المشايخ المحتالين مع العلم أن الله سبحانه وتعالى عنده العلاج الشافي والكافي بدون ثمن إلا من الدعاء والرجاء , وهو وحده المعافي ولكن لا يتحقق ذلك إلا عندما يصل يقيننا وإيماننا إلى أعلى درجاته .
ولعلي سأصل معكم إلى السبب الحقيقي الذي أظنه كان مفتاح الصلاح والرزق الذي حصل لي بفضل الله ومنته .
و لابد من توضيح لهذا الصلاح حتى لا يظن أحد أن أزعم لنفسي تقى ونقاء كاملين . حاش لله فقد أكون والله من أكثركم أخطاء وتقصيرا , ولكني أتمنى أن يكون قلبي سليما و خاليا من الغل والحسد كما يكون لدي بفضل الله إيمان و يقين صادق حتى ولو كنت مقصرا في عملي وسلوكي الشخصي و ذنوبي كثيرة لأننا تحت رحمة الله مهما كان حجم أعمالنا الخيرية .
نعود لموضوعنا ألا وهو التوكل على الله .
كثير منا من يقول : توكلت على الله , ولكن قلة قليلة منا من يعي ذلك ذلك جيدا ويؤمن به إيمانا تاما .
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا )
أي ( تخرج في الصباح وهي جائعة وترجع في المساء وهي ممتلئة البطون)
لذلك فأني أقول لكم عندما يصدق توكلكم على الله سترون العجب العجاب
وهذا لا ينافي العمل والكد وبذل الجهد في طلب الرزق , ولكن ينبغي أن يكون لديك اعتقاد راسخ ، ويقين تام بأن الرزق من عند الله وهو الذي يسبب له الأسباب ولا يستطيع إنسان مهما علا قدره أن يرزقك أو يمنع رزقك .
وأنتم تشاهدون من بيننا أناسا مفرطي الذكاء ومع ذلك فهم فقراء ومعدمون أحيانا بينما تجدون أناسا آخرين ذكاؤهم ومحدود وقدراتهم الذهنية عادية ومع ذلك أفاء الله عليهم بثروات طائلة وأصبحوا كما يقال من أصحاب المليارات .
وقديما قال آباؤنا ( من عاش حيلة مات فقرا ) أي من يحتال ويعتقد أن ذكاءه ينجيه ويجلب له الرزق غالبا ما تجده يموت فقيرًا .
وبما أن الحديث ذو شجون والشيء بالشيء يذكر فإني أعرف حادثة طريفة , لرجل فاضل في منطقتنا تعاملت معه أنا شخصيا وأعرفه تمام المعرفة .
وتأملوا ـ بارك الله فيكم ـ كيف ساق الله له الرزق في حادثتين مختلفتين .
الأولى اشترى مني شخصيا 2500 سهما من أسهم شركة ساسكو قبل ثماني أو تسع سنوات على ما أذكر بمبلغ 120 ريال للسهم بعد ذلك انخفضت قيمة تلك الأسهم إلى 55 ريال فقام بالتعديل فيها بشراء 10000 سهم إضافية بسعر 55 ريال وبعد سنة من الركود ضاق بها ذرعًا فقرر بيعها بسعر السوق و كان سعر السوقي وقتها يتراوح بين 52إلى 53 ريالا للسهم وقد كانت أوامر البيع حينها ترسل بالبريد السريع من قبل فروع البنك للمركز الرئيس للسوق المالية في حقيبة ويكون تنفيذها بعد يوم من وصولها ولكن حدث أمر غريب ! حيث ضاعت تلك الحقيبة بأوامر بيع الأسهم وانتظر صاحبنا أكثر من ثلاثة عشر يوما ثم ذهب للبنك شاكيا ومحتجا على تأخرها ويطلب حل مشكلته فأخبره الموظف أن الحقيبة قد فقدت طوال تلك الفترة وعثرنا عليها بالأمس وتم تنفيذ الصفقة بسعر 143 ريال للسهم وقد كان هذا هو سعره السوقي يومها وقد كان ارتفاعه لمدة يوم واحد ثم تراجع السعر إلى سابقه 52 بعد ذلك وسبب ارتفاعه أن أحد كبار المستثمرين ـ الأمير الوليد بن طلال ـ كان ينوي شراء هذه الشركة في تلك الأثناء مما قفز بسعرها و لم يتم تنفيذ أمر البيع إلا في ذلك اليوم وتأملوا كيف شاء الله أن تضيع الحقيبة كل تلك الأيام ، ولا يعثر عليها إلا في يوم الارتفاع الصاروخي لسعر الشركة فسبحان مقسم الأرزاق .
وموقف آخر لا يقل غرابة وعجبا ـ وليس في فضل الله ورزقه عجب ـ للرجل نفسه قبل بضع سنوات وقد يمتلك كمية من أسهم شركة النقل الجماعي حوالي 70000 سهم ، وطلب من زوجته تنفيذ عملية البيع عبر التداول الالكتروني عبر الحاسب الآلي لأنه كان خارج منزله في رحلة عمل وقد كان سعر السهم وقتها 105 ريال للسهم الواحد ، وكان اليوم هو الأربعاء الذي هو نهاية الأسبوع على التداول فلما عاد لمنزله أصابته الدهشة حين وجد محفظته أن زوجته بدلا من بيع الكمية تلك من الأسهم قامت بتنفيذ أمر شراء بالخطأ لكمية مساوية وهي سبعون ألف سهم وكانت قيمة الصفقة أكثر من سبعة ملايين ريال فامتعض أول الأمر ثم حمد الله على كل حال وقال : لعل في الأمر خيرة .
وخلال الخميس والجمعة تواردت أخبار إيجابية للسهم وباع كامل الكمية يوم الأحد أو الاثنين بأكثر من 138 ريال للسهم الواحد وكان ربحه من جراء هذه الغلطة غير المقصودة حوالي أربعة ملايين ريال .
ولهذا فلا بد من الإيمان الراسخ بأن الله هو الرازق لمن يشاء فيرضى العبد ويسلم بما كتبه الله له وقسم له من رزق .
وثمت أمر آخر بالغ الأهمية وهو الحرص التام على تنقية القلب من مظاهر الحسد التي قد تشوبه حتى يكون نقيا تماما من هذا الداء العضال لأي مسلم على نعمة أعطاها الله إياه حتى لو كان عاملا بسيطا وأنت لا تعلم أبدا كيف حصل على هذا الرزق فقد يكون لسبب مشروع لا تعلمه .
ومن المعلوم أن للحسد أنواعا ثلاثة :
أولا : محمود وهو ما يسمى حسد الغبطة وهو أن تتمنى أن يرزقك الله كما رزق أخاك من غير تمني زوال النعمة عنه ، فهذا لا بأس به .
ثانيا : مذموم وهو أن تتمنى أن ينتقل ما عند أخيك إليك .
ثالثا : وهو أشدها وأعلاها أنت تتمنى زوال النعمة عن أخيك حتى لو لم تنتقل إليك ! وهذا والعياذ بالله قمة الحقد والغل التي غالبًا ما يكون صاحبها من أسوأ الناس وأتعسهم في الدنيا وقد يكون كذلك في الآخرة والله أعلم .
و لو كنا مؤمنين حقا لعلمنا علم اليقين أن الله قد قسم الأرزاق ، ووسعت خزائن التي لا تنفد جميع خلقه ولكنه سبحانه " يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر " والحاسد والعياذ بالله معترض على ربه بقسمته للرزق ، شاء أم أبى .ولو كانت الأرزاق بيد الخلق لبخلوا بها كما قال تعالى " قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق ، وكان الإنسان قتورا " الإسراء 100 .
إذا ومن خلال تجربتي المتواضعة في هذه الحياة احرص على التوكل على الله حق التوكل واحرص على تنقية قلبك من الغل والحسد .
وثالث هذه الأمور المهمة والعوامل القوية في نجاحك وتوفيق الله لك ونماء الخير عندك هو أن تحب الخير للناس كما تحبه لنفسك ،وتدخل السرور عليهم سواء كانوا ذوي القربى أو أصدقاء أو من عامة الناس قدر استطاعتك, وحتى عامل محطة البنزين لماذا لا تترك له ريالا فقد يكون فيه خير وأجر عظيم وأنت لا تشعر .إذ إن بعضهم مساكين وقد تصيب الخير ويبارك لك الله بسبب إحسانك له .
أضف إلى ذلك الحرص التام على طرح كل إساءة جاءتك من قريب أو بعيد أو زبون من قلبك ، إخراجها من نفسك فإنك إن لم تفعل تراكمت على قلبك ، وأثقلت كاهله مهما صغر حجمها .
وسأضرب لك على ذلك مثالا مقربا ؛
فلو كان في يدك كأس صغير من الماء أو العصير أو غيره ورفعته إلى أعلى مدة عشر ثوان فإنه لن يتعبك ، ولكن لو ظللت ترفعه ساعة ,أو ساعتين أو مدة أطول فسيحصل لك من التعب والإنهاك بقدر المدة التي ترفعها .
فوطن نفسك وعودها على العفو والصفح والمسامحة ولا تعتبر العفو ضعفا بل هو رأس الحكمة وعين الصواب .

قال تعالى
( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم . وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم . وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) فصلت (34ـ 36)
وما أكثر من يأتيك من شياطين الجن والإنس من يحرضك على الانتقام ويزين لك الرد بالمثل فكن على حذر وامتثل أمر الله عز وجل بالاستعاذة به سبحانه من نزغاتهم ووسوستهم .
عوامل النجاح في الأعمال التجارية
هناك أمور تساعد على نجاح الإنسان في التجارة , منها الدينية ومنها التنظيمية والسلوكية
فأما النواحي التنظيمية والسلوكية فتتمثل فيما يلي :
أولا : الصدق في التعامل .
ثانيا : التنظيم واحترام الوقت .
ثالثا : السعي القوي ، والمتابعة الدائمة .
رابعا : قوة العزيمة والإرادة .
خامسا: تنحية العاطفة في العمل والحرص على التوثيق الكتابي في التعامل مهما كانت مكانة الطرف الآخر .
سادسا : حسن التعامل مع الناس ، والحرص على اللطف واللين في الكلام ، وتحمل الآخرين حفاظا على سمعتك التي هي رأس مالك الحقيقي .
سابعا : عدم التهرب من المشكلات التي قد تواجهك ومواجهتها بكل شجاعة , فما من مشكلة إلا ولها حل بإذن الله .
ثامنا _ تجنب المبالغة في سبر الأغوار ، وتوظيف الذكاء في تحليل الأمور بأكثر مما تستحق , فقد تذهب بعيدا ،وتسبح بأفكارك وتصوراتك ، وتبني عليها اتخاذ قرارات مهمة ؛ ثم ما تلبث أن تكتشف أن تلك التصورات التي بنيت عليها القرارات مجافية للحقيقة بعيدة عن الواقع .
وفي كثير من الأحيان يكون التجاهل وغض الطرف أنجع الحلول .
كما قال الشاعر :
ليس الغبي بسيد في قومه ****لكن سيد قومه المتغابي
وهذا السلوك ( وهو التغابي )يعطيك فرصة لتتعرف على الأمور وتتعمق في هذه المعرفة بصورة أكبر مما ييسر لك إيجاد حل جذري لأي مشكلة تقابلك .
وأما من الناحية الدينية الشرعية فاحرص على ما يلي :
1 _ أحسن الظن والثقة بالله عز وجل .
2 _ أحسن وأخلص النية في الوفاء بحقوق الناس وديونهم .
3 _ استشعر بان الله رقيب حسيب مطلع على كل أعمالك .
4 _ احذر من الكسب المشبوه مهما كانت المغريات أو سول لك الشيطان الوقوع فيها ، وخادعك بحلها قال تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )
5 _ وعلى وجه الخصوص احذر من التعامل بالرباء فهو يمحق كل شيء .
6 _ لا تحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه ، واجعل قلبك نقيا من هذه الآفة وإذا شاهدت أحدا رزقه الله ما لم يرزقك بمثله فادع له بالبركة ، وعلى على ثقة بأن من رزقه سيرزقك فلا تستبطىيء رزق الله بمعصيته .
7 _ لا تظلم أحد من العاملين لديك ، وتأكد من أنك قد أوفيتهم حقوقهم وحذر دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب .
8 ـ أدعوكم لتتدبروا هذا الحديث العظيم والذي لو تدبرناه وعملنا به بصدق لفزنا بالظفر ، ونلنا ما نحب ,
(قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحبته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه ) رواه البخاري.

وأخيرا وليس آخرا أتمنى أن أكون قد وفقت في عرض قصة نجاحي ، وخلاصة تجاربي ، وزبدة نصائحي لإخواني وأبنائي الطامحين إلى القمم ، العاقدين العزم على شق طريقهم نحو النجاح والفلاح بإذن الله .
وسوف أترك ما سيأتي فرصة للحوار قدر المستطاع ، وذكر ما لم أذكره من بعض المواقف والطرائف التي مرت بي .
وكما وعدتكم فسأفصح لكم في نهاية المطاف عن شخصيتي الحقيقة ، واسمي وأعمالي إن شاء الله تعالى
ويبدوا آن الأكثرية قد عرفوا كل شيئ
حفظكم الله .
رد مع اقتباس
أضف رد

(( لا تنسى ذكر الله ))


مواضيع ذات صله قسم مشاريع وأفكار

مواقع النشر (المفضلة) وتحتوي على WhatsApp لإرسال الموضوع إلى صديقك



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة





الساعة الآن 02:42 PM


Powered by vBulletin Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لحلول البطالة

استضافة، تصميم مواقع، برمجة تطبيقات، من توب لاين