14-05-2012, 03:21 PM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 8,228
معدل تقييم المستوى: 21474879
|
|
التغلب على شهوات الأنفس
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أن الحمدلله نحمدة , ونستعين بة, ونستغفرة , من سيئات أعمالنا من شرور أنفسنا من
يهدة الله فلا مضل لة , ومن يضلل فلا هادي لة.
وبعد:-
فقد قرأت هذا الموضوع وأعجبني وحبيت أنكم تستفيدون بإذ الله
التغلب على الشهوات.
إن الناظر بعين بصره وبصيرته في عالم اليوم ، يرى حقيقة ما وصل إليه أبناء هذا العصر
مما يسره الله لهم من اكتشافاتٍ واختراعات في وسائلِ متعددة وتقنيات مختلفة من
أنواعِ الهواتف وشبكات المعلومات وقنواتِ البث وغيرها من وسائل الاتصال والإعلام من
مسموع ومقروء ومشاهد ، مما حدا بالقائمين عليها إلا ما رحم ربي بتسخيرها وتوظيفها
واستغلالها في إثارة الشهوة وإخمار العقل وإفساد الروح من نشر للأغاني الساقطة والأفلام
الآثمة والقصص الداعرة وإشاعة الفاحشة ونشر بواعثها ومثيراتها وتعرية المرأة وتحريرها
واستعبادها وإخراجها من بيتها ، حتى هلك الكثير من بني الإنسان في مستنقع الرذيلة
ومغريات الشهوة ، وانسلخت من النفوس المروءة والعفة والغيرة والطهر والعفاف ، نعم ..
إنها الشهوة الباعثة على مقارفة المنكرات وإتيان المعاصي واقتراف المحرمات ،
إنها الشهوة الفطرةٌ الغريزية البشرية واللذةٌ الجثمانيةٌ الجسدية ، نعم .. تلك الشهوة ،
إن لم تُضبط بضوابط الشرع فإنه يزداد سعارها وتتأجج نارها وتهوي بصاحبها في مهاوي
الردى وتلبسه لباس الحيوانات والبهائم التي تحركها غرائزها وتدفعها شهواتها ،
إنها الشهوة إذا انفلت سعارها وانخرط خطامها فإنها ما تزال تعظم وتعظم حتى
تقع الفواحش وتنتشر الأمراض وتكثر المحن وصدق الله " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا
الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا " وإليك أخي الكريم .. أختي العفيفة عشر قواعد
للتعامل مع هذه الشهوات في النقاط التالية :
1. التربية الإيمانية المتكاملة التي تتضمن معاني التقوى والمراقبة والخوف والرجاء
والمحبة ، حتى يصبح العبد إنسانا سويا شابا تقيا نقيا لا تستهويه مادة ولا تستعبده
شهوة " قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي " " ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال ،
فقال : إني أخاف الله "
2. الحذر من النظرة المسمومة ، فهي رائدة الشهوة وسهم من سهام إبليس ،
فالنظرة تولّد خطرة ، والخطرة تولد الفكرة ، والفكرة تولد الشهوة ، فاحذر هذه النظرة
، وقديما قيل : حبس اللحظات أيسر من دوام الحسرات ، وصدق القائل :
كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
3. التفطن لمدافعة الخطرات إذا تولدت في الذهن ، لأنها مبدأ الخير والشر ،
ومنها تتولد الإرادات والهمم والعزائم ، ومن ثم توجب التصورات ، والتصورات تدعو إلى
الإرادات ، والارادات تقتضي الفعل ، ولذلك فإن من راع خطراته ملك زمام نفسه وقهر هواه
وشهوته .
4. لزوم الاستقامة والسعي الجاد في تحقيقها ، والاستعانة قبل ذلك بالحي القيوم
الذي لكمال حياته وقيوميّته لا تأخذه سنة ولا نوم .
5. التعفف والاستعانة بالصوم ، فإنه يكسر جماح الشهوة ، ويخفف من لهيبها "
يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " [ رواه البخاري ] .
6. المسارعة إلى الزواج وتحصين الفرج واختيار الزوجة الصالحة فبها تحصل العفة
ويتزن العقل وتخبو الشهوة " ثلاثة حق على الله عونهم .. ومنهم : والناكح الذي يريد
العفاف " [ رواه الترمذي ]
7. الابتعاد عن كل ما يثير مكامن الشهوة من ألفاظ غزلية ، ونكت فاحشة ، وقصص
هابطة وروايات تافهة " ليس المؤمن بالطعّان ولا باللعان ولا بالفاحش ولا بالبذيء "
[ السلسلة الصحيحة 320 ]
8. الفرار من الأماكن العامة ومنتديات الترفيه والأسواق لما فيها من اختلاط وتبرج
ودعوة إلى الإثارة والإغراءات المحرمة فالفرار الفرار فإن كان لا بد وارتياد هذه الأماكن
فليكن الوقت على قدر الحاجة .
9. النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية ، وهذه قاعدة لا مناص للنفس منها
، وإن كان أهل الجنة يتحسرون على ساعة لم يذكروا الله فيها ، فكيف بمن أضاع وقته
وأمضى عمره في المعاصي والشهوات .
10. الدعاء الدعاء فهو وربي السلاح الذي لا يخون ، وخاصة في زمن يُسِّرت فيه
الفاحشة وكُثِّرت فيه سبل الغواية ، ولا تيأس وأكثر فالله أكثر وعليك بـقول " يا مقلب
القلوب ثبت قلبي على دينك " و " اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
إن النفس بطبيعتها كثيرة التقلب والتلون تؤثر فيها المؤثرات وتعصف بها الأهواء والأدواء ،
فالنفس أمارة بالسوء ، تسير بصاحبها إلى الشر ، فإن لم تُستوقف عند حدها وتلجم
بلجام التقوى والخوف من الله وتؤطر على الحق أطرا ، وإلا فإنها داعية لكل شر وهوى
ومعصية ، والنفس إذا أُطعمت طمعت ، وإذا فوضتَ إليها أساءت ، وإذا حملتها على أمر الله
صلحت ، وإذا تركت إليها الأمر فسدت ، وإن خطوة في الطاعة تقود إلى أختها ، وإن فرجةً
أو ثغرةً في المعصية ما لم تسد بتوبة وتتدارك بطاعة ؛ توشك أن تكون نقباً كبيراً تهدم
البناء والحصن الذي آتانا الله عز وجل إياه بالإيمان والإسلام
أسأل الله أ يثبتنا على مايرضية
وهذا وصلى آللهم على سيدنا محمد وآله وصحبة أجمعين
منقول
|