25-05-2012, 03:39 AM
|
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: صحراء من جليد
المشاركات: 709
معدل تقييم المستوى: 7847454
|
|
في بعض الأحيان تدفعني رغبة خفية لسكب كمية كبيرة من الكلونيا على جسمي وإشعال عود ثقاب وتهديد العالم بأنني سأحرق جسدي !
كل شيء حولي مزعج صوت السيارات العابرة وأبواقها .. ضجيج المكيف الآن حتى صوت فيروز أصبح كصوت إحتكاك ملعقة في قاع قدر فارغ ! ولكن هذا لايمنع من أن أكتب مايجول في خواطري من .. صحيح ماذا أكتب ؟
هل أكون رومنسياً وأكتب غزلاً ! فكرة جيدة ولكن حتى حديث الغزل والرومانسية أصبح ساذجاً وليس ذو معنى كل مايحضرني الآن هي ذكريات قديمة تعبرني كطيف شبح جميل يمتزج بشذرات روحي ويطبع قُبلاً صغيرة على وريدي.. آخ ياذكرياتنا المدفونة في زوايا الليل كم هي كثيرة نعيشها بتفاصيلها ونتمنى أن لانفيق منها .. ولكننا في الأخير نفيق .. نعم نفيق وكأننا كنا بالسما وفجأة سقطنا من السماء .. على صخرة صماء .. فانشطرنا نصفين ..
أقسم أنها أحاديث ساذجة ولافائدة منها ..
حسناً هل نكتب حزناً وكآبة ؟ ولماذا ننغص على أنفسنا فالجميع بخير حتى ولو قال غير ذلك .. مادمام هناك شخص واحد على الأقل أسوء حالاً منك فأنت بخير .. مادام الخبز الذي نأكله لايصدر صوتاً مزعجاً حينما نقضمه لأنه يابس فنحنً بخير .. ولابأس في أن نحزن قليلاً أو نبكي كثيراً أنا أحزن بعض الأحيان وليس دائماً
لأني إنسان ! وكل إنسان تمره الأحزان لأنه إنسان !
أنا إنسان حتى لو قيدتني الهموم .. وكبلتني الأحزان .. أنا إنسان !
أنا إنسان .. يستلقي على رصيف الكآبة .. ويتوسد صُرة أشجان .. أنا إنسان !
أنا إنسان .. يرن الهاتف في جيبي .. إنه أبي .. أبي حبيبي .. أنا إنسان !
أبي - إخرس ياحيوان ؟ وأجلب الخبز بسرعة .. واللبن من الدكان !
ولكني ولكني إنسان !
حسناً حتى هذه الأحاديث الفارغه لاجدوى منها .. ولكن سأخبرك بالحقيقة أنا أتمنى أن أتزوج إمرأة حزينة ألمح الدمعة في إبتسامتها أسمع صوت الناي في بحتها .. أريد أن أطوقها وهي تبكي بكفين كإسوارة من نور الصباح .. ولكن كيف أجدها ؟ في الشارع أرى آنسات متهندمات جميلات وأتمنى لو يحدث لها كارثة ثم أنقذها منها ! .. وبعد ذلك أقترب منها بشكل أنيق ومهذب وأقول لها .. سيدتي هل تقبلين دعوتي بتناول العشاء معي الليلة ؟ رجاءً قبل أن تحكم علي إسمعني للآخر ..
أصلاً أنا رجل شرق أوسطي لايجيد التعامل برقي .. لو وافقت سأصطحبها لمطعم " مندي " نعم وسأجعلها تتربع على صحن يطفح بالأرز ! .. مهلاً .. هل أطلب الدجاج وإلا اللحم ؟ سأطلب الدجاج لأن الأطباء يقولون أن اللحم الأبيض مفيد وصحي ..
أوعدكم ياسادة أن أكون مهذباً .. لن أنظر لوجهها لأنه سيكون مغطى بالكامل ولن أتحدث بأحاديث جانبية سافلة .. ولكني لا أضمن أن ترتطم يدي بيدها ونحن نتسابق للحصول على فخذ الدجاجة
سنتناقش بهدوء وسأخبرها أن برقعها الليلة يبدو جميلاً .. وأنني أرغب بالارتباط بفتاة حزينة مثلي وسأشرح لها تفاصيل حياتي كاملة ..
عفواً : تخيل لو خرجت من كبينتنا لجلب العصير وإذا بأسود الهيئة في الكبينة المجاورة تلتهم صغير ماعز ! يا إلهي ؟
أرجوك لاتفهم من هذا أنني أكره رجال الحسبة .. كلا والله .. نعم أخالفهم في بعض التصرفات ولكن وجودهم ضروري .. جداً
المهم كل هذه المخيلات والكتابات مجرد هرطقة لافائدة منها أصلاً الكتابة تصيبني بالملل عادةً في الكلمة الثالثة من السطر الثاني في أي شيء أكتبه ..
ولكن أتساءل كثيراً هل نحن نرتدي وجوهاً إذا خرجنا للعالم غير وجوهنا ؟ هل مايمنعنا عن إرتكاب وقول وكتابة الأشياء البذيئة والقذرة هل هو رادع ديني ؟ أم ممارسة مثاليات لنصل لشهرة أو لغرض نريده بشدة ؟
هل نُخبر الغرباء الأشياء الحقيقية عنا ؟ حتى التي تحزننا ؟ أم نقول مايودون سماعه !
لا أعلم عنك أما أنا أرى أن أفضل حل هو أن أبتعد عن الغرباء كي لاأنجرف خلف المثاليات ومحاولة الظهور بأشكال زائفة .. فأنا لستُ مثالي ..
ها أنا أثرثرمن جديد لقد تحملتموني كثيراً .. حتى أوراقي بدأت أعصابها تحترق من هذياني .. هل أبلها في كوب القهوة ؟
لا .. سأضعها في الدرج لتحترق بسلام .. وسأذهب وأفتح النافذة وألقي الشتائم على هذه السيارات المزعجة .. أو ربما أنام مبكراً الليلة قبل أن تهاجمني أسراب البعوض اللعبنة ..
إلى اللقاء
|