22-05-2012, 11:56 PM
|
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: صحراء من جليد
المشاركات: 709
معدل تقييم المستوى: 7847454
|
|
فكأننا والماءُ من حولنا .. قومٌ جلوسٌ وحولهمُ الماءُ ..
[align=right].
.
صديقي مصطفى الحبيب ..
أعتذر لإنقطاعي كل هذه السنوات والكتابة لك فجأة دون سابق إنذار .. ولكن ياصديقي المنتفخ لم يبقى لي أصدقاء فلقد إنفض الناس من حولي ..
أصدقائي القدامى منهم من إنتحر .. ومنهم من أصبح مدمن مخدرات .. وهناك منهم من إختفى فجأة حتى أهله لايعلمون عنه شيئاً ولم يتبقى لي إلا أنت ..
هل تذكر ياصديقي أيام الدراسة ؟ أوه ما أجمل تلك الأيام .. كان آخر عهد بك يوم إستلمنا وثائق التخرج .. أعلم أنك كُنت الأول على الصف .. ولكن هل تعلم أنني كنت الثاني !
نعم يامصطفى الحبيب لقد تخرجت بإمتياز .. رغم ماتسمعه عنا بأننا شباب كسول .. لاتصدقهم أيها الصديق فنحنُ شباب يحب أن يدرس ويحب أن يعمل ولكننا في وطن يجحد أبناءه للأسف .. لاتخبر أحداً أنني قلت هذا .
صديقي العزيز .. لم أكن أفهم سر إنجذاب المعلمين لك من بين الطلاب الآخرين ؟ هل السر بنطالك الأزرق الذي ترتديه تحت ثوبك الشفاف هه ؟ لقد كنت تبدو أحمقاً في ذلك الزي الغريب !
لقد كنا نواجه الجحود منذ الصغر فلا المعلمين يثقون في إمكانياتنا في ذلك الوقت .. ولا المسؤولين الآن يثقون أيضاً .. بعد التخرج ياصديقي بدأت رحلتي للبحث عن عمل لم أترك مبنى ولا دائرة لم أدخلها كنت متباهياً بشهادتي ومتأكداً أنني سوف أُستقبل بالورود والشاي والقهوة والهل والبل .. ولكن للأسف أستقبلوني بكلا ولا ..
تذكرت ياصديقي .. في حصة الرياضة كنت تبدو وغد سمين لايجيد اللعب ولكن لأن في دمك تجري دماء وروح التمرد فلقد سمعنا ذات يوم صوت إنشقاق رهيب لقد تمزق سروالك الداخلي أثناء التمرين هههه ومع ذلك كنت تأخذ الدرجات كامله ..
تباً لك كنت تحصد كل الدرجات دون توقف ؟
نعود لموضوعنا .. بحثت في كل مكان أيها الحبيب ولم أجد .. كانت الواسطة تسلبني حُلمي وأنا واقف أتفرج .. وكانت نظرتي لشهادتي تتناقص كل يوم لقد أصبحت ورقة زائدة لافائدة منها تُذكر ..
ولأنني متباهي وأحب التفاخر فلقد قررت أخيراً أن أبروزها وأعلقها في جدار غرفتي لقد كنت أطرق المسمار بقوة لأني كنت أشعربقهرشديد حتى ثقبت الجدار على منزل جارنا ..
لم تصدق ماذا شاهدت في منزل جارنا .. لقد كان هو وزوجته يتحلقون حول مبخرة ينبعث منها دخان وكانوا يؤدون طقوس ويقولون كلمات غريبة لم أستطع فهمها ! حين إلتفت جارنا إلى الحائط ليرى عيني تخترق الجدار وتنظر بإستغراب فزادت أصواتهم وبدأوا يرقصون ويرتعشون بغرابه ! تركت هؤلاء الخسيسين وشأنهما فلم أكن أريد أن يفسدوا علي فرحتي بتعليق الشهادة على الحائط .. لاتخبر أحداً أني أخبرتك عن جاري أيضاً ..
صديقي الحبيب .. لقد أصبحت أنظر كل يوم لشهادتي المعلقة وكأن حلمي الصغيرأصبح لايتعدى حدود ذلك الحائط .. لقد أصبحت أناجي أشياء غريبة لاتسمعني ولاتفهمني .. نعم يامصطفى لقد خاطبت الشمس والشفق .. بكيت للسهر والأرق حتى أصبحت أخجل من إزعاجها بمشاكلي التي لاتنتهي ولكن ماذا أفعل لقد .... آسف ياصديقي على ثرثرتي الزائدة هذا اليوم لقد أشغلتك وأنت تريد أن تنام فلديك غداً شركة تديرها ..
نعم وأنا لدي حقل كبير إسمهُ وطن .. سأذهب باكراً لاحصد خيباتي اللامتناهية منه ..
إعتبرها مجرد فضفضة في غير وقتها
تصبح على خير ياصديقي ..
أقبِّل وجهك المستدير ..
صديقك المخلص / جداً حزين [/align]
|