30-06-2012, 04:05 PM
|
|
Guest
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2012
المشاركات: 4,027
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
"ولائم" ومظاهر خادعة تُحرج أُسَراً اكتوت بغلاء الأسعار في الصيف
البعض يستدين لـ"كسر العين".. وكاتب يقترح إرسال "دليفري" للمعزومين
"ولائم" ومظاهر خادعة تُحرج أُسَراً اكتوت بغلاء الأسعار في الصيف
ريم سليمان - سبق - جدة: يتفاخر العالم المتقدم بالإعلان يومياً عن اختراع أو دواء جديد أو ما شابه ذلك، أما نحن العرب فنفتخر بالولائم والأكلات الجديدة، وما يطلقون عليه الكرم الحاتمي، حتى اختزل معنى الكرم في الطعام فقط، مما زاد من أعباء الأسرة وأصبحت الوليمة همّاً كبيراً على عاتق الأسرة، بل باتت شراً لا بد منه في بعض الأوقات بسبب العادات والتقاليد.
سبق تتعرف على آراء الأسر في إقامة الولائم الصيفية، حتى ولو كانت بالاستدانة، وتتساءل هل هو كسر عين أم كرم حاتمي؟، وسواء كان هذا أم ذاك، فعلينا أن نتخلص من هذه العادة حتى لا نزيد من أعباء الأسر.
صفة أصيلة
تحدث لـ"سبق" عبدالله الغامدي عن ارتفاع تكاليف الولائم التي أصبحت عائقاً أمام الكثيرين في الصيف، والذي يرجع للارتفاع المبالغ في سعر الذبائح، وقال: الولائم صفة أصيلة في الشعب السعودي حتى ولو ارتفعت الأسعار، مما يضطرني إلى الاستلاف في بعض الأوقات حتى لا أبدوا صغيراً أمام أهلي، رافضاً تماماً فكرة العزومة خارج المنزل، والذي اعتبرها عيباً في حق أهله.
وقال المعلم حاتم عبدالرحمن إنه لا يفضل إقامة عزائم كبيرة، ولا علاقة لذلك بالكرم، مشيراً إلى أنه هو وأصدقاؤه على قناعة تامة بأن الحياة لم تعد تحتمل مصاريف زائدة، وتابع: "لقد كنا أسبوعياً نشترك أنا وأصدقائي في شراء "حري"، والآن بات من الصعب فعل ذلك بسبب ارتفاع الأسعار ومسؤوليات الأسرة التي لا تحتمل مصاريف إضافية"، وأضاف قائلاً: "على الجميع أن يتعامل مع الأمر دون إحراج والخروج من الأفكار القديمة التي دائماً ما تربط الكرم بإقامة الولائم والذبائح، كما أن الصيف لا يحتمل مصاريف زائدة، حتى السياحة أصبحت مرتفعة للغاية، وأصبح من المكلف السفر للتنزه كما كان من قبل".
اقتصاد الأسرة
وقال بندر السعيدي: "كنت من قبل أشتري الذبيحة بـ700 ريال كل شهر، إلا أنه الآن ومع ارتفاع الأسعار جعلني أشتري كل أربعة أو خمسة أشهر حتى أستطيع أن أتحمل مصاريفها"، وأضاف: "بدأت أخرج للمطاعم الخارجية بين كل حين وآخر وشراء أطعمة جاهزة للأسرة والأهل، حيث تعد أرخص بكثير من الولائم المنزلية"، إلا أنه رأى أن ذلك يضعه في حرج كبير مع الأهل والأصدقاء.
أما فهد الحارثي فأفاد أن لا مكان للعزائم والولائم في الوقت الحالي، فاقتصاد الأسر بات محدوداً، وغلاء المعيشة أصبح عبئاً على كل أسرة، وقال: "صرت أقضي الصيف في السياحة الداخلية وأهرب من ولائم وعزائم الصيف، فمن الصعب التفكير في أي أعباء إضافية"، مشيراً إلى أن مفهوم الكرم لابد أن يختلف ولا نربطه بالطعام والشراب، واستنكر تصرفات البعض لإحراج شخص لإقامة وليمة.
وأضاف صالح الغامدي أن "أسعار المواشي في هذه الأيام تشهد ارتفاعاً واضحاً إلا أننا مجبرون على الشراء، بسبب العادات والتقاليد التي تعيب على الفرد إقامة أي وليمة دون المستوى. إلا أنني أصبحت ألجأ للأبقار بدلاً من الغنم نظراً لارتفاع أسعارها".
وللشباب رأي آخر
قال المحاسب سعيد عبدالله: "لا مكان الآن للعزائم والولائم والمنظرة الكاذبة، وأفضل أنا وأصحابي الخروج وتناول وجبات سريعة"، مشيراً إلى بعض التصرفات التي يراها أمامه من بعض الأسر التي تقيم الولائم وترجع تبكي على ما تكبدته من أموال طائلة في الوليمة، متسائلاً: "لماذا نقيمها إذا كنا لا نقدر على ثمنها؟!".
ورأى أن فكرة الوليمة التي تكلف آلاف الريالات لا معنى ولا داعي لها، موضحاً أن هناك في كل أسرة إما شاب عاطل عن العمل أو فتاة، وهما أولى بتلك المبالغ.
الاقتراض لعمل الوليمة
أكد الكاتب في جريدة المدينة إبراهيم نسيب أن هناك مبالغة أكثر من اللازم في إكرام الضيف والبذخ داخل المجتمع السعودي، مشيراً إلى أن الشعوب العربية بصفة عامة تفكر عكس العالم، فالعالم يفكر في الصناعة والابتكار ونحن نفكر في ابتكار أكله جديدة.
وتحدث عن موقف حدث معه، حيث جاءه أحد أصدقائه طالباً سلفة من المال، حيث لم يملك قيمة تجهيز خروف الوليمة، مستعجباً من فئات تقبل الاقتراض لأجل إقامة عزيمة ومنظرة فارغة، وأشار إلى أن هناك ولائم تهدم اقتصاد الأسرة لأشهر، وبالرغم من ذلك تراهم يقبلون على ذلك بصدر رحب.
الكرم الحاتمي
ورأى نسيب أن الظروف والأجواء العامة الآن لا تستدعي أي ولائم ولا ما وصفه "بالكرم الحاتمي" وقال: ما كنا نعرفه عن الإكرام من قبل انتهى، موضحاً أن المنظرة الآن لمصلحة أخرى أو لهدف خاص وليس لوجه الله أو محبة بل باستخدام مبدأ "كسر العين".
واقترح طريقة حديثة ربما تساعد الأسر ولا تحملها كثيراً، بإرسال "دليفري" بالطعام لمن نريد عزومته حتى لا نحمل أنفسنا عبئاً زائداً، ونحمل الضيف مشقة الطريق والزحام الموجود في كل الأماكن.
ونصح الأسر بعدم الاهتمام بتلك المظاهر والاهتمام بشؤون المنزل ومصاريف الأسرة والأبناء، بدلاً من إقامة الولائم والمفاخرة بأنواع اللحوم من "جمال وخرفان وطليان وغيرها" أمام الآخرين.
مشكلة الصيف
وقدر الخبير الاقتصادي جمال بنون أن الغذاء يستقطع من ميزانية الأسرة السعودية 45%، والمقصود الغذاء الذي يعد في المنزل، فيما تتوزع النسب المتبقية ما بين السكن والإيجار والمواصلات و5 - 7% تخصص للترفيه إذا تبقى شيء من الدخل وهذا نادر.
ورأى أنه مع دخول الصيف تواجه الأسر السعودية مشكلة التعامل مع الصيف ومتطلبات السياحة الداخلية، خاصة بعد ارتفاع البطالة التي بلغت أكثر من 4 ملايين شخص، والتي تزايدت نسبتها في الأوساط النسائية.
وأفاد أنه ما يقرب من 60% من السياح السعوديين يفضلون قضاء سياحتهم في المناطق القريبة من مدنهم، والتي تعتمد على أقل تكلفة ومصاريف بسيطة، وما يتماشى مع ميزانية الفرد والأسرة، ولذا فإن البنوك السعودية مثل أي منتج تستغل هذه المناسبة أو فترة الصيف تنشط في ترويج منتج تقديم قروض شخصية للموظفين.
ورأى أن الصيف في مجمله غير مغرٍ للأسر السعودية، ولا يوجد ما يبهر أو يلفت الأنظار، لهذا تبقى المطاعم والتخفيضات هي المحرك الرئيس للأفراد ولطلبات السياح، مشيراً إلى أنه في ظل غياب وسائل نقل آمنة وطرق غير مراقبة أمنياً ومرورياً، ستبقى السياحة مشروعاً وطنياً فقط وليس استثمارياً.
|