09-04-2008, 03:03 AM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2007
الدولة: بأرض الرسول ومهبط الوحي
المشاركات: 5,065
معدل تقييم المستوى: 8088
|
|
لماذا تزوج مسلم امرأة ... وماذا فعلت زوجته ليلة العرس؟؟؟قصة واقعية
قبح جميل
قصة واقعية..
قال ابن ايمن : سبحان الله ، ما رأيت [GRADE="008080 4B0082 808080 4B0082 8B0000"]كاليوم دميتين لا تفتح الأعين على أجمل منهما ولو نزلا من السماء والبستهما الملائكة ثيابا من الجنة ، ما حسبت أن تصنع الملائكة أظرف ولا أحسن مما صنعت أمهما
فالتفت إليه مسلم وقال : أحب أن تعوذوهما فمد الرجل يده ومسح عليهما وعوذهما بالحديث المأثور ودعا لهما ، ثم قال : ما أراك إلا استجدت الأم فحسن نسلك ، وجاء كاللؤلؤ يشبه بعضه بعضا صغاره من كباره وما عليك الا ان تكون قد تزوجت ابنة قيصر فاولدتها هذين ، وأخرجتهما في صيغتها الملوكية من الحسن والأدب والرونق ، وما ارى مثلهما يكونان في موضع الا كان حولهما جلال الملك ووقاره مما يكون حوليهما من نور تلك الأم .
الم تتشوق أيها القارئ لمعرفة قصة أم هذين الابنين ؟
انهما أولاد مسلم بن عمران وهاهو الوالد يحكي لنا قصته مع أم هذين الولدين
ويجيب على ابن ايمن فيقول : أنت على ذلك غير مصدق إذا قلت لك إني أحب المرأة الجميلة التي تصف ، وليس بي هوى إلا في امرأة دميمة هي بدمامتها أحب النساء الي وأخفهن على قلبي وأصلحهن لي ما اعدل بها ابنة قيصر ولا ابنة كسرى
فبقى ابن ايمن مشدوه مما يسمع !
ويقول مسلم : إني أحب امرأة دميمة قد أخذت بي كل مذهب وأنستني كل جميلة في النساء، ولئن أخذت أصفها لك لما جاءت الألفاظ إلا من القبح والشوهة والدمامة ، غير إنها مع ذلك لا تجيء إلا دالة على أجمل معاني المرأة عند رجلها في الحظوة والرضا وجمال الطبع
فقال ابن ايمن : والله إن أراك إلا شيطانا من الشياطين وقد عجل الله لك من هذه الدميمة زوجتك التي كانت في الجحيم لتجتمعا معا على تعذيب تلك الحوراء الملائكية أم هذين الصغيرين
فضحك مسلم وقال : إن لي خبرا عجيبا :
كان ابن مسلم يحمل تجارة إلى البصرة وما زال يحمل التجارة من هذه إلى هذه فيربح ولا يخسر حتى كثر ماله ثم بدا له أن يتسع في الآفاق البعيدة ليجمع التجارة من أطرافها ويبسط يده للمال حيث يكثر مالي وحيث يقل ويقول : كنت في شدة الشباب وأول هجمة الفتوة على الدنيا وقلت : إن في ذلك خلالا فأرى عظة وعبرة وأعلم علما جديدا ولعلني أصيب الزوجة التي اشتهيها وأصور لها في نفسي التصاوير وكأني لم أرى في البصرة امرأة بتلك التصاوير التي في نفسي فتأخذها عيني فتعجبني فتصلح لي فأتزوج بها وطمعت أن استنزل نجما من تلك الأفاق أحرزه في داري فمازلت ارمي حتى دخلت (( بلخ)) وهي من أجمل مدن خراسان والى خوارزم وكان إمامها وعالمها (( أبو عبد الله البلخي )) وكنا نعرف اسمه في البصرة فحملتني إليه ذكرى الوطن كأن فيه بلدي وأهلي فذهبت إلى حلقته وسمعته يفسر قول النبي صلى الله عليه وسلم (( سوداء تلد خيرا من حسناء لا تلد )) فسمعت كلاما والله لا عهد لي بمثله وأنا من أول نشأتي اجلس إلى العلماء والأدباء فلا سمعت ولا قرأت مثل كلام البلخي ولقد حفظته حتى لا تفوتني لفظة منه وبقي الكلام يعمل في نفسي عمله ويدفعني إلى معانيه دفعا حتى أتى علي ما ساحدثك به (( إن الكلمة في الذهن لتوجد حادثة في الدنيا))
ثم عاد مسلم ابن عمران إلى البصرة وآثر السكنى بها فيقول مسلم : علمت انه لا يحسن بي المقام بغير زوجة ولم يكن بها أجل من جد هذين الغلامين وكانت له بنت قد حبسها عن الزواج وتعرض بذلك لعداوة خطابها فقلت : لو لم تكن هذه البنت أجمل النساء وأكملهن ما ظن بها أبوها رجاوة أن يأتيه بمن هو أعلى فحدثتني نفسي بلقائه فجئته خلوة
فقطع عليه ابن ايمن وقال قد علمنا خبرها من منظر هذين الغلامين ، وإنما نريد أن تحدثنا عن تلك الدميمة التي تعشقها
قال : مهلا فستنتهي القصة أليها . ثم إني قلت : يا عم أنا فلان ابن فلان التاجر . قال : ما خفي عني محلك ومحل ابيك . فقلت : جئتك خاطبا لابنتك . فقال : والله مابي عنك رغبة ، ولقد خطبها إلي جماعة من وجوه البصرة وما أجبتهم ، واني لكاره إخراجها عن حضني إلى من يقومها تقويم العبيد فقلت : قد رفعها الله عن هذا الوضع ن وأنا أسالك أن تدخلني في عددك، وتخلطني بشملك
فقال : ولا بد من هذا ؟ قلت : لا بد فقال : اغد علي برجالك .
فانصرفت إلى ملاء من التجار فقالوا : هذا رجل رد من هو أغنى منك وانك لتحركنا إلى سعي ضائع
قلت : لا بد من ركوبكم معي . فركبوا وهم على ثقة من أنه سيردهم
فصاح ابن ايمن ، وقد كادت روحه تخرج : فذهبت فزوجك بالجميلة الرائعة أم هذين ، فما خبر تلك الدميمة
قال مسلم : يا سيدي قد صبرت إلى الآن أفلا تصبر على كلمات تنبئك أين يبدأ خبر الدميمة فإني ما عرفتها إلا في العرس
( اذا كنت ايها القارئ تصيح مثل ابن ايمن فاصبر لم يبقىالا القليل )
قال : وغدونا عليه فأحسن الإجابة وزوجني ،وأطعم القوم ونحر لهم وقال : إن أردت أن تبيت بأهلك فافعل ، فليس لها ما يحتاج إلى انتظاره .
فقلت : هذا يا سيدي ما أحبه ، فلم يزل يحدثني بحسن حتى كانت المغرب فصلاها بي ثم سبح فسبحت ودعا ودعوت وبقي مقبلا على تسبيحه ودعائه لا يلتفت إلى احد حتى آلمني الانتظار كأنه يرى أن ابنته مقبلة مني على مصيبة فهو يتضرع ويدعو.... !
ثم كانت العتمة فصلاها بي ن واخذ بيدي إلى دار قد فرشت بأحسن الفرش وبها خدم وجوار فما استقر بي حتى نهض وقال استودعك الله ، وقدم الله لكما الخير وأحرز التوفيق .
وجاءتني عجائز من شمله ، ليس فيهن شابة إلا من كانت في الستين ......
فنظرت وجوه كوجوه الموتى كأنها أطلال زمن انقضى بين يدي .
فصاح ابن ايمن وقال : وان دميمتك لعجوزا أيضا ...؟ وما أراك إلا قتلت أم الغلامين .
قال مسلم : ثم رأيت العروس بعد أن ملئت العجائز عيني موتا وأخيلة شياطين وظلال قرود فما كدت استفيق لأرى زوجتي حتى أسرعن فأرخين الستار علينا فحمدت الله لذهابهن ، ونظرت .....
وصاح ابن ايمن وقد أكله الغيظ : لقد أطلت علينا فستحكي لنا قصتك إلى الصباح وقد علمناها ويلك ، فما خبر تلك الدميمة ؟
قال مسلم : لم تكن الدميمة الشوهاء إلا العروس ...........
فزاغت أعين الجماعة ، واطرق ابن ايمن بحيرة ولكن الرجل مضى يقول :
ولما نظرتها لم أرى إلا ما كنت حفظته عن أبي عبد الله البلخي ، نفسي جاءت بي إليها وكأن كلام الشيخ يديرني ويصرفني ، وما أسرع ما قامت المسكينة وانحنت بين يدي وقالت :
(( يا سيدي أنا سر من أسرار والدي كتمه عن الناس وأفضى به إليك إذ رآك أهلا لستره عليه فلا تخيب ظنه فيك ولو كان الذي يطلب من الزوجة حسن صورتها دون حسن تدبيرها وعفافها لعظمت محنتي وأرجو أن يكون معي منها أكثر مما قصر بي في حسن الصورة ، وسأبلغك محبتك في كل ما تأمرني ولو انك آذيتني لعددت الأذى منك نعمة فكيف إن وسعني كرمك وسترك ؟ انك تعامل الله بأفضل من إن تكون سببا في سعادة بائسة مثلي أفلا تحرص يا سيدي أن تكون هذا السبب الشريف .....))
ثم إنها وثبت فجاءتني بمال في كيس ، وقالت : يا سيدي ، قد احل الله لك معي ثلاث حرائر وما آثرته من الإماء وقد سمحت لك تزويج الثلاث وابتياع الجواري من مال هذا الكيس فقد وقفته على شهواتك ولست اطلب منك إلا ستري فقط !
فقلت لها : إن جزاء ما قدمتي ما تسمعينه مني : (( والله لأجعلنك حظي من دنياي فيما يؤثره الرجل من المرأة ، ولأضربن على نفسي الحجاب ما تنظر نفسي إلى أنثى غيرك أبدا )) ثم أتممت سرورها فحدثتها بما حفظته عن أبي عبد الله البلخي فأيقنت والله يا ابن ايمن إنها نزلت مني أرفع منازلها وجعلت تحسن وتحسن ، كالغصن الذي كان مجرودا ثم وخزته الخضرة من هنا ومن هنا
وعاشرتها ، فإذا هي أضبط النساء، وأحسنهن تدبيرا، وأشفهن علي ، وأحبهن لي ، وإذا راحتي وطاعتي أول أمرها وآخره ، وإذا عقلها وذكاؤها يظهران لي من جمال معانيها مالايزال يكثر ويكثر فجعل القبح يقل ويقل وزال القبح باعتيادي رؤيتها وبقيت المعاني على جمالها وصارت لي هذه الزوجة هي المرأة وفوق المرأة .
ولما ولدت لي جاء ابنها رائع الصورة فحدثتني انها كانت لا تزال تتمنى على كرم الله وقدرته أن تتزوج وتلد أجمل الأولاد ولم تدع ذلك من فكرها قط
ورزقني الله منها هذين الابنين الرائعين فانظر أي معجزتين من معجزات الإيمان .....!
((حاولت اختصار القصة بقدر الامكان ارجوا أن يكون فيها الفائدة ولمن أراد الإطلاع وقرأتها كاملة وتفاصيل محاضرة أبي عبد الله البلخي تجدونها في كتاب وحي القلم لمؤلفه مصطفى صادق الرافعي كتاب رقم 1))
[/GRADE]
منقول..
وايضا توجد في سلسلة من روائع القصص للدكتور طارق السويدان..
|