تراكمت المصائب ، وارتفعت نسبة البطالة ، وامتلأت حياتنا بالتجاوزات وازداد عشاق البرتقالة

وغابت الأخلاق وتشربنا الوجع العربي من كؤوس الصهيونية حتى الثمالة ..

هناك على الأرصفة تشاهد الفاقة و اليتم والحاجة فتكتفي بالتأثر وذرف الدموع وأحياناً بالخضوع

وأكثر شيء تستطيعه هو أن تمتد يدك للمساعدة ظناً منك انك ستغير في الكون حاله ..

وشبابنا تغرق أجسادهم بملابس ضيقة ، بعضها ممزقة ،

وحين تتساءل عن هذا التشوه تفاجئك إجابة منطقية لم تكن متوقعة ,

إن كل الأوطان ممزقة وإن الالتحام استحالة .

فتياتنا البريئات تلوثن بشفاه صناعية وأنوف مركبة وأصبحت القدوة نانسي وتلك المدعوة هيفا ،

وتجد ابنة العشرة أعوام تتابع العروض الباريسية وترتدي الملابس السحرية

لتظهر جسدا لم يكتمل بعد جماله ...

وذلك القلب النابض بالحب تحتضنه أنياب ذئب ،

وللأسف تكنولوجيا الهواتف المحمولة تتصيد كل مخدوعة باسم المشاعر تغامر وتصبح مذلولة ،

لتكون فريسة بين أيدي حثالة ..

وتنام في الأرحام فرحة مقتولة ويتمدد الوهم على خاطري في كل ليلة

ويبقى فؤادي يعاني والخفقات تتساءل عن حلم عذري قد تم اغتياله .

حوريه تلبستها جنية وفجأة كل حياتها وما حولها وما فوقها تلون بصبغة رمادية

وغابت عن فكرها الأبجدية وبدأت أصداء السؤال تتردد في وجدانها متى هذا الحزن يفك عني أغلاله ..

أريد أن أرحل وابتعد ليتني أختفي وأمسح ذاكرتي وأنسى كل شيء مر في تاريخي البائس

وتجف دموعي المرة وأقتل في عيوني تلك النظرة وأقدم لروحي الحزينة أوراق استقالة..

لكن كل الأمنيات هي كلمة واحدة فقط لا تتغير تفيد الاستحالة ..

حورية المساء كانت هنا بأحزانها المتناثرة كأمطار الخريف الذابل كروحها ..