لا تزال هذه الخطبة الرائعة لفارس منبر المسجد الحرام الدكتور سعود الشريم
حاضرة في ذهني وبارزة في ذاكرتي
وإني أعلم جيدا جيدا أن خطب الشريم ليست كأي خطبة تلقى
فهي نادرة في مادتها وعظيمة في موضوعاتها وجميلة في إلقائها
وهناك خطبة جميلة في موضوعها ، مذهلة في عرضها خطب فيها عن " خطورة الهم " ..
الهم ... ذلك الهاجس الذي يأرق الكثيرين من المسلمين ويحاولون الهروب منه
تارة بالحرام أو بالسفر أو بإتيان الكهنة والسحرة
ومع ذلك لا مفر منه ولم ينفكوا عنه
ومن باب الفائدة لكم فإني أنقل لكم الأثر المروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
عندما تحدث فيه عن الهم وقوته وأنه جند من جنود الله
ثم أشير عليكم بالإستماع إلى خطبة الشريم التي عن " الهم "
فوالله إنها من الخطب التي كأنها خرجت من القلب فأصابت قلوبنا ونفذت إليها
ولعل بعضنا يجد فيها ضالته المنشودة
وأسأل الله أن يشرح صدورنا بالإيمان ويبعد عنا الهموم والغموم
سُئل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما أشد جنود الله ؟؟
قال : إني نظرت إلى الحديد فوجدته أشد جنود الله ،
ثم نظرت إلى النار فوجدتها تذيب الحديد فقلت النار أشد جنود الله ،
ثم نظرت إلى الماء فوجدته يطفئ النار فقلت الماء أشد جنود الله
،ثم نظرت إلى السحاب فوجدته يحمل الماء فقلت السحاب أشد جنود الله
،ثم نظرت إلى الهواء وجدته يسوق السحاب فقلت الهواء أشد جنود الله
،ثم نظرت إلى الجبال فوجدتها تعترض الهواء فقلت الجبال أشد جنود الله ،
ثم نظرت إلى الإنسان فوجدته يقف على الجبال وينحتها فقلت الإنسان أشد جنود الله ،
ثم نظرت إلى ما يُقعد الأنسان فوجدته النوم فقلت النوم أشد جنود الله ،
ثم وجدت أن ما يُذهب النوم فوجدته الهم والغم فقلت الهم والغم أشد جنود الله
،ثم نظرت فوجدت أن الهم والغم محلهما القلب فقلت القلب أشد جنود الله
،ووجدت هذا القلب لا يطمئن إلا بذكر الله فقلت أشد جنود الله ذكر الله
( الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب )