09-04-2013, 07:24 PM
|
Guest
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: نقيب كيميائي
المشاركات: 7,830
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
كيف رفض الأمير نايف دخولي الكلية الأمنية؟
بداح خليف الشمري*
من الصعب أن تجد ما تقوله عن رحيل نايف بن عبدالعزيز. ومن الصعب أيضا ان تكتب شيئا لم يكتبه خبراء السياسة والأمن في هذا الرجل ومصاب فقده. لكنني ارتأيت أن أذكر مآثر هذا الرجل من خلال موقفه مع أحد أبناء هذا الوطن وهو كاتب هذه السطور.
في عام 1416ه كان طموحي أن التحق بكلية الملك فهد الأمنية وكنت ككثير من الشباب امتلك الحماسة والطموح لخدمة الوطن عن طريق مؤسساته الأمنية والعسكرية. الإقبال الكبير الذي تحظى به الكلية من قبل خريجي الثانوية العامة كان عقبة صعبة في تحقيق طموحات الجميع فكان لابد أن يتم قبول أعداد بسيطة بالنسبة لعدد المتقدمين الضخم.
أعلنت الأسماء في ذلك العام وأصبت بخيبة كبيرة لعدم قبولي في الكلية ووقتها لم يدر في مخيلتي إلا أمر واحد وهو مقابلة الامير نايف شخصيا بهدف منحي قبولا في الكلية.
اتجهت إلى مبنى وزارة الداخلية وانتظرت مع عدد من المواطنين قدوم الامير وكنت اول المنتظرين في قائمة طويلة. فور وصول سموه ونزوله من سيارته تقدمت بخطاب طلب التحاقي بالكلية الامنية ولانتهاء اجراءات القبول اعتذر سموه متواضعا لكنني ألححت عليه بالطلب فلم يشأ أمام هذا الالحاح أن يكسر طموحاتي بتكرار الاعتذار فما كان منه رحمه الله إلا أن انزل "بشته" بهدف إهدائه لي..فقلت له :إن اهداءك هذا فخر وموقف لن انساه لكنني اريد القبول في الكلية. وأمام هذا الإصرار أراد أن يزيد من حجم الهدية السابقة فقام باستدعاء سائقه وقال له : اعطه مفتاح السيارة .. وكان يقصد سيارته رحمه الله وهنا أيضا اعتذرت لسموه واعدت الكرة بطلبي القبول في الكلية. بعدها أخد بيدي وجعلني بجانبه حتى أكمل سلامه على زائريه وعندما انتهى من السلام اصطحبني معه الى مكتبه داخل ديوان الوزارة وحينما جلس قال لي: يا ولدي الكلية انتهي امرها ولكن ادخل الجامعة وعد لي وابشر بما تريد. انتهى هنا اللقاء بسموه يرحمه الله.
هذا اللقاء الأبوي لم يكن يعطي إلا دلالة واضحة على الطريقة التي يتعامل معها نايف بن عبدالعزيز مع ابنائه. فلم يشأ سموه ان يكسر بخاطري حينما رأى طموحاتي فعرض علي هديته الأولى تقديرا لهذه الطموحات ولم يشأ سموه أن يكسر بخاطر اصراري على طلبي فعرض علي الهدية الأخرى وحينما رأى استمراري في طلبي أخذني بيده واصطحبني كما يصطحب الكبار ضيوفهم وأهدى إلي كلماته الحانية والتي لم يرد منها سموه إلا الحفاظ على الهيبة الإدارية والتنظيمية للكلية .
قد لا يعلم سموه أن كلماته كانت لي دافعا ونبراسا استضيء به. وقد لا يعلم سموه أيضا أني خرجت من مكتبه بإصرار وطموحات تفوق ما كان بداخلي قبل مقابلته. رحمك الله نايف بن عبدالعزيز..
|